ــــــــــــــــــــــــــ سليمان بيضون ــــــــــــــــــــــــــ
* السّورة التّاسعة والخمسون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلت بعد سورة البيّنة.
* سُمّيت بـ «الحشر» لقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ..﴾ في الآية الثّانية منها.
* آياتها أربعٌ وعشرون، وهي مدَنيّة، مَنْ قرأها استغفر له كلّ شيء، ويموت شهيداً، كما في النبويّ الشريف.
في ما يلي موجز في تفسير السّورة المباركة اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السّيّد محمّد حسين الطّباطبائيّ، و(الأمثل) للمرجع الدّينيّ الشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، و(نور الثّقلين) للشّيخ عبد عليّ الحويزيّ.
قيل في معنى «الحشر» الوارد في السّورة إنّه يدلّ على تجمّع اليهود للرّحيل عن المدينة، أو حشر المسلمين اليهودَ لطردهم منها، وبناءً عليه، فلا ربط لهذه الكلمة بـ «يوم الحشر»، الذي هو يوم القيامة.
محتوى السّورة
* (تفسير الميزان): «تشير السّورة إلى قصّة إجلاء بني النّضير من اليهود [عن المدينة المنوّرة] لمّا نقضوا العهدَ بينهم وبين المسلمين، وإلى وعد المنافقين لهم بالنّصر والملازمة، ثمّ غَدْرهم، وما يلحق بذلك من حُكم فَيئهم.
ومن غُرر الآيات فيها الآياتُ السّبعُ في آخرها، يأمر الله، سبحانه، عبادَه فيها بالاستعداد للقائه من طريق المراقبة والمحاسبة، ويذكر عظَمةَ قوله وجلالة قَدْره، بوصف عظَمَة قائله، عزَّ مِن قائل، بما له من الأسماء الحُسنى والصّفات العليا».
* (تفسير الأمثل): «هذه السّورة من السّور المُهمّة والمثيرة والمُوقِظة في القرآن الكريم، ولها انسجام قريب جدّاً مع الآيات الأخيرة من السّورة السّابقة [المجادلة]، والتي وعدت حزبَ الله بالنّصر. والنّصرُ الوارد في هذه السورة [على اليهود] يُعَدُّ مِصداقاً بارزاً لذلك النّصر الموعود.
ويمكن تلخيص موضوعات هذه السّورة في ستّة أقسام هي:
الأوّل: يعتبَر مقدّمة للأبحاث المختلفة التي وردت فيها، فتتحدّث الآية الأولى عن تسبيح الموجودات جميعاً لله الحكيم العليم.
الثّاني: من الآية الثّانية إلى الآية العاشرة، وهو يوضح قصّةَ اشتباك المسلمين مع ناقضي العهد من يهود المدينة.
الثّالث: من الآية الحادية عشرة إلى الآية السّابعة عشر، وفيه قصّة منافقي المدينة مع اليهود والتّعاون بينهما.
الرّابع: يشمل مجموعة من التّوجيهات والنّصائح العامّة لعموم المسلمين، وهي تمثّل استنتاجاً للأحداث أعلاه.
الخامس: يشمل الآية الحادية والعشرين، وهو عبارة عن وصف بليغ للقرآن الكريم، وبيان أثره في تطهير الرّوح والنّفس.
السّادس: يبدأ من الآية الثّانية والعشرين إلى الآية الرابعة والعشرين، فيتناول قسماً مهمّاً من أوصاف جلال الذّات الإلهيّة المقدّسة وجمالها، وبعض أسماء الله الحسنى، وهذه الصّفات عونٌ للإنسان في طريق معرفة الله سبحانه».