منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف)اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً
إيمان الفرد بالمهدي (عليه السلام)ويتجلى ما يستلزمه من تضحيات ومصاعب، في مستويات ثلاثة: المستوى الأول:كونه إيمانا بالغيب... فيلاقي من العقبات سواء كان باعتبار الإيمان باليوم الموعود، الذي يطبق اللّه تعالى أطروحته الكاملة على البشر. أو باعتبار الإيمان بالمهدي (عليه السلام) على الخصوص كقائد لذلك اليوم الموعود. أو باعتبار الإيمان فعلا بوجود المهدي (عليه السلام) وغيبته... على الاختلاف بين الناس في هذه العقائد الثلاث. فان الإيمان بأي واحدة منها إيمان بالغيب، فضلا عن الإيمان بها جميعا، طبقا للفهم الإمامي للمهدي (عليه السلام). فأنها جميعاً خارجة عن الحس الاعتيادي. إلا أولئك الخاصة الذين شاهدوا المهدي (عليه السلام) على وجه التعيين. وقليل ماهم.
المستوى الثاني:
استلزام طول مدة الغيبة وتماديها، بحسب الذهنية الاجتماعية للبشر، فيما شاهدوا من مقادير عمر الإنسان، استلزامه لاستبعاد وجود المهدي (عليه السلام) خلال هذه المدة، وترجيح موته أو عدم ولادته.
كيف وهو المذخور لنشر العدل ورفع الظلم، فلماذا لا يخرج لنشره وهويرى الظلم المتفاقم على وجه الأرض.
المستوى الثالث:
ما يستلزمه الإيمان بوجود المهدي (عليه السلام) وعلمه بأعمال الناس ومشاهدته المجتمع عن كثب حال غيبته... من شعور الفرد بالمسؤولية المضاعفة، بالتركيز على العمل الصالح على الصعيدين الشخصي والاجتماعي، ليكون عند حسن ظن قائده به وثقة إمامه.
ومن الواضح، إن الإيمان بالغيبة، وما تتضمنه من مصاعب، غير موجود، لا في عصر النبوة، ولا في عصر الظهور.
(من كتاب تاريخ الغيبة الكبرى للسيد الشهيد الصدر الثاني)