العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


الفرق بين أجسام الدنيا والآخرة

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
قديم 24-07-2010, 03:28 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
تراب البقيع

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
تراب البقيع غير متواجد حالياً

المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
الفرق بين أجسام الدنيا والآخرة

الفرق بين أجسام الدنيا والآخرة
ذكر الشيرازي ـ في حكمته العرشيّة، لكنه عرش وهو مجتثٌّ، وفي أسفاره وغيرها ـ وجوهاً فرّق بين أجسام الدنيا والآخرة، كلها باطلة، فلنذكرها مع بعض الردِّ بما يناسب الاختصار:
الأوّل: جسد الآخرة ذو روح وحيٌّ بالذات، بخلاف أجسام الدنيا فيؤخذ فيها غير ذات شعور وحياة; والحيّ منها عارضة له الحياة.
أقول: بل الكلُّ حيٌّ درَّكٌ من الإفاضة بإبقاء الله; وإن تفاوتت، فالنسبة في ذلك شدَّةً وضعفاً بحسب القرب والبعد; لعموم الموجود والتكليف. والمعرفة وإن تفاوتت فالنسبة في الكلِّ واحدة; وإن تفاوتت فليس بعضٌ عرضيٌ.
ولا مواتَ في الوجود مطلقاً، ولا بعض ذاتي، بل الكلُّ بإبقاء الله وإمداده، وإن تفاوتت في قبول ذلك وظهوره; فالدنيا أيضاً لا موات فيها، لا ذاتاً ولا عرضاً.
نعم يتفاضل، وهذا لا يوجب ما ذكره من الفرق، وحياة الآخرة أيضاً ليست ذاتية من أنفسها، بل بإمداد الله لها; وكون بعض ما في الدنيا لا يتحرّك بالإرادة بخلاف الآخرة، فإن سُلِّم لا يوجب فرقة، فتدبر.
الثاني: أجسام الدنيا قابلة لنفوسها على سبيل الاستعداد، وفي الآخرة فاعلة، لا بذاتها على وجه الإيجاب، فهنا ترتقي الأبدان إلى بلوغها حدود النفس; وفي الآخرة الأمر من النفوس إلى الأبدان.
أقول: مفرَّعٌ منه على عدم حشر المادة، وأن أجسام الآخرة وأحوالها عبارة عن تصورات النفس; بل النسبة واحدةٌ، وكذا الإرتقاء وإن تفاوتت في الشدَّة والضعف كما عرفت; وظاهر الكتاب، وسنّة ابراهيم(عليه السلام) وغيرها، تدلُّ على ارتقائها للنفس، وأنَّها ليست تصوراتها، واللزوم في الموضعين، وإن تفاوتت.
الثالث: الفعل هنا أشرف من القوة لأنه هنا غاية لها، وهناك بالعكس فإنها فاعلة له.
أقول: القوَّة في قوس النزول كَمَنَ القُوى; ثم يظهر بالفعل. فالمتقدم الفاعلَ الفعلَ لخلق الكلِّ بالمشيئة سواءٌ كان دنياً أم آخرة; هذا في النزول والإمدادات، وفي الصعود
المتقدم الفاعل دنياً وآخرة ـ القوة; وفي الشرف الفعل أشرف من القوة، فإنه إذا تأخر غايةً لها، وهي متقدمة فاعلة.
الرابع: أبدان الآخرة غير متناهية; لأنها عنده صور خيالية من عالم المجرّد الملكوتي، وبراهين تناهي الأجسان لا تجري فيها.
أقول: لمّا خفيت أجسام الآخرة من هذه الأعراض والأثقال كان لها حكم المجرد; فتدرك الصور والمعاني، وعقولهم تدرك المحسوس أيضاً; لطهرها وانقياد كلٍّ للشهوة، وعدم توقفه على أمر زائد، وإذا خفَّت الأجسام دنياً ـ كالمعصوم ـ ظهر منه نحوه.
ونفوس الآخرة محيطة بأبدانها، والعقول بها، ولهما تناهي; وكذا المجردات، بل كلُّ مخلوق في كلٍّ بحسبه، بل في كلِّ آن لاستنارة المدد، وهو بإمداد الله وعدم قطعه.
الخامس: لكل إنسان عالمٌ برأسه، سعيداً أم شقياً، لا ينتظم مع عالَم آخر في سلك واحد; لأنّ أصلها الصور الخيالية، وهي تفوى وتشتدُّ; فتكون جوهراً بالحركة الجوهريّة.
أقول: هو باطل; بل صور خيالية تنطق على الجنَّة وما فيها، إذا دخلها السالم منها الثابت، والباطل يُهدى، وفيها ما لم يحضر بنفسه وخياله، والبقاء والقوَّة بإبقاء الله وإمداده; لأنّه عطاءٌ غير مجذوذ، والزيادة لا انقاطع لها بالنسبة إلى أهل النار. وليست حقائق الأشياء الصور الخيالية.
نعم في بعضها وتنطبق عليها، ولها مادّة وإن كانت في كلٍّ بحسبه.
السادس: أجساد الآخرة والجِنان ـ والأنهر والأزواج وغيرها ـ موجودة بوجود واحد; هو وجود الإنسان السعيد ـ محيط ـ ولا كذلك الشقيُّ الجهنمي، بالنسبة إلى ما يصل له من العذاب، لأنه محاط بها; قال الله تعالى: (أَحَاطَ بِهِم سُرادِقُهَا)(1)، (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَُمحِيطَةٌ بِالكَافِرِينَ)(2).


أقول: كلها باطلة; وقال بالأوَّل لأنها صور خياليّة عنده في شؤون النفس وهو باطل; بل هي اُمور خارجة مغايرة لما نُسِبَتْ إليه، وإن اختصت به بعمله. ومنه الصور لا المادة، واختصّت به لذلك، وشراها به، وليست الحورية صورة الخيال، فهو خلاف العقل والنقل.
(1) الكهف: 29.
(2) التوبة: 49.
وأهل الجنَّة يدخولنها ويعودون إليها كما نزلوا منها; قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَت أَبَوابُهَا ـ إلى قوله: ـ فَادخُلُوهَا خَالِدِينَ)(1)، (ادْخُلُوا الجَنَّةَ)(2) الآية، وأمثالها ممّا يبلغ العشرين أو يزيد، كأهل النار في ذلك، وهو ظاهر من القرآن، فما في الآخرة هو ما في الدنيا.
نعم; ما هنا ـ كما سبق ـ صيغ منيعة تناسب الدنيا والتكليف والإبتلاء والاختبار; لأنها ليست دار قرار وخلود، وفي الآخرة صبغت بما يناسبها من الخلود والبقاء بإبقاء الله تعالى.
واعلم أنَّ الموت في الدنيا في قوس الصغود كما سبق، وقوسه قوس القيامة مقداره خمسين ألف سنة بقدر قوس النزول، وكلُّ مرتبة يستدل بها على مقابلها، فالولادة ولادة لكن جسمانية ودنيوية.
والاُولى ظهور النفس الحيوانية من النباتية، والثانية ظهور الناطقة من النفس الحيوانيّة كما قالوا(عليهم السلام)، فالاُولى تخرج فيها النفس من الجسم. وهي آية الموت من هذه الدنيا; ومقابله تخرج فيه النفس من هذا الجسم بقالبها.
وسكرةُ النفس الحيوانية حال الولادة الجسمانية كسكرة الموت حال خروج النفس من البدن بالموت في الدنيا; آية الثانية خروج النفس الناطقة من النفس البرزخية بين النفختين.
وصحو النفس الحيوانية البرزخية وانتباهها بعد الولادة الجسمانية كصحو النفس الناطقة وانتباهها بعد الموت في هذه الدنيا، وخروجها من البدن ومن الدنيا، وصحو النفس الناطقة وانتباهها بعد الولادة الدنيوية كصحوها وانتباهها بعد الخروج من البرزخيَّة بين النفختين، فالولادة اثنتان: دنياً وآخرة، فكلٌّ دليل الاُخرى.
(1) الزمر: 73.
(2) الأعراف: 49.












عرض البوم صور تراب البقيع   رد مع اقتباس
قديم 24-07-2010, 03:57 AM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
علويه حسينيه

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
علويه حسينيه غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : تراب البقيع المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي












عرض البوم صور علويه حسينيه   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2010, 09:17 AM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
تراب البقيع

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
تراب البقيع غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : تراب البقيع المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علويه حسينيه [ مشاهدة المشاركة ]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادام العلي علينا هذا العطاء النير

اختي المؤمنه
دام عطائكـــ واثابكم العلي
حباً لفاطمة عليها السلام
موفقين للخير

اخوك تراب البقيع


دمتــم برعاية بقية الله الاعظــم












عرض البوم صور تراب البقيع   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التأمين على الدنيا والآخرة . دمعة الكرار المنتدى الاسلامي العام 6 12-06-2012 05:01 PM
مَن رزقه الله حبّ الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة همسات الروح منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 1 09-08-2011 02:43 AM
التفكر في الدنيا والآخرة عشقي محمد واله المنتدى الاسلامي العام 4 17-02-2011 04:36 PM
الدنيا ممر والآخرة هي المقر عاشقة النور المنتدى الاسلامي العام 3 11-12-2010 10:44 AM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين