وعن خطّ الشّيخ الشّهيد انّ رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من أراد أن لا يطلعه الله يوم القيامة على قبيح اعماله ولا يفتح ديوان سيّئاته فليقل بعد كلّ صلاة :
تعقيب صلاة العَصر نقلاً عَن المتهجّد
اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذي لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ ذُو الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ وَأَسْأَلُهُ اَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍٍِِ ذَليل خاضِع فَقير بائِس مِسْكين مُسْتَكين مُسْتَجير لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً ثمّ تقول : اَللّـهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْس لا تَشْبَعُ وَمِنْ قَلْب لا يَخْشَعُ وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ وِ مِنْ صلاةٍ لا تُرْفَعُ وَمِنْ دُعآءٍ لا يُسْمَعُ اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ وَالْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ وَالرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَّةِ اَللّـهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَة فَمِنْكَ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْتَغْفِرُكَ وَاَتُوبُ اَلِيْكَ .
وعن الصادق (عليه السلام) قال : من استغفر الله تعالى بعد صلاة العصر سبعين مرّة غفر الله له سبعمائة ذنب وروي عن الامام محمّد التّقي (عليه السلام) قال : من قرأ إنا اَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بعد العصر عشر مرّات مرّت له على مثل أعمال الخلايق في ذلك اليوم ويستحبّ دعاء العشرات في كلّ صباح ومساء وأفضل أوقاته بعد العصر يوم الجمعة وسيأتي الدّعاء فيما بعد.
تعقيب صلاة المَغرب عَن مِصْباح المتهجّد
تقول بعد تسبيح الزّهراء (عليها السلام) : اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّون عَلَى النَّبِيِّ يا اَيُّهَا الَّذينَ امَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى اَهـْلِ بَـيْتِـهِ ثمّ تقول سبع مرّات : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ وثلاثاً : اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُهُ ثمّ قُل : سُبْحانَكَ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ اغْفِرْ لي ذُنُوبي كُلَّها جَميعاً فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً اِلاّ اَنْتَ .
ثمّ تصلّي نافلة المغرب وهي أربع ركعات بسلامين ولا تتكلّم بينهما بشيء وقال الشّيخ: روي انّه يقرأ في الرّكعة الاُولى سورة قُلْ يا اَيُّهَا الْكافِرُونَ وفي الثّانية قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ويقرأ في الاُخريين ما شاء وروي انّ الإمام علي النّقي (عليه السلام) كان يقرأ في الرّكعة الثّالثة سورة الحمد وأوّل سورة الحديد الى وهُوَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُور وفي الرّابعة الحمد وآخر سورة الحشر أي من لَوْ اَنْزَلْنا هذا الْقُرْانَ الى آخر السّورِة ، ويستحبّ أن تقول في السّجدة الأخيرة من النّوافل في كلّ ليلة سيّما في ليلة الجمعة سبع مرّات : اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَاسْمِكَ الْعَظيمِ وَمُلْكِكَ الْقَديمِ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبِيَ الْعَظيمَ اِنَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظيمَ اِلاَّ الْعَظيمُ فإذا فرغت من النّافلة فعقّب بما شئت وتقول عشراً : ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ اَسْتَغْفِرُ اللهَ ثمّ تقول : اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالنَّجاةُ مِنَ النّارِ وَمِنْ كُلِّ بِلِيَّة وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالرِّضْوانِ في دارِ السَّلامِ وَجَوارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلسَّلامُ اَللّـهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَة فَمِنْكَ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ اَسْتَغْفِرُكَ وَاَتُوبُ اِلَيْكَ.
وتُصلّي الغُفيلة بين المغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بعد الحمد في الاولى : و ذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ اَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلَماتِ اَنْ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنينَ وفي الثّانية : وَعِنْدَهُ مِفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها اِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَّرِ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة اِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّة في ظُلِماتِ الاَْرْضِ وَلا رَطْب وَلا يابِس اِلاّ فِي كِتاب مُبين ثمّ تأخذ يديك للقنُوت وتقول : اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الْغَْيِبِ الَّتي لا يَعْلَمُها اِلاّ اَنْتَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا وتذكر حاجتك عوض هذه الكلمة ثمّ تقول : اَللّـهُمَّ اَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتي وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتي تَعْلَمُ حاجَتي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لي وتسأل حاجتك فقد روي انّ من أتى بهذه الصّلاة وسأل الله حاجته أعطاه الله ما سأل .
تعقيب صلاة العشاء نقلاً عَن المتهجّد
اَللّـهُمَّ اِنَّهُ لَيْسَ لي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقي وَاِنَّما اَطْلُبُهُ بِخَطَرات تَخْطُرُ عَلى قَلْبي فَاَجُولُ فى طَلَبِهِ الْبُلْدانَ فَاَنَا فيما اَنَا طالِبٌ كَالْحَيْرانِ لا اَدْري اَفى سَهْل هَوُ اَمْ في جَبَل اَمْ في اَرْض اَمْ في سَماء اَمْ في بَرٍّ اَمْ في بَحْر وَعَلى يَدَيْ مَنْ وَمِنْ قِبَلِ مَنْ وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَاَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَاَنْتَ الَّذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لي واسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأخَذَهُ قَريباً وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لي فيهِ رِزْقاً فَاِنَّكَ غَنِىٌّ عَنْ عَذابي وَاَنَا فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ اِنَّكَ ذُو فَضْل عَظيم.
أقول: هذا من أدعية الرّزق ويستحبّ أيضاً أن يقرأ عقيبَ العشاء سُورة إنا اَنْزَلْنَاهُ سبع مرّات وأن يقرأ في الوتيرة وهي الرّكعتان جالساً بعد العشاء مائة آية من القرآن ويستحبّ أن يعتاض عن المائة آية سُورة اِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ في ركعة وسورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ في الرّكعة الأخرى.
وَهذا دُعاء يدعى به في كلّ صباح ومساء وهو دُعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلة المبيت وروي في التهذيب انّ من قال بعد فريضة الفجر عشر مرّات : سُبْحانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِ الْعَظِيمِ عافاه الله تعالى من العمى والجنون والجذام والفقر والهدم (انهدام الدار) أو الهرم (الخرافة عند الهرم) وروى الكليني عن الصّادق (عليه السلام) انّ من قال بعد فريضة الصّبح وفريضة المغرب سبع مرّات : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـنِ الرّحَيـمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِ الْعَظِيمِ دَفع الله عنهُ سَبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الرّيح والبرص والجنون وإن كان شقيّاً محى من الاشقياء وكتب من السّعداء وروي عنه (عليه السلام) أيضاً للدّينا والآخرة ولوجعِ العَين هذا الدُعاء بعد فريضتي الصّبح والمغرب : اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلِ النُّورَ في بَصَري وَالْبَصيرَةَ في ديني وَالْيَقينَ في قَلْبي وَالاِْخْلاصَ في عَمَلي وَالسَّلامَةَ في نَفْسي وَالسَّعَةَ في رِزْقي وَالشُّكْرَ لَكَ اَبَداً ما اَبْقَيْتَني .
أقول : روى الشيخ ابن فهد في عدّة الداعي عن الرّضا (عليه السلام) انّ من قال عقيب صلاة الصّبح هذا القول ما سأل الله حاجة إلاّ تيسّرت له وكفاه الله ما أهمّه :
أقول: حكى شيخنا ثقة الاسلام النّوري نوّر الله مرقده في كتاب دار السّلام عن شيخه المرحوم العالم الرّبانيّ الحاج المولى فتحعليّ السّلطان آبادي (رحمه الله) انّ الأخوند المولى محمّد صادق العراقي كان في غاية الضّيق والعُسرة والضّرّاء ومضى عليهِ كذلك زمان فلم يجد من كربه فرجاً ولا من ضيقه مخرجاً الى أن رأى ليلة في المنام كأنّه في واد يتراءى فيه خيمة عظيمة عليها قبّة فسأل عن صاحبها فقيل فيه الكهف الحصين وغياث المضطرّ المستكين الحجّة القائم المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه فأسرع الذّهاب اليها فلمّا وافاه صلوات الله عليه شكى عنده سوء حاله وسأل عنه دعاء يفرج به همّه ويدفع به غمّه فأحاله (عليه السلام) الى سيّد من ولده والى خيمته فخرج من حضرته ودخل في تلك الخيمة فرأى السّيّد السّند والحبر المعتمد العالم الأمجد المؤيّد جناب السيّد محمّد السّلطان آبادي قاعداً على سجادته مشغولاً بدعائه وقراءته فذكر له بعد السّلام ما أحال عليه حجّة الملك العلاّم فعلّمه دعاء يستكفي به ضيقه ويستجلب به رزقه فانتبه من نومه والدّعاء محفوظ في خاطره فقصد بيت جناب السّيد وكان قبل تلك الرّؤيا نافراً عنه لوجه لا يذكره فلمّا أتاه ودخل عليه رآه كما في النّوم على مُصلاّه ذاكراً ربّه مستغفراً ذنبه فلمّا سلّم عليه أجابه وتبسّم في وجهه كأنّه عرف القضيّة فسأل عنه ما سأل عنه في الرّؤيا فعلّمه من حينه عين ذاك الدّعاء فدعا به في قليل من الزّمان فصبت عليه الدّنيا من كلّ ناحية ومكان وكان المرحوم الحاج المولى فتحعلي (رحمه الله) يثني على السّيد ثناءً بليغاً وقد أدركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزّمان وأمّا ما علّمه السّيد في اليقظة والمنام فثلاثة اُمور :
الاوّل : أن يذكر عقيب الفجر سبعين مرّة واضعاً يده على صدره يا فَتَّاحُ .
الثاني : أن يواظب على هذا الدّعاء المروي في الكافي وقد علّمه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلاً من أصحابه مُبتلىً بالسّقم والفقر فما لبث أن ذهب عنه السّقم والفقر لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذى لا يَمُوتُ وَالْحَمْدُ للهِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِى الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً .
الثالث : أن يدعو في دبر صلاة الغداة بالدّعاء الّذي رواه ابن فهد ص 8 وينبغي أن يغتنم هذه الأوراد وَيداوم عليها ولا يغفل عن آثارها واعلم انّه يستحبّ سجدة الشّكر عقيب الصّلوات استحباباً اكيداً والدّعوات والاذكار المأثورة فيها كثيرة وقد روي عن الرّضا (عليه السلام) قال : ان شئت فقل فيها مائة مرّة شكراً شكراً وإن شئت فقل مائة مرّة عفواً عفواً وعنه (عليه السلام) قال : أدنى ما يجزي في سجدة الشّكر أن يقول ثلاثاً: شكراً لله واعلم ايضاً انّ لنا أدعية وأذكاراً كثيرة واردة عند طلوع الشّمس وعند غروبها مأثورة عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)والائمة الطّاهرين (عليهم السلام) وقد حرضت الآيات والأخبار تحريضاً ورغبت ترغيباً في المحافظة على هاتين السّاعتين ونحن نقتصر هُنا على ذكر عدّة من الادعية المعتبرة .
الاوّل : روى مشايخ الحديث بإسناد مُعتبرة عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : فريضة على كلّ مسلم أن يقول قبل طُلوع الشّمس عشراً وقبل غروبها عشراً : لا اِلـهَ اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ . وورد في بعض الرّوايات إنّ ذلك يقضى قضاء إذا ترك فإنّه لازم .
الثاني : وروي بطرق مُعتبرة عنه (عليه السلام) ايضاً قل قبل طلُوع الشّمس وقبل غرُوبها عَشر مرّات : اَعُوذُ بِاللهِ السَّميعِ الْعَليمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ وَاَعُوذُ باللهِ اَنْ يَحْضُرُونِ اِنَّ اللهَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ .
الثالث : ايضاً عنه (عليه السلام) قال : ما يمنعكم أن تقولوا في كلّ صباح ومساء ثلاث مرّات :