التوحيد هو العمود الأساسي الذي يقوم عليه الدين الإسلامي، ولذلك سنجد السور القرآنية مشحونة بالحديث عنه، وكذلك الروايات. ومن الآيات القرآنية المهمة التي تتناول مسألة التوحيد:
1 ـ ï´؟شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَï´¾([1]).
شهادة الله لنفسه ليست لفظية، وإنّما إظهارُ بأنّ عظيم خلقه وفعله، وعلمه، وتدبيره، وكل ما في الوجود من الذرَّة، حتى المجرَّة يدل على وحدانيته، ويشهد أنّه لا إله إلا هو سبحانه.
2- ï´؟وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِï´¾([2]).
ما بعث الله تعالى في الأمم المختلفة رسلاً قبل النبي «صلى الله عليه وآله» إلا ويوحي إليهم: أن لا معبود سواه، وبذلك أمرهم «عليهم السلام»، فاتفقت دعوة الرسل للناس على عبادة الله وحده لا شريك له.
3 ـ ï´؟مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ï´¾([3])
ليس لله تعالى ولدٌ ولا شريك، وإلا لانفرد كل إله بما خلقه، واستبدّ به، ولغلب بعضهم بعضاً، ولاختلّ نظم الوجود.
4 ـ ï´؟لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَï´¾([4]).
إنّ إتصال التدبير، وتمام الصنع في السموات والأرض، دليل على وحدانية الله، وعدم وجود شريك له.. إذ إنّ التعدد يقتضي الفساد.
5 ـ ï´؟قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌï´¾([5]).
دعوةٌ لتوحيد الله في ذاته وصفاته وعبادته وأفعاله، فهو الغنيّ بذاته وما سواه فقير يَحتاجُ إليه، ليس له مولود، ولم يكن متولّداً من أحد، فلا أب له ولا أم، وهو متفرد لا نظير له سبحانه.
ومن الروايات البارزة التي تتناول مسألة التوحيد نذكر ما يلي:
7 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه ومُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام»:
...قَالَ فِي قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: ï´؟فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىï´¾([12]).
قَالَ: هِيَ الإِيمَانُ بِالله وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه([13]).
ومن خلال ما تقدم يمكننا أن نخرج بالخلاصة الآتية:
إنّ الله تعالى واحدٌ أحدٌ لا ثاني له، وليست وحدته وحدةً عددية، فلا شبيه له ولا نظير، ولا ندّ وليس كمثله شيء.
وهو تعالى واحد في ذاته وصفاته وخالقيته وحاكميته ..الخ.
ولا مؤثر في الوجود غيره سبحانه، ï´؟قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍï´¾([14]). ï´؟أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُï´¾([15]).
وليس تحقّق قانون العلّيّة، بخارج عن إرادته وقدرته سبحانه.
لا شريك له، ولا معبود سواه، فهو الخالق والمدبِّر والرازق والمحيي والمميت ..
وإنّ وحدة النظم، وانسجام واتصال التدبير في الكون، دليل على وحدة المدبّر.
ولو كان له تعالى شريك لظهرت آثاره وأتَتْ رسلُه، ما استلزم الخلل في التدبير، والفساد في النّظم ..
لم يتَّخذ صاحبة ول ولدا، ولم يكن له شريكٌ في الملك، ولم يكن له وليٌّ من الذّل.
وهو وحده المقصود بالعبادة والدعاء، دون أن نشرك معه أنداداً ..
ومن التوحيد أن لايتوهّمه أحد، فلا يجوز عليه ما يجوز على العباد والمخلوقات.
وبعبادة الله وحده جاء الانبياء والمرسلون جميعاً، وإن تمايزت الشرايع السماوية في بعض الاوامر والنواهي، أو في بعض التعاليم والقوانين، فإنّ روح التوحيد تسري وتحكم جميع أحكامه وتعاليمه وقوانينها ..
عقائد شيعة أهل البيت (عليهم السلام) - سماحة الشيخ نبيل قاووق