فوائد البرتقال ومضاره

احباب الحسين للطب والصحة العامه


إضافة رد
قديم 28-05-2019, 12:21 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين متواجد حالياً

المنتدى : احباب الحسين للطب والصحة العامه
فوائد البرتقال ومضاره

بسم الله الرحمن الرحيم

البرتقال
orange
يعتبر البرتقال إحدى الفواكه الشهية المفيدة التي عرفها الإنسان منذ أقدم العصور حتى الآن ، ومع ان العلم الحديث وما حققه من اكتشافات حاسمة قلبت كثيراً من مفاهيم التغذية ونظرياتها ، إلا ان البرتقال ظل يحتفظ بكل ما أحاطه به الناس من اهتمام ، وما منحوه من ثقة ، بل ان العلم الحديث جاء ليؤكد كثيراً من الاعتقادات والنظريات القديمة ، وليكتشف في البرتقال فوائد جديدة امتدت حتى إلى الفضلات المتبقية من البرتقالة ، بل وإلى قشرها وبذورها (1).

على ان الأمر الجدير بالتنويه ، أن ما تمخض عنه. العلم الحديث بالنسبة للبرتقال ، قد حدد مركز هذه الثمرة العالمية بكل دقة ، فاعترف بفوائدها وزاد عليها ، ولكنه ـ في الوقت نفسه ـ نبه الناس إلى ما قد يسبب الاسراف في تناولها من أضرار ، وبهذا بات من الضروري لكل إِنسان أحب هذه الثمرة ، أن يعرف حقيقتها بدقة ، ليعرف ـ من ثم ـ كيف يفيد منها ، وكيف يتقي المضاعفات التي قد تسببها.
منذ فجر التاريخ ، وللبرتقال نصيبه الوافر من اهتمام الناس وتقديرهم ، ففي كتابات الحضارات القديمة في الشرق الأقصى والشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض ، نجد كثيراً من الإِشارات إلى تلك الثمرة ، محوطة بغير قليل من الحماسة في الإشادة بفوائدها وخصائصها ، ففي. « كتاب التاريخ » الذي يعتقد بأن مؤلفه هو « كونفوشيوس » وردت عبارات عديدة تتحدث عن البرتقال ، الأمر الذي دعا البعض إلى الاعتقاد بأن بلاد الصين هي منشأ الثمرة ، وأن المزارعين الصينيين المهرة استطاعوا تهجين الأنواع المختلفة من هذه الثمرة ، والتفنن في الاستفادة منها.


وفي بحث كتبه أحد الصينيين سنة ١١٧٨ ميلادية ، ذكر من البرتقال سبعة وعشرين نوعاً مختلفة ، بعضها نوع خال من البذور ، كما أن هناك دراسات أقدم من ذلك بكثير ، تمتد إلى سنة ٢٢٠٠ قبل الميلاد ، ومن ذلك كله يتبين أن الصينيين الجنوبيين كانوا يتناولون البرتقال الحلو واليوسف أفندي « المسمى بالعراق لالنكي » منذ أقدم العصور ، بحيث يمكن القول أنه إذا لم تكن الصين هي مهد البرتقال الأول ، فهي ـ على الأقل ـ أول من فطن إلى الفوائد العديدة للبرتقال ، لأن أهلها كانوا يفيدون منه في التغذية كما يفيدون من قشوره وزهوره في الطب ، ويمزجونها ببعض الأطعمة لتعطيرها.وقبل الميلاد بزمن بعيد ، كان الصينيون يصدرون البرتقال إلى الهند الصينية واليابان ثم امتد مجال تصديرها إلى الهند والملايو وبعض أقطار الشرق الاوسط ، وما أن حل القرن الثاني للميلاد حتى كانت أشجار البرتقال المزهرة تملأ بأريجها وعطرها مناطق واسعة من سهول فلسطين ومصر وسورية ولبنان وغيرها من الأقطار ، ولم يكن انتشار هذا النوع من الفاكهة وقفاً على البرتقال ، بل شاركه في ذلك أكثر الثمار الحمضية وعلى رأسها الليمون الحامض. وكان طبيعياً ـ بعد هذا ـ أن تغزو ثمرة البرتقال أُوروبة قبل سقوط الدولة الرومانية وتضرب أشجارها جذورها في تربة إيطاليا وبساتينها ، لتمتد بعد ذلك إلى مختلف سهول أُوروبة الجنوبية حتى تصل إلى اسبانيا ، ليبلغ الغزو أُولى مراحله مع حلول القرن السابع. أماالأصناف الحلوة من البرتقال والثمار الحمضية فلم تُتم عملية الغزو إلا قبيل مطلع القرن الخامس عشر. وكان طبيعياً أن ترافق الثمرة الشهية الحملات الاستكشافية التي تعرض لها العالم الجديد ، فترافق كريستوف كولمبس في رحلته الثانية إلى القارة الأميركية سنة ١٤٩٣ ، لتزرع بذور البرتقال الحامض. في هاييتي إحدى جزر الهند الغربية ، ولتنتقل من ثم إلى المكسيك واميركة الوسطى في أوائل القرن السادس عشر ، ثم الى شاطئ فلوريدا ما بين سنة ١٥١٣ و ١٥٦٥ ، حيث قام الهنود الحمر بنشر بذور البرتقال التي جلبها الاسبان إلى شبه جزيرة فلوريدا ، لتنتشر ببطء في اميركة الشمالية ، قبل ان ينتبه إليها المزارعون في كاليفورنيا فيزرعونها على نطاق تجاري واسع سنة ١٨٠٠ ، ومنذ ذلك الحين ، بات البرتقال شيئاً مألوفاً في حياة سكان الدنيا الجديدة وجنوب افريقياوأوستراليا ، ولكن أجود أصناف البرتقال ظلت تلك التي كانت تزرع في سهول فلسطين. أما في انكلترا ، فقد كان للبرتقال تاريخ طويل ، بدأ سنة ١٦٨٥ عندما زرع « وليم تمبل » أول أشجاره ، وكان الاهتمام موجهاً إذ ذاك إلى خاصيته العطرية وليس إلى ثماره الشهية. وقيل ان « الكاردينال ولسي » كان أثناء تردده على البرلمان الانكليزي يحمل « برتقالة بديعة الجمال ». ويروي الأديب الانكليزي « صموئيل بيبس » ان « المخنثين » الانكليز كانوا يحملون زجاجات زيت البرتقال لتعطير قفازاتهم. وذكر الروائي الانكليزي « جيمس شارلي » في القرن السابع عشر انه كان هناك رجال يحملون في جيوبهم ثماراً ناضجة من البرتقال « لتعطير جو الحديث » !..وكانت للملك شارل الأول حديقة كبيرة للبرتقال في « ومبلدون » تساوي الشجرة الواحدة منها ما بين عشرة جنيهات وعشرين جنيهاً ، وكان أصحاب البساتين في جميع أرجاء انكلترا يخصصون ساحات ضيقة من أراضيهم لزراعة مختلف أنواع البرتقال والليمون. هكذا ـ اذن ـ ارتبط البرتقال بحياة الناس في مختلف أرجاء الأرض ، فكان طبيعياً ، والحالة هذه ، أن تمتزج بحياتهم امتزاجاً كلياً ، ورسمها الفنانون في الشرق والغرب على السواء في مواضع مختلفة تدور كلها حول ما تشيعه هذه الثمرة من البهجة والبركة. وحتى في أيامنا هذه ، كثيراً ما تستعمل زهور البرتقال تيجاناً للعرائس ، ولعل السبب في ذلك ما عرف من أن شجرة البرتقال الواحدة تنتج من الثمار عدداً وسيطاً يبلغ مائة برتقالة في السنة ، لمدة نصف قرن كامل.
تركيب البرتقال :

هناك قرابة مائتي نوع من البرتقال والثمار الحمضية المشابهة له ، وهو يحتوي على ثلاثة وعشرين عنصراً جوهرياً من العناصر الغذائية ، بما في ذلك سكر الفواكه والحديد والفوسفور والفيتامين ( ب ١ ) والفيتامين ( ب ٢ ) والنياسين ، أما من حيث احتواؤه على الفيتامين ( ث c ) فالبرتقال لا يجارى في هذا السبيل ، تضاف إلى ذلك البروتينات وحامض الليمون والكالسيوم والحديد.إن تناول برتقالة واحدة عقب كل طعام يساعد كثيراً على الهضم ، لأن الحامض الموجود فيه. يثير الغدد المعدية فتنشط خميرة الهضمين ( الببسين pepsine ) التي تقوم بهضم الطعام. وكذلك يعتبر البرتقال مشهياً ممتازاً إذا تناوله الإِنسان قبل الطعام ، فهو خير ألف مرة من المشهيات الكحولية (2) ، أو الأدوية ، وفي هذا يقول تروسو :ـ إن مثل الأدوية المقبّلة كمثل آلة تفتح بها قفل باب مغلق ، إنها تفتحه ولكن بعد أن تتلفه ، وخير المشهيات ما كان طبيعياً والبرتقال من خير المشهيات الطبيعية. إن غنى البرتقال بالفيتامين ( ث c ) يجعله في مقدمة الأغذية الواقية والشافية (3) على السواء ، فهو يساعد على تثبيت الكلس في العظام ، ويحول دون حدوث داء الحفر « الاسقربوط » وداء « بارلو » في الأطفال ، فيعيد اللثة المنكمشة إلى موقعها ويحول ، دون تنخر الأسنان ، كما يوصف في الأمراض الانتانية المترافقة مع ارتفاع الحرارة ، وخاصة الحمى التيفية وذات الرئة والسعال الديكي وفي حالات اضطراب لون الجلد وتبدل لونه. ولعصير البرتقال اثر فعال في حالات النزف مهما كان منشؤه وفي وقف اقياء (4) الحمل. أما أوراق البرتقال فتستعمل جرعات شافية ( ١٠ أو ٢٠ غراما في ليتر من الماء ) ضد آلام الرأس والفواق (5) والسعال الصدري ، ولازالة طعم زيت السمك الكريه اثر تجرّعه مباشرة. وأما الزهر فلنفس الاستعمال ، مضاد للتشنجات والخفقان والزحارات العصبية وضد الأرق والقلق.
وماذا عن عصير البرتقال ؟

لقد اعتاد الناس ، منذ انتشار حوانيت بيع عصير الفاكهة ، على الازدحام أمام تلك الحوانيت ، للعبّ من عصير البرتقال ظناً منهم ان الاكثار منه يزيد في الفائدة المتوخاة منه. وكثيراً ما استقبلت في عيادتي مرضى يشكون قلة الفائدة التي يجنونها من عصير البرتقال ، رغم انهم يتناولون منه كؤوساً عديدة قد تصل إلى العشرة في اليوم الواحد ، وعبثاً أُحاول إِيضاح الأمر لهم وتبيان الطريقة التي يحققون بها الفائدة من هذا العصير ، فهم لا يستطيعون الاقتناع بأن كأساً واحدة تفيد أكثر مما تفيدهم عشرة كؤوس .. انهم يحسبون الأمر كماً وينسون حقيقته كيفاً.وأراني الآن ، وأنا أضع هذا الفصل من الكتاب ، أُواجه حرجاً غير ضئيل ، إِذ كيف أستطيع شرح الأمر لقرائي ، وإيضاح الحقيقة لهم من غير أن أصدمهم فيما يعتقدونه عن فاكهتهم المفضلة وعصيرها الذهبي الضارب إلى الوردي.كيف استطيع أن أُحدد الفارق الدقيق بين مردود « الكثير » ومردود « القليل ».كيف أستطيع أن اُفسر لماذا تكون فائدة قليل من عصير البرتقال مؤكدة مثلما يكون ضرر كثير منه مؤكداً ؟.. لقد قالت العرب : « قليل من السم ينفع » .. مع أننا نعرف أن السم عقار (6) قاتل .. ومع أنه لا وجه للمقاومة « العلمية » بين السم وبين عصير البرتقال ، إِلأ ان هذا المثل يعتبر خير تفسير لذلك الفارق الذي حرت في كيفية إِيضاحه.. للفارق بين قلة تنفع وكثرة تضر ... وأَراني قبل ، ان اضع الأمر امام عقل القارئ وعينيه ، مضطراً إلى تنبيهه وجوب التمعن فيما اقول ، وإِلى فهمه على حقيقته ، فلا يبالغ في تقدير الخطر ، لا ولا يستهين به ، وإِنما ينظر إِليه ـ هكذا أتمنى ـ كما يجب أن ينظر من غير زيادة ولا نقصان.لقد قام كل من الدكتور « يغلي » والدكتور « كاير » بدراسة أثر عصير البرتقال على المصابين بالقرحة الاثني عشرية في احد مستشفيات شمالي كارولينا ، فوقع اختيارهما على واحد وخمسين مصاباً بالقرحة ليكونوا وسيلة للدراسات ..كان تسعة عشر منهم مصابون بالقرحة الحادة ، وأربعة عشر بلغوا المراحل الأُولى لتكوِّن القرحة ، أما الثمانية الباقون فكانت اصابتهم بالقرحة هاجعة وغير ظاهرة ... وكان الغذاء الرئيسي الذي تناولوه جميعاً هو عصير البرتقال ، وبعد مدة معينة سجل الطبيبان الملاحظة التالية :

ـ الفئة الاُولى : ازداد شعورها بالألم والحرقة والحموضة.
ـ الفئة الثانية والثالثة : لوحظ لديهما ازدياد الأمراض المعدية.
وبعد هذه التجربة كتب الطبيبان يقولان :ـ إن عصير الفواكه الحمضية يزيد من أعراض القرحة المعدية والاثني عشرية. وفي مستشفى « مايو » الشهير ، اجرى الطبيبان « ستافي » و « لافدت » دراسات لمعرفة اثر عصير الليمون (7) والمواد الحمضية الاُخرى على الإِنسان ، فاختاروا خمسين شخصاً اعتادوا على تناول عصير البرتقال أو عصير الليمون كل صباح بعد الاستيقاظ مباشرة ( هذه عادة منتشرة بين عامة الناس في الغرب والشرق على السواء ويقصد منها اما مكافحة السمنة أو معالجة الإِمساك ) (8). لقد بينت الدراسات التي اجراها الطبيبان ان العصير الحمضي قد حطم مادة الكالسيوم (9) في الاسنان ، فبعض الذين اُجريت عليهم التجربة فقدوا أسنانهم الأمامية ، اما الآخرون فقد احدث العصير ثغرات ونخوراً في أسنانهم. وأجرى الدكتور « كاري ميلز » دراسات طريفة على الفئران لمعرفة الفرق بين الذي يحدثه العصير والأثر الذي يحدثه نفس الفاكهة بدون عصير ، فأطعم فريقاً من الفئران فاكهة دون تقشير ، واقتصر في تغذية الفريق الثاني على العصير ، وفي اليوم السادس ماتت الفئران كلها فدرس الدكتور ميلر أسنانها ، ثم كتب في مجلة التغذية : ان أثر العصير في حفر الأسنان أشد من اثر الفاكهة غير المعصورة. هذه الدراسات الواسعة التي اُجريت لدراسة أثر عصير الفاكهة في الأسنان قد دلت دلالة قاطعة على الأثر الذي يتركه هذا العصير في الأسنان ، فلقد تبين ان العصير الذي يتناوله البعض عادة بين وجبات الطعام يجعل الفم وسطاً مساعداً على نمو الجراثيم ، وذلك لوجود السكر في العصير ، فإن سرعة تفريخ الجراثيم في هذا الوسط تبلغ الملايين بعد ربع ساعة فقط من دخول العصير إلى الفم.على ان الاذى الذي يحدثه الافراط في تناول العصير لا يقتصر على الاسنان وحدها ، بل انه لا يكاد يقاس بالأذى الذي يسببه لبعض اعضاء الجسم الاُخرى. فقد تبين أن تناول العصير بكميات كبيرة ، يتطلب أن يمتص الجسم مقادير كبيرة من حامض الليمون الذي يوجد عادة في العصير ، وهذه المقادير تشيع الخلل في نظام توزيع الكالسيوم في انحاء الجسم. وقد اشار الدكتور « اولمان » في كتابه « الغذاء وأثره في الرشوحات (10) والالتهابات الأنفية » إلى أن ارتباك نظام توزيع الكالسيوم يعرقل العمليات الدفاعية في الجسم ، تلك العمليات التي تنظم مقاومة الأمراض وخاصة الالتهابات. وينصح الدكتور اولمان في كتابه المذكور بضرورة تخفيف استهلاك عصير الفواكه الحمضية لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يفتقرون إلى مادة الكالسيوم.
إِن الفواكه ـ كما هو معلوم ـ تحتوي على السكر بنسبة ١٥% تقريباً ، وبديهي ان نسبة السكر في العصير أكثر منها في الفاكهة قبل عصرها ، وقد اكتشف الدكتور « ملفين بيج » من المؤسسة الكيميائية في فلوريدا ، ان هذا السكر رغم فائدته ، يؤثر في الجسم إذا ما اُستهلك بكثرة ، إِذ يتسبب في اختلال نظام توزيع السكر في الدم ، إذا ازدادت كمياته ، كما يرهق الجسم والكبد.ويضيف الدكتور « بيج » ان تناول ، السكر بكثرة يزيد في قلوية الدم ، وبنتيجة ذلك يترسب الكالسيوم في البول (11) ، وتشكل الرمال البولية المسماة : « حماضات الكلس ».وفي مجلة « بريتش مديكال جورنال » المعروفة ـ التي تعتبر. أوثق المجلات الطبية ـ نشر مقال أقل ما يقال فيه أنه أشاع الذعر في قلوب الكثيرين من الذين يؤمنون بالبرتقال إِيماناً أعمى ، وينادون بفوائد الثمار الحمضية وما تحمله من الصحة والعافية ، فقد أورد كاتب المقال « الدكتور نيل وارد ماكيد » حادثاً أشار فيه إلى شخص أميركي دخل حديقة برتقال ( بيارة ) فالتهم حوالي عشرين برتقالة ، وفي الحال شعر بالألم ونُقل إلى المستشفى ، وما لبث أن توفي بعد يومين بسبب انسداد الامعاء بالمواد الليفية الموجودة في البرتقال. إن معظم الثمار الحمضية غنية بالمواد الليفية (12) ، التي تعرقل عمليات الامتصاص وإفراز العصارات الهاضمة ، وعندما يتناول المرء هذه الثمار بكميات كبيرة تتراكم الألياف في الأغشية المعوية فيضطرب الهضم ويختل الامتصاص ، ويشعر المرء بانتفاخ (13) البطن والغازات والقرقرة.هناك كثيرون يلجؤون إلى شرب عصير البرتقال كمحاولة لإطفاء العطش ، فالإِنسان محتاج إلى كمية معينة من الماء للاحتفاظ بحياته ، فإِذا نقصت كمية الماء الجوالة في دمائه تأثر مركز معين من القشرة الدماغية بسبب تنبه الأعصاب فيشعر ـ بالتالي ـ بالعطش. فإذا تناول الإنسان عصير البرتقال لإطفاء عطشه استهلك كمية كبيرة من هذا العصير نظراً لوجود السكاكر والحوامض ، وبعض المواد المنحلة ، في حين ان جدران المعدة الخاوية تمتص الماء في مدة لا تزيد عن العشرين دقيقة ، وهذا الماء يجول في الدم فيغسل الأعضاء والأحشاء ليطرح من الكلى (14) بولاً يحمل الفضلات السمية ، خلافاً لمفعول العصير الذي يعوقه عن هذه الدورة ما يحمله من أخلاط ومواد. ويقول الدكتور بيج ان الإِنسان عندما يتناول عصير الفواكه يفعل ذلك بدافع العطش لا بدافع الجوع ولذا فهو يستهلك منه أكثر مما يحتاج اليه الجسم. من الفاكهة نفسها ، ففي الوقت الذي تكفيه برتقالتان بدون عصر ، يستطيع ان يشرب دفعة واحدة عصير عشر أو اثنى عشرة برتقالة دفعة واحدة ، ولهذا نرى الأطباء ينصحون مرضاهم المصابين بنقص في الفيتامين ( ث ) بأكل ـ وليس شرب ـ الفاكهة الحمضية ، أما إذا تناولوها معصورة فيجب أن تكون الكمية معتدلة.ان الفيتامين ( ث ) مادة ضرورية لجسم كل إنسان ، فهي تساعد على نمو العظام والأسنان ، وتنشط الدورة الدموية وخلايا الجسم ، والحرمان من هذا الفيتامين يسبب نزفاً في بعض أنحاء الجسم بسبب تمزق جدر الاوعية الدموية (15) الشعرية ، كما يسبب ضعفاً في الصحة العامة ووهناً في القلب ، ويطلق على المرض المتأتي على الحرمان من الفيتامين ( ث ) داء الحفر ( الاسقربوط ). وقد بينت الدراسات التي أجراها الخبراء أن الفواكه الحمضية التي تنمو بمساعدة الاسمدة الكيميائية تنقص فيها نسبة الفيتامين ( ث ) بينما تزيد نسبة الحوامض فيها ، وكان سبب اجراء هذه الدراسات هو ما لوحظ من انتشار داء الحفر بين سكان احدى المناطق الاميركية التي عرفت بغزارة انتاجها للحمضيات ، كما اتضح ان معظم طلاب المدارس بولاية كاليفورنيا المشهورة بانتاجها للحمضيات ، كانوا يعانون نقصاً في الفيتامين المذكور.ولما كانت الاسمدة قد أخذت طريقها إلى زراعتنا فإن معنى ذلك ـ أيضاً ـ إن البرتقال الذي تنتجه أراضينا أصبح ، هو الآخر ، فقيراً في الفيتامين ( ث ) الذي نجري وراءه بارتشافنا كميات كبيرة من عصير البرتقال.ان أصدق تشبيه للفيتامين ( ث ) الذي يتمتع بثقة واقبال غالبية الناس ، هو « الملح » .. فكما ان الجسم الإنساني بحاجة إلى مقادير ضئيلة من الملح لإِدامة حياته ، بحيث تتحول الفائدة إلى ضرر إِذا زادت عن الحد اللازم ، كذلك الفيتامين ( ث ) ، الذي يتحول إلى مادة ضارة إذا زاد عن ذلك الحد .. إن حاجتنا اليومية ، من هذا الفيتامين يمكن تداركها كاملة بتناول برتقالة واحدة فقط بعد الطعام. بل ليس ضرورياً ان يكون البرتقال هو المصدر الوحيد لهذا الفيتامين. فهناك خضار أُخرى أغنى بالفيتامين ( ث ) ، ولكنها لا تضر بالأسنان كالبرتقال.هناك مثلاً ـ عصير البندورة ، وهناك البقدونس والقرنبيط والخس التي تحتوي على مقادير من الفيتامين ( ث ) تفوق ما يحتويه البرتقال أو الليمون بثلاثة أضعاف ، كما ان الملفوف والخيار والفليفلة الخضراء غنية به أيضاً.إذن .. فقليل من الحكمة في اختيار المواد التي يتألف منها طعامنا ، يمكنه أن يزودنا بحاجاتنا الكاملة من الغذاء من غير حاجة بنا إلى التعرض لأضرار الافراط في تناول أصناف معينة لا يخلو الافراط فيها من الضرر ، وهذه هي احدى النقاط الهامة ، التي اُريد لك ، أيها القارئ العزيز ، ان تدركها خلال مطالعتك لهذا الكتاب (16). بقي أن تعلم ان فوائد البرتقال لا تقتصر على كل ما ذكرنا ، فهو يفيد المصابين بأمراض عصبية ، وكذا المصابين بالسكرى ، والمحمومين (17) والمصابين باضطرابات معدية أو كبدية أو دموية ، وخير أنواع البرتقال التي يحسن بنا اختيارها هي ثقيلة الوزن ، قاسية الملمس ، ويفضل استبعاد النوع المسمى « بدمه » إذ قد يكون معالجاً بمواد كيماوية (18) لاكتساب هذا اللون.ومن المستحسن كذلك إضافة البرتقال إلى غذاء الرضع والأطفال ، فتضاف من عصيره ملعقة قهوة لكل زجاجة رضاعة ، فإن من شأن هذا العصير تسهيل الهضم وزيادة قوة الحليب الغذائية. وإِليك هذه الوصفات التي يمكنك الاستفادة بها من ثمر البرتقال ، وعصيره في الشفاء والغذاء.
وصفة من شراب البرتقال ضد الزكام والانفلوانزا :


يؤخذ عصير برتقالة في كأس مع قطعتين من السكر ، وقليل من الكونياك الروم وتمزج بماء حار جداً وتشرب حارة بقدر الامكان.
وصفة من عصير البرتقال والليمون ضد السمنة :


تغلى برتقالة كبيرة وثلاث ليمونات في نصف ليتر ماء لمدة عشر دقائق ، ثم تضاف إلى المغلي ملعقتان من العسل وتغلى مرة اُخرى لمدة خمس دقائق ثم تصفى وتبرّد ويؤخذ منها يومياً ثلاث أكواب.
وصفة من قشر البرتقال ضد القبض :

توضع كمية من قشر البرتقال في إِناء لتغلي مدة نصف ساعة ، ثم يطرح الماء ـالذي أصبح مراً ـ ويوضع ماء آخر بدلاً عنه ليغلي عشرين دقيقة ، مع إضافة عشرين غراماً من السكر إِليه ، ثم يجفف القشر في طبق ويؤخذ منه ثلاث ملاعق بعد طعام العشاء ، أو صباحاً على الريق ، فيفيد في حالات القبض فائدة آنية.
وصفة من لب البرتقال لتجميل الجلد :


توضع دوائر مستعرضة من لب البرتقال على الوجه والعنق ، بينما المرأَة متمددة ، لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة ، ثم ينزع اللب ، ويدلك الجلد ببقايا البرتقال العالقة به إن المثابرة على هذه الطريقة لمدة شهر واحد تمنح الجلد لوناً زاهياً ، وتجعله طرياً بصورة تفوق مفعول جميع مستحضرات التجميل المصنوعة.
وصفة من قشر البرتقال لامتصاص الروائح :

لقد اعتاد العامة وضع قطع من قشر البرتقال فوق الفحم المشتعل في المواقد « المناقل » لكي تغطي رائحة البرتقال الزكية ، رائحة الفحم السامة ، وقد أثبت العلم الحديث صحة هذه الطريقة ، التي ينتشر بها الزيت الطيار الذي يحتوي عليه قشر البرتقال في الغرفة.ويمكن استخدام قشر البرتقال المحروق في امتصاص روائح السجائر في الغرفة المقفلة. ( الغذاء لا الدواء ص ٣٧ ـ ٤٩ ).

----------------------
(1) البذر للحنطة والشعير وسائر الحبوب : كالبزر للرياحين والبقول ( فقه اللغة ص14 ).

(2) راجع الخمر في حرف الخاء.

(3) ـ ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) سورة الشعراء : الآية 80.

(4) الاقياء : اسم من القيء ، راجع القيء والمقيئ ومضادات التقيؤ في حرف القاف.

(5) إن الفواق تقلص مفاجئ في عضلة الحجاب الحاجز بين الصدر والبطن ، وهو يتبع في العادة اعنات المعدة ولا سيما بعد اكلة ثقيلة ، أو نهم لم يتوافر فيه حسن المضغ للطعام ، وينشأ من تهيج اعصاب الحجاب وسائر عضلات التنفس ، كما ينشأ من أي التهاب يصيب هذه الاعصاب ربما ادى إليه مرض في الكبد أو المرارة أو المعدة أو اللوزتين أو الاسنان.

بيد أن هذه ليست كل قصة الفواق فقد يكون عرضاً من اعراض القلق النفساني أو الصرع أو الاذى الشديد للمخ.

( المرشد الطبي الحديث ص 413).
(6) العقاقير : اخلاط الدواء ، واحدها العقار ، سُمِّيَ بذلك لأنه كأنه عقَر الجوف. ( معجم مقاييس اللغة ).

(7) راجع الليمون في حرف اللام.

(8) راجع الإمساك في حرف الميم.

(9) راجع ما هو الكالسيوم في حرف الكاف.
(10) راجع الرشح في حرف الراء.

(11) راجع البول في حرف الباء.

(12) راجع الالياف في حرف اللام.

(13) راجع الانتفاخ في حرف النون.

(14) راجع الكلى في حرف الكاف.

(15) راجع الوعاء الدموي في حرف الواو.

(16) ـ أي كتاب الغذاء لا الدواء للدكتور صبري القباني.

(17) راجع الحمى المالطية والرثية وحمى النفاس في حرف الحاء.

(18) قال الدكتور امين رويحة : يجب في كل الحالات ان يكون خالياً من الامراض ومن ادوية المكافحة الزراعية السامة التي يرش بها قبل نضجه لوقايته ووقاية الشجرة من الامراض.( التداوي والاعشاب ص 92).












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2019, 05:03 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : محـب الحسين المنتدى : احباب الحسين للطب والصحة العامه
افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
شكراً على هذه الفائدة المعلومات القيمة
يسلموووؤا على الطرح الراااقي
بارك الله فيك












عرض البوم صور عاشقة ام الحسنين   رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين