العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


رذيلة التخيل

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-2012, 05:58 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

دمعة الكرار


الملف الشخصي









دمعة الكرار غير متواجد حالياً


رذيلة التخيل

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


رذيلة التخيل

وهي واحدة من الرذائل التي تسبب تعاسة الإنسان، ويسمى الإنسان المصاب بهذه الرذيلة بالإنسان الخيالي، والتخيل والوهم تشارك رذيلة الجهل والوسوسة في كونها معاكسة لفضيلة اليقين. فعندما لا يترسخ الاعتقاد في القلب ويكون القلب مضطرباً تشرع قوة التخيل وتسبح الخيال بالعمل، وتسبب للإنسان سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
ـ أقسام التخيل:
التخيلات عن ثلاثة أقسام: الفردية، الاجتماعية، الدينية.
ألف ـ التخيلات الفردية:
1 ـ الوسوسة:
تشمل التخيلات الفردية أنواعاً كثيرة، وأحد تلك الأنواع هي الوسوسة الفكرية والوسوسة العملية التي تكلمنا حولها سابقاً والوسوسة في الحقيقة هي استخدام التخيل، الشيطان والنفس الأمارة تستغل قوة الخيال لدى الإنسان وتبرز ذلك الاستخدام بصورة وسوسة فكرية أو عملية. ولأن الموضوع طويل فسوف لن أتحدث أكثر مما سبق، ولكن ألفت الانتباه للخطر، ولي رجاء كذلك.
الخطر هو أن الوسوسة الفكرية والعملية إذا تمكنت منكم فسوف تأخذ منكم الدنيا والآخرة أيضاً، ومن المستبعد أن تكون دنيا الإنسان الوسواسي وآخرته عامرة.
وقد سبب الكثير من الوسوسة الفكرية والعملية ومازال يسبب التفرقة والتعاسة والمذلة.
والرجاء من الأشخاص المصابين بهذا الداء السرطاني هو ان يتخلصوا منه بالإهمال وعدم المبالاة، وحسب قول الإمام الصادق (ع): (لا تعتني بقول الشيطان، ولا تعود هذا الخبيث أن يقترن بك).
فإذا أهمله ولم يعمل بقوله، فربما لا تمضي ستة أشهر حتى يرى أن كلا الوسوستين الفكرية والعملية قد اختفتا من الوجود.
2 ـ طول الأمل:
النوع الثاني من التخيل الفردي هو الأمل حيث يتحكم بسلوك الكثير من الأفراد الحالمين، الذين لا يكون فكرهم اعتيادياً حيث تتحكم الآمال والأماني وبلا مناسبة في قلوبهم.
هذه الآمال والأماني هي التي تحول الإنسان إلى إنسان خيالي.
وعلى قول القرآن الكريم ينسج حوله حتى يختنق ويصل ذلك اليوم الذي يرى فيه سوء العاقبة ولا ينال فيه أياً من آماله وأمانيه.
والقرآن الكريم يتحدث عن هؤلاء بدرجة من الحدة بشكل يقول فيه للنبي الأكرم (ص) بأن يترك هؤلاء وآمالهم غير المجدية حتى تنكشف التعاسة لحظة الموت:
(ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون).
ذرهم وما اختاروا لأن الأشخاص بهذه الشاكلة لا يمكن هدايتهم، دعهم واعتقاداتهم الخرافية، ينسجون حولهم الآمال والأماني منشغلين بها فلا يفتحون عيونهم إلا فجأة ليشاهدوا لحظة الاحتضار.
القرآن الكريم في موضع آخر ينذر هؤلاء، وإنذاره أهم من هذا، فيقول: المؤمنون لهم نور يوم القيامة، سوف تنقلب صلاتهم وصومهم ووضوؤهم وغسلهم ومساعدتهم للناس إلى نور يسعى بهم إلى الجنة.
أما أولئك الذين انشغلوا بالاماني ولم يفكروا بالآخرة فليس لهم نور وإنما يعيشون في الظلمة، يوم يقولون لأصحاب النور اصبروا وانتظرونا لنلتحق بكم لعلنا نستفيد من نوركم.
فيقول لهم المؤمنون إرجعوا إلى الدنيا كي تحصلوا على النور، ليس هذا موضع انتفاع أحد من نور الآخر، ليس هذا موضع تهيئة النور ثم يذكر القرآن ذهاب كل من أهل الجنة إلى جنتهم وأهل النار إلى النار والحوار الذي يحصل بينهم ويفهم من القرآن الكريم أن أهل الجنة وأهل النار يرى بعضهم البعض الآخر ويكلم بعضهم البعض الآخر.
ومن تلك الحوارات ان أهل النار يخاطبون أهل الجنة، ألم نكن معكم؟ يعني كنا شيعة ومسلمين، فما الذي حدث لتكونوا من أهل الجنة ونحن من أهل النار.
فيجيبونهم: الفرق بيننا وبينكم انكم خدعتم أنفسكم، وتربصتم وتحكم في قلوبكم الجهل والتردد والشك والتخيل.
وغرتكم الآمال، حتى حضركم الموت، فساقكم شيطانكم إلى النار، يقول القرآن الكريم:
(يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم).
يقولون اعطونا قليلاً من نوركم.
(قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً).
فيقولون لهم عودوا إلى الدنيا وهيئوا لكم نوراً، هنا لا ينفعكم هذا الكلام.
(فضرب بينهم بسور له باب باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور)
هذه العبارة (وغرتكم الأماني) تخبرنا أن الآمال والأماني اللامعقولة خطرة وتحطم دنيا الإنسان وآخرته.
وحول هذا الموضوع ينقل عن النبي الأكرم (ص) وعن أمير المؤمنين (ع) رواية بنص واحد وهي:
(أن أخوف ما أخاف عليكم إثنان: اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة).
قالوا: نخاف عليكم من شيئين الأول اتباع الهوى والهوس.
والثاني الآمال والأماني اللامعقولة، فاتباع الهوى يُعمي عن مشاهدة الحق، والأماني اللامعقولة تنسي ذكر الآخرة.
عادة الناس الغارقين في آمالهم وأمانيهم لا يفكرون بشيء من قبيل القبر، والقيامة وعالم البرزخ وان في الآخرة جنة وناراً، ونفهم من الآية والرواية السابقة وأمثالها كثير، أن الآمال والأماني اللامناسبة خطر شديد على الإنسان.
ان الكثير من حالات ضعف الأعصاب والكثير من حالات الجنون تنشأ من هذا المنبع.
القرآن الكريم وروايات أهل البيت (ع) تسمي هذه العلة بالآمال والأماني اللامعقولة.
ويسميها علماء النفس بالرغبات المكبوتة، ويقول هؤلاء إذا زادت الرغبات المكبوتة عند الإنسان فانه يتحول من حالة الضمير الحساس إلى حالة الضمير الميت، وعندها يصبح عنده عقدة الحقارة وعقدة الحقارة تسبب ضعف الأعصاب وتارة تسبب الجنون.
وضعف الأعصاب مرض العصر، فيكثر هذا المرض في المكان المتمدن أكثر ومن مظاهره قلة النوم وضيق الصدر والكآبة، والغم والتحسر، وكلما كان المكان أكثر تمدناً كلما انتشرت الآمال والأماني يعني الرغبات المكبوتة ـ.
ولهذا نلاحظ ان إحصائيات استهلاك المهدئات في أمريكا والمانيا وبريطانيا تبعث على القلق.
وفي إيران يكثر أيضاً وجود مثل هؤلاء الأشخاص الخياليين والنظريين من ضعفاء الأعصاب.
وضعف الأعصاب هذا سبب لهؤلاء الكآبة والحزن والحسرة، وسبب لهم التشويش واضطراب الخاطر، وأخيراً يتحكم القلق الشديد بقلوب هؤلاء. وهو من آثار الآمال والأماني غير المعقولة.
أحد الأطباء النفسانيين يقول: أحضر أمامي للمعالجة امرأة مجنونة وبعد التحقيقات الكثيرة انتبهت إلى أن هذه المرأة وقبل زواجها كانت تأملّ أن تتزوج بشاب جميل، وان تلد أطفالاً جميلين، وأن يكونوا متمكنين مالياً، وأن تسافر وتطوف البلدان مع هذا الزوج الوسيم والغني ومع أبنائها الوسيمين.
ولكن وخلاف هذه الآمال فقد تزوجت بشخص غير وسيم وفقير أيضاً ولم يرزقها الله أطفالاً وهذه العوامل أدت أخيراً إلى الجنون بعد الآلام والتخيلات الطويلة الأمد.
وفي مستشفى الأمراض العصبية وعندما تتحدث مع الآخرين تقول لي زوج جميل، وطفل وطفلة جميلين. وعندي بيت كبير وأخيراً عندي ثروة كبيرة.
هذا الطبيب النفساني توصل إلى نتيجة ويوصي النساء الاقلاع عن الآمال والأماني التي لا محل لها، ويوصي بنسيان الماضي واغتنام الفرص الفعلية.
وذلك ما عبر عنه حضرة أمير المؤمنين (ع) بقوله:
(ما فات مضى وما سيأتيك فانِ فاغتنم الفُرصة بين العدمين).
يعني ان ما مضى قد انقضى وما سيأتيك لم يأت بعد، فاغتنم الفرص الحالية.
الآن ونحن في شهر رمضان المبارك، يجب أن نكون نشطين لأجل دنياناً وآخرتنا، وان لا نحزن بما جرى يوم أمس، وأن لا نخاف مما سيجري غداً:
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
أولئك المؤمنون بالله لا يحزنون على ما مضى ولا يخافون مما سيأتي، ولا ينشغلون بالآمال والأماني، ويدعون الله أن يحفظهم بعيداً ودائماً عن الأماني، فاقرأوا أنتم تلك الأدعية أيضاً وخاصة دعاء أبي حمزة الثمالي فاقرأوه في أسحار شهر رمضان المبارك، حيث نقرأ في آخر هذا الدعاء:
(اللهم إني أسألك إيماناً تباشر به قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين).
يقول اللهم اعطني إيماناً، إيماناً راسخاً في قلبي وليس إيماناً استدلالياً فحسب وليس إيمان لقلقة، لكي أتمكن به من الخلاص من الأحزان والأماني، وليكن عندي يقين بأن ما تقسم لي في أيامي الآتية فهو آت.
تسعون بالمائة من حالات الجنون، ومائة بالمائة من حالات ضعف الأعصاب بسبب عدم الرضا بما قدر لهم. من هنا يأتي معنى الزهد لو سألنا الناس من هو الزاهد، لقالوا: ذلك الذي استقر في زاوية ولا يملك شيئاً من حطام الدنيا، ولا يتغير حاله ازاء الدنيا مع أن هذا ليس زهداً، فقد سُئل أمير المؤمنين (ع)، يا علي ما الزهد فقال:
"الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله سبحانه: (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفـرحـوا بمـا آتـاكـم)"
ويقول القرآن الكريم:
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
يعني ذلك ان أي شيء سوف يأتي، وأي شيء يوجد في الوقت الحاضر، وأي شيء قد مضى كل ذلك مقدر من قبل الله، والقرآن يشير لذلك فيقول: قلنا لكم لا تحزنوا إذا ما فاتكم شيء، ولا تفرحوا أكثر مما ينبغي إذا ما أعطيناكم شيئاً، لأن الفرح الشديد يسبب التعاسة فيما بعد، وكذلك الحزن والغم يسبب التعاسة أيضاً، وبتعبير آخر فان أمير المؤمنين (ع) يقول: الزهد ان لا يتعلق قلب الإنسان بشيء أو أحد سوى الله.
فافعلوا شيئاً يجعل قلوبكم خالصة لله، فافعلوا شيئاً لكي لا تتعلق قلوبكم بشيء أو أحد غير الله، فإذا تعلقت قلوبكم بشيء فسوف يجلب زواله الحزن والحسرات لكم.
شوهد أحدهم وهو يبكي، فقالوا له لماذا تبكي؟ قال: لقد مات معشوقي. فقالوا: حسناً، هلا عشقت أحداً من لا يموت وهو الله.
إذن القسم الثاني من التخيل لا يقل عن الوسوسة الفكرية والعلمية هو الغرق في الأحلام والآمال والأماني اللامعقولة، وتحكمها بقلب الإنسان.
3 ـ الخرافات:
النوع الثالث من التخيلات الفردية، هو الخرافات، ومعنى الخرافات الشيء الذي لا يؤيده العقل أو الشرع. والخرافيون كثيرون وخاصة في الوسط النسوي واللائي يتسمن بالتعاسة وسوء الحال.
والخرافات أشبه بالشوكة التي تؤذي الروح كما تؤذي الشوكة اليد وتعيقها عن العمل، فالخرافة شوكة الروح التي لا تدعها سالمة ولا تدع الفكر سالماً. وأخيراً تبقى الروح ليل نهار معذبة الخاطر.
ومن مصاديق الخرافة عملية التغريب التي سادت أيام النظام الطاغوتي والتي أخضعنا لها جميعاً وللأسف، ولا تزال بعض مظاهرها ملموسة لدى البعض، حيث يميلون لكل ما هو لدى الغرب، اللباس الغربي، واللغة الغربية، التصرفات الغربية، والمائدة الغربية والملأكولات والمشروبات الغربية، يعني الرغبة الصحيحة لتقليد المرأة الانكليزية في القول والفعل. أو الرجل الفرنسي كذلك. وواضح ان من الأهداف الاستعمارية هو ان نقلدهم لنكون مثلهم.
الغربيون عندما يبسطون نفوذهم على بلد لا يكتفون بالاستعمار الاقتصادي ونهب ثروة ذلك البلد، بل يهتمون بنقل الثقافة الغربية التي يصفونها بالعلمية، ولكن ذلك العلم لا ينفع شيئاً، ولا يساعد على الابتكار واستخدامه محدود ولا يفتح افاقاً للعلم. والأهم هو الاستعمار الثقافي.
يعني أن دولة استعمارية مثل بريطانيا عندما تهيمن على الهند وإيران، أو مثل أمريكا عندما تتحكم في الكثير من البلدان الضعيفة، فان أحد الأعمال التي تقوم بها هو نقل وتزريق آدابها وأعرافها وتقاليدها إلى شعوب الدول المستضعفة.
هذا هو عمل الشيطان الأكبر، عمل الاستكبار العالمي، مثلاً أيام الشاه كانت نعمة تغيير الحرف، حيث سبق ذلك بعدة شهور مساع لكتابة القرآن الكريم للغربيين بالخط اللاتيني وقد أحبط ذلك المسعى بعض المسؤولين، وكانت رغبتهم تبني استخدام الخط اللاتيني هنا.
المستعمرون يغيرون التقويم المتبع لدى الكثير من الشعوب، فالآن جميع الدول الإسلامية تتبع التقويم الميلادي عدا إيران فقط.
الشاه المقبور غير التاريخ الإسلامي واستبدله بالتاريخ الشاهنشاهي. ليس التقويم فقط هو الذي يتغير وإنما يجلبون معهم كل تقاليدهم وعاداتهم وهذا عمل الشياطين الكبار ويحققون بذلك نتائج مهمة.
والخلاصة فان اتباع عادات وأعراف البلدان الأخرى يسمى بالخرافات. وهو أشد أنواع الخرافات ضرراً على دنيا الإنسان وآخرته



من مواضيع دمعة الكرار » معالم الشخصية السماوية للزهراء (عليها السلام)
» ثلاث دعواتٍ مستجابات لا شكّ فيهنّ
» عَلى قَدر عَطآئكْ يَفتقدك الـ آخرون ..!
» أثمرت وروديوقتلتني جروحها
» عبادة الامام الحسين علية السلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التخيل, رذيلة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طبيعة التدخل الإلهي دمعة الكرار منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 5 17-01-2012 12:18 PM
ساعدي طفلك على التخيل عاشقة النور احباب الحسين لأطفالنا الحلوين 3 05-10-2010 09:25 PM
سجله البديل درويش العباس نور14 احباب الحسين للشباب والرياضة 0 19-08-2009 12:12 PM
البخيل يورث البخيل راحيل احباب الحسين العام 1 30-05-2009 11:07 AM
قوة التخيل ديجيتال احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 1 13-05-2009 07:13 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين