عين الكعبة:
(اقتلع القرامطة الحجر الأسود عام 317هـ من قبل أبو طاهر الجنابي وأحضروه إلى منطقة هجر التي تتكون من هجر المدينة العظمى وقراها المعروفة وهي القطيف والخط والزارة على ساحل خليج فارس الذي عرف أيضا بخليج القطيف، قال المسلم في حادثة نقل الحجر الأسود إلى هجر: وقد كان لهذه الحادثة أثر كبير في سوء العلاقات بيت أبي طاهر وبين الفاطميين، فكتب إليه عبيد الله المهدي يوبخه على هذه التصرفات ويلعنه، قائلا: لقد حقت على شيعتنا ودولتنا كلمة الكفر والإلحاد مما فعلت. وأمره برد الحجر الأسود إلى مكانه وإعادة ا اخذه من الحجاج، ويقال أنه أرجع ما أمكنه من الأموال إلى ذويها من أهل البلد، واعتذر عن رد الباقي لتفرق أصحابها من الحجاج إلى أنحاء البلاد، أما الحجر الأسود فبقي لديه حيث أقامه في موضع _ كما يقال _ يسى الآن (بالجعبة) يقع بين الجش وسيهات جنوبي مدينة القطيف ) انتهى.
وينبوع عين الكعبة (ينبوع ماء في أرض القطيف) تلفظ في اللهجة المحلية بعين الجعبة (تنطق الجيم بـ ch) حيث ينقل كبار السن في منطقة القطيف (إحدى قرى هجر قديما) أن موقع عين الكعبة بالقطيف هي المنطقة التي نقل إليها الحجر الأسود وهي تقع في أطراف سيحة زراعية تعرف بسيحة سيهات بين مدينة سيهات والجش من أرض القطيف بالقرب من رمال صحراء البياض المجاورة لأرض القطيف.
كانت صحراء البياض الواقعة غرب القطيف بالقرب من عين الكعبة تكثر فيها قصور ومباني القرامطة ومزارعه التي كانت تسقيها تلك العيون الكثيرة التي ما زال شواهدها حتى أيامنا هذه في تلك الصحراء بعد أن جف ماؤها.
وهنا أتذكر الحاج/ أبو عيسى الناصر أحد رجال مدينة سيهات التي تقع العين في سيحتها الزراعية، قوله أنه عندما كانت العين في أوج عطائها في أواخر القرن الرابع عشر الهجري والرمال تحيط بها قامت سيارات النقل بنقل الرمال من الأراضي القريبة من عين الكعبة لاستخدامها في البناء، وخلال الحفر في الرمال انكشفت بعض المباني الأثرية بالقرب من عين الكعبة، فتم إيقاف نقل الرمال منها وردم ما ظهر من المباني في الموقع.
ذكر ابن منظور في رسم البيضاء كثرة القصور فيها. قوله: فقال ابن حبيب: البيضة، بالكسر، بالحرزن لبني يربوع، والبيضة، بالفتح، بالصمان لبني درام. وقال أبو سعيد: يقال لما بين العذيب والعقبة بيضة، قال: وبعد البيضة البسطة. وبيضاء بني جذيمة: في حدود الخط بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأحساء عذبة وقصور جمة، قال: وقد أقمت بها مع القراطة قيظة. ابن الأعرابي: البيضة أرض بالدو حفروا بها حتى أتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصوا إلى الماء. قال شمر: وقال غيره البيضة أرض بيضاء لا نبات فيها، والسودة: أرض بها نخيل؛ وقال رؤبة: ينشق عن الحزن والبريت، والبيضة البيضاء والخبوت) انتهى.
ما زال مبنى عين الكعبة في القطيف شاهد يشجع الباحث في تاريخ القرامطة، محاولة الإجابة على الكثير من التساؤلات التي من الصعوبة الإجابة عليها في وقتنا الراهن، ومنها: لماذا أطلق عليها مسمى عين الكعبة؟ وهل السور الدائري لعين الكعبة شجع القرمطي أبو طاهر على إجبار الناس على الطواف حوله كما ينقل بعض المتأخرين من الكتاب، وهل وضع الحجر الأسود في إحدى زوايا مبنى عين الكعبة؟ كل تلك التساؤلات يطلقها عاة الناس، ولكن الصعوبة إيجاد الجواب الشافي، ولكن نستطيع وضع بعض التكهنات التي قد تشبع نهم القارئ وعلى سبيل المثال:
قد يكون أن القرامطة وضعوا الحجر في مياه عين الكعبة وكان طافيا على سطح مياه العين، لهذا سميت بعين الكعبة نسبة إلى الحجر الذي وضع فيها، وذكر القزويني: (والحجر الأسود بقي عندهم (القرامطة) سنين حتى أشتراه المطيع بالله بأربعة وعشرين ألف. حكى بعض القرامطة قال لبعض علماء الإسلام: عجبت من عقولكم! بذلتم مالا كثيرا في هذا الحجر، فما يؤمنكم أنا ما أمسكناه ورددناه إليكم غيره؟ فقال العالم: لنا في ذلك علامة وهي أنه يطفو على الماء ولا يرسب! فألقمه الحجر) انتهى.
كما أن مساحة عين الكعبة ومبناها الدائري المرتفع مقارب لمساحة الكعبة المشرفة، وبالقرب منه تنقاب للتهوية تجري خلاله الياه إلى مقاصدها، فهل كانت مواصفات هذه العين أغرت أبو طاهر على إجبار الناس بالطواف حول العين وفيها الحجر الأسود؟!.
وينقل شارح ابن المقرب، الغير معروف وكذلك غير معروف سنة شرحه للديوان أن القرمطي بنى بيتا في القطيف سماه الكعبة. قوله في شرح بيت الشعر:
من بعد أن جل بالحرين شأنهم وأرجفوا الشام بالغارات والحرما
يعني بالحرم مكة حرسها الله تعالى وكان أبو طاهر القرمطي سليمان ابن الحسن القرمطي الذي يعرف بقصير الركاب قد أغار على مكة حرسها الله وبلغت خيله وجنوده البيت الحرام وقلع الحجر الأسود ن البيت والميزاب أيضا وحملها إلى البحرين وبنى بالقطيف بيتا سماه الكعبة وقال أصرف الحج إليه وصار كلما جعل الحجر الأسود في أركانه أصبح في ناحية غير متعلق بالبناء وكان حمله للحجر والميزاب في سنة اثنا عشر وثلاثمائة من الهجرة الإسلامية وكان ردهما في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وذلك بعد موته وكانت مدة إقامة الحجر والميزاب في بالبحرين ثلاثة وعشرين سنة. انتهى.
وفي الحقيقة أوردت قول هذا الشارح للديوان للاطلاع فقط على كل الآراء بالرغم أنني أرى أنه غير ثقة ويتضح ذلك من خلال قراءتي لشرحه ومدى نصبه العداء لآل البيت وشيعته حتى أنه حاول طمس القصائد الذي مدح فيها ابن المقرب آل البيت عليهم السلام، وكذلك يلاحظ للمتبحر في كتب التاريخ أنه لم يذكروا أن القرامطة بنوا كعبة في القطيف كما يذكر وقد انفرد بهذا القول كما انفرد أيضا في سنة اقتلاع الحجر الأسود وسنة إعادته، بالرغم أن المؤرخين الكبار كالمسعودي وغيره كما سيرد يذكرون خلاف قوله.
ام حسن......
:oilkftr (27):
المواضيع المتشابهه
عين الكعبة...............
العرض العادي
