العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > جنة أحباب الحسين الرمضانيه
جنة أحباب الحسين الرمضانيه لجميع المواضيع التي تخص شهر رمضان المبارك


في استقبال شهر رمضان المبارك

جنة أحباب الحسين الرمضانيه


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-2009, 10:09 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

moonlight


الملف الشخصي









moonlight غير متواجد حالياً


في استقبال شهر رمضان المبارك








>> مقتطف من سلسلة محاضرات ألقاها سماحة السيد حسن نصر الله في مجمع القائم – عجل الله تعالى فرجه الشريف – (لبنان)






أكد رسول الله- صلى الله عليه وآله- في خطبته في استقبال شهر رمضان المبارك، على مجموعة من المعاني الإيمانية والأخلاقية والتربوية، التي يمكن أن نعيشها في هذا الشهر المبارك . فقد تضمنت خطبته دعوات نبوية إلى العمل الذي يجب أن نقوم به في شهر رمضان المبارك، والذي يجب أن نتمرن ونتدرب عليه لبقية الشهور والأيام من حياتنا . وهنا نتناول بعضاً من مقاطع هذه الخطبة بالشرح والتوضيح.



عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال:



" أيها الناس ، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه."





نتوقف في هذا المقطع من خطبة الرسول – صلى الله عليه وآله – عند بعض الكلمات والمعاني الواردة فيه:





" إنه قد أقبل إليكم شهر الله " ~
أن كل الشهور والأيام والليالي والساعات هي لله تعالى، فالزمان كله لله عزّ وجلّ، والمكان كله لله عزّ وجلّ، والوجود والخلق ملك لله الواحد الأحد . فإذا كانت الأزمنة وكل الشهور لله تعالى، فلماذا يتم التركيز على أن هذا الشهر بالتحديد هو شهر الله، وإعطاؤه هذه الصفة وهذه الكرامة؟

إن الله بحكمته ولطفه وجوده وكرمه يمكن أن ينسب بعض الأزمنة إليه انتساباً خاصاً كالمسجد الحرام الذي جعله تعالى بيته الأول وقبلة الناس، وكذلك فإن كل أرض عليها مسجد تكتسب قداسة خاصة، بحيث تختلف فيها المعصية عن غيرها من الأمكنة وتعتبر فيها العبادة أفضل من غيرها من الأمكنة . إن شهر رمضان هو زمان خاص اختاره الله ونسبه إليه، ومعنى ذلك أن لهذا الزمان خصوصية وفضلاً وكرامة وحُرمة، وأن الله تعالى في هذا الزمان سوف تكون له طريقة خاصة وأحكام خاصة وموازين خاصة في التعاطي مع الناس . ويكمل الرسول – صلى الله عليه وآله – ليؤكد هذا المعنى معتبراً أن هذا الشهر هو أفضل الشهور، وبالتالي أيامه ولياليه وساعاته أفضل الأيام والليالي والساعات، ويكفي أن نعرف أن ليلة واحدة من شهر رمضان المبارك بالنص القرآني هي (( خيرٌ من ألف شهر )) أي ليلة القدر التي لا شك ولا ريب أنها إحدى ليالي شهر رمضان، وهذا تأكيد على فضل وعظمة وأفضلية هذا الشهر المبارك.





" إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة " ~
يقول الرسول – صلى الله عليه وآله – إنه قد أقبل إلينا ويقبل في كل عام بالبركة والرحمة والمغفرة، يُقبل بمغفرة الله لعباده المذنبين والخاطئين ومرتكبي الآثام والذنوب، ويقبل بالرحمة والبركة والعطاء والجود الإلهي، فالله تعالى في هذا الشهر يمن على عباده بالعطاء ابتداءً، وله عطايا وجوائز ومكافآت يمن بها عليهم ويوزعها عليهم .





" هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله عزّ وجلّ " ~

هذا المقطع هو مفتاح كل الجمل الآتية، فالداعي هو الله سبحانه وتعالى، والذي يخبر عن هذه الدعوة السنوية المتجددة مع كل هلال لشهر رمضان هو رسول الله – صلى الله عليه وآله - . وعندما نكون في ضيافة الله ما هي مستلزمات هذه الضيافة؟

هنا نعود إلى الأدب والأخلاق الإسلامية، فنرى أن مما أكد الله تعالى عليه استحباب الضيافة، ويقال إن شيخ الأنبياء إبراهيم – عليه السلام – كان مضيافاً بحيث كان لا يأكل طعاماً لوحده، وكان عندما يأتي وقت الطعام يخرج للشارع وينتظر بعض المارة ليستضيفهم إلى مائدته، فنرى أن من أدب الإسلام والأنبياء الضيافة، ومن أدب الضيافة حُسن الضيافة، لذلك فإن الضيف يُكرّم ويُحترم ويوضع في صدر المجلس ويطعم من أفضل الطعام ويهيّأ له الاحترام والتقدير والراحة والطمأنينة، وهذا من المستحبات الأكيدة .

أما عندما يكون الله تعالى هو صاحب الضيافة ونحن الضيوف، فماذا نتوقع من هذا المضيف؟ نتوقع من هذا المضيف الذي هو الله تعالى النتيجة التي قالها رسول الله – صلى الله عليه وآله - : "وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ." ، والكرامة هنا تعني الشرف والعزة والعظمة والجود والعطاء والكرم والحب والصفح ... وهذه بعض معاني الكرامة، إذن نتوقع من الله تعالى أن ينزل علينا الرحمة وأن يعطينا الشرف والعزة، وأن يمنّ ويتكرم ويجود علينا، ويصفح ويعفو عنا، ويحبّنا، وينظر إلينا نظرة رحيمة رؤوفة .

ولذلك ما دمنا في ضيافته تعالى ونحن أهل كرامة الله عزّ وجلّ ينبغي أن نستفيد بقوة من هذه الأيام والليالي والساعات، وأيضاً ينبغي أن نلتفت إلى أنه، كما أن هناك آداباً للمضيف يُتوقع منه من خلالها أن يجود ويصفح ويعطي، كذلك في الأدب الإسلامي والإنساني هناك آداب للضيف. فعندما نكون ضيوفاً الله ، فهذا له آداب والتزامات معينة، وهنا نعود للبشر، فإذا كان أحدنا ضيفاً على شخص كريم وعزيز وشريف وذي شأن،نجلس بأدب ونتحدث بأفضل الكلام، وتكون تصرفاتنا محسوبة . لذلك كما يجب أن نتطلع بعين الأمل والرجاء في شهر رمضان إلى رحمته ومغفرته وبركاته وجوائزه وعطاياه وهداياه وفضله وكرمه، يجب أن نتطلع بعين الخوف والوجل إلى أنفسنا وتصرفاتنا وسلوكنا في هذه الأيام والليالي، فلا نخطئ، ولا نأثم، ولا نذنب، ولا نرتكب ما هو خلاف الأدب مع الله سبحانه، ولا نتجاوز حدوده، ولا نخالف أحكامه، ولا نعصي أوامره، ولا نرتكب نواهيه، هذا معنى أننا في ضيافته، و "ضيافة الله" ينبغي أن نأخذ بها من الجهتين: من المضيف الذي هو أهل الكرم والمطلق وما نتوقعه من كرامته، ومن طرفنا كعباد . يضيف الرسول – صلى الله عليه وآله - : أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب " – هنا نجد الكرم من الله سبحانه في هذه المعاني .

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


" نومكم فيه عبادة " ~
بدأ بالعبادة وهي باختصار كل عمل محبوب لله تعالى وينوي الإنسان من خلاله أن يتقرب إلى الله عزّ وجلّ، فالصلاة مثلاً، سواء الواجبة أو المستحبة يصليها الإنسان بنية القربى إلى الله _ عبادة، والصوم عبادة، ويمكن أن لا تكون فقط العبادات الشرعية كذلك، بل إن كل عمل محبوب لله إذا نوينا فيه القربى يصبح عبادة . والملحوظ في العبادة أساساً أن فيها تعباً وجهداً كالصوم مثلاً من طلوع الفجر إلى المغيب، حيث يوجب أموراً كثيرة ينبغي أن نجتنبها . وأحياناً يكون النهار طويلاً، ففي الصوم مشقة، والصلاة أيضاً فيها بعض المشقة، وكذلك بعض الصلوات المستحبة كصلاة الليل يوجد فيها مشقة أيضاً، الحج أيضاً هو عبادة وفيه إنفاق للمال وسفر ومخاطرة وتحمُّل الشدائد والصعوبات ؛ فالعبادة إذاً ليست عملاً سهلاً بل فيها نوع من المشقة والجهد . هنا، نرى الكرم في شهر رمضان حيث يحتسب الله تعالى نومنا عبادة دون أي مشقة أو جهد، والنوم المشار إليه هنا هو النوم الطبيعي لا أن نقضي الصوم كله في النوم حيث يصبح كسلاً وتقاعساً عن الطاعات والواجبات .


" أنفاسكم فيه تسبيح " ~
والتنفس هو حاجة طبيعية وضرورية ولا يمكن أن تمر لحظة دون أن نتنفس فيها، هذا التنفس الذي هو حاجة قهرية ويرتبط بها بقاؤنا على قيد الحياة، يُسجل عند الله تعالى تسبيحاً، مع العلم أن التسبيح أيضاً جهد وهو أن يقول الإنسان ويكرّر ذكراً معيناً ، وقد يكون مئات أو آلاف المرات ويحتاج إلى حركة من اللسان والنفس وإلى تأمل وتفكير لأن لقلقة اللسان ليست تسبيحاً، أما في شهر رمضان فكل نفس هو تسبيح وله أجر وثواب المسبّحين .


" وعملكم فيه مقبول " ~
العمل الذي يقبله الله تعالى هو العمل الذي نقوم به طبقاً للموازين الشرعية ويثيب الله عليه، ولكن هناك شرط لا بد من أن يكون موجوداً وهو صحة العمل . فهو لا يقبل الأعمال غير الصحيحة أو غير المنطبقة مع الموازين الشرعية، حيث توجد صلاة صحيحة وصلاة مقبولة، وهناك الصوم الصحيح والصوم المقبول، فقبول الصلاة أو الصوم هو درجة أعلى من صحة الصلاة أو صحة الصوم . فصحة الصلاة أن نؤديها تامة الأجزاء والشرائط ومن ضمنها النية وهي أن تنوي الصلاة قربة إلى الله تعالى . وصحة الصوم أن نجتنب فيه كل مفطّر وننوي صومنا لله تعالى.
أما القبول فهو مرحلة أعلى فمثلاً في الصلاة إنما يقبل منها ما صلاّه الإنسان وهو متوجّه إلى الله عزّ وجلّ بقلبه . لكن الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان بمقتضى الكرم يقبل من عباده كل عمل قاموا به صحيحاً وعلى الموازين الشرعية، ويخفّف عنهم شروط القبول التي اشترطها في غير شهر رمضان .


" دعاؤكم فيه مستجاب "~
الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءنا في هذا الشهر المبارك . ولكن ينبغي أن يكون هذا الدعاء بنية صادقة وقلب طاهر .
وهناك أمر يمنع الاستجابة ولو دعوناه بقلب طاهر ونية صادقة، وهو أن المضيف إنما يتكرم على ضيفه ويوجد عليه ويعطيه كل ما يطلب إذا كان فيه صلاحه، ولم يكن فيه في الحد الأدنى فساد له، كما لو أن أحداً ما كان في زيارة شخص عزيز وكرم، وطلب منه أن يسقيه عصيراً معيناً فيقدمه له؛ أما لو طلب سمّاً فلا يعطيه إياه لأنه يلحق به الضرر ويعرضه للخطر، حيث إن مقتضى الكرم والجود أن لا يعطيه ما يؤذيه . وأيضاً على سبيل المثال إذا كان لأحدنا ولد صغير وطلب سكيناً ، هل نعطيه إياها!؟ لا لن نعطيه إياها حتى لو بكى لأنه سوف يؤذي نفسه؛ وإذا رفض الدواء وبكى نجبره على شرب الدواء رأفة ورحمة وتلطفاً به .
ونحن بدورنا قد نطلب من الله أحياناً أشياء نتصور لجهلنا وبعقلنا القاصر أن فيها صلاحاً لنا ولكنه سبحانه الذي يعلم الحقائق والمستقبل والغيب، يعلم أن في هذا الشيء ضرراً لنا فيحجبه عنا . وهذا ما نراه في دعاء الإمام زين العابدين – عليه السلام -: (( ولعل الذي أبطأ عني ، هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور.))
قد يستعجل الإنسان النصر، ولكنه تعالى _ لعلمه بالغيب _ يؤجله سنوات لأنه سيكون فيه فلاح كبير . وأيضاً يمكن أن يكون الإنسان مريضاً فيستعجل الصحة والعافية ولكن الله ربما يؤخرها له لأنه يرى أنه إذا أعطاه الصحة الآن فسوف يرتكب هذا الإنسان في عافيته ما فيه خسران الدنيا أو الأخيرة . وفي بعض الروايات أن الله سبحانه يختار لعبده ما يصلح لهم إلا الفقر، ولو جعلهم الله أغنياء، لعاشوا شقاء الدنيا ووقعوا في شقاء الأخيرة، فيبقيهم فقراء ولو ظلوا كل عمرهم يدعونه ليغنيهم ويرزقهم . وهناك بعض الناس لا يصلح لهم إلا الغنى، فيبقيهم أغنياء . وبعض الناس لا يصلح لهم إلا المرض، وبعضهم لا يصلح لهم إلا العافية والصحة . هنا، يجب أن نلتفت إلى أن الله عزّ وجلّ رؤوف ورحيم بنا . فربّنا هو الذي يربينا، ويتولى أمرنا وشأننا ولا يكلنا إلى أنفسنا وإلا هلكنا . ولذلك هو ارحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وبالتالي يعطينا ما يصلح لنا .

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



" فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه "~
هذه الأيام والليالي والساعات خاصة جداً، يقبل الله ويستجيب فيها ويصفح ويعفو فيها . لذلك يجب أن نستنفدها حتى اللحظة الأخيرة . فاطلبوا كل شيء . ومن جملة ما نطلنه في الأيام الأولى خصوصاً، أن يوفقنا لصيامه لأن الصوم هنا واجب "وتلاوة كتابه" وهو أمر مستحب ومؤكد، بل من أهم الأعمال في شهر رمضان المبارك . فتلاوة آية أو سورة أو ختم القرآن له آثار وبركات عظيمة تتجاوز هذا الفعل في غير شهر رمضان .


" فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم "~
فإذا كنت مثلاً من المذنبين والعاصين والخاطئين والآثمين والأشقياء وهلّ عليك هلال شهر رمضان وكنت من المسلمين الذين دُعوا إلى ضيافة الله تعالى ودخلت في ضيافته ولم تطلب غفران الذنوب والصفح عن الخطايا والتجاوز عن السيئات ومحو الآثام ولم تحصل على هذا العفو والصفح، فمعنى ذلك أنك الشقي الحقيقي . عن النبي – صلى الله عليه وآله – أنه قال إن مهمة شهر رمضان الأساسية إنهاء الذنوب وشطبها ومحوها، حيث يقول – صلى الله عليه وآله – في بعض الروايات: "إنما سُمّيَ رمضان لأنه يرمض الذنوب." وكلمة يرمض في اللغة تعني يحرق أي يحرق الذنوب . ولذلك " فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ". وهذا حافز أساسي ورئيسي إلى أن نغتنم هذه الساعات والليالي والأيام، لنحصل على هذه المغفرة ونعوذ بالله وبكرمه وبجوده.
أما أن يهلّ علينا هلال شهر شوّال وينتهي شهر رمضان ولم يغفر لنا ولم يصفح عنا، فتلك مصيبة كبيرة جداً علينا . فإذا لم نطلب أن يُغفر لنا فهذا يعني أننا لسنا لائقين وأن وضعنا سيئ جداً إلى الحد الذي لم نستحق فيه أن يتطلّع إلينا الله تعالى بنظرة رحيمة ويغفر لنا ذنوبنا، وهذا هو الشقاء.


" واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه " ~
أي أن العطش والجوع في شهر رمضان يجب أن يذكرنا بالعطش والجوع يوم القيامة، وتقول بعض الروايات إن العطش والجوع الأكبر هو في يوم القيامة، وهذا العطش والجوع في هذه الدنيا ليس عطشاً وجوعاً، بل لهو كما الدنيا كلها (وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) لا عطشها عطش ولا جوعها جوع، ولا ألمها ألم ولا فرحها فرح، ولا لذتها لذّة ولا سعادتها سعادة ولا حزنها حزن، ولا فقرها فقر ولا غناها غنى ولا جاهها جاه . إن الألم واللذة والعذاب والنعيم والعطش والحقيقي والجوع الحقيقي هو في الأخيرة .
في بعض الروايات أنه عند الحشر في صحراء المحشر تبدّل الأرض غير الأرض، ويبرز الناس للواحد القهار بالمليارات في صفوف منتظمة ومكتظّة . وكل واحد يقف خائفاً مرعوباً وقلقاً من أهوال يوم القيامة وما شاهده قبل البعث وأثناءه وبعده، ويكون كل فرد مشغولاً بنفسه. وفي ذاك الموقف الطويل المهول الذي لا نعلم كم يستمر قبل أن ينتهي الحساب ويدخل أهل النار إلى النار وأهل الجنة إلى الجنة، ليس هناك طعام أو شراب . نعم في الساعات واللحظات الأولى قد يذهل الإنسان عن عطشه وجوعه، ولكن عندما يمتد به الزمن، يشعر بألم الجوع والعطش والآلام الأخرى.
القرآن الكريم يحدّثنا عن أهل النار الذين يطلبون الطعام والشراب و ((ليس لهم طعام إلا من ضريع)) .هم يشعرون بالجوع والعطش الشديد ولكن ما يعطونه لا يسد عطشهم ولا جوعهم، بل يزيدهم عذاباً وعطشاً وجوعاً . وينبغي عندما نتذكر عطش وجوع يوم القيامة أن نتذكر كل أهوال هذا اليوم، فالجوع العطش هما من تفاصيل أهوال ذاك اليوم وما يواجهه الإنسان . والنبي – صلى الله عليه وآله – يعلمنا أن من أهم الوسائل التربوية والروحية والنفسية التي تبعد الإنسان عن المعصية وتساعده على تزكية وتطهير وتنقية نفسه، هي ذكر أهوال يوم القيامة، فمن يتذكّر الوقوف الطويل بين يدي الله عزّ وجلّ وأن هناك كتاباً يحصي عليه كل صغيرة وكبيرة وسوف ينشر ويعطى له يوم القيامة، ومن يتذكر أن مصير العاصين والخاطئين والمذنبين هو النار وأن مصير المطيعين والعابدين الذين يردعون أنفسهم عن الاستماع الحرام والكلام والحرام والنظرة الحرام والفعل الحرام هو الجنة التي فيها ((ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)) _ من يتذكر ذلك _ يردعه عن فعل المعصية ويشجّعه على فعل الطاعة .
وعلى هذا، فإن كل يوم من أيام شهر رمضان هو يوم تزكية وتنقية وتربية . وطالما نحن في الصوم والعطش والجوع، يجب أن يبقى حاضراً أمامنا ذلك اليوم العظيم، يوم القيامة، وما وعد الله به المؤمنين، وما توعّد به العاصين والخاطئين. وينبغي أن يشكّل ذلك مانعاً ورادعاً ومربياً لنا نحن خلال الثلاثين يوماً. إذا تذكرنا ذلك، فتدريجياً نخرج من هذا الشهر وقد تربينا على ضبط أنفسنا وعلى الإمساك بأنفسنا الأمارة بالسوء، ومنعناها من السيطرة علينا، بل يمكن أن نخرج من هذا الشهر لأنفس زكية نقية وقلوب طاهرة، وكتبٍ قد شطبت منها كل الذنوب واستبدلت فيها السيئات بالحسنات، وهذا أعظم ما يمكن أن يحصل عليه إنسان مؤمن حلّ ضيفاً على رب كريم عظيم في شهر ضيافة الله وكرامة الله تعالى.


أسأل الله تعالى الاستفادة من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وآله – وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا وعرفنا، وأن نستفيد من هذه الفرصة بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن والقيام بكل الأعمال الأخرى.


نسألكم خالص الدعاء
MOO:65:NLIHGT


من مواضيع moonlight » شوكلاته maltesers على شكل عنقود عنب]! ..
» انت تحت اضواء الشهره
» صرخآت من بيــــن السيوفـ
» ليس الغريب
» moonlight تعود من جديد لكم
رد مع اقتباس
قديم 18-08-2009, 10:27 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

* || نور على نور ||*


الملف الشخصي









* || نور على نور ||* غير متواجد حالياً


افتراضي


أسأل الله الباري أن يهدينـآ
لعبآدته’ وتلاوة كتابه
والخوف والخشية منه
في افضل الشهور
بلغنـآ الله وإياكم هذا الشهر
على خير’,
سلمـِ غـآليتي
وفقكـِ الباري,’’


من مواضيع * || نور على نور ||* » حلاوة الذكر
» تهنئه بِولادة الإمام الرضا عليه السلام
» مُقتطفه
» فراقه عيد
» صلاة آخر جمعه في شهر رمضان المبارك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المبارك, استقبال, رمضان, شهر, في

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة النبي الأعظم "صلى الله عليه واله" في استقبال شهر رمضان المبارك محب الرسول جنة أحباب الحسين الرمضانيه 7 20-07-2012 11:09 AM
خطبة الرسول الأكرم في استقبال شهر رمضان المبارك.. قلب الأسد جنة أحباب الحسين الرمضانيه 9 19-08-2011 10:32 AM
قصيدة عن رمضان المبارك.......(رمضان كريم)*******رمضان جانا محب الكاظم* احباب الحسين للشعر والخواطر 5 10-08-2011 03:16 AM
مركز شهر رمضان المبارك1430">صلوات ليالي((شهر رمضان المبارك)) مكآرم}* جنة أحباب الحسين الرمضانيه 0 26-08-2009 01:32 PM
استقبال شهر رمضان ** خـادم العبـاس ** جنة أحباب الحسين الرمضانيه 0 14-08-2009 10:55 AM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين