بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ذكر الرواية والتعليق عليها اود ان اهنئكم
بمناسبة ميلاد السلطان ثامن الأئمة وضامن الجنة
الإمام علي بن موسى الرضا (سلام الله عليه) رزقكم الله زيارته في الدنيا ونيل شفاعته في الاخرة بحق محمد وعترته الطاهرة
صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .
جاء في تفسير الإمام أبي محمدالعسكري (عليه السلام) ص257 ما هذا نصه :
كان علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بين يديه فرس صعب وهناك راضة (1)
لا يجسر أحد منهم أن يركبه ، وإن ركبه لم يجسر أن يسيره مخافة أن يشبَ به فيرميه ويدوسه بحافره ، وكان هناك صبي ابن سبع سنين ، فقال : يابن رسول الله أتأذن لي أن أركبه وأسيره فأُذلله، قال : أنت؟ قال : نعم
، قال : لماذا؟ قال: لأني قد استوثقت منه قبل أن أركبه ، بأن صليت على محمد وآل الطيبين الطاهرين مائة مرة ، وجددت على نفسي الولاية لكم أهل البيت . فقال: اركبه فركبه ، فقال : سيره فسيره ، فمازال يسيره ويعديه حتى أتعبه وكده ،
فنادى الفرس يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد آلمني هذا اليوم ، فاعفني عنه وإلا فصبرني تحته ،
فقال الصبي : سل ما هو خير لك أن يصبرك تحت مؤمن .
قال الرضا (عليه السلام) : صدق ، فقال : اللهم صبره فلان الفرس وسار ، فلما نزل الصبي
قال :سل من دواب داري وعبيدها وجواريها ومن أموال خزائني ما شئت ، فإنَك مؤمن قد شهرك الله بالإيمان في الدنيا .
قال الصبي : يابن رسول الله (صلى الله عليك وآلك) وأسأل ما أقترح؟
قال : يا فتى اقترح ، فإنَ الله تعالى يوفقك لاقتراح الصواب .
فقال : سل لي ربك التقية الحسنة والمعرفة بحقوق الإخوان والعمل بما أعرف من ذلك ،
قال الرضا (عليه السلام) : قد أعطاك الله ذلك ، لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم (2) .
اقول: يمكن تسليط الضوء على بعض ما جاء في الرواية من عبر وحسب فهمي القاصر
راجيا من الله القبول ومنكم ايها الاخوة والاخوات التقويم والاضافة :
اولا : ان قيمة كل انسان لا تحدد بعمره فقد يفعل صغير السن ما يعجز عن فعله الكبار وما ذلك الا بالعلاقة مع الله جل وعلا
الم يقل امير المؤمنين سلام الله عليه ( قيمة كل امريء ما يحسنه ) اذن لماذا نجعل العمر مقياس للاتباع وعدمه
وان كبير السن هو افهم واحق بالاتباع من هو اصغر منه سنا ؟!!!
انريد ان نقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه السابقون من اعتراضهم على امير المؤمنين سلام الله عليه بانه لايصلح لقيادة الامة
وذلك لصغر سنه ؟!!!
الا نتعظ بحوادث التاريخ لتكون لنا عبرة فلا نكرر الخطأ مع السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله بعزه ) ؟!!
جعلنا الله واياكم من المتعظين بحق محمد واله الطيبين الطاهرين
ثانيا : ان في الرواية اشارة لعظمة الصلاة على محمد وال محمد وموالاة اهل البيت سلام الله عليهم فهما لا يقدران بثمن
فلنشكر الله جل وعلا على هذه النعم التي لم ولن نوفي حقها
ثالثا : ان سر نجاح اي عمل هو الوثوق بنتائجه وما اقدام الصبي على تذليل الفرس الا لوثوقه بان مولاة اهل البيت سلام الله عليهم
والصلاة على محمد وال محمد مأة مرة قادرة على فعل المعجزات
رابعا : ان الافضل ان تسال الله جل وعلا الصبر على البلاء لا الاعفاء منه لانك لا تبلغ الدرجات الا بالنجاح في البلاءات وذلك لا يكون الا بالصبر عليها ولعل في دعاء الامام سلام الله عليه اشارة ان الصبر على البلاء لا يكون الا بالتوسل بالمعصومين سلام الله عليهم
خامسا : لقد اعرض ذلك الصبي عن حطام الدنيا رغبة منه في الاخرة ولعل العبرة التي يمكن اخذها من ذلك هي ان نتادب في طلباتنا من الائمة سلام الله عليهم وخصوصا في المراقد المقدسة
فليكن طلباتنا منهم طلبات اخروية لا دنيوية فكأن الامام سلام الله عليه بذهابك لزيارته يعرض لك الدنيا والاخرة ان طلبت الدنيا اعطاك وان طلبت الاخرة اعطاك
سادسا : فلنتمعن كثيرا في طلب ذلك الصبي وما قال الامام الرضا سلام الله عليه عن طلبه
لقد طلب :سل لي ربك التقية الحسنة والمعرفة بحقوق الإخوان والعمل بما أعرف من ذلك
ولقد قال الامام سلام الله عليه : قد أعطاك الله ذلك ، لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم
اذن افضل شعار الصالحين :
1 - التقية الحسنة ( اذن هنالك تقية ليست حسنة فتأمل )
2 - المعرفة بحقوق الاخوان ( فلقد اكد القران الكريم على الاخوة في آياته والرسول صلى الله عليه واله في احاديثه
والمعصوم سلام الله عليه في اقواله والسيد القائد في خطبه ولقاءته )
3 - العمل بما اعرف من ذلك ( ان من اهم الامور ان تعمل بما تعلم لانه لا خير في علم لا يعمل به )
واخيرا اسال الله جل وعلا ان يغفر لنا الزلل في القول والفعل انه على ذلك من القادرين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
