العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للتاريخ والحضارات > قسم الشخصيات اللامعه
قسم الشخصيات اللامعه يختص بالسير الذاتيه للشخصيات اللامعه القديمه والحديثه وبكل أصنافها


الفقه ومتطلبات العصر :حوار مع فضيلة الشیخ حسّان سویدان

قسم الشخصيات اللامعه


إضافة رد
قديم 19-02-2020, 03:38 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي الفقه ومتطلبات العصر :حوار مع فضيلة الشیخ حسّان سویدان



الفقه ومتطلبات العصر / الفرق بين الاستدلال بالكتاب والاستدلال بالسنة؟ .. حوار مع فضيلة الشیخ حسّان سویدان (1)

الإجماع في مدرسة أهل البيت “عليهم السلام” ليس سوى منبأ و مُخبر عن السنة كاشف من كواشف السنة لا اكثر و لا اقل
نحن لا نستطيع أن نقول بأن جميع ما ورد في الروايات هو لبيان المصداق الوحيد للقاعدة القرآنية أو للقاعدة الواردة في السنة المطهرة، بل قد يكون كثير من الروايات التطبيقية، تمثل تطبيق عصر من العصور بحيث إذا تغيرت الظروف الموضوعية المحيطة بالموضوعات أو الأساليب التي من خلالها يمكن التطبيق أنه لا ينطبق حكم آخر أو مورد آخر أو أن نفس الرواية نبقى نتعبد بها.
نحن لدينا تجربة إجتهادية قابلة للصحة وقابلة للخطأ. لأن الذي يقوم بالتجربة ليس معصوماً. مصادره معصومة. لكن هو في قراءته وإستنطاقه وفهمه ليس معصوماً. لكن أقول كل عقلاء العالم، الجاهل عندهم يذهب إلى العالم. فالأصل الأول رعاية الأصول.


ما نقدمه لكم هو حصيلة الحوار الذي أجرينا مع أستاذ البحث الخارج في حوزة بقية الله في النبطية ببيروت فضيلة الأستاذ الشيخ حسان سويدان، حول موضوع: «إستجابة الاجتهاد والفقه لمتطلبات العصر»

الفرق بین الاستدلال بالکتاب وبین الاستدلال بالسنة:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الرب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين لا سيما ما بقية الله الأرضيين وحجة الله أجمعين عجل الله تعالي وفرجه الشريف.

من حيث الأساس لا شك ولا ريب في أن مدرسة الفقاهة في مذهب الإمامية “أعزهم الله تعالى” مبنية على الانفتاح في الإجتهاد. ولا يوجد حدود و لا قيود لهذا الإنفتاح سوى الحدود والقيود التي يفترضها منطق الإيمان والاعتقاد الحق في مدرسة أهل البيت “عليهم السلام” من إنحصار مصادر الإستدلال والإستنباط الديني والفقهي بالمصادر الثلاثة: الكتاب والسنة والعقل.

صحيح أنه يتكرر ذكر الإجماع في كلمات علمائنا و أنا أعتقد أن تكرار ذكر الإجماع في مقابل الكتاب والسنة والعقل، لم يكن في يوم من الأيام، لأن لا أحد في مدرسة أهل البيت “عليهم السلام” يعتقد بأصالة مصدرية الإجماع في الإستنباط.

لأن الإجماع في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ليس سوى منبأ و مُخبر عن السنة كاشف من كواشف السنة لا اكثر و لا اقل.

نعم أنا أعتقد أن هذا إن ما ذكر تاريخياً بهدف كلامي وليس بهدف فقهي حتى لا يقول الناس الذين كانوا يعدون الإجماع دليلاً مستقلاً أن مدرسة أهل البيت “عليهم السلام” ليس لها حظ من هذا الدليل، و قد يستخدمه علمائنا تاريخياً في كتب فقه خلاف بشكل بارز كالشيخ طوسي في الخلاف و العلامة الحلي في التذكرة و غيرهم في غيرها.

إذا كان الأساس هو الكتاب والسنة المطهرة والمستقلات العقلية، فنحن يوجد لدينا في هذا المجال متسع. بمعنى أن آيات الكتاب والسنة المطهرة بعد أن انحصر عمل العقل، لا لأننا نريد أن نحصره، بل لأن الحد الأوسط في المسائل الفقهية في غير خطوط العريضة الكبرى، ليس عقلياً؛ فلا مسرح للعقل فيه، فينحصر الإستنباط و الإستدلال بشكل أساسي بالكتاب والسنة.

نحن نعتقد أنه يوجد فرق مهم بين الإستدلال بالكتاب والإستدلال بالسنة. الإستدلال بالكتاب يتضمن إستدلالاً بآيات كتاب الله “عز وجل” التي هي بدورها أيضاً في الغالب لم تتعرض إلا للخطوط العريضة في التشريع، سوى في بعض الأبواب دخلت إلى شيئا من التفاصيل كالطلاق والميراث، والا بشكل عام نجد أن الخطوط العريضة للتشريع هي التي نص عليها في الكتاب الكريم بحيث نستطيع نحن من خلال آيات عرفت بآيات الأحكام وهي أوسع من خمس مئة آية، يمكن أن نقعد قواعد أساسية تكون مرجعيات للإستنباط والإستدلال.

بينما في الروايات والسنة المطهرة غلب فيها، و إن كان فيها أيضا نظير الآيات بيان للقواعد العريضة ولا ننكر هذا وهي كثيرة ليست بالقليلة، لكن المساحة الأعظم في السنة المطهرة في الروايات هي جوانب التطبيقات العملية لهذه الخطوط العريضة، غير جنبة التشريع والتفصيل.

لذلك نحن لا نستطيع أن نقول بأن جميع ما ورد في الروايات هو لبيان المصداق الوحيد للقاعدة القرآنية أو للقاعدة الواردة في السنة المطهرة، بل قد يكون كثير من الروايات التطبيقية، تمثل تطبيق عصر من العصور بحيث إذا تغيرت الظروف الموضوعية المحيطة بالموضوعات أو الأساليب التي من خلالها يمكن التطبيق أنه لا ينطبق حكم آخر أو مورد آخر أو أن نفس الرواية نبقى نتعبد بها.

التدقیق في نوعیة الروایات:
هذا الموضوع لحساسيته يحتاج الى شيء من الفتح و التوضيح: نحن نلمح تاريخياً التعامل مع الروايات و كأنها جميعها وردت تعبديةً. مع أننا بالتدقيق في الروايات نحن نجد في الروايات بياناً لخطوط التشريع، و نجد في الروايات تطبيق للقواعد الفقهية العامة في الكتاب و في السنة.

نجد في الروايات أيضاً ما يسمى بأحكام الولائيّة التي كان النبي “صلى الله عليه و آله” أو الإمام أمير المؤمنين “عليه السلام” أو بعض الأئمة أهل البيت “عليهم السلام”، و إن لم تتسنّی لهم الوسادة للحكم لكنهم هم الحكّام الشرعيين، من قبيل صحيحة علي ابن مهزيار الطويلة عن الإمام الجواد “عليه السلام” في الخمس، فإنه يحكم أنه في سنته هذه لسبب يقع تفسيره أعفى الشيعة من كذا و كذا، هذا حكم الولائي على كل حال.

يوجد أيضاً في الروايات كثيراً من الأحكام الإرشادية مثلاً: رسول الله “صلى عليه و آله” كان يحب أن يأكل بالملاعق الشامية. هذا حكم تعبدي أم أن الملاعق الشامية في ذلك الوقت كانت أجود ملاعق، لأن بقية الملاعق كان يمكن أن ينفصل منها أجزاء و تدخل في الطعام و يأكله الإنسان مثلاً !

بينما تجد في الروايات كثيراً ما تجد في المجاميع الروائية مثل باب الإستحباب الأكل بكذا، و باب الإستحباب الشرب بكذا ، عندما نقرأ الروايات نجد أنها إرشادية و بلغة الإرشاد و ليست بلغة التعبد.

أو في بعض الحالات يؤشرون الى أحكام الشرعية عامة في العناوين مثلا في “الوسائل” عندما نقرأ الروايات قد تجدها روايات صدرت على أساس الحكم الولائي و تذكر على أنها أحكام شرعية كلياً.

أنا لا أريد أن أقول إن فقهائنا لم يتنبهوا على مستوى الخط العريض الى أنّه توجد هذه الأحكام، كيف و نحن ورثنا منهم و جلسنا على موائدهم في العلم، لكن ما أريد قوله إنه لم يفرض هذا الأمر بشكل واضح حتى يكون في عملية الإستنباط من الواضحات أن الأمور تختلف بإختلاف الأزمنة.

التجدید السلیم فی قبال التجدید السقیم:
أنا الآن في هذا الحوار لست بصدد الإفتاء و أخذ النتائج الفقهية، بل بصدد الإضاءة على إمكانية و كيفية التجديد، لنضع حداً فاصلاً بين التجديد السليم الذي يمكن عمل على أساسه والأخذ به، وبين التجديد السقيم الذي لا يبتني على الأصول السليمة ويحاول إعادة القراءة حتى في مسلمات الكتاب والسنة، هذا الذي لا نقبله وهذا الذي وقع فيه كثير من الناس نأتي إليه إن شاء الله.

أنا أُعرّف بالمثال لأن كثيرا من أهل العلم عندما يحاورون يضعون الأفكار العريضة وتبقى الامثلة غائبة.
المثال الاول: المسافة الشرعیة لقصر الصلاة
مثلا: في صلاة المسافر، موجودة الآية الكريمة التي تتردد لو كنا و الآية، بين صلاة الخوف والمطاردة وبين صلاة المسافر، لأن في ذيل الآية “إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا” وهذا لا علاقة بالسفر العادي في العادة، هذا له علاقة به. لكن في السنة المطهرة فسرت الآية بصلاة المسافر. فسّرت أو طبّقت ليس مهماً، الآن لا ندخل في البحث، لم يحدد في الآية أو في الجملة من الروايات مقدار المسافة.

جاءت روايات أصلها عن النبي “صلى الله عليه و آله”، أنه حدد المسافة بمسيرة يوم، ثم طرحت إشكالية أن المسير في اليوم يختلف؛ الناقة الصّفواء و الدّابة السّريعة تمشي غير ما يمشي قطار الجمال، و طرحت الإشكالية في زمن أهل البيت “عليهم السلام” و أجابوا، قالوا إنما وضعت المسافة على هذا القطار.

القطار يعني الجمال التي تمشي مجتمعةً كالقطار محمّلة بالأثقالً. و جاءتنا طائفة ثالثة من الروايات تقول إذا مشى بهذا المقدار فقد شغل يومه، يعني مسير اليوم المتعارف، صحيح أن فرس البريد أيضاً كان يوجد فرس البريد يمشي في اليوم يمكن ثلاث مئة كيلومتر ، لا أربعة و أربعين كيلومتر.

هنا يوجد مجال للبحث الفقهي، مثلاً؛ صحيح أنه تاريخياً كل الفقهاء يقولون بأنه المسافة هي هكذا و حددت تعبدياً، لكن عندما علّل النبي “صلى الله عليه و آله” و عللت روايات الأئمة أهل البيت عليهم السلام، هذه المسافة بأنها مسيرة اليوم، و مسيرة اليوم بالوسيلة المتعارفة ليس للبطيء البطيء و لا للسريع السريع، و جاءت طائفتان من الروايات و قالت إذا مشى بهذا المقدار قد شغل يومه، إذا جمعنا هذه الروايات يوجد مجال للتجديد الفقهي، و لا غرابة في هذا الأمر، و لا استيحاش إيضاً من أن يجدد الإنسان، لكن هذا التجديد الخاضع للإصول، للعمل، للإستدلال بالقرآن و بالروايات، هذه إعادة قراءة دقيقة و إستنطاق دقيق و جديد للمرويات.

هذا النحو من التجديد والاجتهاد والذي قام بها علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام، صحيح أن كثير من الفقهاء لا يتجرئون على مخالفة المشهور، لكن الشهرة أولاً ليست لها أصالة في الحجية، والشهرة حجة من باب كشفها عن السنة المطهرة وليست في مقابل الكتاب و السنة.

ثانياً بعض الأوقات الشهرة تحصل لأن الموضوع لم يتبدل عبر السنين، يعني الناس كانت تسافر على الدابّة و بقيت تسافر على الدابّة إلى سبعين سنة أو مئة سنة فهذه الشهرة، لأن الموضوع لم يتغير كل هذا الزمن، الآن المجتهد الحاذق قد يعيد النظر في هذا الأمر.

المثال الثاني: احیاء الاراضی بالآلات الحدیثة
أضرب مثال آخر: من أحيا أرضاً ميتةً فهي له، لا كلام في هذه الرواية، نبويةٌ و إماميةٌ ايضاً معينة و موجودة بنحو و آخر، مضمونها موجودٌ في كلمات أهل البيت عليهم السلام.

أنا أسأل سؤالاً الآن: اذا رجل ثري وكبير في الثراء، و امتلك جرارات زراعية كثيرة، و جاء إلى سلسلة جبال لم يحيها أحد من قبل، و هو لتمكنه المالي، أو شارك دولة أجنبية في المال و بدأ بإحياء هذه الأراضي، هل نتمسك باطلاق “من أحيا أرضاً ميتة فهي له” لمثل هذه الوسائل الحديثة التي يستطيع الإنسان أن يحيي فيها مئات الهكتارات أو ألوف الهكتارات من الأراضي ليتملّكها بذلك في مقابل كثير من الناس بلإمكانات العادية، أم أنه يمكن أن يكون الحديث الشريف منصرف أساساً وغير ناظر لهذه المصاديق الإستثنائية الفاقعة (إن صح التعبير)، لأن هذا خلاف المسار العام للتشريعات الإسلامية و قوله تعالى في السياسة المالية “لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم”.

المثال الثالث: خمس تضخّم النقدی
آتي إلى مثال ثالث: من الأمثلة قصة الخمس، أصل وجوب الخمس في ارباح المكاسب قائم على أي شيء؟ على ” واعلموا إنما غنمتم ” اي: إستفدتم. عندما كنا ندرس في مدينة قم كنت أنا مقتنع بهذه الفكرة التي أقولها الآن و كنت أناقش بعض كبار الفقهاء في قم و كنا تلامذتهم، أقول: إذا زاد عدد الأرقام المالية عندنا، ولكن لا يَصدُق أنّنا إستفدنا أو أننا غنمنا، هل يجب الخمس في الأرقام التي زادت أم لا؟ ما تسمّونه أنتم في الجمهورية الإسلامية بالتورم (التضخم النقدي).

يعني أنا لديّ محلٌ تجاري وعندي بضاعة في هذا المحل، كان في هذا المحل ما يساوي مثلاً من البضاعة عشرة ملايين تومان، عندما سيأتي السنة الخمسية في السنة اللاحقة، وما في محلّ التجاري يساوي خمسين ميليون تومان، لأول نظرة نقول له: هذا معدٌ للتجارة و كان عشرة ملايين صارت خمسين ميليون، فأنت يجب عليك أن تخمّس أربعين ميليون، و هذا هو المعمول به.

الآن إلى أي مكتب أو إلى أي مرجع تذهب، يقول: خَمّس الزيادة. لنسأل أنفسنا سؤالاً ضمن إطار الكتاب و السنة؛ أساس وجوب الخمس في أرباح المكاسب ما هو؟ أليس الآية؟! لأنها عُمّمت إلى كل فائدة يفيدها المرء أو مَكسب يكسبه.

تعلمون أن العلماء ينقسمون، بعضهم تحت عنوان الفائده يقول بخمس الارباح فيجب الخمس حتى في الهدايا و الجوائز و بعضهم يقول فقط في العناوين الكسبية و هو قول ينسب إلى المشهور في العادة و كان يفتي به السيد الإمام كما أن القول السابق يفتي به السيد الامام خويي، و إلى الآن يوجد من يفتي بهذا من الفقهاء و المراجع اعزهم الله تعالى.

إذا جئنا إلى الأدلّة نجد أن العنوان إما عنوان الكسب أو الربح أو الفائدة، هذه العناوين، أليس كذلك؟ صحيح الآن صارت بضاعتي في المحل التجاري تساوي خمسين ميليون تومان، لا لأني ربحت و تضاعفت أربعة أو خمسة أضعاف، بل لأن قيمة التومان أمام النقد العالمي أو أمام الذهب نزلت قيمته.

كان قيمة أونصة الذهب تساوي لنفترض عشرة آلاف تومان والآن صارت تساوي مئة ألف تومان، فالنقد نزل، طبعا إذا أنا الآن كتاجر، لا أرى نفسي ربحانا مع خمسين ميليون تومان، أرى نفسي خسرانا و لست بربحان، على أي أساس تقولون يجب علىّ الخمس؟ أنا لم أستفد، ولم أكتسب ولم أربح. تومانكم هو الذي نزلت قيمته.

وقد تنعكس القضية أيضاً، بمعنى أن نقد دولة نتيجة مكاسب سياسية أو إقتصادية كبيرة قد يرتفع إرتفاعاً كبيراً، غير بقية أنواع النقد في العالم، يعني الآن الدولار أو اليورو، شبه الثبات يوجد فيه، وليس ثباتاً بمعنى الدقيق، و لنفترض كانت عملة الدولة صرف واحد يساوي دولار، هذه الدولة نتيجة قوتها (مجرد فرضية وغير موجود الآن على الصعيد العالمي) صار هذا يساوي ثلاث دولار.

لماذا؟ لأن هذه الدولة إكتشفت فيها معادن غالية و عوامل اخری ، فصارت قيمة نقدها عالية جداً، اما بقية الأرقام نفسها على مستوى الوحدة النقدية، العشرة مليون بقيت عشرة مليون في هذا المثال، لكن هذه العشرة مليون صارت تساوي في الذهب، بدل أن تساوي عشر كيلوات، صارت تساوي عشرين كيلو، بدل أن تساوي عشرة آلاف دولار، صارت تساوي ثلاثين أو أربعين، هنا أنا ربحت. فإذا العبرة في وجوب الخمس بالغُنم و بالفائدة و بالربح و بالإكتساب، فأنا حصل عندي هذا، فهنا يجب عليّ الخمس، بينما هناك زادت الأرقام و لكن لم تحصل الغنم و الفائدة، فلا يجب.

التجدید المعتمد علی إعادة استنطاق الکتاب و السنة تجدید مطلوب و معمول به تأریخیاً:
هذا النحو من الاجتهاد الذي يعتمد البدقة على إعادة إستنطاق الكتاب والسنة هذا إجتهاد مطلوب تجديده، و أنا تاريخياً ألاحظ في كلمات علماءنا تجديد واضح من هذا القبيل، مثلاً في بحث منزوحات البئر قبل العلامة الحلي كان من المسلمات، جاء العلامة حلي و قلب الأمر فيما يرتبط بهذا. برواية، أنه صحيح يوجد روايات النازح، لكن يوجد رواية صحيحة معتمدة ” ماء البئر واسع لا يفسده شيء” فحمل قصة النزح و المنزوحات على الإستحباب.

وقال هذا ليس إرشاداً الى النجاسة. لم يقل العلماء أنت مبتدع، و لم يقل أنت منحرف و لم یقولوا کذا و کذا. مع أنه خالف حكماً إسلامياً مسلّماً على مستوى الفتوى و على مستوى البحث العلمي، لكن خالفه بنفس الأدوات، و إستدل بآية، إستدل برواية، إستدل بنفس أدوات الإستدلال.

هذا النحو من التجديد هو الذي جرى عليه علماءنا تاريخياً، السيد الإمام، و من مراجع الدين، السيد محسن الحكيم “رضوان الله تعالى عليه” بعد أن اُشتهر جداً فتوى نجاسة النصارى و اليهود و نجاسة اهل الكتاب، و هو إقتنع بطهارة أهل الكتاب، أول ما أفتى حصلت بلبلة فی الاوساط العلمیة، كيف يفتي ومنذ قرون لم يفتي أحد الكبار من كبار المراجع؟!، لكنه عندما أفتى قال انا مستندي لهذه الفتوى الرواية الكذائية والرواية الكذائية والرواية الكذائية هذا مستندي، فاستخدم نفس أدوات الإستدلال و الإستنباط و انتهى إلى الطهارة و هكذا و هكذا، الأمثلة تطول ..

المثال الرابع: عدة النساء
أيضا الآن أنا يأتي الى ذهني الأمثلة في هذا المجال مثال بعض أنواع العِدة، ما يسمى ببحث العدة للنساء، يوجد لدينا عدة الطلاق، يوجد لدينا عدة الوفات، يوجد لدينا عدة المستمتع بها ، يوجد لدينا إستبراء الأمة، يوجد عناوين عديدة.

بعض العدة، نحن نجد أنها حُدّدت بمدة معينة و ذُكرت لها حِكَم في الآية أو في الروايات. مثلا في عدة الطلاق، المرأة یمكن من الحيضة الأولى أن یعلم أنها حامل أو غير حامل، و لكن مع ذلك أشترطت الشريعة المقدسة ثلاثة قروء و ثلاث عادات شهریة متتالية للمرأة، و علّلَت في بعض الروايات “لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا” يعني لعل الله يعيد التوفيق بین قلبيهما فيتراجعان إلى الزواج.

بينما في بعض العدة، مثلاً في عدة الطلاق الثالث لا يوجد هكذا حكمة ولا هکذا علة، لأنها في عدة الطلاق الثالث لا يجوز له أن يراجعها إلا بعد أن تنكح زوج آخر بنص القرآن الكريم. المسألة أوضح اذا ذهبنا إلى المستمتع بها التي تعلل رواياتها قصة إختلاط المياه، حتى لا يتكوّن مولود لا نعرف نشئته ولا نعرف من هو أبوه. أو أوضح من هذا كله روايات إستبراء الأمة.

تجد أنه تستبرأ بحيضة واحدة، و لم يُعبّر بعدة، تُعُبّرَ بالإستبراء، ما يعني إستبراء؟ الإستبراء هو العلم بنقاء رحمها من مبدأ تكوّن الولد، هذا هو المقصود. إذا علمنا أن الحكم فقط و فقط لأجل الإستبراء، إستظهرنا هذا من نفس النصوص، و نحن على المستوى الموضوعي “على مستوى العلم الحديث” نستطيع أن نُحصّل يقين، لا أقول الظن، و لا إطمئنان، بل يقين بأن رحم هذه الأمة خَليّ من ماء الرجل الأول، بمعنى أنه ليس مبدأ لتكوّن الولد أبدا، هنا هل الإستبراء مطلوب تعبدا أم أن الإستبراء للعلم بنقاء الرحم؟ اذا استظهرنا ، أنا لا أفتي الآن، إذا إستظهرنا أن الرواية انه فقط و فقط للعلم بنقاء الرحم فأي وسيلة أوجَبَت لنا العلم بنقاء الرحم یمکن الأخذ به.

المثال الخامس: إلحاق الولد بالأب
أيضا من هذه الأمثلة؛ الولد للفراش و للعاهر الحجر. الآن في فحص دي إن أي، في طرف نفي الولد الآن، كل العلماء متفقون أنه قطعي النتيجة. يعني إذا الخارطة الجنية لا تشبه خارطة الشخص الفلاني، قطعاً لا نسبة بينه و بين الاب. في التشابه لايزال إلى الأن يوجد کلام في مدى دقة النتيجة، أنهم يستطيعون أن يقولوا هذا أخوه أو هذا أبوه لشدة التشابه.

لكن إذا لايشبه خارطته الجينية، قطعا لا رابطة بينه و بينهم. هنا، هل أستطيع أن أقول بأن تلك القاعدة تعبدية؟ فأنت إبن فلان، و لو أنني قطعت أنه لا مدخلية لماءه في تكوّنك. قطعا ليس الأمر كذلك. بدليل أن المرأة إذا كان زوجها قد سافر عنها في المدة التي يُحتمل حملها، منذ أكثر من تسعة أشهر و هو مسافر، و هي جائت بولد، و ثبت أنه كان بعض الناس و العياذ بالله يراودها فاحشة، لا نحتمل أن هذا الولد هو لصاحب الفراش، لأنه كان مسافر كل المدة.

هل نتمسك بقاعدة الولد للفراش و نقول بأن هذا الولد إبن فلان؟ لأن القاعدة تعبدية “الولد للفراش و للعاهر الحجر” لا أحد من فقهاء يثبته ها هنا! لماذا؟ لأنهم يقولون إنما تجري هذه القاعدة حيث يمكن أن يكون الولد متكوناً من ماءه. إذا كان فحص الجينات الحديثة يجعل لديّ القطع (لا أقول الظن حتي لا يقول أحد لا نعمل بالظن) بل القطع بأنه لا يمكن من ماءه لأن الخارطته الجينية لا تشبهه أبدا. هل نتمسك بهذه القاعدة؟ الجواب: لا.

حسان سويدان

التجدید في علم الاصول:
فأنا أقول يوجد مساحات مهمة جداً للتجديد الفقهي على ضوء رعاية الأصول. لا أقصد من الأصول، علم الأصول. علم الأصول علم كبير و علم مهم ومن أهم العلوم الإسلامية. لكن علم الأصول ايضاً يخضع للإجتهاد وللتجديد.

والآن توجد عناوين جديدة في أصول الفقه مطروحة للتجديد و البحث العلمي مثل: أبحاث العرف وأبحاث السيرة و دخالة أبحاث السيرة في إستنباط نظام المعاملات و مثل أبحاث تغيّر الموضوعات نتيجة تغير الظروف، دخالة عنصر الزمان و المكان في تنقيح الموضوعات. لكن مع ذلك علم الأصول هو علم إجتهادي. الأصول الثابتة هي الكتاب و السنة التي على أساسها نستنبط.

مبانی التجدید العشوائي:

نشاهد الآن حركات التجديد العشوائية و هذا مهم. الآن نحن نلمح في عالمنا الإسلامي بعض أصناف المتفقّهة، وبعض من اشتمّ رائحة الفقه أو أهل الفقاهة من بعيد، مثل بعض أخواننا من الدكاترة والذين درسوا في الجامعات، أو بعض إخواننا الذين كانون يعيشون في أوساط عوائل الدينية وهم متدينون، لا نشكك في دوافع أحد أو تديّن أحد، ثم ذهبوا إلى الغرب ودرسوا العلوم الإجتماعية أو العلوم الإنسانية في جامعات الغرب کسوربون و اكسفورد و غيرهما أو جامعات بلادنا التي تستقي من تلك البلدان.

هؤلاء في الجملة لهم طُرُحات كثيرة لا أستطيع الآن أن أستوفيها و أستوعبها، لكن [أبیّن] الخطوط العريضة:

هؤلاء لديهم مقولة الآن: أن القرآن الكريم كتاب مقدس نحن نعتقد به نزل من عندالله على نبي الأعظم (ص)،كذا. لكن القرآن الكريم محكوم بلغة خاصة وهي لغة العرب، لأنه نزل باللغة العربية و الأمة العربية ليست أمة حضارية وليست أمة مثقفة وليست أمة متحضرة وليست أمة علوم، والقرآن يقول: بعث في الأميّين رسولا منهم… الى آخره. هذا واحد.

إثنان: من الطبيعي أن هذا المجتمع عندما يخاطب يخاطب بأدوات التعبير التي يفهمها، يعني بالناقة و الجمل و الحجر و النخلة و المزرعة و إلى ما هنالك .

يقولون إيضاً توجد عادات و تقاليد في المجتمعات مثلا: تجاه المرأة، تجاه الحيوان، تجاه البنيان. من الطبيعي جدا أن القرآن الكريم يراعي هذه الأجواء. من هنا جاء القرآن الكريم في أحكامه مراعياً لهذه الظروف الموضوعية التي نزل فيها القرآن الكريم. نحن نستطيع أن نأخذ من القرآن العناوين العريضة العريضة، يعني الأمر بالعدل، الأمر بالإحسان، النهي عن الفحشاء، النهي عن المنكر و نظير هذه العناوين.

العناوين التي قد يعبر عنها في الفقه المالكي أو التجربة الشاطبية و من حذا حذوها بفقه المقاصد أو فقه التعليلات بالحكمة، و إن كان أصحاب الفقه المالكي لیسوا الی هذا المستوى [فی التجدید]، لكي لا نظلمهم.

اولئك كانوا يقبلون التشريعات حتى التفصيلية لكن يقولون نأخذ بعلتها فنعمّم و نأخذ بالمقصد الذي لها فنعمم. هؤلاء يريدون أن يلغوا أحكاماً وردت في أساس الكتاب و السنة بحجة أنها كانت محدودة بذاك الزمان أو كان محدودة بذاك المكان.

تزییف مبانی التجدید السقیم:
لا يتصور أمثال هؤلاء الإخوان أننا نقول هذا الكلام على قاعدة إخبارية أو على قاعدة التشبث بالتراث و الماضي كما هو، من دون الإنسياق والإنسياع إلى العلم. لأنهم هم يقسمون التراث على قسمين: تراث العلماني كما يسمّونه، وتراث العلمي، الذي يعتمد على العلم و التراث غير علماني.

فأقول لهؤلاء: نحن لا نُوصد باباً أمام التجديد، لكن التجديد لا يكون تجديداً لأساس دين الله. أساس دين الله وأساس التعاليم، كتاب الله وسنة رسول الله “صلى الله عليه وآله” والذي يجدّدها هو الله، الذي يجددها هو رسول الله “صلى الله عليه و آله”، لأنه يأخذ من عندالله.

نحن محكومون دينياً خصوصاً نحن المسلمين، لأننا نعتقد بخاتمية الشريعة. لولا أنّ القرآن الكريم و السنة النبوية تصلحان للخاتمية، بمعنى وجود التعاليم التي تقبل الحياة في كل ظروف التّغیر المناخي و الاجتماعي و الحضاري إلى يوم القيامة، لما صلُحَ أن يكون نبينا صلى الله عليه و آله خاتم الأنبياء و المرسلين و ما صلح القرآن أن يكون هو خاتم كل هذه الأمور.

فی نفس الوقت نحن نقول: صحيح يوجد في القرآن الكريم محدودية على مستوى اللغة، هذا واضح . القرآن الكريم نزل باللغة العربية لم ينزل لا باللغة الفارسية و لا باللغة الإنكليزية و لا باللغة الفرنسية، طبيعي. لكن هنا نسأل سؤال: هل اللغة أساس في التعاليم أم أن اللغة أداة لإبراز المقاصد؟ طبعا الجواب هو الثاني.

نجيب أيضاً صحيح أن القرآن الكريم مثّل بالنخلة لو كان نزل فی أفريقيا لربما كان مثّل بالشجرة الآناناس أو كان مثّل بالشجرة المانجو.

لكن لنسأل سؤالا: هل التمثيل بالنخلة و عدم التمثيل بشجرة آناناس أو المانجو أو نبتة الزعفران في ايران، هل هذا یغیّر فی التعاليم أم يغيّر في ادوات التعبير و إيصال المقصود. طبعا هذا التغيير في الأدوات و ليس التغيير في التعاليم.

أمثّل لكم مثال آخر: العُملة أیام نزول القرآن كانت من الذهب المسكوك والفضة المسكوكة ومُثّل بالدرهم والدينار. الآن صارت العملة ورقية في كل إنحاء العالم، أو نيكل هذا الحدید الذی یطبع عادة للوحدات النقدية الصغيرة القليلة. هل هذا يغير شيء من قيمة النقد؟ لا يغير شيء، يبقى القيمة النقدية هي القيمة النقدية. لكن مرّة يتمثل قيمته في العین في نفس العین، ذهب او فضة، و مرّة لا، [او یتمثل قیمته] لما تمثله هذه الورقة أو هذه الوحدة النقدية. هذا لا يغيّر و لا يبدّل شيء.

منهج التجدید السلیم:
لذلك إذا كان و لابد من التجديد، و نحن لابد لنا من التجديد و أقولها بصدق و بالصراحة و القناعة ليست مجاراة لهؤلاء، لابد أن يأتي التجديد أولاً من ذوى الإختصاص. ليست الأمر حكرة. الأمر يتبع القواعد العقلية و العقلائية. في كل علم يوجد أناس لهم إختصاص.

لماذا في أساس الدين نتبع عن النبي صلى الله عليه و سلم؟ لأنه درس في الجامعات أو الحوزات!؟ أو لأنه نُبّئ من عندلله؟ لأنه نُبّئ من عندالله. لأن الله أكمل عقله و قلبه ثم فوّض اليه البيان وفوض إليه أمر دينه و لأنه لا يتقول على الله شيئاً ولا يتقول إلا بما أوحي إليه و لأنه يفهم الكتاب فهماً كاملاً لا لبس فيه و لا يمكن أن يخطئ فيه، لذلك نتبعه.

طبعاً الأن لا يوجد بين أیدینا أنبياء. من نتبع؟ نتبع السفهاء أم نتبع العلماء؟ نتبع الجهلاء أم نتبع العلماء؟ لابدّ أن نتبع العلماء.
العلم متشاعب. تفننان: يوجد علم الأبدان و يوجد علم الأديان. و هذا له فروعه و ذاك أيضاً له فروعه. أنا الآن إذا أريد أن أدرس الفلسفة لا أذهب إلى السيد الخويي لدراسة الفلسفة، أذهب إلى العلامة طباطبايي لدراسة الفلسفة.

إذا أريد أن أدرس التفسير القرآن الكريم مثلاً، لا أذهب إلى فقيه لم يمارس تفسير القرآن و أدرس عنده، بل أذهب إلى مفسر القرآن وأدرس عنده. إذا أردت أن أعرف رأياً حول مسألة في العرفان، أذهب إلى المتخصص في العرفان. في العلوم الأخرى أيضاً الأمر كذلك. هل رأيت أحداً أوجعه قلبه يذهب إلى طبيب الأسنان أو رأيت أحداً آلمه ضرسه يذهب إلى طبيب القلب؟ كل يذهب في التخصص إلى التخصص.

اول اساس التجدید هو التسالم إلی الکتاب والسنة:
أول أساس للتجديد بعد إحكام الأصول أن نذهب إلى من عنده هذه الأصول. نحن ليس لدينا معصوم. لنكن واقعيين. نسأل الله تعجيل فرجه. نحن لدينا تجربة إجتهادية قابلة للصحة و قابلة للخطأ. لأن الذي يقوم بالتجربة ليس معصوماً. مصادره معصومة. لكن هو في قراءته وإستنطاقه وفهمه ليس معصوماً. لكن أقول كل عقلاء العالم، الجاهل عندهم يذهب إلى العالم. فالأصل الأول رعاية الأصول.

فلنتسالم إلى الكتاب والسنة. اذا ما تسالمنا علی اساس، فعلى أيّ أساس نجدد؟ نجدّد الدين أو نجدد في الدين؟ نجدّد في ظل الدين ولا نجدد في نفس الدين. تجديد نفس الدين يحتاج إلى وحي جديد ويحتاج إلى نبوة جديدة وهذا خلاف مسلمات عقيدة إسلامية.

ثاني اساس التجدید کونه من قبل المتخصصین:
التجديد في الدين يخضع للأصول أولاً وثانياً يخضع للمتخصصين. لیس كل واحد الآن يأتی على باله [شیء]، یصعد على منبر في فاتحة أو في الأسبوعیة أو حتى في جامعة أو شخص يرتدي العمامة درس قليلاً في حوزات العلمية و صار أستاذاً جامعياً كبيراً في الجامعة، كبير في الجامعة شيء و فقيه شيء آخر، مجتهد شيء آخر، أيضاً واحد درس في الحوزة مارس العمل السياسي أو الإجتماعي فاشتهر و لكن هو ليس فقيهاً، لمجرد هو يرتدي زيّ ، لايستطيع.

لنتفق أن النهج و أن الأساس الثاني هو الذي يجددهم أهل الكفائة و الإختصاص. في كل العلوم. الآن الذي درس طب العام ليس له الحق للنظر في شرايين القلب الصغيرة، أبدا. لا يسمح له بهذا في الجامعات. وإخوة الدكاترة عليهم أن يسمحوا لنا قليلاً. لا يقول بأن علماء الدين يحتكرون الفكر الدينی، أبدا. لكن علماء الدين الحقيقيين قضوا حياتهم في التخصص في هذا العلم.

مثلاً انت قضيت حياتك في التخصص في الهندسة؟ تقول: أنت فقيه لا تفهم في الهندسة. عندک ثقافة في الهندسة ربما. العكس بالعكس، أنا تخصصت في الفقه و أنت لا تفهم في الفقه. ربما كانت عندك شيء من الثقافة الفقهية فقط .هذا ليس إهانة لي إذا قال لي: أنت لا تفقه الهندسة، و أنا لا أكون مهيناً له إذا قلت له: أنت لا تفقه الفقاهة أو لا تفقه تفسير القرآن أو لا تفقه علم العقيدة. ليس كل معتقد بالعقائد الحقه هو عالم في علم الكلام أو عالم في علم العقيدة وليس كل عارف بالرسالة العملية أو بالأحكام الشرعية العامة هو فقيه في الفقه.

لذلك الأساس الثاني بعد رعاية الأصول في هذا المجال هو أن يكون التجديد من قبل المتخصصين.

إذا راعينا هذين الأساسَين بشكل دقيق لا مانع أبداً من التجديد و لنذهب جميعا إلى التجديد، بل يجب علينا أن نجدد. لأن عالمنا متغير دائماً، وتوجد الإكتشافات العلمية الحديثة. نحن نقول لا تخلو الواقع من حكم، إذا لا تخلو الواقع من الحكم، على الفقيه وعلى الفقه وعلى المدرسة الفقهية، وقد بات لها دولة الآن، الفقه الإمامية الآن لديها دولة عظيمة، الجمهورية الإسلامية وحركات إسلامية كبيرة تدور في فلكها أيضاً، لا نستطيع أن نقول إن الأمر الفلاني ليس عندنا له في شريعتنا حكم.

يتبع..



الشیخ حسّان سویدان: دخل الحوزة العلمية سنة 1404 للهجرة في حوزة صغيرة في جبل عامل وهو فی الرابعة عشر من عمره. بعد سنتين سافر إلى قم المقدسة وبقي فيها إلى 1432هـ مدة یناهز 26 عاماً. في هذه المدة درس و درّس الكثير في قم.

قبل خمسة عشر عاماً بدأ بتدريس بحث الخارج في قم. هاجر إلی وطنه لبنان قبل ست سنوات تقریبا وعندما جاء بدأ العمل بمعونة بعض الإخوان على تأسيس حوزة علمية متينة تعتمد علی المناهج العلمية الأساسية المعتمدة في الحوزات العلمية الأم، يعني حوزتی قم المقدسة والنجف الاشرف. حوزة (بقية الله الأعظم) التی یدرس فیها حدود 370 طالبا من حوالي 35 دولة في العالم التی هدفها تربیة المبلغ الرسالي وحوزة اللبنانية العربية فيها 170 طالب، حدود 140 في مرحلة ما دون الخارج و 35 الى 40 طالب يحضرون في بحثه الخارج.

الحوزة الآن بصدد تأسيس بعض المؤسسات لتكتمل المدار البحث العلمي فيها:

مؤسسة للبحث والكتابة والتحقيق العلمي: الهدف الأول هو التنشئة والتعليم للطلاب على البحث العلمي وليس هدف الأساس هو المدرك والعنصر الإثباتي.
مركز التبليغ المعاصر: المقصود أن يمتلك المبلّغ أدوات رصد وخطاب واستعمال الوسائل العصريّة في إيصال التبليغ. يعني التلفزة و وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يُحسِن الإستفادة منها.
مرکز إحیاء التراث: الهدف منه بالدرجه الاساسیه العمل على احیاء التراث العاملي












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 19-02-2020, 03:39 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

سماحة الشيخ أنتم مع التجديد ولكن التجديد الذي له جزور حوزوية فقهية من المتخصصين الذين قد ترعرعت عظامهم في الحوزة العلمية.

هذا التجديد موجود خلفاً عن سلف، موجود في الحوزة، هذا التجديد الذي تقولون هل يقود الحياة؟ هل يستطيع أن يجيب متطلبات الأسئلة الجديدة؟ كإشكالية للمجددين قلتم أن هؤلاء عظامهم طرغŒّة، هؤلاء الدكاترة درسوا في الحوزة قلغŒلاً.

ولكن المجددغŒن لا غŒنحصرون بالأمثلة التي مثّلتم بها. هناك من المجددغŒن من ترعرعت عنده درجات إجتهاد في الحوزة، والحال ان الحوزة العلمغŒة ترفضهم؟ حتى في درجات المراجع، كان مرجعاً و له مقلدون، أفتغŒ بفتوى، خلع من المرجعية! موجود هنا عندكم في لبنان.

الآن صار هجمة على بعض السادة الموجودغŒن فغŒ إغŒران لبعض المقاطع من بحوثه الخارج. أساساً أحد الأشياء التي حفّزت وحرّكت بعض الفقهاء للتجديد، عدم اجابة الاجتهاد المألوف لمتطلبات العصر. ولغŒس المراد بالتجدغŒد، التجديد الذي قلتم به، أي مثل التجدغŒد في فتوغŒ نجاسة ماء البئر من العلامة الحلي وباقغŒ الامثلة. بل مثل التجديد فغŒ الجزور و التجديد فغŒ المسائل و… .

غŒقولون ان الاجتهاد الفقهي لا يستطيع أن يجيب لمتطلبات العصر. الدنيا تمشي بسرعة النور ونحن نمشي بسرعة السلحفاة. لا نجيب للاسألة. فقط ساکتون و ننظر. نأخذ بأصالة الأحتياط و أصالة البراءة وبباقي أصول العملية. كيف تستطغŒعون أن تأتوا بالنظام الإقتصادي؟ كيف تستطغŒعون أن تأتوا بنظام إجتماعي و النظام سياسي؟

الجواب: اولاً، دعني أعترف في البداية أن حركة التجديد الفقهي في مدرستنا كانت تمارس بشكل خجول، يعني أنا أوافق على إشكالياتكم أو الإشكالية التي تمثلونها في الحوار وأعتقد وأعترف أيضاً أنه بعد تأسيس الدولة الإسلامية في إيران عشنا تحدّي كبير، إذ انفتحت علينا الأبواب من الباب الواسع كما يقال، صرنا مطالبين بأن ندير البنوك بأسلوب حديث وبفقهنا القديم، وصرنا مضطرين أن ندير المستشفيات بأسلوب الحديث بفقهنا القديم، فعشنا تحدي كبير.

تسألني: هل الحوزة واكبت هذه التجربة في الدولة بدرجة موازية لحاجاتها؟ أنا أعترف وأجيبك أنه لا تزال المواكبة والإستجابة خجولة، يعني مازالت حوزتنا إلى الآن لم تقدم البرامج الكافية والشافية في المسائل الطبية ولا في المسائل الإقتصادية ولا في البنوك، ولا في أحكام السجون إلى ما هنالك.

يعنى الآن نصف المساجين في الجمهورية الإسلامية لعلهم يسجنون لأجل تأخير الشيك، مع أنه ليس من موارد الحبس في الفقه الشيعي ولا في الفقه الإسلامي مثلا، والمشكلة الأساسية هي مشكلة الحوزة التي لم تواكب، لكن ما البديل على هذا؟

عدم مواکبة الحوزة للمتطلبات لا غŒوجب الرجوع الغŒ التجدغŒد العشوائي:

أنا أقول هل البديل تجديد ضمن الأصول و المناهج أم تجديد إنفلاشي و تجديد عشوائي؟ إذا كنا واقعا نريد أن نبقى على إلتزامنا الديني وعقيدتنا الدينية وفقهنا الديني، لا محالة علينا أن نجدد من ضمن هذه الأصول إذا خرجنا على هذه الأصول وإستخرجنا أصول جئنا بها من عندنا، ونطقنا عن الهوى أو ما نستحسنه أو إلى آخره، وخرجنا على الأصول قد يكون الفتاوى التجديدية أعظم وأكثر وأحسن في المواكبة. لكن هل هذه (أقول على مستوى الإنتساب) الفتاوى أستطيع أن أنسبها إلى الله و إلى رسوله و إلى أئمتهم عليهم السلام؟

الحوزة الشغŒعغŒة تنبض بالحغŒاة والتجدد:

ثانغŒا أنا أتحفظ على إشكالكم أن الحوزة كذلك. أنا لا أقبل أن الحوزة الشيعية كذلك، الحوزة الشيعية تنبض بالحياة والتجدد. غاية الأمر يوجد أناس يريدون أن يبقوا في الماضي، يوجد أناس يقال لهم أصوليون وهم يتعاملون أكثر من الإخباريين، هم إخباريون في طريقة تفكيرهم و طريقة إستدلالهم و إستنباطهم. أنا أقبل هذا المعنى، لكن في نفس الوقت نحن لا نستطيع أن نقول بأن حوزتنا كلها كذلك. هذا جانب. تسألني: أن الحوزة الآن إنتفضت أنتفاضة كاملة؟ أقول لا . لكن هي في حركة الإنتفاضة إن شاء الله، بشكل واضح.

أنا أمثل لكم أمثلة أخرى: قبل تأسيس الدولة الإسلامية، الشهيد محمد باقر الصدر من هو؟ واحد من فقهاء هذه الحوزة، لا درس في إكسفورد و لا درس في غيرها، بل درس في مساجد و حسغŒنيات النجف الاشرف. أين درس عندما ألف إقتصادنا وعندما ألف فلسفتنا و عندما ألف الأصول المنطقية للإستقراء و عندما نظّر للخطوط العريضة للإقتصاد الإسلامي و كذا هذه الكتيبات المعروفة “الإسلام يقود الحياة”، هذا من مدرسة الفقهاء.

تقول لي: كم يوجد واحد عندنا مثل محمد باقر الصدر؟

أقول: صار الكلام الان في الأرقام ولم يكن في المباني الفكرية، و في قم أيضا كذلك عندك أشخاص. تقول لي: فلان يفتي بكذا و فلان يفتي بكذا . أقول: إذا أفتى الفلان طبقا للأصول، يعني الكتاب والسنة، أهلا و سهلا به و بفتواه، سواءً وافقت فتواه أو خالفتها، نحن نؤمن بتنوع الاجتهاد و تعدد الاجتهاد ومشروعية الاجتهاد.

أما اذا جاء فلان، أفتى بفتوى معينة لا أساس لها في هذه الأصول [فلا تقبل منه]. نعم، إذا جئنا وبحثنا في الاصول التي كنا نتحدث عنها في بداية الحوار، كتاباً وسنةً، وجدنا أنّ القرآن الكريم يقول بالتعدد في الزوجات والروايات الكثيرة تقول بالتعدد، إذا جئنا وسألنا فلاناً على أي اساس تُفتي بعدم جواز التعدد، بماذا يجيب؟ هل توجد آية تؤيد فتواه أو توجد رواغŒة؟ يقول: المرأة تتأذّى، المرأة تُظلَم.هي لغيرتها تتأذّى. يعني إمرأة هذا العصر تتأذّى و إمرأة عاشت قبل قرون لم تكن تتأذّى إذا تزوج عليها زوجها؟!

فأنا أقول: نحن نؤمن و نقبل بتنوع الاجتهادات ضمن الضوابط. إذا خرجنا على الضوابط لم يبقى شيء. أنا قبل مدة سمعت، بعض المتجدّدين و من اهل العمائم، يقول الآن لائحة حقوق الإنسان ولائحة حقوق الحيوان و اللائحة التي أقرّتها الأمم المتحدة، نحن نفتي بها. لماذا؟ لأن العصر تغيّر و تبدّل! أهكذا يكون الاجتهاد و التجديد؟ إذا هكذا التجدغŒد فانا لله وانا الغŒه راجعون. ترامب غŒتحکم بقرارات الامم المتحدة و نحن نفتي على أساس قرارات الأمم المتحدة؟! هذا ليس تجديد، بل هذا تعفيش و هذا تصديح و هذا تجهيل. نحن لدينا أصولنا التي على اساسها لائحة حقوق الإنسان .

تقول لي انتاج التجديد المنضبط أقل من إنتاج ذلک التجديد؟

أقول نعم لأن هذا التجديد يقود الحياة. الآن الإمام الخميني قاد الحياة في الجمهورية الإسلامية أم لا؟ أسس دولة إسلامية طويلة عريضة ولديها مؤسسات، تعاني من بعض المشاكل، أنا لا أنكر. اتحسب أن دول العظمى التي صار لها مئة وخمسون سنة أو مئتان سنة تحكم، ما عندها مشكلات؟ بل دائماً عندها مشكلات، و دائماً تحصل على حلول للمشاكلها. المشكلات دائمة. لأن التطور دائم. والتطور ليس حكرًا على الشرق أم الغرب، و أن ليس للإنسان إلا ما سعى.

وظغŒفة الفقهاء تبغŒغŒن الضوابط الشرعغŒة والدغŒنغŒة لهذه الحغŒاة فقط

نحن وظيفتنا كفقهاء ليس أن نحكم الحياة من جميع جوانبها، الحياة من جميع جوانبها تحتاج إلى كل عناصر البشرية لكي تحكمها.

نحن في مدرسة الفقاهة نبيّن الضوابط الشرعية والدينية لهذه الحياة فقط.

يوجد شيء إسمه علم الاقتصاد، علم الاجتماع، علم الإدارة، علم الطب، علم الهندسة، علم العمران، علم التخطيط المدني و …

هذه العلوم لا تُطلب أساساً من الدين. البحث في العلوم لا يُطلب من الدين. هذا نتاج للبشر، سواء كانوا متدينين أم كانوا غير متدينين. التطوير في أنظمة الحسابات وفي أنظمة المقاييس وفي أنظمة التعاملات التجارية وفي أنظمة الإتصالات وفي أنظمة الطب وفي المخبريات وفي الفيروسات، هذا نتاج بشري يخضع لطاقة البشر؛ النوابغ، أصحاب النظريات وأهل العلم، المجتهدون في هذه العلوم، قد يكونون متدينين وقد لا يكونون، وقد يكونون مسلمين وقد لا يكونون، وهذا طريق البشرية كله. لم يأتي الدين في يوم من الأيام لكي يلغي جهود البشر أو عقول البشر. على العكس جاء الدين ليناغم هذه العقول.

الاسلام له نظام مذهبغŒ ولغŒس له نظام علمغŒ:

الإسلام يملك في هذه الأمور كلها ما تسمي بالمذاهب، لديه مذهب إقتصادي و لديه مذهب عمراني و لديه مذهب هندسي. أقصد بهذا، أن الإسلام لديه تعاليم و ضوابط للممارسة العملغŒة الإقتصادية، و لا دخل للإسلام بکيفغŒة الحساب، تحسب بالحاسوب أو تحسب بحاسبة الخشبية القديمة.

الإسلام معك إلى التطور. بالعكس الإسلام لديه مذهب في إستثارة دفائن العقول و يقول إمشوا في مناكبها و إعتبروا بالسابقين واستثيروا دفائنها و اعمروها، إلى آخره. لكن الإسلام يعطغŒ الضوابط الاقتصادية. يقول الناس مسلطون على أموالهم. يقول مثلاً لا فائدة من دون جهد و لا فائدة من دون مخاطرة بالمال، فاذن الفائدة الربوية ممنوعة. ومثلا يقول لك الإسلام شارک، إستحصل على أموال جديدة، استربح. يقول بالملکغŒّة الفردية.

له نظام مذهبي و لغŒس له نظام علمي. ليس دين في العالم يأتيك بعلم الإقتصاد أو علم كذا أو علم كذا. ليس عمل الدين هذا. الدين جاء لتهذيب النفوس و الاتجاهات و إعطاء برامج حياتية التي تضبط سلوكيات الإنسان و هو يمارس العملية الاقتصادية، وتضبط سلوكيات الإنسان وهو طبيب، وتضبط سلوكيات الإنسان وهو معلم، وتضبط إلى آخره.

يعطي إطار فقط؟

الشيخ سوغŒدان: بل يتدخل في تفاصيل الإطار من وجهة نظره ولغŒس من وجهة نظر العلمية، يعني الإسلام يُبين لك بالتفاصيل، لنفترض الآن مثلا فغŒ العلاقة بين الجنسين يدخل حتى في التفاصيل، أليس كذلك؟ سواء كانوا في وزارة الاقتصاد يعملون معاً، أو في المستشفى يعملون معاً أو إلى آخره. لكن يتدخل في التفاصيل التي تعني مذهبه، المذهب الذي يعتمد على الدين. ولذلك في الاقتصاد فيه الضوابط. أما يقول لك اليوم إتّجر بالرز، و غدا إتّجر بالزعفران، لغŒس شغل الدين هذه؟ الناس تحتاج هذا، يقول اتّجر بهذا، تحتاج ذاك، يقول اتجروا بذاك، تحتاج إلى شيء ثالث، يقول اتجر بشيء ثالث.

کون امثال إستحباب التجارة بالحبوب تعبدغŒاً محل تأمل

صحيح أن الاسلام ركّز على بعض أنواع التجارات لحاجة البشر إليها مثلاً إستحباب التجارة بالحبوب، هذه ايضاً تحتاج إلى بحث. هل واقعاً هذه الأحكام التي قالها الإسلام تعبّد؟ مثل إستحباب التجارة بالحبوب أم أن الناس في ذلک الوقت کانوا يحتاجون إلغŒ الحبوب أكثر من غيرها، فكان يحث النبي صلى الله عليه وآله على هذا بحيث الآن لو كان الأمر موجوداً لحثّ مثلاً على التجارة بالخبز، لانّ في ذاك الوقت ما كان تجارة الخبز، كانوا يخبزون في بيوتهم. إذاً كان البناء على الحاجات الإنسانية.

نحن نظلم إذا حمّلنا على الإسلام وكذلك كل الأديان العلوم الإنسانية

نحن نظلم إذا حمّلنا على الإسلام وكذلك كل الأديان العلوم الإنسانية. الناس يقومون بالعلوم الانسانية. الإسلام يعطي الإتجاهات و خطوط عريضة فقط. أرجو أن لا يفهم كلامي خطأ، أن الإسلام فقط دين و سلوكيات واخلاقيات و وقفت القضية، کلّا! الإسلام أساسه السلوكيات والأخلاقيات. لا بالمعنى السائد عن السلوكيات و الأخلاقيات. الإسلام عندما يدخل إلى الاقتصاد يقول: أريدك في سلوك الاقتصادي هكذا: لا تكن جشعاً، ورثت مالا من ابغŒک، لا يحقك لك أن تقرضه للناس وتعيش على أظهر الناس من دون ممارسة أي عملية الانتاجية من قبلك. لا انت تجهد و لا مالك يُخاطر فيه بين الربح والخسارة، تأخذ فائدة مقطوعة.

هذا ضوابط سلوكية خلقية، لكن تتدخل في العملية الاقتصادية. ماذا تنتج؟ تنتج أنها تقضى على الركود الاقتصادي مثلاً، لها تأثيرات على ممارسة العملية الاقتصادية. تستشکل بأن القرآن الكريم ليس فيه كيفية تحويل الأملاك فغŒ البنوک الحديثة؟

أقول: قطعاً لن تجده، بل حتى لو نزل القرآن في عصرنا هذا لن تجد هذه الطريقة فيه. لماذا؟ ليس لأنه قبل ألف و أربعة مئة سنة نزل، التجديد العشوائي غŒرکّز على قضايا معاصرة يقول لك مثلا: کغŒف يتحدث القرآن عن النظم الاقتصادغŒة في ذاك الزمان ولا يتحدث في النظم الاقتصادية في زماننا؟ أقول: القرآن لا يتحدث عن النظم الاقتصادية، لا في ذاك الزمان و لا في زمانك. الجهود البشرية تركها لك أيها البشر. أمرك القرآن أن تستفير دفائن عقلك و أن تحيغŒ الأرض و أن تمشي في مناكبها و أن تتبادل بين الشعوب و القبائل، أمرك بهذه الأمور، لكن الإسلام لم يأتي ليقول لك صك على الذهب أو صك على الورق.

من يتصور أن الدين يُأخذ منه كل قوانين و ضوابط العلوم خاطئ و مخطئ

الا يقلل نظريتكم من دور الإسلام و القرآن في العلوم الحديث في أي مجال؟ الا يقلل دور الدين الى دور الرقغŒب و المفتشّ؟ الرقغŒب دائماً منفعل؟ الغغŒر غŒخطط و غŒعمل و اذا أخطا الاسلام غŒحذره؟

الشيخ سوغŒدان: أن هناك خطأ أساسي بنيَويّ في النظر إلى الدين. من يتصور أن الدين يُأخذ منه كل قوانين العلوم و ضوابط العلوم هذا خاطئ ومخطئ. أنا أعرف أن بعض المتدينين غلوّاً و عتوّاً يدّعون أن كل شيء يمكن أن يأخذ من الدين، حتى هذه التحويلات في البنوک!

أقول: الدين أساساً ما نزل لهذا و لا أريد به هذا، الدين جاء لينظم حياة الإنسان ضمن إطار سلوكي سليم. أنا أعكس القضية، عندما تدخّل الدين لنقد وتفريع وتقريع بعض الضوابط الاقتصادية المعمول بها في العالم، إنما تدخّل لأجل الحفاظ على هذه المنظومة السلوكية و الخلوقية.

يعني عندما حرم الربا لأن الربا كان شائعاً وتدخّل فيه، و الا في الأساس، الدين لا يتدخل في هذه الأمور. نعم الضوابط السلوكية للدين ليست الضوابط السلوكية بمعنى علم الأخلاق الموجود الآن، هي ضوابط سلوكية منبسطة، يعني علم الفقه يدخل ضمن علم الأخلاق بهذا المعنى. هذا الأمر الأول،

الأمر الثاني أنا أخالف كثيراً من الناس في نظرتهم لفقه المعاملات، أنا أعتقد أن ديننا لم يأت مؤسساً في فقه المعاملات، بل ديننا جاء ممضياً لما عليه الناس في فقه المعاملات. غاية ما هنالك، أن هناك أُطر معينة في المعاملات بين الناس، الذين لا ينظمون حياتهم على قاعدة العبودية لله سبحانه وتعالى، وعلى قاعدة أن الإنسان أخ الإنسان أو نظير الإنسان: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، جاء الإسلام و نظّم ضوابط، أنا أسميها هوامش، على ما هو موجود في الحياة العقلائية من تعاملات بين الناس لكي يقلل من الخلافات ولكي لا يصل المجتمع إلى ركود حاد، للحفاظ على الأهداف والأغراض الاجتماعية العامة و … .
عندما حرم الربا مثلا، عندما منع من بيع الجزاف، عندما منع من بيع الغرر، عندما … هذه الأمور جزء منها أساساً هي ضوابط عقلائية، حتى العقلاء يمنعون من هذا، و بعضها على وزانٍ آخر، لذلك أنا أقول: نُظُم معاملات الناس ما جاء الإسلام لإختراعه، يعني الإسلام ما اخترع المضاربة و ما اخترع المضارعة و مااخترع المساقات، هذه موجودة.

لذلك أنت الآن إذا تقرأ في روايات هذه الأبواب الفقهية: البيع المضاربة والمضارعة، لماذا تجد الرواية القليلة، قياساً لكتاب الصلاة أو لكتاب الزكاة أو لكتاب الحج أو كتاب الطهارة، لأنه ليس من تأسيسات الشارع.

ثانياً الأهم من هذا، أدخل إلى الروايات، لا تجد رواية تتحدث عن أصل هذه العقود، بل كل ما تجده في الروايات هو تعاليم. إما إبتداءً تعاليم النبي و الأئمة عليهم السلام على مستوى الخطوط العريضة، يعني تحريم الربا في هذه الأمور، وتحريم الفائدة المقطوعة و هكذا، مثلا في المضاربة ليس لك أن تجعل الربح مقطوعاً، إجعل نسبة مئوية من الربح مثلاً، أو في المزارعة كذلك، في بيع الثمار لعام واحد لا أقبل، لكن لعامين يمكن، لأنه في العادة في عامين لا يخغŒس الثمر و لا ينقطع الثمر لعامين متتاليين، لذلك الرواية تعللت قالت: حتى إذا أثمر في عام و لم يُثمر في العام الآخر، أو العكس كان ماله مقابل العمل الذي أثمر، حتى لا يكون دفع ماله أكلا بالمال بالباطل.

هذه المؤشرات هي التي أنا اسميها مذاهب اقتصادية. اما أن تقول أنا أستخرج من الآية والرواية تطوير نظرية الحسابات الحديثة قطعاً لن تجدها. وأنا أقول لك أكبر مرجع في الدين لن يجدها لك و لو ذهبت إلى الإمام المعصوم، لو كان موجوداً، أيضا سيقول لك أنا عملي من حيث الأساس ليس في هذا الجانب، هذا جهد إنساني بشري، لكن لأن الإمام أحد البشر النابغين، غير قوله الإمام المعصوم، هو يمتلك رؤية في هذا المجال في عصره التي عاش فيه، ويمتلك الرؤية كاملة لكن هل هذه وظيفته كالإمام؟ ابداً .

إذا لا غŒؤخذ من الدين کل القوانغŒن وضوابط العلوم فكيف تتعاملون مع الأدلة الكثيرة على خلافكم، مثل ما من رطب و لا يابس الا في كتاب المبغŒن؟

الشيخ سوغŒدان: هذا من خلط المطلب، أولاً نحن نعتقد أن للقرآن الكريم نشئات، نحن نتحدث الآن أن نشأة الكتاب الذي بين أيدينا، نتحدث عن ظواهر القرآن الكريم. لا نتحدث هنا لا عن بطون القرآن ولا عن تأويلات القرآن. لا نتحدث عن هذا، بل نحن نتحدث عن الإستنباط الفقهي و منهج التجديد الإجتهادي.

تقول لغŒ المعصوم عليه السلام عندما يقرأ أقيموا الصلاة يذهب إلى سبعين بطن وراء ظاهرها، أقول لك على رأسي و عيني، لكن هذا لا دخل له في منهجية الفقهي الآن. أنا الفقيه أتعامل مع ظواهر النصوص. لنعترف بهذه الحقيقة، و إذا لم نعترف بهذه الحقيقة توجد كارثة. كل يوم غŒظهر مدّع للفقاهة ويدعي هذا بطن من بطون القرآن. ما الدليل؟ لا دليل! فكل الإستحسانات تصبح بطون القرآن. هذه كارثة.

لکنّکم لم تحصروا عدم الاستنتاج من القرآن بمراجع الدغŒن بل عمّمتموه إلغŒ الامام ع؟

سوغŒدان :لا، انا عندما تحدثتُ عن الإمام، تحدثت عن أمور خارجة عن اختصاص القرآن الكريم.

هل يوجد شئ خارج عن اختصاص القرآن الكريم؟

سوغŒدان: لازلتم تخلطون بين مطلبين، بين وظيفة الدين و وظيفة الإنسان بما هو إنسان. لنفترض أنا کعالم الاقتصاد، الدين يأتي و يقول لي: صلي، صم، تطهّر، کن عابدا لله عزوجل، کن مطغŒع، تأمّل، تفکّر، تدبّر، إذهب، الإمکانات التغŒ خلقها الله لهذا الخلق، و اغŒضا يقول لرجل المختبرات إبحث عما يوجد مما يضر هذا الإنسان في هذا الكون، إذهب و ابحث و اكتشف فيروسات حديثة وحذّر الناس منها و اخترع العقاقير لها. هل القران الكريم أتغŒ ليخترع العقاقير لمحاربة الفيروسات؟!

هل القرآن الذغŒ غŒهدغŒ الفرد لا غŒهدغŒ المجتمع؟

سوغŒدان: القرآن والدين يهدي كل أفراد المجتمع لأن الكل مخاطب بهذا الدين.

لا فردا فرداً، بل الاجتماع والجمع؟

سويدان: توجد نظم تبيّن مذهب الإسلام في الاجتماع الإنساني، الآن من أهم فروع علم الاجتماع هي فقه الأسرة، نعم؟ مثلاً من ضوابط القوانين الأسرية في الإسلام، ضوابط النكاح، ضوابط الطلاق، ضوابط تعدد الزوجات، ضوابط الأحوال الشخصية في الميراث، ضوابط أحوال الشخصية في التصرفات. الإسلام بيّن توجيه الإنسان وسلوكيات الإنسان في عقد الزوجية و في ممارسة العلاقة الزوجية و في عشرة الزوجية و في عشرة الآباء مع الأبناء والعكس بالعكس هذه كلها نحن نسميها مذاهب.
كل ما هو من قبيل إفعل أو لا تفعل و غŒکون إرشادغŒا نسميه المذهب.

ماهو فرق المذهب والنظام عندكم؟

سوغŒدان: العلم هو الذي يأتي إلى ظاهرة موجودة في الكون ويكتشف أسرار هذه الظاهرة في الكون، أو ظاهرة موجودة يفسرها لماذا حدثت؟ كيف حدثت؟ إلى أين تنتهي هذه الظاهرة إذا بقيت على حالها؟ مثلاً الآن حصل أمطار كثيرة و إرتفعت المياه في النهر، علم المياه وعلم الأنهار مع علم الرياح ومع علم المناخ يقول لي بأنه في الفصل الكذائي سيكون المياه في هذا النهر مرتفعة جداً، و قد تجرف في الناس و تحذر الناس بالابتعاد عن المياه الى الاماكن المرتفعة. هذا وظيفة العلوم، عندما قلت “العلم”. أنا لن أجد في القرآن الكريم أنه إذا أمطرت السماء كذا ملي متر ماذا يحصل! سيرتفع الماء كذا. هذا اصلا ليس وظيفة الأديان، هذه وظيفة الإنسان الذي تصنعه الأديان.



نتقدم بالشكر والتقدير لسماحة الأستاذ الشيخ حسان سويدان العاملي على إتاحتنا الفرصة لهذا الحوار.

موقع الاجتهاد



أجرى الحوار: فضيلة الأستاذ السيد رضا شيرازي.












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 19-02-2020, 07:11 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

أحسنت اخي العزيز












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 20-02-2020, 01:25 PM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

حفظكم الله












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
“المیراث العظیم” شرح الوصیة السیاسیة الإلهیة للإمام الخمیني (قدس سره) سيد فاضل احباب الحسين للكتب الإسلاميه 2 09-02-2020 12:05 PM
رسالة آیة الله العظمی الشبیري الزنجاني أثر ابتلاء آیة الله العظمی السید السیستاني بعلة في الجسم. سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 4 21-01-2020 05:39 PM
بیان آیة الله العظمی الشبیري الزنجاني اثر شهادة القائد البطل الحاج قاسم سلیماني و المجاهد أبو مهدي سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 1 16-01-2020 06:22 AM
من وصیه رسول الله (ص )الا وانی سائلکم عن الثقلین ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما العلوية ام موسى الاعرجي منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 0 25-12-2014 07:19 PM
تفسير سورة الجن - آیة الله السید مرتضی القزوینی محب الرسول احباب الحسين للمرئيات والصوتيات الاسلاميه 4 24-04-2013 09:52 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين