العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


(تشبيهات الدنيا واهلها)

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-2018, 11:05 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

العلوية ام موسى الاعرجي

الصورة الرمزية العلوية ام موسى الاعرجي


الملف الشخصي









العلوية ام موسى الاعرجي غير متواجد حالياً


(تشبيهات الدنيا واهلها)

اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين
(تشبيهات الدنيا واهلها)
قد شبه بعض الحكماء حال الانسان و اغتراره بالدنيا، و غفلته عن الموت و ما بعده من الاهوال، و انهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات: بشخص مدلى في بئر، مشدود وسطه بحبل، و في اسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه اليه، منتظر سقوطه، فاتح فاه لالتقامه، و في اعلى ذلك البئر جرذان ابيض و اسود، لا يزالان يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا، و لا يفتران عن قرضه آنا من الآنات، و ذلك الشخص، مع انه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا، قد اقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمعت عليه زنابير كثيرة، و هو مشغول بلطعه منهمك فيه، ملتذ بما اصاب منه، مخاصم لتلك الزنابير عليه، قد صرف باله باجمعه الى ذلك، غير ملتفت الى ما فوقه و الى ما تحته. فالبئر هو الدنيا، و الحبل هو العمر، و الثعبان الفاتح فاه هو الموت، و الجرذان الليل و النهار القارضان للعمر، و العسل المختلطة بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام، و الزنابير هم ابناء الدنيا المتزاحمون عليها.
و شبه بعض العرفاء الدنيا و اهلها، في اشتغالهم بنعيمها و غفلتهم عن الآخرة، و حسراتهم العظيمة بعد الموت، من فقدهم نعيم الجنة بسبب انغمارهم في خسائس الدنيا: بقوم ركبوا السفينة، فانتهت‏بها الى جزيرة فامرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة، و حذرهم المقام فيها، و خوفهم مرور السفينة و استعجالها، فتفرقوا في نواحي الجزيرة، فقضى بعضهم حاجته، و بادر الى السفينة، فصادف المقام خاليا، فاخذ اوسع الاماكن و اوفقها بمراده. و بعضهم توقف في الجزيرة، و اشتغل بالنظر الى ازهارها و انوارها و اشجارها و احجارها و نغمات طيورها، ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع اليها، فلم يصادف الا مكانا ضيقا، فاستقر فيه. و بعضهم، بعد التنبه لخطر مرور السفينة، لما تعلق قلبه ببعض احجار الجزيرة و ازهارها و ثمارها، لم تسمح نفسه باهمالها، فاستصحت منها جملة و رجع الى السفينة فلم يجد فيها الا مكانا ضيقا لا يسعه الا بالتكلف و المشقة، و ليس فيه مكان لوضع ما حمله، فصار ذلك ثقلا عليه وبالا، فندم على اخذها، و لم يقدر على رميها، فحملها في السفينة على عنقه متاسفا على اخذها. و بعضهم اشتغل بمشاهدة الجزيرة، بحيث لم يتنبه اولا من خطر مرور السفينة و من نداء الملاح، حتى امتلات السفينة، فتنبه اخيرا و رجع اليها، مثقلا بما حمله من احجار الجزيرة و حشائشها، و لما وصل الى شاطئ البحر سارت السفينة، اولم يجد فيها موضعا اصلا، فبقى على شاطئ البحر. و بعضهم لكثرة الاشتغال بمشاهدة الجزيرة و ما فيها نسوا المركب بالمرة، و لم يبلغهم النداء اصلا، لكثرة انغمارهم في اكل الثمار و شرب المياه و التنسم بالانوار و الازهار و التفرج بين الاشجار، فسارت السفينة و بقوا في الجزيرة من دون تنبههم بخطر مرورها، فتفرقوا فيها، فبعضهم نهشته العقارب و الحيات و بعضهم افترسته السباع، و بعضهم مات في الاوحال، و بعضهم هلك من الندامة و الحسرة و الغصة، و اما من بقي على شاطئ البحر فمات جوعا، و اما من وصل الى المركب مثقلا بما اخذه، فشغله الحزن بحفظها و الخوف من فوتها، و قد ضيق عليه مكانه، فلم يلبث ان ذبلت ما اخذه من الازهار، و عفنت الثمار، و كمدت الوان الاحجار، فظهر نتن رائحتها، فتاذى من نتن رائحتها و لم يقدر على القائها في البحر لصيرورتها جزءا من بدنه، و قد اثر فيه ما اكل منها، و لم ينته الى الوطن الا بعد احاطة الامراض و الاسقام عليه لاجل ما لم ينفك عنه من النتن، فبلغ اليه سقيما مدنفا، فبقى على سقمه ابدا، او مات بعد مدة، و اما من رجع الى المركب بعد تضيق المكان، فما فاته الا سعة المحل، فتاذى بضيق المكان مدة، و لكن لما وصل الى الوطن استراح، و من رجع اليه اولا و وجد المكان الاوسع فلم يتاذ من شي‏ء اصلا و وصل الى الوطن سالما. فهذا مثال اصناف اهل الدنيا فى اشتغالهم بحظوظهم العاجلة، و نسيانهم وطنهم الحقيقي، و غفلتهم عن عاقبة امرهم. و ما اقبح بالعاقل البصير ان تغره باحجار الارض و هشيم النبت، مع مفارقته عند الموت و صيرورته كلا و وبالا عليه .


التوقيع :
من مواضيع العلوية ام موسى الاعرجي » أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
» الحلقة الثانية : الشهادة فلسفة وعطاء
» الحلقة الاولى : الشهادة فلسفة وعطاء
» من اوصاف المومنين
» هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟
رد مع اقتباس
قديم 29-11-2018, 03:56 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
بارك الله فيك على الطرح
يعطيك العافية


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(تشبيهات, واهلها), الدنيا


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين