العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


موجبات بغض الله تعالى لعبده ( 1 )

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-2018, 06:37 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

السيد امير الاعرجي


الملف الشخصي









السيد امير الاعرجي غير متواجد حالياً


موجبات بغض الله تعالى لعبده ( 1 )

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ - آل عمران 159 ﴾ وقال تعالى ﴿ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ – الشعراء 215 ﴾ وقال سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً – الفرقان 63 ﴾ هناك خطأ عرفي شائع حيث نفهم من حُسْنُ الخُلْقْ أن هذا الإنسان دائم الابتسامة ، يتغاضى عن الأخطاء ، يرد السيئة بالحسنة ، بينما حُسْنُ الخُلْق صفة جامعة في النفس ، هناك حركات قلبية ، هذه الحركات تؤثر في جوارح الإنسان . مثال : البخيل عندما يقال له ادفع مالا ولا يدفع ، أين المشكلة ؟ المشكلة ليست في أن يده لا تدخل في جيبه ، هذه حركة بسيطة ، إنما المشكلة : أنه ليست هنالك نية في الباطن ، ليست هنالك صفة حُسْن الخُلق في باب الإنفاق ، وهذا هو المؤثر في عدم إنفاقه .

والإنسان المؤمن إذا أراد أن يتكامل ... وأن يهذب نفسه ... وأن يحصن جوارحه ... عليه أن يفتش في الصفات الباطنية ... عليه أن يفتش في زوايا نفسه .. في بعض الأحيان تكون في المؤمن صفة كامنة في نفسه ، الإنسان لا يلحظها مثل الجراثيم الكامنة في البدن ، فإذا أصاب جسم الإنسان ضعفا تأتي هذه الجراثيم لتلقي الإنسان أرضا .

موضوعنا اليوم حول الرفق ، ومن مصاديق الرفق ترك الحدة في المزاج ، فالذي لا يعالج هذه الصفة يُخشى عليه في كل لحظة وفي كل موقف ، فهو يكشف أوراقه وخبائث نفسه وضغائنه أمام الآخرين في لحظات انفلات الأعصاب ، ويُقَال : ( سرك مثل دمك فلا تجريه فى غير عروقك فأنك متى تكلمت به أرقته ) فأنت عندما تبين موقفا سلبيا من إنسان كتمته سنوات أو أشهر فأنت أوقعت نفسك في حرج عظيم ، ولا يُعَوّد الإنسان على جبر الخاطر بعد كسره ، والجبر لا يعيد الشي صحيحا إلى ما كان عليه ، في علاقاتنا الاجتماعية والعائلية ... المؤمن يتجنب الخطأ ( إياك وما تعتذر منه ) لاتخطىء لكي لا تعتذر ... من أول الأمر تحاشى موجبات الاعتذار ... وهَبْ أنك جبرت بعد الكسر ، ولكنَّ هذه الساعة التي عشتها من الانكسار بعد خطئك ما الذي يعوضها ؟ . فالمؤمن عليه أن يعيش هذه الحالة من الرفق . في روايات أهل البيت عليهم السلام هناك تأكيد شديد على مسألة الرفق في التعامل ، وأول مصاديق الرفق :



الرفق بالنفس : قد يستهوي بعض المؤمنين جوا عباديا معينا ، فيلقوا أنفسهم في شيء من التعب ، الرفق هنا مطلوب ، فعندما تكون مرهقا وتريد قراءة القرآن الكريم فأجِّل ذلك إلى وقت فيه إقبال . آخر عنده مشكلة في الجهاز الهضمي أو ماشابه فليس من الضروري أن يجبر نفسه على الصيام ، عن أبي عبدالله الصادق (ع) : ( اجتهدت في العبادة وأنا شاب، فقال لي أبي: يابني دون ما أراك تصنع بمعنى : لم ترهق نفسك في العبادة ؟ فإن الله عزوجل إذا أحب عبدا رضي منه باليسير ) . وهذا دأب أئمتنا يجتهدون في العبادة وهم شباب ، يغتنمون فترة الشباب ، فالإنسان عندما يكبر فإن بدنه لا يطاوعه ، فمثله كمثل السيارة التي أكل عليها الدهر وشرب ، كلما أراد أن يسرع بها لا تطاوعه . وللأسف هناك منطق في ذهن بعض الشباب أنهم سيتوجهون لله بعد الأربعين ... من ضمن لك الرجوع ؟ أضف إلى ذلك أن عبادة الشاب متميزة عند رب العالمين يباهي بها الله ملائكته ، عندما يقوم الشاب في صلاة الليل وهو متعب فينام في سجوده ، يقول الله لملائكته :انظروا إلى عبدي يُرهق نفسه فيما لم أفترض عليه ، جسمه في الأرض وروحه في السماء ، لأن الإنسان عندما ينام يتوفى الله روحه ﴿ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا – الزمر 42 ﴾.



إن الرفق من الأمور التي تعين الإنسان على تنفيذ أهدافه ، فإذا كان عندك هدف في تربية أسرتك ... في تربية المجتمع .... فهل تعلم أنك إذا أدخلت الرفق كنت موفقا في تحقيق هدفك؟.. والإنسان إذا كانت عنده حالة من حالات العصبية فهذا الإنسان فاشل في تربية أولاده . عن الرسول (ص) : (هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) ، و يقول الإمام ( ع) : (إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ) إنَّ دعوتَك الأولاد لأي أمر حسن يفترض ألا تقترن بالخُرْق بالشدة والغلظة . و المؤمن إذا اتصف بصبغة الإيمان في مجتمع ما ... في العمل ... في البيت ... ولم يلتزم بقواعد الشريعة فقد أساء إلى الدين أيَّما إساءة ، بل أن الولد يعصي أباه في بعض الأحيان عنادا له ، يقول له الأب اذهب إلى المسجد فلا يذهب إغاضة للأب ، هناك حدة ونفور ، بل أن بعض الزوجات السافرات يتركن الحجاب عنادا لأزواجهن دون أن يعبأن بالحلال والحرام ، فقط لإغاضة الزوج والإساءة إليه . وهذا شيء خطير أن ينتقم منك ابنك أو زوجتك ... من خلال الشريعة ، وللأسف هناك من يأخذ مواقف سلبية من الدين بهذا العنوان ، وهذه حالة عوامية قاتلة . وعندما يُسْأل أحدُهم : لم تعمل كذا ؟ ... يجيب : لأن فلان المؤمن يعمل هكذا ، فهل جعل هؤلاء أسوة له ؟ ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ- الأحزاب 21 ﴾ رسول الله (ص) والإئمة المعصومون (ع ) من ولده هم الأسوة ، أما غيرهم فلا حجة في أقوالهم وأفعالهم ، ومنطقهم في ذلك ( حشرٌ مع الناس عيد ) و هذا ليس منطق المؤمن أبدا .

( ولا نزع من شيء إلا شانه) الأب المربي والزوج والصديق المربي ... عليه أن يلتزم جادة الرفق . هل تعرفون مخلوقا ادعى الربوبية غير فرعون ﴿ فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ - النازعات 24 ﴾ ليس الرب العادي وإنما الأعلى في مجموع الأرباب ، ومع ذلك عندما يؤمر موسى ( ع) بالذهاب إلى فرعون يقول له عزوجل : ﴿ فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ - طه 44 ﴾ يأمرالله موسى ( ع) أن يقول لفرعون قولا لينا ، وأنا في تعاملي مع صديقي المؤمن وأولادي ... أعمل مالم يعمله موسى مع فرعون الطاغية .


التوقيع :
من مواضيع السيد امير الاعرجي » ان لم يكون اخوك في الدين فهو اخوك في الخلقة
» قصة وعبرة
» الجاهل!..
» خيار الناس و شرارهم
» الحسنة في الدنيا والآخرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لعبده, موجبات, الله, تعالى



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين