الجراد
ثمة انواع عدة من الجراد ابرزها ثلاثة. وهذه الحشرة ضرب من “القبوط”، فتتزاوج الذكور والاناث في الربيع وتضع الأنثى، بواسطة انبوب على شكل سكين في مؤخر جسمها، مئات البيوض التي تفقس يرقات بعد 3 اسابيع في الربيع. واليرقات تشبه دود القز تلتهم وهي زاحفة الاخضر واليابس ومنها يأتي الخطر الأعظم على المزروعات. وتتطور اليرقات على خمس مراحل. ففي المرحلة الثانية يتقرر لون الحشرة عندما تصبح بالغة، فلونها اخضر اذا كان عدد اليرقات قليلا وتعيش بعدها منفردة، ولونها على احمرار اذا كان عدد اليرقات كبيرا وتعيش مجتمعة على شكل اسراب كثيفة، تقوم بعمليات الغزو، قاطعة البحور سعيا وراء طقس ملائم وغذاء وفير.
وفي أيار عام1945، غزت لبنان أسراب وفيرة من الجراد.وأذكر انه اضافة الى استعمال “قاذفات اللهب” الحارقة، عمدت السلطة الى دفع بدل كل كيس “جنفيص” من اليرقات التي كان الاهالي يجمعونها فيحرق الكيس ويقبض ناقله ثمنه فورا (هكذا بكل بساطة).
وكانت جحافل الجراد الزحَّاف اي اليرقات تقطع الانهر ومجاري المياه والطرق والوديان لايقف في وجهها سدّ مانع. وكانت طيور السمرمر الزهرية اللون تعتبر العدو الاكبر للجراد، وقد اعتاد القرويون انشاد: “أتاك السمرمر يا جراد” مستبشرين خيرا بهذا الطائر الصديق. في فصل الخريف وبعد سقوط اول الامطار، تبحث الاناث عن ارض رطبة لوضع البيض الذي تطول مدة تفقيسه بضعة اشهر، وحظوظ نجاح عملية الوضع والتفقيس ضئيلة جدا في الخريف. لذا يجب التوقف فورا عن استعمال المبيدات التي تقتل النحل والطيور وتلوثّ الجو والمزروعات. فالجراد سيختفي سريعا من تلقائه كما أتى، واضراره أقل بكثير من اضرار المبيدات.
المطلوب اليوم متابعة مراقبة وصول الجراد وسلوكه في امكنة نشاطه على الساحل اللبناني وفي الوديان المجاورة، واعلام منظمة الزراعة والأغذية للامم المتحدة – “الفاو” التي تدير برامج عالمية للمكافحة والوقاية من الجراد، والافادة من امكاناتها.
المواضيع المتشابهه
هل تعرف ان الجراد يشفي الكثير من الامراض ؟؟؟
العرض العادي
