24-10-2012, 10:27 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المنتدى :
أحباب الحسين من المستبصرين
|
احمد حسين يعقوب - الاردن - شافعي
ولد في الأردن، مدينة "جرش" عام 1939م في أسرة شافعية المذهب، حصل على الثانوية العامة من مصر، أكمل دراسة الحقوق في جامعة دمشق وسجل للدراسات العالية / دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية، محامي وخطيب جمعة ورئيس بلدية. عمرو العلي هشم الثريد لقومه ***** ورجال مكة مسنتون عجاف(2) ذكر المؤلف عن الكتاب في المقدمة:"وضحت فيه مكانة الهاشميين في الجاهلية، وموقفهم قبل الهجرة، وبعد الهجرة، ثم سقت النصوص الشرعية المتعلقة بهم والواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وبعد ذلك قدمت عمداء أهل بيت النبوة اللذين اجمعت الأمة ومعها العالم كله على عمادتهم لاهل بيت النبوة وعلى فضلهم وتميزهم، وبمنتهى الايجاز أشرت للظروف السياسية التي عايشها العمداء وتوسعت عند تقديمي للإمام عليّ وسبطي رسول الله الحسن والحسين. وبعد ذلك سقت نماذج من معاناة أهل بيت النبوة والمرارة التي تجرعوها طوال التاريخ". (11) "حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر": صدر عام 2000 م عن دار الملاك الاردن. "شاع الاعتقاد بحتمية ظهور المنقذ "المهدي" وانتشر في كافة أرجاء المعمورة، وأخذ اشكالاً مختلفة، ولكنها تتعلق بالمآل بذات الفكرة. وسلمت بفكرة ظهوره كافة التيارات الكبرى في كافة المجتمعات البشرية القديمة. وأجمعت على حتمية هذا الظهور الطلائع المستنيرة من أتباع الديانات السماوية الثلاث وعلى الأخص الديانة الاسلامية، والطلائع المستنيرة من اتباع الملل الاخرى الشائع بين الناس أنها غير سماوية. واحتل الاعتقاد بالمهدي مكانة بارزة في الإسلام كدين، على صعيدي القرآن والسنة المطهرة وقد قدم الإسلام هذه النظرية كجزأ لا يتجزأ من النظام السياسي الذي أنزله الله على عبده ومصطفى محمد(صلى الله عليه وآله). فالمهدي المنتظر عند شيعة أهل بيت النبوة هو الإمام الثاني عشر من الأئمة أو القادة الشرعيين"(3). ويتضمن هذا الكتاب خمسة أبواب: الباب الأول: نقض عرى الإسلام والتهيئة لظهور المهدي المنتظر، في أربعة فصول. الباب الثاني: الاعتقاد بالمهدي المنتظر، وفيه سبعة فصول. الباب الثالث: البنى الشرعية الأساسية لنظرية المهدي المنتظر في الإسلام. وفيه تسعة فصول: الباب الرابع: هوية الامام المهدي الذي بشر به الرسول وعلامات ظهوره. وفيه سبعة فصول. الباب الخامس: أنصار المهدي وأعوانه ونمط حكومته، وفيه ثمانية فصول. (12) "أين سنة الرسول، وماذا فعلوا بها": يقول المؤلف في المقدمة: لقد أجبت على هذين السؤالين في كتابي هذا الذي اتخذ من هذين السؤالين عنواناً له، وقدمت الجواب من خلال ثمانية أبواب. فتحت في كل باب نوافذ متعددة، تظافرت جميعاً. فصبّت فى خانة الاجابة. الباب الأول: مكانة السنة في دين الإسلام. الباب الثاني: من يؤدى عن النبي، من يبين القرآن، ومن يبلغ السنة بعد موت النبي؟ الباب الثالث: فقد كشف المخططات التي رمت إلى نسف الإسلام وتدمير سنّة الرسول بعد موته. الباب الرابع: كشفت حالة سنة الرسول بعد موت النبي مباشرة، وكيف نقضت أول عروة من عرى الإسلام وهي نظام الحكم، ومن الذين نقضوها ولماذا؟ الباب الخامس: منع كتابة سنة الرسول قبل وبعد استيلائهم على الخلافة. الباب السادس: معالجة كارثة استبدال سنة الرسول بسنة الخلفاء. الباب السابع: تبيين ما أصاب سنة الرسول بعد مائة عام ونيف على منع كتابتها وروايتها. الباب الثامن: أهل بيت النبوة في سنة الرسول، دور أهل بيت النبوة في حفظ سنة الرسول. (13) "الاجتهاد بين الحقائق الشرعية والمهازل التاريخية". (14) "المرجعية السياسية في الاسلام". (15) "مختصر المواجهة". المقالات: (1) "مفهوم الإمامة والولاية في الشريعة والتاريخ": نشرت في مجلة المنهاج العدد الثالث ـ خريف 1417 هـ / 1996 م. يستعرض الكاتب في هذا المقال معنى الإمامة في القرآن الكريم والسنة بذكر الكثير من الآيات والروايات عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين في ذلك. كما استعرض معنى الإمامة بالمقابل عند علماء دولة الخلافة. ثم بيّن المصطلحات المرادفة لمصطلح الإمامة كالخلافة والولاية وامارة المؤمنين. (2) "الحزب الوحيد في القرآن الكريم": نشرت في مجلة المنهاج ـ العدد السادس ـ صيف 1418 هـ 1997م. جاء في هذه المقالة: إن الافتراض الرئيسي، في هذه الدراسة، هو أن النصوص القرآنية، تبتنى "نظرية الحزب الواحد" وتتناول النموذج والإطار من خلال بيان "القيادة" من خلال توصيف "حزب الله" عقيدة وسلوكاً، نظرية وتطبيقاً، واستقطاباً قيادةً واتباعاً، وابراز "مواصفات" و "عناصر توصيف" هذا الحزب، وصفات اعضائه على أنهم "الصفوة" أو " النُّخبة". ورد مصطلح "حزب الله" في القرآن الكريم ثلاث مرات في سورتي "المائدة" و"المجادلة" وقد ورد هذا المصطلح في سياق عام مرتبط مع "الولاية". وسوف نستعرض في هذا المقام، الآيات القرآنية التي ورد ذكر مصطلح "حزب الله" في سياقها لاستخلاص "نظرية الحزب الواحد" في القرآن، أو نظرة القرآن إلى "حزب الواحد". وقفة مع كتابه: "كربلاء الثورة والمأساة" كانت ملحمة كربلاء ولا زالت مناراً ينير الدرب في تاريخنا الاسلامي، فلمعرفة كيفية مواجهة الإسلام المتمثل في الإمام المعصوم (عليه السلام) للظالمين المتسترين بظاهر خلافة المسلمين وفي الوقت نفسه لا يرتدعون عن ارتكاب أي جريمة انتهاك كل مقدس، يمكن استيحاء دروس هذه الملحمة واستيعابها لتبين للأجيال معنى انتصار الفئة القليلة التي لا تملك إلاّ انفسها الكريمة الأبية على الفئة الكثيرة المدججة بانواع السلاح والامكانات، ولتبين كذلك معنى انتصار دم الشهداء على سيوف المجرمين العتاة والجبناء في الوقت نفسه، ثم لتوضح كيفية إقامة الحجة من الإمام المعصوم (عليه السلام) الشاهد على عصره على الأمة المتخاذلة التي أحبت الدنيا وكرهت الموت في سبيل الله. قائد الفئة المجرمة: يوضح الكاتب أنّ المسؤول الحقيقي عن مجزرة كربلاء هو الخليفة الأموي يزيد الملعون على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله)(4)، ويرد بذلك على ما قيل في بعض كتب التاريخ بعدم علم يزيد بالمذبحة وسبّه لعبيد الله بن زياد محاولا تبرئة نفسه والصاق المسؤولية بتابعه الذليل، فيقول: "القائد الفعلي لجيش الخلافة الجرار في كربلاء، هو يزيد بن معاوية بن صخر المكنَّى بأبي سفيان، فهو المهندس الفعلي لمجزرة كربلاء، وصانعها، وما كان عبيد الله بن زياد، ولا عمر بن سعد بن أبي وقاص، ولا بقية أركان القتل والإجرام في كربلاء إلا مجرد جلاوزة، أو عبيد، يأتمرون بأمر سيدهم يزيد بن معاوية وينفذون توجيهاته العسكرية بدقة كاملة، أو مجرد أدوات أو دمى يحركها حيثما يشاء، وكيفما يشاء، ومتى شاء!! وَلِمَ لا؟! فهو "أمير المؤمنين وخليفة رسول الله على المسلمين"!!!! بيده مفاتيح خزائن الدولة "الاسلامية" وتحت إمرته تعمل كافة جيوشها الجرارة، والأكثرية الساحقة من رعايا دولته تصفق له رغبة أو رهبة!! متأملة باستمرار وصول "الأرزاق" إليها من خليفتها، ووجلها من أن يغضب فيقطع عنها "الأرزاق" فتموت جوعاً!!!". ثم يضيف موضحاً طبيعة يزيد بذكر بعض خصائصه وأفعاله، فيقول: "وأخرج الواقدي عن عبد الله بن حنظلة الغسيل، قال: "والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة"، تجد ذلك في "الصواعق المحرقة" لابن حجر ص137، وقال الذهبي: "ولما فعل يزيد ما فعل بأهل المدينة مع شربه الخمر، وإتيانه المنكرات اشتد عليه الناس". وجاء في مستدرك على الصحيحين للحاكم: "إن يزيد رجل يشرب الخمر، ويزني بالحرم!!!" راجع فضائل الخمسة ج/3 ص 390. هذه طبيعة يزيد الذي قاد جيش الخلافة في كربلاء، وصنع مجزرتها الرهيبة، فذبح آل محمد وأهل بيته ومن والاهم وأخذ بنات النبي سبايا، بعد أن مَثَّل بضحاياه شرَّ تمثيل!!! وقد ولي الحكم ثلاث سنوات، ففي السنة الأولى من حكمه قتل أولاد النبي وأحفاده وبني عمومته ومَن والاهم بمذبحة كربلاء، وفي السنة الثانية، استباح المدينة، وفضَّ جيشهُ ألفَ عذراء وقتل عشرة آلاف مسلم بيوم واحد وهو "يوم الحَرّة"، وختم أعناق الصحابة وأخذ البيعة على أنهم خول وعبيد "لأمير المؤمنين" يتصرف بهم تصرُّف السيد بعبيده، أما في السنة الثالثة فقد هدم الكعبة وأحرقها. وهذه أمور قد أجمعت الأمة على صحة وقوعها وتوثيقها!!! موقف الإمام الحسين (عليه السلام) : في المقابل يوضح الكاتب موقف الإمام الحسين (عليه السلام) من خلافة يزيد وأساس هذا الموقف، فيقول: "منذ اللحظة التي تأكد فيها الإمام الحسين من هلاك معاوية ومن استخلافه رسمياً لابنه يزيد من بعده قرّر الإمام وصمم تصميماً نهائياً على عدم مبايعة يزيد ابن معاوية مهما كانت النتائج. أساس الموقف: عهد رسول الله للإمام الحسين بالإمامة والقيادة الشرعية للأمة، كما عهد بها من قبل لأبيه علي ولأخيه الحسن، فهو موقن أنه: 1 ـ إمام زمانه بعهد من الله ورسوله، وباستخلاف معاوية لابنه وتجاهله للإمام الحسين يكون معاوية قد غصب حق الإمام الشرعي بقيادة الأمة، تماماً كما فعل هو والذين من قبله بأبيه وأخيه، وهذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الأمة هي أمة محمد رسول الله، فمحمد هو الذي كوّن الأمة وأسّس دولتها والإمام الحسين كأبيه وأخيه أولى المسلمين بمحمد رسول الله، ومن جهة ثالثة فإن آل محمد وذوي قرباه هم الّذين احتضنوا النبي ودينه، وضحوا بأرواحهم لتكون الأمة وتكون الدولة، بالوقت الذي حاربه فيه الأمويون وناصبوه العداء. فهل من العدل أن يتقدم أعداء الله ورسوله على أولياء الله ورسوله، المؤهلين لقيادة الأمة قيادة شرعية!!! 2 ـ لما تمكن معاوية من هزيمة الأمة، والاستيلاء على أمرها بالقوة والقهر والتغلب، قطع على نفسه عهد الله أن يجعل الأمر من بعده شورى بين المسلمين ليختاروا بمحض إرادتهم من يريدون، واستخلاف معاوية ليزيد بهذه الحالة هو نقض لعهد الله. 3 ـ الأمة كلها تعلم حال يزيد، فهو مستهتر، تارك للصلاة، شارب للخمر، وزان، ثم إنه يجاهر بفجوره ويجاهر حتى بكفره!!!(5) ومن غير الجائز شرعاً أن يتولى أمر المسلمين من كانت هذه حاله!! وفيهم ابن النبي المعهود إليه بالإمامة من الله ورسوله!!!. ولا ميزة ليزيد بن معاوية سوى أنه قد ورث ملكاً مغصوباً حصل عليه وأبوه بالقوة والقهر والتغلب!!! 4 ـ إن الأمة كلها تعرف الإمام الحسين، وتعرف قرابته القريبة من رسول الله، وأنه المعهود إليه بإمامة الأمة وقيادتها، وتعرف الأمة كلها علمه، ودينه، ومكانته الدينية المميزة، فعندما يضع الإمام الحسين يده المباركة بيد يزيد القذرة النجسة ويبايعه خليفة لرسول الله على المسلمين!!! فإن الإمام الحسين يصدر فتوى ضمنية بصلاحية يزيد للخلافة، وبشرعية غصبه لأمر المسلمين، ويتنازل ضمنياً عن حقه الشرعي بقيادة الأمة!!! وفي ذلك مس بالدين والعقيدة. 5 ـ إنَّ من واجب الإمام الحسين أن يرشد الأمة إلى الطريق الشرعي، فإن سلكته الأمة وأخذت به فقد اهتدت وإن تنكبت عنه فلا سلطان للحسين عليها ولا قدرة له، بل ولا ينبغي له إجبارها على الحق وجرها إليه جرّاً فعاجلاً أو آجلاً ستدفع الأمة ضريبة تنكبها عن الشرعية وتهاونها بأمر الله. 6 ـ وبهذه الحالة فإن أقصى ما يتمناه الإمام الحسين أن لا يجبر على البيعة، وأن يترك وشأنه حتى يستبين الصبح للأمة!!!". أين كانت الأمة: يتساءل الكاتب عن دور الأمة الإسلامية ودور عقلائها بالخصوص، فيقول: "أين كانت الأمة الإسلامية عندما وقعت مذبحة كربلاء!!! أين كان المسلمون!! وأين كان عقلاء الأمة ووجهاؤها!! هل كانوا بالحج فشغلوا بمناسكه!! أم كانوا غزاة ـ يجاهدون في سبيل الله!!! أم كانوا نياماً وقد استغرقوا في نومهم فلم يسمعوا صرخات الاستغاثة، ولا قرقعة السيوف، ووقع سنابك جيش الخليفة!!! الأدلة القاطعة تشير بأنهم لم يكونوا بالحج، ولا كانوا غُزّىً، ولا كانوا مستغرقين بالنوم، بل جرت أمامهم فصول المذبحة فصلاً فصلاً، وبالتصوير الفني البطيء، وأنهم تابعوا وشاهدوا وقائع المذبحة البشعة في كربلاء، بنظرات ساكنة، وأعصاب باردة، تماماً كما يشاهدون فلماً من أفلام الرعب على شاشة التلفاز، وكان دور الأكثرية الساحقة من الأمة الإسلامية، ودور وجهائها وعقلائها مقتصراً على المتابعة والمشاهدة باستثناء بعض التعليقات أو الإنفعالات الشخصية المحدودة التي أبداها بعضهم همساً وهو يتابع ويشاهد المذبحة!! كان بإمكان عقلاء الأمة الإسلامية ووجهائها، وكان بإمكان أكثرية تلك الأمة على الأقل أن يحجزوا بين الفئتين المتنازعتين قبل وقوع المذبحة!! فالوجهاء والعقلاء الذين لا دين لهم يحجزون بمثل هذه الحالات!!". موقف الأكثرية الساحقة: يوضح الكاتب حالة الأمة الإسلامية وموقف الاكثرية فيها، فيقول: "لم يقف يزيد بن معاوية وحده في وجه الإمام الحسين وأهل بيت النبوة، إنما وقفت مع يزيد بن معاوية واستنكرت موقف الإمام الحسين وأهل بيت النبوة مجموعة من القوى الكبرى التي كانت تكوِّن رعايا دولة الخلافة أو ما عرف باسم "الأمة الإسلامية" وهذه القوى هي: 1 ـ بطون قريش الـ 23 وأحابيشها وموالوها وهي القوة نفسها التي كذبت النبي وقاومته وتآمرت على قتله، وحاربته 21 عاماً حتى أحاط بها النبي فاستسلمت واضطرَّت مكرهة لإعلان إسلامها وهي تخفي في صدورها غير الإسلام، ويزيد بن معاوية ليس غريباً على البطون، فجده أبو سفيان هو الذي قاد البطون ووحدَّها للوقوف ضد محمد، لمحاربة محمد. ومعاوية والد يزيد هو الذي قاد البطون، ووحَّدها لحرب علي، ثم إن يزيد موتور شأنه كل واحد من أبناء البطون، وتشترك بطون قريش الـ 23 بكراهية آل محمد والحقد عليهم ورفضها المطلق لقيادتهم وإمامتهم وخلافتهم. 2 ـ ووقف المنافقون من أهل المدينة وممن حولها من الأعراب، ومن خَبُثَ من ذرياتهم، ومنافقو مكة ومن حولها جميعاً مع يزيد بن معاوية، لا حباً بيزيد، ولا حباً ببطون قريش ولكن كراهية وحقداً على محمد وآل محمد وطمعاً بهدم أساسيات الدين بيد معتنقيه وقد اعتقدوا أن الفرص قد لاحت لإبادة آل محمد إبادة تامة لذلك ايدوا يزيد بن معاوية. 3 ـ ووقفت المرتزقة من الأعراب مع يزيد أيضاً، وقد وجدت ظاهرة الإرتزاق جنباً إلى جنب مع ظاهرة النفاق، ومات النبي وبقيت الظاهرتان، والمرتزقة قوم لا مبادىء لهم إلا مصالحهم، مهنتهم اقتناص الفرص، وتأييد المواقف، وترجيح الكفات والانقضاض على المغلوب، وهم على استعداد لمناصرة من يدفع لهم أكثر كائناً من كان، ولا فرق عندهم سواء أيدوا رسول الله أم أيدوا الشيطان، فهم يدورون مع النفع العاجل حيث دار، انظر إلى قول سنان بن أنس، قاتل الإمام الحسين لعمر بن سعد بن أبي وقاص عندما جاءه طالباً المكافأة على قتل الحسين: إملأ ركابي فضة أو ذهبا ***** إنّي قتلت السيّد المحجبا فاللعين يعرف الإمام الحسين، ويعرف مكانته العلية، ولكن ما يعني هذا التافه هو المال، إعطه المال وكلفه بقتل نبي يقتله مع علمه بأنه نبي، أو كلفه بقتل الشيطان يقتله إن رآه وبأعصاب باردة، لا فرق عنده بين الإثنين!!.وخيرهم من يذكرون النسبا ***** قتلت خير الناس أماً وأبا(6) لقد أدركت المرتزقة بأن الإمام الحسين وأهل بيته سيغلبون وأن يزيد سينتصر وسيعطيهم بعض المال لذلك أيدوا يزيد بن معاوية. 4 ـ الأكثرية الساحقة من الأنصار، وقفت مع يزيد بن معاوية، فقد بايعته أو قبلت به، أو تظاهرت بقبوله، فليس وارداً على الإطلاق أن تقف مع الإمام الحسين، وليس وارداً أن تعصي أمر يزيد بن معاوية، فلو طلب منها يزيد أن تميل على الإمام الحسين وأهل بيت النبوة فتحرق عليهم بيوتهم وهم أحياء لأجابته أكثرية الأنصار إلى ذلك، فللأنصار تاريخ بالطاعة، فالسرية التي أرسلها الخليفة الأول وقادها الخليفة الثاني لحرق بيت فاطمة بنت محمد على من فيه ـ وفيه علي، والحسن، والحسين، وفاطمة بنت محمد وآل محمد ـ كانت من الأنصار(7)لذلك يمكنك القول وبكل ارتياح إنَّ أكثرية الأنصار كانت سيوفهم مع يزيد وتحت تصرفه، وكانوا عملياً من حزبه ومن حزب خلفاء البطون أو على الأقل ليسوا من حزب أهل بيت النبوة!! 5 ـ المسلمون الجدد الّذين دخلوا في الإسلام على يد جيش الخلفاء الفاتح كانوا بأكثريتهم الساحقة مع يزيد بن معاوية، لأنهم فهموا الإسلام على طريقة قادة البطون وأبنائها، وتلقوا تعليمهم في مدارس البطون وأكثريتهم لا يعرفون أهل بيت محمد، ولا ذوي قرباه ويجهلون تاريخهم الحافل بالأمجاد، لأن الخلفاء وأبناء بطون قريش الـ 23 تعمّدوا تجهيل الناس بذلك، بل وأبعد من ذلك فإن أكثريتهم يعتقدون أن علي بن أبي طالب قاتل ومجرم "حاشاه" وأنه وأهل بيت النبوة ينازعون الأمر أهله، وأنهم أعداء للدين، وإلا فلماذا فرض "الخليفة معاوية" سَبَّه ولعنه على رعايا الدولة!!! ولماذا أصدر الخليفة معاوية أمراً بقتل كل من يوالي علياً وأهل بيته!!(8) لذلك وقفت الأكثرية الساحقة من المسلمين الجدد من يزيد بن معاوية. 6 ـ ووقف مع يزيد بن معاوية أبناء وبطون وشيع الخمسة الّذين عرفوا "بأهل الشورى" ويكفي أن تعلم بأن مذبحة كربلاء قد نُفذت على يد عمر بن سعد بن أبي وقاص، وكان أبوه أحد الخمسة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لمنافسة علي بن أبي طالب صاحب الحق الشرعي بالإمامة من بعد النبي!!. 7 ـ كذلك وقف مع يزيد بن معاوية أبناء الخلفاء الّذين استولوا على مقاليد الأمور من بعد النبي، ووقفت معهم أيضاً بطون الخلفاء وشيعهم، ويكفي أن تعلم بأن عبد الله بن عمر بن الخطاب كان من أكثر المتحمسين لبيعة يزيد بن معاوية، ومن أكثر المشجعين على هذه البيعة!! وهو نفسه الذي امتنع عن مبايعة علي بن أبي طالب!! الأقليَّة التي أيّدت ثورة الإمام الحسين: الأقلية المؤمنة التي أيدت ثورة الإمام الحسين تنقسم إلى فئتين أيضاً: الفئة الأولى: وهي الفئة التي خرجت مع الإمام الحسين، فرافقته دربه وشاطرته قناعاته وتحليلاته، وأيدت موقفه، ونالت شرف الدفاع عنه، وقاتلت بكل قواها حتى قتلت بين يديه، وهم بتعبير أدق شهداء مذبحة كربلاء ومن نجا منهم بعذر شرعي. الفئة الثانية: وهم فئة مؤمنة، أحبوا الإمام الحسين بالفعل وتفهموا شرعية وعدالة موقفه، ولكنهم قدروا أن الحسين ومن معه لا طاقة لهم بمواجهة الخليفة وأركان دولته والأكثرية التي تؤيده، وقد اكتفت هذه الفئة بالتعاطف القلبي مع الإمام الحسين، وتصعيد خالص الدعاء لله لحفظه وسلامته، وتابعت أنباءه بشغف بالغ، ولكنها فضلت حياتها على الوقوف معه ومناصرته، ولما استشهد الإمام الحسين بكت هذه الفئة عليه بصدق وحرقة، وندمت على موقفها وتمنت لو ماتت دونه، بعد أن تيقنت أن الإمام الشرعي قد قتل، وأن قمر العز والأمل قد اختفى نهائياً من سماء العالم الإسلامي!!! معقولية قرار الامام الحسين (عليه السلام) بالتوجه إلى الكوفة: اقترح بعض المشفقين على الإمام الحسين (عليه السلام) أن لا يذهب إلى العراق وان يبقى في مكة أو يعود إلى المدينة أو يذهب إلى اليمن، وقد اصغى الإمام لأصحاب المقترحات وشكرهم دون الافصاح عن رأيه، وهنا يحاول الكاتب أن يبين دواعي اختيار الإمام للكوفة، فيقول: "لقد سمعت جماعات الأمة الإسلامية كلها بامتناع الإمام الحسين عن البيعة وبخروجه من المدينة، وباستقراره مؤقتاً في مكة، وعرفت كذلك أن الإمام الحسين يبحث عن مأوى ومكان آمن، وجماعة تحميه وتحمي أهل بيت النبوة من الامويين واذنابهم، فأغمضت كل تلك الجماعات عيونها، وأغلقت آذآنها وتجاهلت بالكامل محنة الإمام الحسين وأهل بيت النبوة، وأهل الكوفة هم وحدهم الَّذين كتبوا للإمام الحسين، وأرسلوا له رسلاً ودعوه لا ليحموه فحسب بل دعوه ليكون إماماً وقائداً لهم، وليس في ذلك غرابة، فالكوفة كانت عاصمة دولة الخلافة في زمن الإمام علي، والأكثرية الساحقة من أهل الكوفة عرفوا فضل علي خاصة وأهل بيت النبوة، وقارنوا بين حكم الإمام علي وسيرته وبين حكم الجبابرة وسيرهم، وادركوا البون الشاسع بين هذين الخطين من الحكم، فليس عجيباً بعد أن هلك معاوية أن يدركوا أن الفرصة مؤاتية لإعادة الحق إلى أهله خاصة بعد أن سمعوا بامتناع الإمام الحسين عن البيعة وخروجه من المدينة وبحثه عن المأوى الآمن له ولأهل بيته. فالمعقول أن يصدَّقهم الناس، والمعقول أيضاً أن يصدِّقهم الإمام الحسين، ثم إنه ليس أمام الحسين أي خيار آخر فإلى أين عساه أن يلجأ، وممن سيطلب الحماية والمنعة، والأهم أن ثمانية عشر ألفاً من أهل الكوفة قد بايعوه فإن كانوا صادقين بالفعل، فإن قائداً مثل الإمام الحسين له القدرة على أن يفتح بهم العالم كلّه!! وفكرة المؤامرة بارسال الرسل والكتب، وفكرة الإختراق الأمويّ لعملية إرسال الرسل والكتب، لم تكن ببال عاقل!!. إذاً فإن اختيار الإمام الحسين للكوفة كان اختياراً معقولاً في مثل ظروف الحسين، وخياراته المحدودة. الإمام يقيم الحجة قبل بدء القتال: لم يبدأ الإمام (عليه السلام) جيش الخلافة بالقتال قبل اقامة الحجة عليهم كاملة، وقد سنحت عدة فرص لأصحاب الإمام للنيل من أعداء الله لكن الإمام منعهم من ذلك. وقد صور الكاتب كيفية اقامة الحجة واهميتها، فقال: "أحاط "الجيش الإسلامي!" بمعسكر الإمام الحسين إحاطة تامة، وأشرفوا عليه إشرافاً كاملا، فما من حركة يتحركها الإمام أو أحد في معسكره إلاّ ويشاهدها جيش الخلافة كله بوضوح تام، وما من كلمة يتلفظ بها الامام أو أحد من معسكره إلاّ ويسمعها جيش الخلافة!! إنها حالة من الاحاطة التامة!! إنه وإن كان ذلك الوضع من الناحية العسكرية كارثة محققة على الامام الحسين وأهل بيت النبوة ومن والاهم وأقام في معسكرهم. إلاّ أنّه من ناحية ثانية هو الوضع الأمثل لاقامة الحجة على القوم قبل القتال، فاذا تكلم الامام الحسين بذلك الوضع، فان بامكان جيش الخلافة كلّه ان يسمع كلامه، فالجيش يحيط به من كل جانب، ولا يبعدون عنه إلاّ بضع عشرات من الامتار. فكأن الله سبحانه وتعالى قد جمعهم على هذه الصورة ليمكن الامام الحسين من اقامة الحجة عليهم تمهيداً لا نزال العذاب بهم". تجاوز حدّ التصور والتصديق: اعتاد الكثير من الذين يمسكون بالقلم أن يبرروا للسلطات جرائمها، وان ينتقدوا إضافة إلى ذلك الثوار والأحرار الذين يقاومون الظلم ويجعلوهم السبب في المآسي التي يرتكبها الطغاة، والكاتب هنا يفعل العكس فينتقد السلطات ويبين جرائمها وعدم امكانية تبريرها، ويمتدح ابي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) ويبين خصائصه ومزاياه، وهذا هو الخط الصحيح لكل الكتاب الذين يريدون أن يلتزموا الحياد والانصاف في عرض الحقائق. يقول الكاتب: "عندما تستعرض بذهنك صور كثرة جيش الخلافة، وصور عدته واستعداداته وإمكانيات وطاقات الدولة التي تدعمه، ومكانتها في العالم السياسي المعاصر لها كدولة عظمى، وتستعرض صورة الجمع الآخر الذي كان يضم الإمام الحسين وآل محمد وذوي قرباه، والقلة القليلة التي أيدتهم ووقفت معهم، فإنك لا تستطيع أن تصدّق أن مواجهة عسكرية يمكن أن تحدث بين هذين الجمعين!! وان احتمال حدوث مواجهة عسكرية أمر يفوق حد التصوّر والتصديق، فجيش الخلافة بغنى عن هذه المواجهة، لأنه ليست له على الإطلاق ضرورة عسكرية وليست هنالك ضرورة لتعذيب الإمام الحسين وأهل بيت النبي وذوي قرباه وصحبه وأطفالهم ونسائهم وهم أحياء، والحيلولة بينهم وبين ماء الفرات الجاري، ومنعهم من الماء، حتى يموتوا عطشاً في صيف الصحراء الملتهب!!! ثم ان جيش الخلافة لو حاصرهم يومين آخرين فقط لماتوا من العطش من دون قتال، ولَمَا كانت هنالك ضرورة لتلك المواجهة العسكرية المخجلة!!! إن أي إنسان يعرف طبيعة الإمام الحسين، وطبيعة آل محمد، وذوي قرباه يخرج بيقين كامل بأنهم أكبر وأعظم من أن يعطوا الدنية مخافة الموت، لأن الموت بمفاهيمهم العلوية الخالدة أمنية، وخروج من الشقاء إلى السعادة المطلقة!! ثم لو أن جدَّ الإمام الحسين كان رجل دين لأي ملّة من الملل لوجد الجيش ـ أي جيش ـ حتى جيوش المشركين حرجاً كبيراً لمجرد التفكير في قتله!!! ولكان وضعه الديني حاجزاً لذلك الجيش عن سفك دمه!! فكيف بابن بنت رسول الله محمد، وبإمام كالإمام الحسين!!! ثم إن قتل الرجل وأولاده وأهل بيته دفعة واحدة يُثير بالإنسان أي إنسان!! حتى إنسان العصور الحجرية شعوراً بالإشمئزاز والاستياء، لأنه عمل يعارض الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، فكيف برجل كالإمام وبأهل بيت كأهل بيت النبوة!!! ويظهر لنا أن تصرفات الخليفة وأعماله، وأعمال أركان دولته، ما هي في الحقيقة إلا انعكاس لقلوب مملوءة بالحقد على النبي، وعلى آل محمد، ومسكونة بشبح الوتر والثأر كما بينّا، وسيظهر بهذا التحليل أن الَّذين وقفوا على أهبة الاستعداد لقتال الإمام الحسين وقتله، وإبادة أهل بيت النبوة لم يكونوا بشراً، إنما كانوا وحوشاً مفترسة ضارية ولكن على هيئة البشر!!! لم يعرف التاريخ البشري جيشاً بهذا الخلق والإنحطاط، ولا حاكماً بتلك الجلافة، والفساد، والحقد، إنها نفوس مريضة نتنة، وتغطي على مرضها ونتنها بالإدعاء الزائف بالإسلام، والإسلام بريء منهم، فلقد دخلوه مُكرَهين، وخرجوا منه طائعين، ألا بُعداً لهم كما بَعُدَت ثمود". 1- مجلة المنبر العدد العاشر، ذي الحجة/ 1421 هـ: 14 ـ 15. 2- من الكتاب: 22 3- من الكتاب: 69 و75. 4- راجع كنز العمال: 6 / 39، وراجع مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 189. 5- راجع روح المعاني للآلوسي: 26 / 73، وتذكرة الخواص لابن الجوزي: 2 / 148، وفتوح ابن اعثم: 5 / 241. والصواعق المحرقة لابن حجر: 134. 6- مقتل الامام الحسين، السيد المقرم، دار الاضواء، بيروت، 1979، ص 304. 7- راجع تاريخ الطبري: 2 / 443 ـ 444 وشرح نهج البلاغة: 1 / 130 ـ 134 لتجد أسماء الأنصار الذين اشتركوا بعملية التحريق!!! 8- راجع شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: 3 / 595 تحقيق حسن تميم.
|
|
|