اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة.
شيء يسير من سيرة هذا الإمام العظيم عليه السلام .
ولادته: ـ
هوالإمام الرابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام ولد في زمن خلافة جده أمير المؤمنين عليه السلام وذلك حينما بعث إليه واليه على المشرق ( العراق الآن) حريث بن جابر الحنفي بابنتي الملك يزدجر . فتزوج واحدة منهما الإمام الحسين عليه السلام وهي شهربانو أو شاه زنان (وفي الروايات انها شاه زنان أي سيدة النساء فأبدل أمير المؤمنين الى شهربانو أي سيدة المدينة حتى لا تشارك السيدة الزهراء في لقبها بسيدة النساء) وزوج الأخرى لمحمد بن أبي بكر رضي الله عنه .
*كان لهذه المرأة العظيمة منزله خاصة عند الإمام الحسين عليه السلام حيث أهتم بها اهتماماً بالغ إلى أن أتحفت تلك السيدة الجليلة الرسالة والدعوة بوليدها المبارك الإمام السجاد وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر شعبان سنة 38هـ
• من الأدلة على إمامته:
ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه ‘ندما نزلة آية (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ))
قال جابر : يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن ألو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم " هم خلفائي ياجابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ...."
• أشهر ألقابه:ـزين العابدين : وهو أكثر ها شهره لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا كان يوم القيامة يُنادي فينا : وأين زين العابدين ؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين عليه السلام يتخطى بين الصفوف .
السجاد : حيث كان عليه السلام كما يقول الإمام الباقر عليه السلام ما ذكر لله عز وجل نعمة إلا وسجد ...ولا وفق لإصلاح بين أثنين الا وسجد، وكان اثر السجود في جميع مواضع سجوده حتى لقب بذي الثفنات .• الإمام القدوة :ـ
كان الإمام السجاد عليه السلام قدوة حسنة في سلوكه وأخلاقه ونعامله مع الآخرين ، وكان يربي أصحابه على الورع والتقوى والخوف من الله تعالى ،و يعمل على تزكية نفوسهم وتهذيبها .
وهكذا كان اسلوبه مع اعدائه والحاقدين عليه ،والظالمين له ، فقد تميز كآبائه بالصفح والعفو عنهم ، والأحسان إليهم .
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم ياكريم
من مميزاته في الجانب العبادي:ـ
روى طاووس اليماني الذي قال : رأيت الإمام عليه السلام يطوف من العشاء إلى السحر وتعبد فلما لم ير أحداً رمق السماء بطرفه وذكر كلمات رائعة يناجي بها ربه . فقال له طاووس : يابن رسول الله ماهذا الجزع والفزع ونحن يلزمنا أن نفعل مثلك هذا ونحن عاصون وجانون ، وأبوك الحسين بن علي وأمك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله .فالتفت الإمام إليه قائلاً " هيهات هيهات يا طاووس دع عنك حديث أبي وأمي وجدي ، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن، ولو كان عبداً حبشيا . وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً...والله لا ينفعك غداً إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح"
وفي الجانب الاجتماعي:ـ
[برز الإمام زين العابدين عليه السلام في عطفه وحنانه ومساعدته للفقراء والمساكين وكان يحظر على مائدته دائما الأيتام والمساكين ، وكان يناولهم الطعام بيده المباركة ،ومن هذه الصور التي تمثل اهتمامه بهم ، ما ذكرته سيرته العطرة حيث يروي ابن اسحاق قائلاً"كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت ، يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيهم فلما مات علي أبن الحسين عليه السلام فقدوا ذلك"هذه بعض الشواهد الضئيله التي تروي لنا شيء من سيرته عليه السلام في علاقته بالله وبالناس.
الإمام وقيادة الأمة:ـ
أقتضت الحكمة الإلهية بقاء الإمام زين العابدين عليه السلام حياً بعد نهضة كربلاء فكان الشاب الوحيد الذي نجا من المجزرة الرهيبة التي حلت بأهل البيت عليهم السلام وأستطاع عليه السلام أن ينقل حوادث ووقائع هذه المأساة وما جرى فيها .
· ويتضح أن الإمام السجاد عليه السلام عاش أقسى فترة من الفترات التي مرت على أئمة أهل البيت عليهم السلام ؟؟
وذلك لأنه عاصر بداية قمة الانحراف الذي بدأ بأخذ شكلا صريحاً حتى على مستوى الشعارات والكلمات المطروحة من قبل الحكام ، وشاهد بأم عينيه المحن والبلايا والرزايا التي حلت بالإسلام وأهله وكيف كانت جيوش بني أمية (لعنهم الله) تدخل مسجد رسول الله صبى الله عليه وآله وسلم في المدينة وتربط خيلها في المسجد الذي كان منطلقاً للرسالة وأفكارها .
· الحركة الإصلاحية التي قام بها الإمام زين العابدين عليه السلام:ـ
بدأ الإمام عليه السلام منذوا وصول السبايا إلى الكوفة وكانت خطوط عمله التي انتهجها على الشكل التالي:
1/عمل الإمام عليه السلام من خلال أساليبه وتعاليمه وأقواله على فضح بني أمية وإسقاط كل الأقنعة التي كانوا يغطون وجوه سياستهم خلفها وهذا ما يبدو لنا واضحاً وجلياً من خلال خطب الإمام عليه السلام في مسيره من كربلاء الى الكوفة والشام والمدينة.
2/تحريك الضمير الثوري عند المسلمين والتركيز على استفزاز شعورهم بالإثم وضرورة التكفير عنه وذلك للحفاظ على الضمير الإسلامي والإرادة الإسلامية من الانهيار والتنازل المطلق عن شخصيتها وكرامتها للحطام المنحرفين.
3/ التخطيط الدقيق لتوعية الأمة فكرياً وعقائدياً وروحياً ّّّ!!
(لأن المجتمع آن ذلك كان جاهلاً)، فكان منزله عليه السلام والمسجد يزدحم فيها الطلاب ، وأصبح تلامذته فيما بعد بناة الحضارة أللإسلامية ورجال فكرها وتشريعها. وقد قام عليه السلام بدور مهم في تزويد العلماء والرواة بأحاديثه في مختلف الفنون ورووا عنه الصحيفة السجادية التي تعتبر زبور آل محمد ورسالة الحقوق .
4/نظراً للظرووف القاسية والوضع المضطرب الذي عاشه الإمام عليه السلام في فترة إمامته ، لم يكن يستطع القيام بأي عمل سياسي ضد بني الأمويين . وكان لا بد له من إعطاء إرشاداته ونصائحه للأمة وتزويدها بمواقفه من كل ما يجري على الساحة . لذا رأى الإمام عليه السلام أن أفضل أسلوب يمكن إتباعه للوصول إلى ما يريد هو استعمال أسلوب الدعاء. فقد كانت أدعيته تعبر عن النعاناة والأحداث في عصره ، وتحمل أفكاراً تغييرية واضحة في جميع جوانبها ، سواء على مستوى علاقة الناس بخالقهم ، أم على مستوى تعامل الناس مع بعضهم البعض.
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
