منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)الامام - الحسين - سيد الشهداء - أبو الأئمه - الشهيد - المظلوم - العطشان - أبا عبد الله - ابو السجاد - الغريب - ابو الاحرار - عليه السلام
التفاصيل المذكورة في شأن ليلى والأكبر
سماحة الشيخ محمّد صنقور
التفاصيل المذكورة في شأن ليلى والأكبر
المسألة:
أرجو من سماحتكم التفضل بالإجابة عن أسئلتي حول روايات أرض الطف:
1- هل صحيح ما يردده الخطباء بأنّ السيدة ليلى لما أرادت أن تدعو الله لرد ولدها الأكبر سالما نشرت شعرها؟! وحللت أزرارها؟! ورفعت ثدييها؟!.
2- هل الرواية التي تُنقل عن الإمام الحسين (ع) صحيحة حين ردّ على أمّ الأكبر: "إنّي سمعت جدّي رسول الله (ص) يقول: إنّ دعاء الأمّهات لأولادهنّ مُستجاب".
أرجو المعذرة سماحة الشيخ على هذه الأسئلة ولكن الخطباء لا يزالون يرددون هذه الروايات في مجالس الحسين (ع)، فأفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
1- لم نجد هذا الخبر في كتب الاخبار والمقاتل المعتبرة حتى يقع البحث عن صحته أو ضعفه، بل أفاد الشيخ عباس القمي في كتابه منتهى الآمال: أن ما هو مشهور من أنَّ الأكبر بعد خروجه إلى الميدان توجه الإمام الحسين (ع) إلى أمه ليلى وطلب منها أن تخلو بنفسها فتدعو له... باطل كله، نقل ذلك عن شيخه المحدث النوري.
هذا وقد وقع البحث في أصل وجود السيدة ليلى يوم الطف، وقد أفاد المحقَّق التستري في كتابه قاموس الرجال. ج7/422 "أنه لم يذكر أحد في السير المعتبرة حياة أم علي الأكبر يوم الطف فضلاً عن شهودها وإنما ذكروا شهود الرباب اُم الرضيع وسكينه".
إلا أن المحقَّق ابن شهراشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب ج4/115 أفاد "أن عليَّ الأكبر طعنه مرة بن منقذ العبدي على ظهره غدرًا فضربوه بالسيف، فقال الحسين (ع) "على الدنيا بعدك العفا"، وضمه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط فصارت أمه شهربانويه ولهى تنظر إليه ولا تتكلم".
هذا هو النص الوحيد الذي عثرنا عليه في الكتب المعتبرة فيما يتصل بشأن وجود أم الأكبر إلا أنّه لم يسمِّ والدة الأكبر بليلى.
فالسيدة ليلى رضوان الله عليها حتى لو سلَّمنا بحضورها كربلاء إلا أن التفاصيل التي يذكرها الخطباء عند خروج الأكبر للمعركة لم نجد لها عيناً ولا أثراً في كتب الأخبار والمقاتل المعتبرة فلا ينبغي التعويل على ما يذكره القصَّاصون، ففي التفاصيل المذكورة في الكتب المعتبرة غنىً وكفاية، وهي كثيرة ومعبِّرة عن فظاعة الظلم الذي وقع على الحسين وآل الحسين (ع) يوم الطف.
2- لم نجد هذا الخبر رغم البحث عنه في مظانَّه، لذلك فهو لا يرقى حتى إلى مستوى الخبر المرسل، وقد أفاد الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال أن شيخه المحِّدث النوري عبَّر عنه "بأنَّه باطل كله" أي أن الخبر وسياقه والتفاصيل المذكورة معه باطل كله.