منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
قال ابن أبي الحديد بعد أن شرح الخطبة (٢١٦) من نهج البلاغة والتي قالها الأمير بعد تلاوته لقوله تعالى: (ألهاكم التكاثر):
[وإني لأطيل التعجب من رجلٍ يخطب في الحرب بكلامٍ يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود والنمور وأمثالهما من السباع الضارية، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان لابسي المسوح، الذين لم يأكلوا لحمًا، ولم يريقوا دمًا؛ فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس الشيباني، وعتيبة بن الحارث اليربوعي، وعامر بن الطفيل العامري، وتارة يكون في صورة سقراط الحبر اليوناني، ويوحنا المعمدان الإسرائيلي، والمسيح بن مريم الإلهي. وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفًا وعظةً وأَثَّرَتْ في قلبي وجيبًا، وفي أعضائي رِعدة، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي، وخيَّلتُ في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف (عليه السلام) حاله].