مر إبن بطوطة على المدينة المنورة بعد إبن جبير بمائة وخمسين عاماً فوصف البقيع وصفاً مشابها لوصف إبن جبير في كتابه تحفة النظام في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار[1] فقال:
وفمنها بقيع الغرقد وهو بشرقي المدينة المكرمة ويخرج إليه علي باب يعرف بباب البقيع فأول ما يلقى الخارج إليه علىٰ يساره عند خروجه من الباب قبر صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنهما وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وأم الزبير بن العوام رضي الله عنه وأمامها قبر إمام المدينة أبي عبدالله مالك بن أنس رضي الله عنه وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وامامه قبر السلالة الطّاهرة المقدسة النّبوية الكريمة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه قبة بيضاء وعن يمينها تربة عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهو المعروف بأبي شحمة وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وقبر عبدالله إبن ذي الجناحين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما وبإزائهم روضة يذكر ان قبور أمهات المؤمنين بها رضي الله عنهن ويليها روضة فيها قبر العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وهي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الأحكام عن يمين الخارج من باب البقيع ورأس الحسن إلي رجلي العباس عليهما السلام وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح بديعة الالصاق مرصعة بصفائح الصفر البديعة العمل وبالبقيع قبور المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة رضي الله عنهم إلاّ انها لا يعرف أكثرها وفي آخر البقيع قبر أميرالمؤمنين أبي عمر عثمان بن عفان رضي الله عنه وعليه قبة كبيرة وعلي مقربة منه قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي إبن أبي طالب رضي الله عنها وعن إبنها».
___________________________ [1] . تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ـ إبن بطوطة ـ المطبعة الخيرية ـ الطبعة الأولي ـ سنة 1322 ـ ص 89 ـ 90.