العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى أهل البيت (عليهم السلام) > أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام)
أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام) خاص بولادات ووفيات أهل البيت(عليهم السلام)


موكب عزاء الزهراء عليها السلام لمنتديات احباب الحسين (ع) نرجو من الجميع المشاركه

أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-2009, 09:35 AM   رقم المشاركة : 11
الكاتب

تراب البقيع


الملف الشخصي









تراب البقيع غير متواجد حالياً


افتراضي

(فنظرة ريثما تنتج) أي انتظروا حتى تنتشر الميكروبات في هيكل المجتمع الإسلامي فبعد أن كانت القيادة الصالحة اللائقة تقود المسلمين وإذا بقيادة معاكسة ومغايرة لها تماماً تزاحمها وتحل محلها.
وبعد أن كانت الأحكام الإسلامية الطرية المعتدلة تسود المجتمع الإسلامي إذ بأحكام منبعثة عن الهوى وعن آراء شخصية متطرفة تقوم مقام تلك الأحكام وهكذا تتبدل المفاهيم، وتتغير المقاييس.

(ثم احتبلوا ملء القعب دماً عبيطاً) الناقة إذا ولدت يُحلب منها اللبن، ولكن الفتنة إذا لقحت وأنتجت يحلب منها الدم لا اللبن، أي تتكون المجازر والمذابح، فبعد أن كان الدين الإسلامي دين الأمن والحياة والسلام في الواقع وإذا به ينقلب مفهومه لدى هؤلاء فيصبح دين الإبادة والهلاك، والدمار والفناء.
انظر إلى التاريخ الإسلامي الذي شوّهه هؤلاء.
تجد أنهاراً من الدماء التي جرت من أجساد المسلمين.
وتجد التلال التي تكونت من جثثهم.
فمثلاُ: ذكر المؤرخون أن عثمان بن عفان قام بأعمال منافية للقرآن والسنة، فعاتبه المسلمون على ذلك، ولكنه لم يرتدع بل استعمل العنف والقوة معهم ضرباً وسباً وتبعيداً وتهديداً.
وأخيراً أورثت أعماله في المسلمين هياجاً عاماً، وكانت عائشة تهيّج الناس ضدّه وهكذا طلحة وابن العاص، وأخيراً قتلوا عثمان.
وإذا بالذين كانوا يحرّضون الناس ضده خرجوا يطلبون بدمه، وقد قُتل عثمان في المدينة، وذهب هؤلاء إلى البصرة يطلبون بدمه، وبين المدينة والبصرة أكثر من ألف كيلو متر، فأجّجوا نيران الحرب هناك، فقتل في حرب البصرة خمسة وعشرون ألف إنسان!.
ثم نهض معاوية زاعماً أنه يطلب بدم عثمان، فقامت الحرب في منطقة سورية بالقرب من مدينة حلب يقال لها (صفين) وهدأ القتال وعلى الأرض تسعون ألف قتيل!.
ثم صارت واقعة النهروان فقتل فيها أربعة آلاف إنسان.
ثم خرج بسر بن أرطاة من الشام وقصد المدينة ومكة واليمن وفي طريقه كان يقتل الناس، حتى قتل من شيعة عليّ في اليمن وغيره ثلاثين ألف قتيل.
خذ القلم بيدك واحسب مجموع القتلى:
25.000 + 90.000 + 4000 + 30.000 = 149000.
هؤلاء القتلى، ولا تسأل عن الجرحى، ولا تسأل عن أرامل هؤلاء، وأيتامهم، ومضاعفات تلك المآسي، ولا تسأل عن الدموع الجارية، والعيون الباكية، والقلوب الملتهبة، والآهات والأحزان التي جعلت تلك الحياة جحيماً على ذلك المجتمع بكافة جوانبه ونواحيه، كل ذلك في خلال أربع سنوات.
وهل انتهت المأساة هنا؟ لا، بل هناك مآسي ومجازر ومذابح تقشعر منها الجلود، وسوف نذكر بعضها.
نعم، لا تزال السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تخبر عن الفجائع والفظائع التي هي في طريق الأمة الإسلامية، وكامنة لها بالمرصاد.
ليس هذا التنبؤ إخباراً عن الغيب، بل إخبار عن نتائج الأعمال ومضاعفاتها فالطبيب الحاذق إذا نظر إلى إنسان لا يراعي أصول الصحة في مأكله ومشربه وتنفسّه ويستعمل الأشياء الضارة فإن الطبيب يخبره بمصيره المظلم، والأمراض الفتاكة التي تقضي على حياته من جرّاء تلك الأعمال المنافية لأصول الصحة العامة.
وكذلك السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تنظر إلى ذلك المجتمع وسوء اختيار الأمة للقيادة غير الصالحة، فتنكشف لها العواقب السيئة التي يؤول إليها أمر الأمة الإسلامية ببركات تلك القيادة!!.
تقول: (ثم احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً) وفي نسخة: (طلاع القعب) أي القدح الكبير الضخم الذي يتفايض بالدم حتى يسيل منه، والمقصود كثرة الدماء التي تُراق.
(وذعافاً ممقراً مبيداً) أي احتلبوا الدم، واحتلبوا السمّ المرّ المهلك، والمقصود منها: النتائج السيئة التي عمَّ شؤمها الإسلام والمسلمين من الويلات والمصائب التي انصبّت على المسلمين.
(هنالك يخسر المبطلون) أي عند ذلك يظهر خسران المبطلين.
(ويعرف التالون غبَّ ما أسَّسه الأولون) يعرف الآخرون عاقبة الأعمال التي أسّسها الأوّلون.
(ثم طيبوا عن دنياكم أنفساً) يقال: طب نفساً: أي أسكن واهدأ عن القلق وهذا كما يقال للظالم: قرَّت عينك، أو بشراك وأمثالها من الكلمات التي يراد بها العكس في الكلام لا الحقيقة.
(واطمأنوا للفتنة جاشاً) أي فلتسكن للفتنة قلوبكم، وهذا أيضاً يراد به العكس، فإن القلب لا يسكن للفتنة وإنما يسكن للأمان والسلامة.
(وابشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم) هذه الكلمة على غرار قوله تعالى: (فبشّرهم بعذاب أليم) وهذه الكلمة أو الجملة أيضاً على العكس.
(وهرج شامل) وفي نسخة: (وهرج دائم شامل) الهرج: الفتنة والفوضى واختلال الأمور.
(واستبداد من الظالمين) الاستبداد: الدكتاتورية، والعمل على خلاف المقاييس والموازين، لا تحت أي نظام أو قانون أو شريعة أو دين.
(يَدَع فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً) أي ذلك الاستبداد أو المقصود من ذلك جميع ما تقدم من قولها: سيف صارم وسطوة معتد غاشم وهرج واستبداد ومجموع هذه الأشياء يدع فيئكم زهيداً أي يجعل الغنائم والخراج حقوقكم المالية زهيداً قليلاً (وجمعكم حصيداً) وفي نسخة: (وزرعكم حصيداً) أي محصوداً، والمقصود أن السلطة التي تحكم عليكم يتصرفون في غنائمكم حسب مشتهياتهم ويجرّونها إلى أنفسهم فلا ترون منها إلاّ القليل، ويحصدون جمعكم أي جماعتكم بسيوفهم.
وكلها إخبارات بالمستقبل المظلم الذي كان بالمرصاد للمسلمين، والمآسي والكوارث التي تنزل بهم، والويلات التي تنصبّ عليهم!.
ولقد تحقّق كل هذا. وهذا كله، لقد ابتلي المسلمون بفجائع ومذابح ومآسي لا يستطيع أحد أن يتصوّرها، فوالله أنّهم سوّدوا تاريخ الإسلام، وشوّهوا سمعة هذا الدين، وإليك بعض تلك الحوادث شاهداً على ما نقول:
لقد ذكرنا - فيما مضى - بعض المجازر التي قام بها أصحاب الجمل ومعاوية والخوارج وبعض عملاء معاوية، والآن استمع إلى غيرها:
لو أردنا أن نذكر - هنا ما جرى على الأمة الإسلامية من الظلم والجور والضغط والكبت والعنف والقسوة، والاستبداد بالأموال وإراقة الدماء البريئة على أيدي حكام الجور لطال بنا الكلام جداً جداً، فإن التحدّث عن هذه المصائب والفجائع يحتاج إلى موسوعة وموسوعة.
ولكننا رعاية لأسلوب الكتاب وبمناسبة التحدث عما أخبرت به السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الويلات التي كانت بالمرصاد على طريق المسلمين الذين اختاروا تلك القيادة التي ما أنزل الله بها من سلطان، ونبذوا وراءهم ولاية آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلبوهم القدرة والإمكانية.
نختار من بين المئات من الفجائع التي انصبت على أهل المدينة فجيعة واحدة تقشعرّ منها الجلود، وتشمئز منها النفوس.
وقبل أن أذكر الواقعة لا بأس بذكر مقدمة تمهيدية كي تظهر نتائج تغيير القيادة الإسلامية عن مجراها وأُسُسها:
من الصحيح أن نقول: إن حكام الجور الذين جلسوا على كراسي الحكم، وقبضوا بأيديهم أزمّة الأمور واستولوا على رقاب البشر عن طريق السيف قد رفضوا العمل بالإسلام الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وآله) فكانت تصرّفاتهم لا تتفق مع القرآن الكريم ولا السّنّة النبوية ولا منطق العقل ولا قانون الإنسانية ولا نظام العدل ولا تعاليم الإسلام.
بل كانوا يحكمون على أموال الناس ودمائهم حسب رغباتهم الشخصية وشهواتهم النفسية، وإجابة للحرص والجشع، وإطاعة لأهوائهم.
فالناس لا كرامة لهم ولا قيمة لحياتهم عند هؤلاء، وليس المهم عند أولئك الحكام أن يعيش الناس برخاء ورفاه أو يموتوا جوعاً وفقراً وإنما المهم المحافظة على عرش الحاكم وإبقاء جبروته وإشباع شهواته ورغباته وترفه وبذخه ولو كان مستلزماً لإراقة دماء الشعب المسلم البريء المسكين، وما قيمة المسلم وما حرمة الإسلام أمام أهواء الحاكم الدكتاتوري الظالم السفّاك الذي لو كان يؤمن بالله واليوم الآخر لكان سلوكه على خلاف تلك الأعمال المناقضة للدين الإسلامي.
ولعلك - أيها القارئ تتصور وتظن أنّ في كلامي هذا شيئاً من المبالغة والإسراف، ولكنك لو اطلعت على تاريخ الأمويين والعباسيين والمجازر والمذابح الجماعية التي قاموا بها لصدّقت كلامي بل واعتبرت كلامي هذا أقل من القليل عن الواقع الذي مرّت به الأمة الإسلامية عبر القرون!.
إنهم جعلوا الحياة جحيماً وعذاباً أليماً على المجتمع الإسلامي الذي كان يعيش تحت سياطهم وسيوفهم!.


من مواضيع تراب البقيع » عدم التسرع قبل ثبوت اللعن وعدم التوقف بعد ثبوته
» حرمة التفكر في ذات الله
» مَنْ عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقَّ مَعْرِفَتِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ القَدْرِ.
» أنََا شَهْرُ رَمَضَانَ، أََنا لَيْلَةُ الْقَدْرِ...
» الأسرار الباطنية للصيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لمنتديات, من, موكب, المشاركه, الجميع, الحسيم, الحسين, السلام, الزهراء, احباب, عليها, غزال, نرجو

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخريطه الجغرافيه والتضاريس لمنتديات احباب الحسين سكون الليل احباب الحسين العام 9 28-12-2009 08:39 PM
موكب عزاء منتديات احباب الحسين (ع) لمناسبة أستشهاد الامام محمد الباقر ع تراب البقيع أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام) 10 26-06-2009 11:41 AM
موكب عزاء منتديات احباب الحسين لاأستشهاد الامام محمد الجواد (ع ) تراب البقيع أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام) 8 26-06-2009 11:37 AM
موكب عزاء وتشابيه حرق دارالزهراء (عليها السلام) مابين الحرمين الطاهرين الخزاعي منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 0 10-06-2009 06:54 AM
موكب عزاء وتشابيه حرق دارالزهراء (عليها السلام) مابين الحرمين الطاهرين بزوغ الفجر منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 4 02-06-2009 11:57 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين