كلما ازداد تعلق الإنسان بالله تعالى ازدادت معرفته به .
فحب الله و الهيام به و عشقه إذا سكن القلب أورثه صفاء و نقاء فتفاض عليه المعارف الإلهية و الحقائق الربانية .
كما أن حب الله و عشقه يدفع العاشق إلى الجد و الاجتهاد في طلب العلم و العمل به .
عن الإمام الصادق – عليه السلام – (المشتاق لا يشتهى طعاما و يلتذ شرابا ولا يستطيب وقادا ولا يأنس حميما ويأوي دارا ولا يسكن عمرانا ولا يلبس ثيابا ولا يقر قرارا ويعبد الله ليلا ونهارا راجيا بان يصل إلى ما يشتاق إليه ويناجيه بلسان الشوق معبرا عما سريرته كما اخبر الله تعالى عن موسى ( عليه السلام ) في ميعاد ربه (وعجلت إليك ربى لترضى )
وفسر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن حاله انه ما أكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربه .
فإذا دخلت ميدان الشوق فكبّر على نفسك ومرادك من الدنيا وودّع جميع المألوفات واصرفه عن سوى مشوقك ولبّ بين حياتك وموتك لبيك اللهم لبيك عظم الله أجرك . و مثل المشتاق مثل الغريق ليس له همة إلا خلاصه وقد نسى كل شيء دونه ) مصباح الشريعة ص 196 .
من جهة أخرى كلما ازدادت معرفة الإنسان بربه كلما ازداد شوقه إليه و حبه له .
و بذلك نصل إلى أن العلاقة بين الحب الإلهي و العرفان علاقة طردية تبادلية كلما ازداد طرف قوة أورث ذلك قوة في الطرف الآخر , و العكس صحيح .