ومن هنا نعلم أنّ الإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، وإنّما مباشرةً عن طريق آبائه الأبرار، فهو ابن موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن محمّد الباقر، ابن عليّ السجّاد زين العابدين، ابن الإمام السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين، ابن سيّد الأوصياء عليّ أمير المؤمنين، ابن أبي طالب، بن عبدالمطّلب.. ومن هذا الأصل فأُمُّه الصدّيقة الطاهرة فاطمة بنت سيّد الخلق محمّد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسّلام وأزكاهما وعلى آلهِ الميامين
وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة. والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» (لاحظ العنوان في هذه الشبكة) قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون، أزكياء مخلَصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه
وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن أبائهم الطيّبين. وكان بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه!
والحديث الشريف برواية الإمام الرضا عليه السّلام ينقله عن آبائه ونسبه الأقدس فيقول: سمعت أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت الله عزّوجلّ يقول: لا إله إلاّ الله حصني، فمَن دخل حصني أمِنَ منْ عذابي
وهذه السلالة الطاهرة هي التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ: كما نقل ابن عباس ـ: أنا وعليّ والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين.. مطهَّرون معصومون
وهي النسب للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام من جهة الأب
الأمّ
أمّا أُمّه عليه السّلام فقد وردت لها عدّة أسماء، سابقة على اقترانها بالإمام الكاظم عليه السّلام، ولاحقة
قيل: اسمها (سَكَن النُّوبيّة) أو (سكنى). وقيل: لقبها شقراء النُّوبيّة
وقيل: اسمها (أروى)
وقيل: اسمها (سُمان)
وقيل: (الخيزران المُرْسيّة)
وقيل: (نجمة) لمّا كانت بِكْراً واشترتها (حميدة المصفّاة) أمّ الإمام الكاظم عليه السّلام، إذ ذكرت أنّها رأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها: يا حميدة، هَبي نجمةَ لابنك موسى، فإنّه سيُولَد لها خيرُ أهل الأرض. فوهبتها له، فلمّا ولدت له الرضا عليه السّلام سمّاها (الطاهرة)
وأخيراً: (تُكْتَم). قيل: هو آخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين صارت عند أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام. ودليل ذلك قول الصوليّ يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام:
ألاَ إنّ خـيـرَ النـاسِ نـفْساً ووالداً
ورهطـاً وأجـداداً علـيُّ الـمعظَّـمُ
أتـتـنا به للعلـمِ والحِلْـمِ ثـامنــاً
إماماً ـ يؤدّي حجّةَ اللهِ ـ تُكْتَمُ
وأمّا كُنيتها فـ: (أُمّ البنين)
قصّتها
روي في شأن اقتران هذه المرأة الطاهرة الصالحة قصّتان:
الأولى ـ
أنّ حميدة المصفّاة ـ وهي زوجة الإمام الصادق عليه السّلام، وأُمّ الإمام الكاظم عليه
السّلام، وكانت من أشراف العجم ـ قالت لابنها موسى عليه السّلام: يا بُنيّ! إنّ تُكْتَم جارية ما رأيتُ قطّ أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتُها لك، فاستوصِ بها خيرا
الثانية ـ
وهي الأشهر والأوثق، يرويها هشام بن أحمد فيقول: قال لي أبو الحسن الأوّل [أي الكاظم] عليه السّلام: هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قَدِم ؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة، فانطلِقْ بنا
فركب وركبت معه، حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجلٌ من أهل المغرب معه رقيق، فقلت له: إعرضْ علينا. فعرض علينا سبع جوارٍ، كلّ ذلك يقول أبو الحسن عليه السّلام: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال:
اعرضْ علينا، فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال: ما عليك أن تَعرضها ؟! فأبى عليه، فانصرف.
ثمّ أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له: قد أخذتُها
فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أُنقصها من كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها. قال: هي لك، ولكن أخبِرْني: مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم ؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أُخبرك أنّي لمّا اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتْني امرأة من أهل الكتاب فقالت:
ما هذه الوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مِثْلك! إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده قليلاً حتّى تلد غلاماً له لم يُولد بشرق الأرض ولا غربها مثلُه
قال هشام بن أحمد: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له الرضا عليه السّلام
وكان من دلائل إمامة موسى الكاظم عليه السّلام أنّه لمّا اشترى (تُكْتَم) جمع قوماً من أصحابه ثمّ قال لهم: واللهِ ما اشتريتُ هذه الأمَة إلاّ بأمر الله ووحيه. فسُئل عن ذلك، فقال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شِقّة حرير، فنَشَراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى، ليكوننَّ من هذه الجارية خيرُ أهل الأرض بعدك
ثمّ أمرني إذا ولدتُه أن أسميّه (عليّاً)، وقالا لي: إنّ الله تعالى يُظهِر به العدل والرأفة، طوبى لمن صدّقه، وويلٌ لمَن عاداه وجحده وعانده!
خصالها
أجمع أصحاب السيرة أن (تُكْتَم) رضوان الله تعالى عليها امرأة صالحة عابدة، تتحلّى بأسمى مكارم الأخلاق، وكانت في غاية العفّة والأدب
وقد ذكرها الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ بقوله: وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، وإعظامِها لمولاتها حميدة، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ مَلَكتْها؛ إجلالاً لها
ولابدّ أن تكون هكذا أُمّهات الأئمّة عليهم السّلام، لأنّ الأئمّة هم أشرف الخَلْق، ينحدرون من أصلاب شامخة وأرحام مطهّرة، آباؤهم وأُمّهاتهم من الموحِّدين، لم تدنّسهمُ الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلبِسْهم من مُدْلَهِمّات ثيابها
«إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال»
كيف أصبحت
قيل له (ع) كيف أصبحت؟ فقال (ع)
«أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا»
الرضا بالقليل
قال (ع)
«من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل»
من بكى علينا
قال (ع)
«من تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»
البكاء على الحسين (ع)
قال (ع)
«فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام»
ثم قال (ع)
«كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّامٍ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين (ع) »
زيارة قبر أبي (ع)
قال (ع)
«من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول اللّه (ص) وقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إلا أنّ لرسول اللّه ولأمير المؤمنين (صلوات الله عليها) فضلهما»
مما ينفي الفقر
قال (ع)
«إسراج السّراج قبل أن تغيب الشّمس ينفي الفقر»
ما بين الطلوعين
قال (ع) في قول اللّه عزّ وجلّ: فالمقسّمات أمراً
«الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه»
التكبيرات الخمس
عن الحسين بن النضر قال: قال الرضا (ع) : «ما العلّة في التّكبير على الميّت خمس تكبيراتٍ؟».
قال: رووا أنّها اشتقّت من خمس صلواتٍ
فقال (ع)
«هذا ظاهر الحديث، فأمّا في وجهٍ آخر فإنّ اللّه فرض على العباد خمس فرائض: الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، فجعل للميّت من كلّ فريضةٍ تكبيرةً واحدةً، فمن قبل الولاية كبّر خمساً، ومن لم يقبل الولاية كبّر أربعاً، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً ومن خالفكم يكبّر أربعاً»
شاب المنظر
عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (ع)
ما علامة القائم فيكم إذا خرج؟ قال (ع)
«علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة ودونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله»
إقبال القلوب وإدبارها
قال (ع)
«إنّ للقلوب إقبالا وإدباراً ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها»
من آداب المعاشرة
قال (ع)
«لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرّه عليك أكثر من نفعه لهم»
ثمانية من قضاء الله
قال (ع)
«ثمانية أشياء لا تكون إلا بقضاء الله وقدره: النوم واليقظة والقوة والضعف والصحة والمرض والموت والحياة»
بل قد نجا
قال (ع)
«قيل لرسول الله (ص) : يا رسول الله، هلك فلان، يعمل من الذنوب كيت و كيت، فقال رسول الله (ص) : بل قد نجا، ولا يختم الله تعالى عمله إلا بالحسنى، وسيمحو الله عنه السيئات ويبدلها له حسنات، إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته، وهو لا يشعر فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له: أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المآب ولا ناقشك الحساب، فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن، فاتصل قول رسول الله (ص) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل إلى طاعة الله عز وجل، فلم يأت عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة، فوجه رسول الله (ص) في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم»
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليك يا شمس الشموس وأنيس النفوس
السلام عليك يا ثامن الأئمة وضامن الجنة
أيها الغريب المقتول المسموم المدفون بأرض طوس
يا من سلمت عليه المنارة ورأسها معكوس
السلطان أبي الحسن يا علي بن موسى الرضا المرتضى الراضي بالقدر والقضا
السلام عليك وعلى أبنائك الكرام وأجدادك العظام السلام عليك وعلى أخيك القاسم وأختك
فاطمة المعصومة جميعاً ورحمة الله وبركاته
وفقنا الله سيدي في الدنيا زيارتك، ولا حرمنا في الآخرة شفاعتك
أعظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي ائمة الهدى ومصابيح الدجى سلام الله عليكم في وفاة الامام الثامن الامام أبي الحسن علي بن موسى الرضا سلام الله عليه
وأعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يارسول الله (صلوات الله وسلامك عليه)
وأعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي ياامير المؤمنين (عليه السلام)
وأعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي فاطمة الزهراء (عليه السلام)
وأعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي ياابا صالح (عليه السلام) في جدك فلعن الله امة اسست اساس الظلم والجور عليكم اهل البيت( عليه السلام)
ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها ، وعظم الله لكم الأجر اخواني واخواتي المؤمنين بهذه المصيبة الجليلة .
أعادنا الله على مثل هذه الأيام تحت لواء دولة إمامٍ يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملأت ظلماً وجورا ..