( ~ : نـداء الـرحـمة : ~ )

[** خـادم العبـاس **]

أيها المتعبون في زحمة الحياة .. المنهكون من ضجيج التفاصيل!
أيها المسكونون بقلق الأيام وهاجس المستقبل ... تعالوا إلى طمأنينة القلوب ، إلى سكينة النفوس وهدوء الخواطر .
أيها الأثرياء الساعون إلى بناء ممالك المال ، اللاهثون خلف مشاريع الحاضر والآتي ...
هلمّوا إلى كرم الغني الذي لا تنفد خزائنه ، لتجدوا أن الغنى لا ينقصه العطاء ، ولا يمحوه الجود ، ولا يضعفه الحنو على الطالبين ، وبسط اليد للسائلين .
هلمّوا ... لتعلموا أن الغني الحقيقي هو الذي لا تزيده كثرة العطاء إلا كرماً وجوداً ...
هلمّوا لتروا ... انكم مهما كبرت ثرواتكم ، ونمت أموالكم ... واتسعت أملاككم ...
ما لم تسدوا حاجة إنسان ،وتبلسموا جرح قلب ، ما لم تمسحوا على رأس يتيم ، وتملأوا كف سائل ، ما لم تسدوا رمق جائع ، وتبددوا ظلمة في طريق ... ما لم تفتحوا سبيلاً للخير ، وتزرعوا سنابل العطاء , ما لم تفعلوا كل هذا فلستم بأغنياء ... ومع ذلك أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغني ...
أيها الفقراء ... أيها المعدمون ... أيها الباحثون عن خلاص من عثرات الحياة ! تعالوا إلى مائدة الرحمن ... إلى فيض الجواد ... ترووا ظمأ الأيام ... تشبعوا نفوسكم من غذاء تستطيبه قلوبكم ... وتستلذه أرواحكم .
أيها العابدون ... أيها الناكسون ... أيها المحيون ليلكم في طريق الله !
تعالوا ... إلى واحة الروح ... إلى شهر هو عند الله أفضل الشهور ... وأيامه أفضل الأيام ... ولياليه أفضل الليالي ... وساعاته أفضل الساعات .
لتروا أن أنفاسكم في هذا الشهر تسبيح ... ونومكم فيه عبادة ... عجّلوا ... لتعلموا أن آية تقراونها في هذا الشهر تعدل قراءة الكتاب كله في غيره من الشهور .
تعالوا إلى مرقى العروج ، ومنتهى غاية المطلوب ... فليلة واحدة فيه خير من ألف شهر .
أيها القلقون على مصائرهم ... المتوجسون من آتي أيامهم !
أيها المذنبون ... الباحثون عن نهرٍ ... عن معينٍ يغسل قلوبكم ... يعيدها إلى نقائها من لوثة الخطايا ...
أيها الذين تشتاق نفوسهم إلى لحظة انعتاق ... إلى وقفة مع الذات ، يطردون من داخلهم جنود الجهل والشيطان ... ويمسحون عن صفحات صدورهم صدأ السنين .
تعالوا إلى فضاء الرحمة ... تعالوا إلى فرصة قد لا تتكرر ... حيث لا تستقدمون ساعة ولا تستأخرون ... وحيث لا تعلمون مبلغ آجالكم ... سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنات عرضها السماوات والأرض ... هي جوائز ليست للترضية ... إنها هدية الحق إلى المحبين ومحطة وصل في لحظة العشق الذي لا ينتهي .
أيها الغارقون في بحر الدنيا اللجي ، الضائعون في متاهات السبل ...
يا من تمضون أيامكم في معزل عن هموم العاقلين... !
يا من تفنون اعماركم في غفلة عن الذي يراد بكم ... !
يا من تعدون أمام الزمان ، والموت لاحق بكم .
ايها الآبقون من كل ما يخيفكم ... تفرون إلى أوهام صنعتها مخيلاتكم ...
أيها الهاربون مما عملته أيديكم ... المتبرئون من صنائع جوارحكم ... اغتنموا دعوة الرحيم ... ولبوا نداء الديان ... ديان السماوات والأرض ... فها هو قد هيأ لكم السبيل ... وفتح أمامكم الطريق ... فإن نفوسكم تتوق إلى اللحاق بمن عنده لذة القلوب ومتعة الأرواح ...
كسّروا اصنام نفوسكم ... وصلوا مهجكم بالقوي المتعال ... لتروا ان ما فات من حياتكم كان ضياعاً ، لكن يمكن ان تجدوا ما بقي منها في هذا الشهر ...
تعالوا واعلموا ان أعداءكم قد صفّدت بالسلاسل ... فابتهلوا إلى ربكم لتنتصروا عليها ... وأن ابواب النيران قد أغلقها مسجّرها رأفة بكم فادعوا الله ربكم أن لا يفتحها عليكم ...
إن ابواب الجنان مفتحة ... لكن المفتاح في أيديكم ... فلا تكونوا سفهاء ... لتلقوا مفتاحها في أعماق بئر قلوبكم ...
يا كل الناس ... يا كل من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ... إن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر ... شهر المغفرة والرحمة ...

تحياتي للجميع
وأسالكم الدعاء

التوقيع :

من مواضيع ** خـادم العبـاس **

» أدعية الأيام في شهر رمضان المبارك
» أثر السجود في ليالي سحر رمضان
» عطايا الرحمن في شهر الخيرات
» قراءة سورة القدر 1000 مرة ليلاً في شهر رمضان المبارك
» رائحه رمضان تفوح بالافق