بيان سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
بيان سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
العلامة النابلسي: إني أدعوكم إلى الالتزام بالقوانين الالهية والوضعية التي تحمي سلامة الأرواح وسلامة الأبدان.
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "البقرة(183)
▪️يأتي شهر رمضان هذا العام مثقلاً بالتحديات الروحية والمادية والتي تتطلب من المؤمنيين المزيد من التضرع والاستكانة واللجوء إلى الله عز وجل .
فعند الشدائد لا يختار القلب إلا الله طريقاً للخلاص والنجاة والشفاء والعافية من كل الابتلاءات، وبهذا المعنى فإن الصيام فرصة لنمنح إحساسنا الرهبة والتقوى والورع والحافزية لتجاوز كل اللحظات السلبية التي جعلت كفة الشيطان تميل بنا إلى الظلم والطغيان أو الأهواء النفسية والمصالح الباطلة .
➖أيها الأحبة : إنّ شهرنا هذا العام يستدعي منا أن نرفع من حُجب الكراهية والعداوة وأن ننفتح على سماء التسامح وفضاء المحبة والإيمان. يتطلب منا أن نجعل من كل محننا فرصة لتقوية العلاقة مع خالق الكون ومقدر الأقدار ومسبب الأسباب، فلا نخاف من عدو ، ولا نرتجف من مرض ، بل أن نحرك عزائمنا لمساعدة الفقراء ومعاونة الضعفاء ومواجهة كل عدو يريدنا أن ننهار أو أن نيأس.
ذلك أن شهر رمضان هو شهر القوة والأمل والفوز وهذه المعاني يجب أن تبقى متّقدة في عقولنا وقلوبنا وأفعالنا لتحرك ما بنا من جمود إلى حركة ، وما حلّ بنا من ضعف إلى قوة ، وما لحق بنا من قنوط إلى هداية ، وما التصق بنا من جهل إلى بصيرة .
إنّ شهر رمضان هو شهر الفيوضات والبركات الواسعة ، فلنستغل هذه الأيام والساعات بالدعاء من الله عز وجل ليرفع عنا البلاء .
فهذه الأمم تضّج اليوم بخيباتها وخساراتها وعجزها وتريد الشفاء من الأسقام والتعافي من الأمراض . ومَنْ غير الله سبحانه وتعالى يرفع عنا الضيم ، ويعزنا بعد فاقة ، ويجمّلنا بستره ومَنّه وكرمه العميم .
➖أيها ألأحبة إنني أدعوكم في هذا الشهر إلى العطاء والخير وإلى الوحدة والتآلف ، وإلى الشكيمة والعزيمة. وإلى الخروج من دوائر الشرك والأهواء والمنكرات إلى نور العلم واليقين والكرامة .
إني أدعوكم إلى أن تصوموا بحب ، وتزكوا بشغف ، وتصلوا أرحامكم بتواضع ورضا .
إني أدعوكم إلى الالتزام بالقوانين الالهية والوضعية التي تحمي سلامة الأرواح وسلامة الأبدان.
فنستحق أن نكون خلفاء حقيقيين وربانيين نعمل بالمعروف وننهى عن المنكر.
إننا في الوقت الذي نبارك فيه للمسلمين حلول هذا الشهر ندعو الله سبحاته وتعالى أن يرفع هذا الوباء عن البشرية جمعاء وأن يساعدها على التقوى والتعاون والصلاح وأن يمنح أمتنا الأمن والسلام لا سيما أهلنا في فلسطين واليمن وسوريا والعراق.
المواضيع المتشابهه
بيان سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
العرض العادي
