منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
لقدْ كانَ سعيُ النبيِّ (صلى الله عليه وآله) في حياتِه لتثبيتِ مرجعيّةِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) في نفوسِ الناس. وبعدَ وفاتِه (صلى الله عليه وآله)، وما جرى مِنْ أحداثٍ لم يُعمَلْ فيها بالحقِّ والصواب، كانَ المطلوبُ تثبيتَ مرجعيَّةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) في نفوسِ الناس، والتذكيرَ بمنزلتِهِم ومكانتِهِم دائماً، فنرى الإمامَ أميرَ المؤمنينَ (عليه السلام) يذكُرُ صفاتِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) بأبلغِ العباراتِ وأوجزِها: «هُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ»؛ لأنَّهم يبثُّونَ معارفَ الإسلامِ بينَ الناس. وفي تعبيرِ الإمامِ بلاغةٌ خاصَّةٌ؛ إذ عبَّرَ عنهُم (عليهم السلام) بأنَّهُم هُمْ بأنفُسِهِم عيشُ العلمِ وموتُ الجهل.
والصفاتُ الأخرى كافّة؛ مِنَ الحلمِ والمنطق، وكونِهِم المرجعَ في معرفةِ الحقّ، وعدمِ الاختلافِ بينهُم، علاماتٌ تدلُّ على سَعَةِ علمِهِم ومعارفِهِم؛ لأنَّها كانتْ بتعليمٍ مِنَ اللهِ عزَّ وجلّ.
وأعظمُ ما يصِفُهُم بهِ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) أنَّهُم «وَلاَئِجُ الْاعْتِصَامِ»؛ أي هُم حبلُ اللهِ الذي إنْ تمسَّكَ بهِ الإنسانُ كُتِبَتْ لهُ النجاة؛ وهذا المعنى وردَ في العديدِ مِنَ الروايات، فعَنْ سعيدِ بنِ جُبَير، عنْ ابنِ عبَّاسٍ قال: كُنَّا عندَ النبيِّ (صلى الله عليه وآله) إذ جاءَ أَعرابيٌّ فقال: يا رسولَ الله! سمِعْتُكَ تقول: ﴿واعتصِموا بحبلِ الله﴾[2]، فما حبلُ اللهِ الذي نعتصمُ به؟ فضربَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) يدَه في يدِ عليّ، وقال: «تمسَّكوا بهذا، هو حبلُ اللهِ المتين»[3].