العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


هذه دولة عليّ وهذه دولكم

منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-2021, 10:53 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي هذه دولة عليّ وهذه دولكم




في عصر، كان العالم يقبع تحت قهر استبداد الحكّام المستبدين والظالمين، عاش شعب دولة الإسلام في عهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الحريات بأوسع أشكالها وأبهى صورها، في الوقت كانت دولة الإمام بحجم ومساحة زهاء خمسين دولة من دول عالم اليوم، فكان المسلمون واليهود والنصارى والمجوس والمشركون –كالمسلمين- يعيشون بحرية وعزة وكرامة ورفاه. فإن الرؤية الإنسانية للإمام (عليه السلام) لا تنحصر في إطار المسلمين، بل تتسع إلى كل الناس، فهو من قال: (الناس صنفان: أما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق). وهي المقولة الخالدة التي تؤسس لطبيعة الرؤية إلى الآخر (الموافق والمخالف)، لإخماد حرائق الحروب والأحقاد والضغائن، ثم الانطلاق بثقة وسلام على طريق التعاون بين الناس لبناء عالم يسوده العدل والحرية والرفاه.
في دولة عليّ (عليه السلام)، رغم أن الأمة قد أجمعت على بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) برز من يعارضه من أفراد أو جهات، وكان المنهج العلوي في التعامل مع الرعية والمعارضين والمعتدين مما لا يجده الإنسان في التاريخ أبداً.
ومثلما منح الإمام (عليه السلام) كل تلك الحريات التي لم تصل إليها دول تُعرَف اليوم بدول الحريات، كان (عليه السلام) يقدم مواقف إنسانية سامية، ويجسد عملياً قيماً أخلاقية نبيلة، فالذين خرجوا ضده، اقتضت سياسة الإمام (عليه السلام)، التي هي سياسة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والإسلام ومنهجهما في الحكم، ألاّ يستخدم سيف التخويف، ولا يُقال عن المعارضين للحكم أنهم منافقون، وإنْ كانوا منافقين حقاً!
فمن أجل إدارة الحكومة، ومراعاة المصلحة الأهم، واهتماماً باستقرار البلاد، نهى الإمام (عليه السلام) حتى عن أن يُقال عن المعارضين إنهم منافقون. فلم يأذن الإمام أمير المؤمنين -في أيّام حكومته- بقطع عطاء محاربيه بعد هزيمتهم في ساحة القتال، بل نهى عن أن يسمّيهم أحد آنذاك بالمنافقين، مع أنهم كانوا من أظهر مصاديق المنافقين. كما أن من عدل الإمام أمير المؤمنين ورحمته، أنه وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، في الجمل وصفّين والنهروان، لم يعاقب مثيري الفتنة، ومشعلي نار الحرب، رغم انتصاره عليهم، وتمكّنه منهم.
وقبل ذلك، انقلبت فئة على وصية النبي (صلى الله عليه وآله)، وبسبب تلك الفئة وانقلابها أمضت الأمة أربعة وعشرين عاماً تتخبط بين (طخية عمياء) و(حوزة خشناء) وقوم (يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع)، بحسب كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الشقشقية. والإمام صابر لأن الصبر (أحجى)، لكنه صَبَر (وفي العين قذى، وفي الحلق شجا)، وهكذا يكون القادة الحريصون على نقاء المبدأ ومصلحة الشعب، يصبرون عندما يرون الأمور تسير بعكس الاتجاه الذي يجب، ولكنهم يظلون مع ذلك متمسكين بقيمهم ومبادئهم، حتى ِيَقْضِيَ اللهُ (أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً). ورغم الانقلاب وتداعياته كان الإمام يقول: (لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة، التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه).
أيضاً، رغم الخلافات التي أشعلتها تلك الفئة المنقلبة، إلا أن الإمام لازم السلامة العامة للبلاد والعباد، وقد وقع عليه ظلم عظيم وحيف كبير، يقول (عليه السلام): (ومَا أَصْنَعُ بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَد جَدَثٌ، تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لاَضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ لْمُتَرَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأكْبَرِ، وَتَثْبُتَ على جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ).
وإن مجرد احتمال وجود جياع في أبعد نقاط الحكومة الإسلامية يعتبر في ميزان الإمام (عليه السلام) مسؤولية ذات تبعات، لذا فهو (عليه السلام) يؤكد للحكام ضرورة أن يجعلوا مستوى عيشهم بنفس مستوى عيش أولئك، وأن يشاركوهم شظف العيش. يقول (عليه السلام): (أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ).
وخلاصة خلاصة حياة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه كان يُقدّم ما عنده ويبذل ما ملكه ويجود بحقه من أجل استقرار البلاد ورفاهها، ومن أجل خير (كل) الناس وأمانهم وحريتهم وراحتهم وسعادتهم؛ حتى لم يكن في عهده جائع ولا فقير، ولا معتقل رأي، ولم يقمع معارضاً ولم يسجن أو يعدم، ولم يبدأ بحرب ولا تأخّر عن سلام ولا منع تظاهرة، فكان الجميع (المؤالف والمخالف) في ظل بره ورأفته ولطفه وكرمه قبل ورعه وعدله.


موقع الشيرازي نت




من مواضيع صدى المهدي » أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
» زيارة حمزة بن عبد المطلب (ره) في أحد
» حمزة بن عبد المطلب .. وفاء وفداء
» الإنسان قبل وبعد الدنيا: من أين جاء وإلى أين يذهب؟!!
رد مع اقتباس
قديم 01-03-2021, 01:12 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
مجهود رائع
جزاك الله خير


التوقيع :
من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
وهذه, دولة, دولكم, عليّ

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إنّ دولة الإمام عليه السلام دولة السلام والرخاء العالمي جاء ما يبيّن ان دولة الإمام هي دولة السلام العلوية ام موسى الاعرجي منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 0 26-12-2014 06:20 PM
حديث عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ (سندًا ودلالة) أبو حيدر11 منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 6 29-06-2012 09:43 PM
دولة الامام المهدي عليه السلام دولة الحب الذاتي الالهي دمعة الكرار منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 4 21-03-2012 07:13 AM
عليّ ...عليّ ..عليّ ... وعليّ وأيضا .......ياعليّ.. حبي حسين منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 9 22-11-2011 01:33 AM
الإيمان في دولة الباطل أفضل منه في دولة الحق دمعة الكرار منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 4 04-11-2011 01:43 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين