غياب الأب عن الأسرةبسبب الموت أو الهجرة، أو طلاق ا لزوجة له أثر كبير على الأسرة وعلى تفككها. تؤثرالتنشئة الاجتماعية في حياة الاطفال الصغار، حيثيكتسب الطفل الاتجاهات والقيم والأخلاق الموجودة عند والديه ولذلك ما يتعلمه الطفل من والديه سيؤثرعلى حياته مستقبلاً، وفيبعض الأحيان سيكون الطفل نسخة عن والديه. - أثر غيابالأب: إن أشدّ ما يعانيه الأطفال خلوالبيت منالآباء نتيجة وفاة الأب أو زواجه من أخرى وإقامته معها بعيداً عنالأسرةالأولى أو نتيجةالمرض، ولكن أشد ما يعانيه الأطفال هجرة الآباء من أجلالعمل لفترات طويلة فيدول أخرى وأيضاً الآباء الذين يعملون في متاجرهم ومهنهمالمختلفةحيث يخرجون منالصباح ويعودون في ساعات متأخرة من المساء، حيث يعودون منهكينمن العمل وغير متفرغينلمشاكل أطفالهم ولا يهتمون بهم. وبذلك يعتمدالأطفال في تربيتهم على أمهاتهم، ولذلك من الواجب على الآباء أنيولواأطفالهم الرعايةوالحنان والحب والعطف، وألا يقتصر اهتمامهم على تأديةالواجبات،فالطفل يشعربذلك ويميز ويشعر بالسعادة والرضا إذا شعر بأن والده يرعاه ويحبهويعطف عليه ويبين أهميةهذا الطفل في الأسرة وبمكانته. إنالآباءالذين يؤدونواجباتهم نحو أطفالهم من مأكلوملبس وأدوات أخرى لا يشعرونبالسعادةوبلذة الحياةمثل الآباء الذين يقدمون الرعاية والعطف والحنان والحب لأطفالهمقبل تأديتهم لواجباتهم،حيث يظنون أن الطفل لا يفكر ولا يشعر بذلك ويظنون أيضاًأن اقامة العلاقة معالطفل فقط عندما يكبر
. ومن آثارغياب الأب فيالأطفال: 1- يؤثر على نموالطفل وعلى ثقافتهوشخصيته. 2- الحرمان منالعطف. 3- يؤثر علىتشكيل الضمير الأخلاقي لدىالطفل. 4- يؤدي لصراعات نفسية وإلىالاضطراب وانعدام التوازن العاطفي والأمن النفسي. 5- يؤثر علىمدى تقبل الطفل لرفاقه منالمرحلة العمرية نفسها، ما يقلل من كفاءة الطفل مستقبلاً. 6- يؤثر علىمستوى التحصيل االدراسي. 7- يؤثر في النموالنفسي والعقلي حيث يتعرضالطفل الغائب عنه والده للخوف والحرمان والتهديدوالاكتئاب. 8- يؤثر في اكتساب الطفلالأدوارالاجتماعيةكالذكورة والأنوثة، والتي تعد أساسها عملية تعلم اجتماعي تحققللمجتمع البقاءوالاستمرارية فيكتسب الطفل صفات الذكورة والطفلة صفاتالأنوثة. 9- يؤثر في استقلالشخصيات الأطفال وفياعتمادهم على أنفسهم. 10- يؤدي إلى الاضطراباتالسلوكية والجنوح أحياناً. 11- يتألم الأطفال الذينتوفي آباؤهم مبكرين إذاتحدث أمامههم وملاؤهم عن آبائهم وكيف يعاملونهم وماذايحضّرون لهم؟ ولذلك يعملونلمرافقة أصدقائهم من الأيتام، لأنهم مثلهم يفتقدون الحبوالرعايةوالعطفوالحنان. 12- يكونفاقدالأب أكثر إحساساًبالقلق والشعور بالنقص والغيرة وأقل نضجاً ورغبة فيالتفاعل الاجتماعي مع غيرهويكون أكثر اتكالية. 13- يكون ضعيف الثقة بالنفسوأقل التزاماً بالنظام. 14- يكون قليل الانتباهوالتركيزوالاستجابة وأقلقدرة على السيطرة على نوبات الغضب التي تنتابه.
- عواملمخففة: إن غيابالأبلفترة طويلة أونهائياً يؤثر على الأبناء ولكن هناك عوامل ايجابية تخفف منالآثارالسلبيةلغيابالأب وهي: 1- الأم: فالدور الذي تقومبه وتتمالك أعصابها وتحافظ على اتزانها النفسي وتستغل قدراتها الذاتية والخارجية وتقوم بدور الأب والأممعاً. كل هذا يخفف من الآثارالسلبية والنفسية لغياب الأب، ولذلك يجب أن تكون الأم على قدر منالكفاءة. وإذاتوفي الأبقبل أن يشاهده ابنه فسيقوم بصنع صورة خيالية عن والده حيث يتصوروالده كيف كان، وذلكبتكوين صور عما تقوله له أمه عن والده كيف كان شكل والده،وصفاته ورجولته، ولذلكيضيف الطفل بعض الميزات الإيجابية عما تقوله له أمه عن والده فيبعض الأحيان نتيجة كثرةخياله ويبدأ الطفل بتقليد والده ما بين (3 – 6) سنوات. والمهم في الأمر أن تظلعلاقة الأم بطفلها عادية ولا تتمثل له بدوري الأب والأم معاًولامانع من أن تقومبدور الأب ولكن باعتدال ولا تنسى دورها. 2- الأبالبديل: إن ربط الطفل بأب بديلمن الكبار،من خلالمؤسسات كفرق الكشافة ودور العبادة ودور الرعاية والمدارس، وأيضاً منخلال الإخوة الكبارللطفل أو الأعمام أو الأخوال أو الأقرباء، كل هذا يعمل علىتخفيف معاناة الأطفالفاقدي الأب. والخلاصة أن غياب الأبعن الأسرةسواء بالوفاةأو بالهجر أو لظروف العمل المختلفة أو للزواج من أخرى أو للطلاقأونتيجة المرض، له أثرسلبي على حياة الأطفال، حيث يؤثر على نموهم العقليوالانفعالي والاجتماعيوالجسمي والنفسي، وعلى ثقافتهم وتفاعلهم مع الآخرين، وعلى مستوىتحصيلهم الدراسي. ومنالواجب على الأم أن تهتم بأطفالها وأن تنقل لهم صوراً طيبة عنوالدهم،حتى ولو كان قدجرى بينهما خلافات ومشكلات في السابق. *