العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها)
منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) فاطمه - الزهراء - أم أبيها - البتول - أم الحسن - أم الحسنين - الطاهره - عليها السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


بين الرسول وبضعته الزهراء البتول عليهم السلام

منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2012, 05:13 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

دمعة الكرار


الملف الشخصي









دمعة الكرار غير متواجد حالياً


بين الرسول وبضعته الزهراء البتول عليهم السلام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

.................................................. ...

من العناوين الكبيرة والمهمة التي امتازت بها الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ما جاء في الحديث المشهور عن النبي الكريم ص
بشأنها أنها: "سيدة نساء أهل الجنة"، وفي حديث آخر "إنها سيدة نساء العالمين"، وفي رواية ثالثة: "إنها سيدة نساء
المؤمنين"، وفي نص رابع: "سيدة نساء هذه الأمة".

وهنا لا بد أن نتوقف لنتساءل: هل السيادة مجردُ لقب تكريم أعطاها إياه رسول الله ( ص )؟
حاشاه، فرسول الله (ص) لا يُطلق الألقابَ جزافاً؛ لأنه ينطلق عندما يزن الناس - وإن كانوا أقرباءه - من موقع التقييم الدقيق للكفاءة
الواقعية، وإلا لكانت الكلمة صادرة منه عن هوى، والله تعالى يقول في حقه: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ
إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3 - 4].

وعليه، فأنْ تكون فاطمةُ سيدةَ نساءِ أهل الجنة، معناه أنها استجمعت في عقلها وقلبها وفضائلها كلَّ عقل وقلب وفضائل نساء أهل الجنة،
بل وتفوّقت عليهنّ في ذلك. وأن تكون فاطمة سيدة نساء العالمين والمؤمنين، فهذا يعني أنّ كلَّ فضائل الإيمان وخصاله وكلَّ مزايا المؤمنات
قد تجمّعت وتجسّدت فيها، وإلاّ فكيف تكون سيدةً لقومٍ وهي لا تفضلهم بشيء ولا تملك الميزة التي بها تكون السيادة؟! ولهذا فإنّ
رسول الله (ص) ، الذي ينطق إسلاماً ويتحرّك ويجسّد الإسلام، وينبض قلبه بالإسلام، عندما يعطي فاطمةَ هذه الأوصاف، فلا بد أن
يكون اطّلع على ما تحمله (ع) من علمٍ يتفوّق على علم نساءِ العالمين كلِّهم، وما تحمله من طهارة تتفوّق بها على نساء العالمين،
ومن روحانية وقيم إنسانية تتفوق بها على سائر النساء.

كان (ص) إذا زارته البضعة النبوية الكريمة قام إليها يتلقاها، ورحّب بها قائلاً: "مرحباً بابنتي" ثم أخذ بيدها وقبَّلها، وأجلسها في
مكانه الذي كان جالساً فيه؛ مبالغةً في الحفاوة والمحبة والإكرام.. وإذا زارها ص قامت إليه، ورحبّت به، وأخذت بيده، وقبَّلته، وأجلسته
مكانها في صورةٍ غايةٍ في الأدب والاحترام المتبادل، وعلى أجمل ما تكون حفاوةُ الولد بالوالد. كان هذا الحب الأبوي الدافق من
رسول الله ص لابنته فاطمة يلتقي بحب الابنة البارة التي تتذوق حبه وتبادله إياه محبةً واحتفاءً وبراً.

فلما مرِضَ (ص) مرضه الذي توفي فيه أرسل إليها يدعوها إليه، فأقبلت تمشي لا تخطي مشيتها مشية أبيها ، فلم يقم (ص) كما كان
يقوم، ولم يتلقاها كما كان يتلقى؛ فقد أمضّه المرض وأنهكته الحمّى، وإذا بفاطمة تنكبُّ عليه تقبّله، وقد كان هو الذي يبادر لتقبيلها،
فأجلسها عن يمينه، وقد خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها، فأبصر ذلك رسول الله ص فقال: "مَا يُبْكِيكِ
يَا بُنيَّة، أَقَرَّ اللهُ عَيْنَكِ، وَلَا أبكاها؟ ".
قالت: وَكَيْفَ لَا أَبْكِي، وَأَنَّا أَرَى مَا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ.
قال لها: "يَا فَاطِمَةُ، تَوَكَّلِي عَلَى اللهِ، وَاصْبِرِي كَما صَبَرَ آبَاؤُكِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَأُمَّهَاتُكِ مِنَ أَزْواجَهِمْ.. أَلَا أُبَشِّرُكِ يَا فَاطِمَةُ؟ ".
قالت: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ.
قال: "أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى اخْتَارَ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِيّاً، وَبَعَثَهُ إِلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ رَسُولاً، ثُمَّ اخْتَارَ عَلِيّاً فَأَمَرَنِي فزوجْتُكِ إِيَّاهُ وَاتَّخَذْتُهُ بِأَمْرِ
رَبِّي وَزِيراً وَوَصِيّاً. يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ عَلِيّاً أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدِي حَقّاً، وَأَقْدَمُهُمْ سِلْماً، وَأَعْلَمُهُمْ عِلْماً،
وأحْلَمُهُم حِلْماً، وَأَثْبَتُهُمْ فِي الْمِيزَانِ قَدْراً".
فاستبشرت فاطمة ع ، فأقبل عليها رسول الله ص فقال: "هَلْ سَرَرْتُكِ يَا فَاطِمَةُ؟ ".
قالت: نَعَمْ يَا أَبَتِ.
قال: "أَفَلا أَزِيدُكِ فِي بَعْلِكِ وَابْنِ عَمِّكَ مِنْ مَزِيدِ الْخَيْرِ وَفَوَاضِلِهِ؟ ".
قالت: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ.
قال: "إِنَّ عَلِيّاً أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلٍ وَرَسُولِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، هُوَ وَخَدِيجَةُ أُمُّكِ، وَأَوَّلُ مَنْ وازرني عَلَى مَا جِئْتُ. يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ
عَلِيّاً أَخِي وَصَفِيِّي وَأَبُو وُلْدِي، إِنَّ عَلِيّاً أُعْطِيَ خِصَالاً مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلَا يُعْطَاهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ، فَأَحْسِنِي
عَزَاكِ، وَاعْلَمِي أَنَّ أَبَاكِ لَاحِقٌ بِاللهِ عَزَّ وَجِلَ".
قالت: يا أبتاه فرّحتني وأحزنتني.
قال: "كَذَلِكَ يَا بُنَيَّةُ أُمُورُ الدُّنْيَا، يَشُوبُ سُرُورُهَا حُزْنُهَا، وَصَفْوُهَا كدرها. أَفَلا أَزِيدُكِ يَا بُنَيَّة؟ ".
قالت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.
قال: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُمْ قِسْمَيْنِ، فَجَعَلَنِي وَعَلِيّاً فِي خَيْرِهِمَا قِسماً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجِلَ: ﴿ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ
ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ﴾ ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنَ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنَا فِي خَيْرِهَا قَبِيلَةً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ﴾ ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً، فَجَعَلَنَا فِي خَيْرِهَا بَيْتاً فِي قَوْلِه سُبْحَانَهُ: ﴿ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾، ثُمَّ إِنَّ اللهَ تَعَالَى اخْتَارَنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَاخْتَارَ عَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ واختاركِ، فَأَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ
سَيِّدُ الْعَرَبِ، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ النِّسَاءِ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمِنْ ذُرِّيَّتِكُمَا الْمَهْدِيُّ، يَمْلَأُ اللهُ عَزَّ وَجَل
بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ مِنْ قَبْلِهِ جَوْراً".

ثم أسرّ (ص) إليها وأصاخت إليه. وإذا بفاطمة تتلقى النجوى بتأثر بالغ، عرفه أزواج النبي (ص) من بكائها، الذي لم تستطع أن تغالبه
فقد بكت بكاء شديداً. ثم إنّ النبي (ص) أسرّ إليها أخرى، وقد رأى بكاءها وتأثرها، فما زال يناجيها حتى استنار وجهها وبرق محياها،
وضحكت بعد تأثر وبكاء. وقد سألتها إحدى زوجاته بعد وفاته (ص) عن سر تحولها!! فأجابت عليها السلام : "أَمَّا حِينَ سَارّني فِي
الْأَمْرِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ قَدْ عَارَضْنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى الْأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرِبْ،
وَأَنِّي مَقْبُوضٌ فِي وَجَعِي هَذَا، فاتقي اللهَ، وَاصْبِرِي فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، ثُمَّ سارّني أَنَّنِي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ
لُحُوقاً بِهِ، وَقَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ".

الشيخ حسين المصطفى


من مواضيع دمعة الكرار » معالم الشخصية السماوية للزهراء (عليها السلام)
» ثلاث دعواتٍ مستجابات لا شكّ فيهنّ
» عَلى قَدر عَطآئكْ يَفتقدك الـ آخرون ..!
» أثمرت وروديوقتلتني جروحها
» عبادة الامام الحسين علية السلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البتول, الرسول, السلام, الزهراء, بين, عليهم, وبضعته

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة الزهراء البتول عليها السلام من بعد وفاء للحسين منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 642 12-07-2022 02:48 PM
صوتيات ذكرى استشهاد مولاتنا الزهراء البتول عليها السلام محـب الحسين احباب الحسين للمرئيات والصوتيات الاسلاميه 8 13-12-2019 12:14 PM
الزهراء البتول عليها السلام إشراقة التحدي لاطروحة التحقيب دمعة الكرار منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 5 06-12-2011 09:31 PM
صور عن الزهراء البتول عليها السلام كلنا فداءا للحسين قسم الصور الدينيه 5 09-04-2011 10:22 AM
ثار البتول ـ موشح في أستشهاد الزهراء عليها السلام عاشق الامام الحسين احباب الحسين للشعر الحسيني 2 13-04-2010 08:58 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين