العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للتاريخ والحضارات > قسم الشخصيات اللامعه
قسم الشخصيات اللامعه يختص بالسير الذاتيه للشخصيات اللامعه القديمه والحديثه وبكل أصنافها
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


الفقيه المحقّق الشيخ حسين قُلي الهمداني الأنصاري

قسم الشخصيات اللامعه


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-2019, 10:25 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي الفقيه المحقّق الشيخ حسين قُلي الهمداني الأنصاري

أستاذ العرفاء وشيخُ الأصوليّين

الفقيه المحقّق الشيخ حسين قُلي الهمداني الأنصاري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو حسين قُلي بن رمضان الشَّوَندي – حسينقلي بالرسم الفارسي، ولفظ «قُلي» أصله تركيّ بمعنى المولى أو الخادم – كان والده مزارعاً طاهر الطينة، وكان راعياً للغنم، ثمّ صار إسكافياً، وكان له ولدان: أكبرهما حسين قلي والثاني كريم قلي، وكان يرغب في أن يسلكا مسلك طلب العلوم الدينية، فاهتمّ بهما.

وُلد المولى الشيخ حسين قلي الهمداني في قرية شوند من توابع مدينة همدان الإيرانية سنة 1239 هجرية (1823م)، وهو من ذراري الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (ولذلك يلقّب أحياناً بلقب الأنصاري نسبةً إلى هذا الصحابي)، وفي القرية من أولاد جابر جمعٌ كثير.

توفّي رضوان الله عليه في الثامن والعشرين من شعبان سنة 1311 هجرية (1894م)، ودُفن في العتبة الحسينية المقدّسة.

بعثه والده إلى طهران، وكانت فيها آنذاك حوزة علمية دينية عامرة، فاجتاز المرحلة الدراسية الأولى بنشاطٍ غريب، وقد اختصّ فيها بحوزة العالم الأكبر الشيخ عبد الحسين الطهراني، وهو من تلامذة الحكيم المتألّه المولى هادي السبزواري صاحب (المنظومة). وكان المولى السبزواري يقطن آنذاك في مدينته سبزوار (في طريق مدينة مشهد المقدّسة)، فسافر إليها الشيخ الهمداني وأقام فيها مدّةً لازم خلالها دروس الحكيم السبزواري.






وبعد برهة مكث خلالها في قريته بعد عودته من سبزوار، هاجر إلى النجف الأشرف حيث كانت رئاسة التدريس ومرجعية التقليد والإفتاء يومذاك للشيخ ‌مرتضى الأنصاري، وهو أستاذ المتأخّرين والمقدَّم على سائر أعلام النجف، فحضر عليه ولازم درسه سنين طويلة، وكتب تقريراته في الفقه والأصول. وتتلمذ في الأخلاق للسيّد علي التستري في نفس تلك الفترة، ففاق فيه أعلام الفنّ.

أساتذة المولى الهمداني وتأثيرهم عليه

أخذ الشيخ الهمداني العلوم الشرعية عن خِيرة أساتذتها، ليس في عصره وحسب، بل هم من أعلام فقهاء الإمامية وعلمائها: فالشيخ مرتضى الأنصاري هو الشيخ الأعظم وهو الملقّب بخاتم الفقهاء والمجتهدين، أدخل أصول الفقه والفقه الشيعيّ مرحلة جديدة، وهو الوحيد بعد المحقّق الحلّي، والعلّامة الحلّي، والشهيد الأول، الذي علّق العلماء بعده على كتبه وشرحوها كثيراً، وكان يضرَب به المثل في الزهد والتقوى، وتنقل عنه أمور من الكرامات والمواقف السامية.

أمّا أستاذه الآخر فهو السيّد عليّ التستري الأخلاقيّ العظيم والفقيه الكبير، الذي جلس من بين أعاظم تلامذة الشيخ الأنصاري على كرسيّ تدريس الشيخ الأعظم بعد وفاته، وواصل بحثه الفقهي من حيث انتهى الشيخ الأنصاري قبل وفاته.

كان السيد التستري يحضر دروس الشيخ الأنصاري في الفقه والأصول، فيما كان الشيخ يحضر درس السيد التستري في الأخلاق كل أسبوع ويدعو طلابه لحضور هذا الدرس والتزوّد من ثماره المعنوية وإزالة الصدأ عن القلوب، وهذه من الحالات النادرة في التاريخ حيث تجتمع التلمذة والأستاذية لأحدٍ تجاه شخصٍ آخر؛ فالشيخ كان أستاذ السيّد في الفقه والأصول، وتلميذه في الأخلاق.




ومن أبرز تلامذة الشيخ حسين قُلي الهمداني الذين ربّاهم في مدرسته المتميّزة الآتي ذكرها: الفقيه الميرزا جواد الملكي التبريزي صاحب (المراقبات)، والفقيه العارف السيّد علي القاضي الطباطبائي، والشيخ موسى شرارة العاملي، والسيّد أحمد الكربلائي، أستاذ العلّامة السيّد محسن الأمين في الفقه والأصول، وآخرون يأتي ذِكرهم.

الكفاءات الذاتية للمولى الهمداني

يستفاد ممّا نُقل في ترجمة المولى الهمداني أنّه كان يتحلّى بحظٍّ وافرٍ حباه به الله تبارك وتعالى، من الكفاءات الذاتية ومن الجدية الدؤوبة في استثمار النعم الإلهية لتربية نفسه وتهذيبها، وطيّ مدارج الرقيّ والتكامل الإنساني، وقيادة الآخرين في هذا الطريق الإلهي. وتوجد العديد من الشواهد الدالّة على الحقيقة المتقدّمة، منها ذاك النشاط الغريب الذي طوى به المرحلة الدراسية، كما يقول العلّامة الطهراني في ترجمته له.

ومنها تنقّله في البلدان طلباً للعلم، وهذا لا يتأتّى، خاصة في ذلك الزمن الذي كان السفر فيه يشتمل على الكثير من المصاعب والأخطار، إلّا لمن كانت له همّة عالية وإصرار على الكدح لاكتساب المقامات والكمالات العلمية والعملية، خاصة إذا لاحظنا أنّ الشيخ كان من عائلة فقيرة، الأمر الذي يزيد من صعوبة تلك الأسفار العلمية عليه.

ومنها دقّة اختياره للأساتذة الذين كان يلازم دروسهم. يقول العلّامة المتتبّع الشيخ آغا بزرك الطهراني في ترجمته للمولى الهمداني: «وكان أستاذه السيّد علي التستري... يحسّ منه الاستعداد واللياقة، لا ليهذّب نفسه فقط، بل ليقود أمامه جمهوراً كبيراً، ويبذر في أصحابه وأتباعه هذه الروح المركوزة. وقضية واحدة تعطينا صورة عن اهتمامه: يُحكى أنّ طبيباً من مهرة الفن دخل النجف الأشرف زائراً، وكان من أصحاب السيّد التستري أستاذ المترجَم له ومريديه، فقصد السيّد زائراً وكان المترجَم له عند ذاك مريضاً، فلمّا وقعت عين السيّد عليه ابتدره قائلاً: اقصد المدرسة السليمية أولاً، فافحص بها ولداً لي أضناه السّقم. فما كان من الطبيب إلّا الامتثال، ولمّا جاءها ورأى المترجم له، عاد إلى السيّد فقال: إنّ هذا الشيخ فقير ومرضُه صعب، يحتاج (علاجه) إلى مالٍ كثير، فأجابه السيّد بقوله: ارجع إليه وعالِجه على كلّ حال، فلو صرفتُ عليه مائة تومان (وكان هذا المبلغ يومئذٍ كبيراً يكفي لشراء بيت واسع، وكان يضرَب به المثل للكثرة) وعاش ساعةً واحدةً كان خيراً، والساعةُ من عمره أغلى من ذلك».

حوزة الهمداني مدرسة تربوية

لقد أسّس المولى حسين قلي الهمداني مدرسة إسلامية متميّزة، يصفها العلامة الشهيد المطهري بقوله: «إنّ حوزة دراسة المرحوم الآخوند (المولى حسين قلي) كانت حوزة تربية أكثر من التعليم، حوزة لتربية الإنسان الأكثر كمالاً، وقد تخرّج منها رجالٌ كبار..».

تميّزت الحوزة التي أقامها المولى الهمداني عن الحوزات الأخرى بغلبة الجانب التربوي فيها على الجانب التعليمي المحض، وهو المتعارف في حوزات تدريس أو مجالس أغلب الفقهاء والعلماء الآخرين، رضوان الله عليهم أجمعين.

يقول العلامة الطهراني في ترجمته له: «..أدركتُ فريقاً كبيراً من تلاميذه الذين لازموه ليلاً ونهاراً حتى حصّلوا ما أرادوا، وحظوا بالسعادة الأبدية وقد طهّرهم من أوزار هذه الحياة حتى قرنوا العلم بالعمل، فقد رأيتُ أثر تربيته الحسنة بيِّناً عليهم، بادياً في سيماهم. وإجمالاً فإنّ له فضلاً كبيراً على أكثر علماء الطبقة التي تليه ممّن أدركْنا فيضَ خدمته، ووُفّقنا للمثول بين يديه».

ثمّ نقل عن تلميذه السيّد حسن الصدر قوله في (التكملة): «..ويصلّي جماعةً في داره ببعض خاصّته من المؤمنين الذين ربّاهم وأخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، وطهّرهم بالرياضات الشرعية والمجاهدات العملية من كلّ دنيّة، حتّى صاروا من عباد الله الصالحين السالكين في سبيله».

مميزات مدرسة المولى الهمداني

1) التفقّه في الدين: أُولى وأهم مميزات المدرسة السلوكية للعارف الهمداني، هي شدّة تأكيدها على الفقه والتفقّه في الدين. وقد لاحظنا أنّ المولى الهمداني نفسه هو فقيهٌ كبير، بل ومن أكابر الفقهاء كما يصفه المترجمون له، ويُنقل أنّه كان لا يقبل بدخول أحدٍ الى حوزته السلوكية الخاصة إلّا بعد أن يبلغ رتبة الاجتهاد في العلوم الفقهية والأصولية.






2) التمسّك بأحكام الشرع وآدابه: أفرزت ميزة التأكيد على التفقّه في الدين في مدرسة المولى الهمداني السلوكية ميزة مهمة أخرى بارزة فيها، وهي تأكيدها المشدّد على التمسّك بأحكام الشريعة وكافة آدابها ومستحبّاتها، فهي تعتبر التمسّك بظواهر الشريعة والقيام بالفرائض والمستحبّات واجتناب المعاصي والمكروهات، تمسّكاً بالصراط المستقيم المؤدّي إلى الوصول إلى الحقائق العرفانية، وطيّ المنازل السلوكية، والتخلّق بأخلاق الله، وتؤكد أنّ أيّ تهاون في ذلك هو انحراف عن الصراط المستقيم.

3) التقوى واجتناب المعاصي: تأسيساً على الميزة السابقة، تجلّت في مدرسة الفقيه الهمداني العرفانية ميزة أخرى بارزة، وهي التأكيد على ما أكّده الشرع الحنيف من التمسّك بعُرى التقوى واجتناب المعصية، لأنّ المعصية هي قاطعة طريق هذا السلوك. يقول المولى الهمداني في إحدى رسائله التربوية: «وما فهمته أنا الضعيف من العقل والنقل (أي القرآن والسنّة) أنّ أهم شيءٍ لطالب القرب الإلهيّ هو الجدّ والاجتهاد الكامل في ترك المعصية، فإذا لم تقم بهذه الخدمة فلن ينفع قلبَك شيءٌ، لا ذِكرُك ولا تفكّرك. فافهم ممّا ذكرت لك أنّ طلبك المعرفة الإلهية مع كونك مرتكباً للمعصية أمرٌ فاسدٌ جداً... وإذا تحقّق عندك أنّ ترك المعصية أوّل الدين وآخره وظاهره وباطنه، فبادر إلى المجاهدة واشتغل بتمام الجِدّ في المراقبة..».

4) التمسّك بولاية أهل البيت النبويّ عليهم السلام: من المميزات الأخرى التي تميّز المدرسة السلوكية للمولى الهمداني، هي شدّة التمسّك بعُرى أهل بيت النبوّة وموضع الرسالة، إلى جانب التمسّك الحقيقيّ بالقرآن الكريم... لأنّهما معا «لنْ يَفترقا»، ويشكّلان ضمانة النجاة من الانحرافات عن الصراط المستقيم.

5) التوحيد الخالص: تعتبر مدرسة المولى الهمداني العرفانية الوصول إلى مرتبة التوحيد الحقيقيّ الخالص هدفاً أساسياً للحركة السلوكية، وهي ترى في الوصول إلى هذه المرتبة تحقّق الغاية الأساسية من خلق الإنسان، وهي الوصول إلى مرتبة العبودية الحقّة: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذاريات:56، وقد فَسّرت الأحاديث الشريفة العبادة هنا بمعرفة الله تعالى.

6) القيام بمسؤوليات الحضور الاجتماعي والسياسي: إلى جانب ما عُرف به أعلام مدرسة المولى الهمداني من الإعراض عن الدنيا والزهد في زخارفها...فالملاحظ أنّهم كانوا يقومون بخدمات اجتماعية جليلة للناس في مجال الهداية والتربية المعنوية، بل وعموم الخدمات لخلق الله تعالى بما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

يقول المولى الهمداني في إحدى رسائله التربوية: «ولْيَجتهد (السالك) في السعي البليغ لقضاء حوائج المسلمين».

والخدمات التي قدّمها أعلام هذه المدرسة جليلة مشهودة؛ نظير المساهمة الجهادية الفاعلة للسيّد محمّد سعيد الحبوبي في ثورة العشرين الإسلامية ضد الاستعمار البريطاني في العراق.

والخدمات الجليلة للسيّد محمد حسين الطباطبائي في مواجهة الهجوم الثقافي الغربي.

والثورة الإسلاميّة التي فجّرها السيد عبد الحسين اللاري، من أعلام هذه المدرسة ضد الإقطاعيين في منطقة (لرستان) الإيرانية، بعد عودته إليها من النجف الأشرف وإقامته حكماً إسلامياً مستقلاً في هذه المنطقة التي تمتدّ إلى مدينة كرمان مروراً بمناطق، بندر عباس، بندر لنجه، بوشهر، وأخرجها من سيطرة الحكومة الملكية الجائرة، ونصّب ولاةً مستقلّين وقضاةً عليها. وإضافة إلى مجاهدة ظلم الملك القاجاري محمّد علي شاه، أعلن السيّد اللاري حكم الجهاد ضد الاستعمار البريطاني عندما أنزل قوّاته في ميناء بوشهر الإيراني، وطردها من هذا الميناء بعد معارك دامية خاضها ضدّها.

كما واجه الشيخ محمد باقر البهاري، وهو من خواصّ تلامذة المولى الهمداني، الأطماع الروسية وأعلن حُرمة بيع وشراء البضائع الروسية التي كانت رائجة جداً في إيران آنذاك، وأفتى بالجهاد ضد الروس... وغير ذلك من الشواهد في هذا المجال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

* مقتبس عن الموقع الإلكتروني التابع لمركز أهل البيت العالمي للمعلومات


من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
قديم 20-08-2019, 01:08 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل عل محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
يعطيك العافية

بارك الله فيك


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين