اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجلفرجهم والعن اعدائهم
خلافة الامام الحسن المجتبى عليه السلام
خطب الإمام الحسن بن علي(عليه السلام)، في صبيحة اللّيلة الّتي قبضفيها أمير المؤمنين (عليه السلام): « فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قال: لقد قبض في هذه اللّيلة رجل لم يسبقه الأولّونبعمل، ولا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه، وكان رسولالله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوجّهه برايته ولا يرجع حتّى يفتح الله علىيديه.
وما خلّف صفراء ولا بيضاء ـ إشارة للذّهب والفضّة ـ إلاّ سبع مأئةدرهم، فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله.
ثمّ خنقته العبرة،فبكى وبكى النّاس معه.
ومن أجل أن لا تنحرف الإمامة عن مسارها الصّحيحالأصيل، أضاف بعد ذلك: أنا ابن البشير أنا ابن النّذير أنا ابن الدّاعي إلى اللهبإذنه أنا ابن السّراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهمتطهيراً، أنا من أهل بيت فرض الله مودّتهم في كتابه فقال تعالى: {قُل لَّاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنيَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا)، فالحسنة مودّتنا أهلالبيت.
ثمّ جلس، فقام عبد الله بن العبّاس بين يديه فقال: « معاشر النّاسهذا ـ إشارة للإمام الحسن (عليه السلام) ـ إبن نبيّكم ووصيّ إمامكم فبايعوه ».
فاستجاب له النّاس وقالوا ما أحبّه إلينا وأوجب حقّه علينا وبادروا إلىالبيعة له بالخلافة
الصلح
إنّ معاوية قد تمسّك في عدم بيعته للإمامالحسن، بنفس الحجج الواهية التي تشبّثت بها قريش حين أعرضت عن بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولكنّ معاوية كان يعلم، في نفسه، بأنّ الإمام أصلح منه،ولكنّ حبّ الرّئاسة: والدّنيا، منعه من إتّباع الحقيقة، وذلك، لانّه كان يعلمجيّداً بأنّ صغر السّن في أمثال عيسى ويحيى، لم يكن مانعاً عن النّبوّة، وكذلكالأمر في الإمام خليفة النّبيّ.
ولم يتخلّف معاوية فحسب عن بيعة الإمام (عليه السلام)، بل إنّه سعى للإطاحة بالإمام (عليه السلام)، وقد أمر البعض سرّاًباغتيال الإمام، ومن هنا كان الإمام متدرّعاً خلف ثيابه بدرع، وكان لا يذهب لاقامةالصّلاة بدون درع
وقد كتب معاوية لعمّاله ـ متعلّلاً بالعمل لتوحيد الأمةالإسلامية ومواجهة النّزاعات والفوضى ـ بأن يقبلوا إليه بعدّتهم وعديدهم، وقد عملأولئك بما قال.
وقد عبئ معاوية هؤلاء، وبعث بهم لمحاربة الإمام (عليهالسلام) في العراق.
وأمر الإمام حجر بن عدي، أن يهيّأ القادة والنّاس للحرب.
وعلى الطريقة المألوفة آنذاك، أخذ المنادي يدور في أزقّة الكوفة وهو يهتف « الصّلاة »، واندفع النّاس للمسجد، وارتقى الإمام المنبر وقال: ـ بلغني أنّ معاوية بلغه أنّا كنا أزعمنا على المسير إليه فتحرّك لذلك، أُخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنّخيلة... فسكت الجميع.