العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2020, 11:33 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي متواجد حالياً


افتراضي غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين



غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين



السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة الشريفة وقعت غزوة بدر الكبرى وملخصها: انه خرج مشركوا قريش كعتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل، وأبي البختري، ونوفل بن خويلد، وجمع كثير من صناديد مكة ورجال الحرب فيها، حيث بلغ عددهم تسعمائة وخمسين نفراً لقتال النبي صلى الله عليه وآله فخرجوا من مكة حاملين أدوات الطرب، ومصطحبين النساء المغنيات، للهو واللعب ومعهم مائة فرس وسبعمائة بعير، وكان على كل واحد من أكابر قريش طعام الجيش في كل يوم بأن ينحر لهم عشراًً من الإبل.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله مع ثلاثمائة وثلاثة عشر من أصحابه من المدينة إلى ان وصلوا إلى أرض بدر ـ وهي اسم بئر رمى المسلمون فيها قتلى المشركين ـ فلما وصل النبي صلى الله عليه وآله أشار إلى الأرض قائلاً: هنا مصرع فلان، وهناك مصرع فلان فعدد مصرع كل القتلى من صناديد قريش، فكان كما قال صلى الله عليه وآله.

المشركون في بدر:
لما وصل المشركون، صعدوا على تل ونظروا إلى جيش المسلمين مستخفين بهم، والمسلمون أيضاً نظروا إلى العدو بعين الاحتقار والاستخفاف، كما قال تعالى: «وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ» الأنفال:44.
وبعد رؤيتهم جيش النبي صلى الله عليه وآله نزلوا خلف ذلك التل بعيداً عن الماء وبعثوا عمر بن وهب مع جماع للتفحص وليرى هل للمسلمين كمين؟ أو لا، فجال بفرسه حتى طاف عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله يميناً وشمالاً ثم رجع وقال: «مالهم كمين ولا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع أما ترونهم خرّساً لا يتكلمون، يتلمظون حتى يقتلوا بعددهم، فارتؤوا رأيكم».

مقترحات ومفاوضات:
​فلما سمع هذا حكيم بن حزام حرض عتبة على ترك الحرب والمصالحة فقال له عتبة: اذهب إلى ابن الحنظلية يعني أبا جهل، وقل له أن يترك الحرب ويصالح أبناء عمه، فجاء حكيم إلى أبي جهل وابلغه رسالة عتبة، فقال أبو جهل: جبن وانتفخ سحره ويخاف على ابنه أبي حذيفة الذي في جيش المسلمين، فجاء حكيم إلى عتبة، وأخبره بمقولة أبي جهل، فلما تلاقى قال عتبة لأبي جهل: يا مصفراً أسته، مثلي يجبن؟ ستعلم قريش أينا ألأم وأجبن.
اما رسول الله صلى الله عليه وآله فانه وإن علم شقاء قريش وعدم تسليمهم، ولكن لأجل قوله تعالى: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) الأنفال:61. بعث إليهم رسولاً وقال: «يا معشر قريش إني أكره ان أبدؤكم فخلوني والعرب وارجعوا».
فقال عتبة: ما رد هذا قوم قط فأفلحوا، يا معشر قريش ان محمداً له آل وذمة، فاسمعوا نصحه، فغاظ أبا جهل قوله وقال له: ما هذه الغوغاء؟ أمنَ خوف بني عبد المطلب تحتال الرجوع؟ فغضب عتبة ونزل من ناقته، وطلب من أبي جهل البراز ليعلم من الجبان، فتوسط كبراء قريش بينهم لكن عتبة لردع تهمة الجبن عنه لبس درعه وشد عمامته وكان لا يلبس الخوذة لكبر رأسه.

ابتداء المعركة:
وتقدم عتبة وأخوه شيبة وأبنه الوليد وجالوا في الميدان وكانت نيران الحرب قد اندلعت، فطلبوا المبارز. فبرز إليهم ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم، فقالوا: ارجعوا، أنما نريد الأكفاء من قريش، فأمر صلى الله عليه وآله علياً وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، بالمبارزة فجاؤوا إلى الميدان ولهم زئير كزئير الأسد، قال حمزة: أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، فقال عتبة: كفؤ كريم وأنا أسد الحلفاء وأنا أسد المطيبين.
فبرز علي عليه السلام للوليد، وحمزة لشيبة، وعبيدة لعتبة، فقال علي عليه السلام:
أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب وهاشم المطعِم في العام السغب
وأفي بميثاقي وأحمي عن حسب
فحمل عليه السلام على الوليد، فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه، قيل: أخذ الوليد يده المقطوعة وضرب بها رأس علي عليه السلام، ثم ذهب إلى أبيه هارباًَ، فشد علي عليه السلام، فضرب فخذه فسقط ميتاً.
وتقدم حمزة وشيبة فتبارزا طويلاً حتى تكسَّرت سيوفهما ودروعهما، وأخذا يتصارعان، فقال المسلمون: يا علي أما ترى الكلب قد بهر عمك؟ فحمل عليه السلام وقال: يا عم طأطيء رأسك وكان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي عليه السلام فطرح نصفه، اما عبيدة فانه ضرب رأس عتبة فشقه وضرب عتبة رجل عبيدة فقطعها فجاء أمير المؤمنين عليه السلام إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه وقتله، ولذا قال لمعاوية: «وعندي السيف الذي أعضضته بجدك وخالك وأخيك في مقام واحد».
فحمل حمزة وعلي عبيدة إلى النبي صلى الله عليه وآله فبكى كثيراً حتى سالت دموعه على وجه عبيدة، وقد سال مخ ساقه منها.

شهادة عبيدة:
فاستشهد رضوان الله عليه عند رجوعهم إلى المدينة في أرض روحاء أو صفراء، ودفن هناك وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وآله بعشر سنين وهذه الآية نزلت في حقهم:
«هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ» الحج:19.

ملائكة النصر:
​ووقع الرعب في قلوب المشركين وفي قلب أبي جهل بعد قتل هؤلاء الثلاثة، وكان يحرِّضهم على القتال، فجاء إبليس في صورة سراقة بن مالك وقال:
إني جارٌ لكم أدفعوا إلي رايتكم، فدفعوا إليه راية الميسرة وركض أمامهم وشوقهم للقتال، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأصحابه: «غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ»، ثم دعا وطلب النصر من الله فأرسل الله الملائكة لنصرتهم، وقال تعالى:
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) .. الى قوله (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ) آل عمران:123،125 .
فلما رأى إبليس الملائكة ولّى هارباً وضرب الراية على الأرض ونكص على عقبيه، فجاءه منبه بن الحجاج وأخذ رداءه وقال: يا سراقة أين؟ أتخذلنا في هذه الحالة، فضرب على صدره وقال إني أرى ما لا ترى، قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَغَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى‏ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنكُمْ إِنِّي أَرَى‏ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال:48.

شجاعة نادرة:
وكان علي عليه السلام يهجم على القوم كالليث الغضبان، حتى قتل منهم ستة وثلاثين رجلاً، وقد روي عنه عليه السلام انه قال: «لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم، وقد قتلت الوليد بن عتبة إذ أقبل حنظلة بن أبي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلاً».
وقتل سبعون رجلاً من أبطال قريش في تلك المعركة، منهم: عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، وحنظلة بن أبي سفيان، وطعيمة بن عدي، والعاص بن سعيد، ونوفل بن خويلد، وأبي جهل.

سجود الشكر:
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله رأس أبي جهل مقطوعا ًسجد لله شكراً، ثم انهزم جيش المشركين فلحقهم المسلمون، وأسروا منهم سبعين نفراً، وكانت هذه الحادثة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان.
كان النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط في جملة الأسرى، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتلهم، وقد كانوا من أعداء النبي صلى الله عليه وآله وعقبة هو الذي تفل على وجه النبي صلى الله عليه وآله بمشورة أمية بن خلف الذي قتل أيضاً.
ولما قتل النضر على يد أمير المؤمنين عليه السلام رثته أخته بقصيدة من جملتها هذه الأبيات:
«أمحمد يا خير ضنء كريمة في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما مَنَّ الفتى وهو المغيظ المحنق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم ان كان عتق يعتق
وفي رواية: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما بلغة هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه».
والحمد لله رب العالمين.


من مواضيع صدى المهدي » الامام الصادق (ع) في اقوالهم
» أسباب النهي عن الخوض في القضاء والقدر
» إهداء نسخة مصورة من مخطوط قرآني نادر إلى خزانة العتبة العباسية
» الانتظار والصِّراع بين المستضعفين والمستكبرين
» الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المؤمنين, الكافرين, الكبرى, غزوة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العاشر من شهر رمضان ذكرى رحيل أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى عليها السلام مرام علي أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام) 2 28-09-2013 03:15 PM
مكتبة أمير المؤمنين علي (ع) الكبرى محب الرسول احباب الحسين للكتب الإسلاميه 4 07-05-2013 01:39 AM
غزوة بدر الكبرى دمعة الكرار منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) 7 11-12-2011 07:33 PM
غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين الحيران منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 0 19-08-2011 08:59 PM
وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى(عليها السلام) محـب الحسين أفراح وأحزان أهل البيت(عليهم السلام) 3 01-09-2009 05:19 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين