عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2011, 07:16 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

( ابو علي العراقي )


الملف الشخصي









( ابو علي العراقي ) غير متواجد حالياً


افتراضي سؤال حول قتل العبد الصالح للغلام وجوابه

السؤال يتعلق بما قام به العبد الصالح من قتل الغلام فالكل يعرف انه لايجوز القصاص قبل الجرم
او قل قبح العقاب بلا ذنب اذن فلماذا عوقب الغلام بقتله لذنب سوف يرتكبه مستقبلا ؟

جواب الشيخ والاستاذ الفاضل همام الزيدي










ان ذلك الغلام كان بالغاً وكان يقطع الطريق ويقدم على الافعال المنكرة وكان ابواه يحتاجان الى دفع شر الناس عنه والتعصب له وتكذيب من يرميه بشئ من المنكرات وكان يصير ذلك سبباً لوقوعهما في الفسق وربما ادى ذلك الفسق الى الكفر وقيل : انه كان صبياً إلا ان الله تعالى علم منه انه لو صار بالغاً لحصلت منه هذه المفاسد وقوله : { فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} الخشية بمعنى الخوف وغلبة الظن والله تعالى قد اباح له قتل من غلب على ظنه تولد مثل هذا الفساد منه , وقوله : ( ان يرهقهما طغياناً ) فيه قولان :





أي اردنا ان يرزقهما الله تعالى ولداً خيراً من هذا الغلام زكاة أي ديناً وصلاحاً وقيل : ان ذكره الزكاة ههنا على مقابلة قول موسى عليه السلام : ( أقتلت نفساً زكية بغير نفس ) فقال العالم : اردنا ان يرزق الله هذين الابوين خيراً بدلاً عن ابنهما هذا ولداً يكون خيراً منه كما ذكرته من الزكاة , ويكون المراد من الزكاة الطهارة فكأن موسى عليه السلام قال : اقتلت نفساً طاهرة لأنها ماوصلت الى حد البلوغ فكانت زاكية طاهرة من المعاصي فقال العالم : ان تلك النفس وأن كانت زاكية طاهرة في الحال الا انه تعالى علم منها اذا بلغت اقدمت على الطغيان والكفر فأردنا ان يجعل لهما ولداً اعظم زكاة وطهارة منه وهو الذي يعلم الله منه انه عند البلوغ لايقدم على شئ من هذه المحظورات ومن قال ان ذلك الغلام كان بالغاً قال المراد من صفة نفسه بكونها زاكية انه لم يظهر عليه مايوجب قتله ثم قال : ( وأقرب رحماً ) أي يكون هذا البدل اقرب عطفاً ورحمة بأبويه بأن يكون أبر بهما وأشفق عليهما والرحمة والعطف .













ان مسألة توقع الأفعال التي سوف يقوم بها الخضر عليه السلام لابد ان تكون صعبة للغاية بل غير متوقعة على الأطلاق وخصوصاً ان الجهة التي تريد ان تسلك طريق الصبر على ماسوف يقوم به الخضر هي جهة قدسية تمثلت بذات النبوة المشرقة بشخص موسى عليه السلام فكيف بنا نحن البشر الباقينن . وماذاك الا للنظام الغيبي المتقن الى حد هذه الدرجة من الخفاء , بحيث تختفي فيها المفاسد والمصالح وعواقب الأمور حتى على بعض النفوس الكمًل , وما ذلك الا لترك بصمة الهية سارية في الوجود يعجز اأنسان عن درك عللها . وفي ذلك طريق علينا ان نسلكه وهو طريق التذلل والتوجه لله تعالى والأعتماد عليه في كل شئ ومع كل نفس وكل خطرة قلب وماكان اخفى .



أن الله تعالى يريد ان يخبرنا من خلال هذه الآية المباركة والآيات الأخرى بأن الأنسان مرهون في وجوده الدنيوي بعمله ولايمكن ان ينفك ذلك عنه , حتى بعد مماته , أذن لابد على الأنسان ان يكون في وجوده الدنيوي صالحاً وان يبتعد عن كل شئ يبعده عن الله تعالى ويقربه للشيطان , لأنه بالعمل الصالح والعمل الطالح تحدد الأشياء العائدة اليه ويترتب عليها الرزق والأولاد والهداية ومعرفة جهاتها وكذلك اتباعها وعدم اتباعها والى غيرها من الأمور التي لاتعد ولاتحصى .





















































المصدر منتديات جامع الائمة الثقافية


من مواضيع ( ابو علي العراقي ) » كيف تنصر الامام الحسين سلام الله عليه ؟
» تهنئة بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك
» بطاقات بمناسبة استشهاد الامام محمد الجواد سلام الله عليه
» سؤال حول قتل العبد الصالح للغلام وجوابه
» لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم
رد مع اقتباس