عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2022, 10:06 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

محـب الحسين

الصورة الرمزية محـب الحسين


الملف الشخصي









محـب الحسين غير متواجد حالياً


لما ضاق الأمر بالإمام الحسين (عليه السلام)

لما ضاق الأمر بالإمام الحسين (عليه السلام)
وقد بقي وحيدا فريدا، التفت إلى خيم بني أبيه فرآها خالية منهم، ثم التفت إلى خيم بنى عقيل فوجدها خالية منهم، ثم التفت إلى خيم أصحابه فلم ير منهم أحدا، فجعل يكثر من قول:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم ذهب إلى خيم النساء، فجاء إلى خيمة ولده زين العابدين (عليه السلام) فرآه ملقى على نطع من الأديم، فدخل عليه وعنده زينب تمرضه، فلما نظر إليه علي بن الحسين (عليهما السلام) أراد النهوض فلم يتمكن من شدة المرض، فقال لعمته:
أسنديني إلى صدرك فهذا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أقبل،
فجلست زينب خلفه وأسندته إلى صدرها، فجعل الحسين (عليه السلام) يسأل ولده عن مرضه، وهو يحمد الله تعالى، ثم قال:
يا أبتاه! ما صنعت اليوم مع هؤلاء المنافقين؟
فقال له الحسين (عليه السلام):
يا ولدي! قد استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وقد شب الحرب بيننا وبينهم لعنهم الله حتى فاضت الأرض بالدم منا ومنهم.
فقال علي (عليه السلام):
يا أبتاه! أين عمي العباس؟

فلما سأل عن عمه اختنقت زينب بعبرتها، وجعلت تنظر إلى أخيها كيف يجيبه، لأنه لم يخبره بشهادة عمه العباس، خوفا من أن يشتد مرضه.

فقال (عليه السلام):
يا بني! إن عمك قد قتل، قطعوا يديه على شاطئ الفرات!
فبكى علي بن الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا حتى غشي عليه، فلما أفاق من غشوته جعل يسأل عن كل واحد من عمومته، والحسين (عليه السلام)
يقول له: قتل.
فقال:
وأين أخي علي، وحبيب بن مظاهر، ومسلم بن عوسجة، وزهير بن القين؟
فقال له:
يا بني! اعلم أنه ليس في الخيام رجل حي إلا أنا وأنت، وأما هؤلاء الذين تسأل عنهم فكلهم صرعى على وجه الثرى!
فبكى علي بن الحسين بكاء شديدا، ثم قال لعمته زينب:
يا عمتاه! علي بالسيف والعصا.
فقال له أبوه:
وما تصنع بهما؟
فقال: أما العصا فأتوكأ عليها، وأما السيف فأذب به بين يدي ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنه لا خير في الحياة بعده.
فمنعه الحسين من ذلك، وضمه إلى صدره وقال له:
يا ولدي! أنت أطيب ذريتي، وأفضل عترتي، وأنت خليفتي على هؤلاء العيال والأطفال، فإنهم غرباء مخذولون، قد شملتهم الذلة واليتم وشماتة الأعداء ونوائب الزمان، سكتهم إذا صرخوا، وآنسهم إذا استوحشوا، وسل خواطرهم بلين الكلام، فإنهم ما بقي من رجالهم من يستأنسون به غيرك، ولا أحد عندهم يشكون إليه حزنهم سواك، دعهم يشموك وتشمهم، ويبكوا عليك وتبكي عليهم.

ثم لزمه بيده (عليه السلام) وصاح بأعلى صوته:
يا زينب! ويا أم كلثوم! ويا سكينة!
ويا رقية! ويا فاطمة! إسمعن كلامي واعلمن أن ابني هذا خليفتي عليكم، وهو ثم قال له:
يا ولدي! بلغ شيعتي عني السلام، فقل لهم: إن أبي مات غريبا فاندبوه، ومضى شهيدا فابكوه!
عظم الله أجورنا وأجوركم .


التوقيع :
من مواضيع محـب الحسين » الفرق بين الصوم والصيام
» قصيدة موسى بن جعفر على الجسر قوموا نشيعه
» زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب مكتوبة
» قصيدة في رثاء الشهيد ابي مهدي المهندس(( جمال العراقيين ))
» سقراط والنوم المتأخر
رد مع اقتباس