العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) الامام - الحسين - سيد الشهداء - أبو الأئمه - الشهيد - المظلوم - العطشان - أبا عبد الله - ابو السجاد - الغريب - ابو الاحرار - عليه السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


التوحيد في الزيارات الحسينية من منظار لغوي

منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-2023, 07:54 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي التوحيد في الزيارات الحسينية من منظار لغوي



مقدّمة

يعدّ تراث أهل البيت(عليهم السلام) في كلّ ما وردنا عنهم مدرسةً للمعارف في مختلف صنوف المعرفة الإسلامية والإنسانيّة، فسِيَرُهم بما تحتوي من أحاديث ومواقف وتقريرات هي مناهل فيض ومعرفة ونور، تضيء الطّريق للسّالك إلى الله تعالى في بناء نفسه، وتقويم ذاته، وإصلاح حياته، وتعلّم السلوك الاجتماعيّ القويم الذي ينبغي أن يكون عليه ليسير في طريق الكمال.

ومن هنا؛ وردت الأحاديث الشريفة مؤكِّدة على ضرورة الاهتمام والمحافظة على أحاديثهم ورواياتهم الطّاهرة، كالأحاديث التي تحثّ على الأخذ برواياتهم وتدوينها وحفظها ونشرها بين الأصحاب والشيعة، بل بين عموم المسلمين؛ لتنير لهم الطّريق، فما حفظ أحاديثهم لحروفها، بل لمفاهيمها ومعانيها وقيمها.

ومن ضمن هذا التراث المبارك لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام) تبرز نصوص الزيارات الشريفة المروية عنهم كأظهر ما يكون؛ ولذا رأينا علماءنا من المتقدّمين والمتأخّرين يولون الزيارات أهمّية خاصّة في مؤلّفاتهم، سواء كانت بصورة عامّة ضمن موسوعاتهم، أم بصورة خاصّة ضمن مؤلّفات خُصّت بها الزيارات(1).

من هنا؛ لا بدَّ من الالتفات الدّقيق إلى الزيارات لاكتشاف ما تحوي من مفاهيم ومبادئ يمكن للإنسان أن يتبّعها؛ ليرسم الطّريق الصّحيح له وفق ما أراده أهل البيت(عليهم السلام) وعلّموه لشيعتهم؛ ليقرّوا به في أشرف المواضع وأطهرها، وفي أشرف المناسبات، والمخاطبات.

ومن هنا؛ كان المعصومون المطهّرون(عليهم السلام) يؤكّدون على نصّ الزيارة التي يزورون بها، من ذلك قول الإمام الصادق(عليه السلام): «يا مُفضل، إذا أتيت قبر الحسين بن علي(عليهما السلام)، فقف بالباب، وقل هذه الكلمات، فإنّ لك بكلّ كلمةٍ كفلاً من رحمة الله...»[1]، فكلمات الزيارات هي الكفل من رحمة الله.

ولذلك؛ كان أصحاب الأئمّة من السّلف الصّالح ناظرين إلى أهمّية هذه النصوص وخطرها؛ فكانوا يطلبون منهم تعلُّم نصوص الزيارة، فقد سأل علقمة ابن محمّد الحضرميّ الإمامَ الباقر(عليه السلام) قائلاً: «علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قريب، وأومأت إليه من بعد البلاد، ومِن داري»[2]، وكان الإمام(عليه السلام) حاضراً بالإجابة، فعلَّمه الزيارة، وقال له بعد أن أتمّها: «إن استطعتَ أن تزوره في كلّ يومٍ بهذه الزيارة من دهرك فافعل، فلك ثواب جميع ذلك إن شاء الله تعالى»[3].

وورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) في الزيارة نفسها والدعاء المرويّ بعدها أنّه قال لصفوان: «تعاهد هذه الزيارة، وادع بهذا الدعاء، وزر به؛ فإنّي ضامن على الله تعالى لكلّ من زار بهذه الزيارة، ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد، أنّ زيارته مقبولة، وسعيه مشكور، وسلامه واصل غير محجوب، وحاجته مقضيّة من الله، بالغاً ما بلغت، ولا يخيّبه...»[4].

ومن هنا اتّضحت أهمّية هذه النصوص الشريفة على لسان الأئمّة الطّاهرين(عليهم السلام) الذين ينقلون كلامهم كابراً عن كابر عن النبيّ الأطهر(صلى الله عليه واله) الذي لا ينطق عن الهوى، بل إنّ كلامه وحي يوحى.

التوحيد في نصوص الزيارات

والبحث الحاليّ ينظر إلى جانب واحدٍ ممّا ورد في الزيارات الشريفة، وهذا الجانب هو جانب التّأكيد على (التوحيد) في نصوص الزيارات.

وهذا الجانب يلمسه الزائر والقارئ للنصّوص الشريفة بسهولة؛ وذلك أنّ معظم الزيارات تبدأ بتوحيد الله وتعظيمه وتمجيده، من هذا ما جاء في بداية إحدى الزيارات: «اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصيلاً»[5]، فيكون مفتاحُ الزيارة توحيدَ الله تعالى، والزائر يفتتح زيارته بكلمات التوحيد لله تعالى؛ لتنفتحَ له آفاقُ الدنيا بألطاف الله تعالى الذي خلق، وأنعم، وكفى، وبلّغ، ووفّق، وأنجز ما وعد، ولم يخيِّب سائلاً سأله؛ ولـمّا كان هذا التّوجّه الرّوحيّ بالاتّصال بالله تعالى هو الغالب والسّائد على الزائر، حينئذٍ نفهم حقيقة الرّوايات التي تؤكّد أنّ الدعاء عند قبر الإمام الحسين(عليه السلام) مستجاب[6]؛ وذلك لما تزوّد به الزائر ممّا رزقه الله تعالى به من بُعْدٍ معنويّ في اتّصاله بالملأ الأعلى.

ونقرأ في نصوص أُخرى من الزيارة: «الـحَمْدُ للهِ الْواحِدِ المُـتَوّحِّدِ بِالأُمورِ كُلّها، خالِقِ الخَلْقِ، ولَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أُمورِهِمْ، وَعَلِمَ كلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْليمٍ... لا إلهَ إلا اللهُ في عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ، لا إلهَ إلا اللهُ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ... لا إلهَ إلا اللهُ تَهْليلاً لا يُحْصيهِ غَيْرُهُ، قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَبَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَمَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَعَدَدَ كُلِّ أَحَدٍ...»[7]، فالتوحيد هنا - كما هو واضح - المحور الذي يدور حوله النصّ.

إلّا أنّ البحث لا يريد النظر إلى التوحيد في الزيارات من جانب عامّ، بل يريد النظر إليه من جانب لغوي، إذ يريد تحديد الصّيغ اللغوية التي ورد فيها التّأكيد على التوحيد ضمن النصوص المروية عن أهل البيت(عليهم السلام) في زيارات الإمام الحسين(عليه السلام)، وقد وجد الباحث موارد عدّة لتأكيد التوحيد بصيغ مختلفة.


من مواضيع صدى المهدي » الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
» أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
» زيارة حمزة بن عبد المطلب (ره) في أحد
» حمزة بن عبد المطلب .. وفاء وفداء
رد مع اقتباس
قديم 14-05-2023, 07:56 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي



الصيغ اللغوية لتأكيد التوحيد

وردت في نصوص زيارات الإمام الحسين(عليه السلام) صيغ لغوية مختلفة لتأكيد التوحيد، نذكر منها:

أوّلاً: استعمال الإفراد اللّفظيّ

إنَّ كلّ ذكر لله سبحانه وتعالى وخطاب له (عز وجل) في نصوص الزيارات جاء بلغة الإفراد؛ من ذلك: «وأَسْأَلُ اللهَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يُتِمَّ ذلِكَ لِي، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ ما أَمَرَكُمْ بِهِ، وَلَمْ تَخْشَوْا أَحَداً غَيْرَهُ، وَجاهَدْتُمْ في سَبيلِهِ، وَعَبَدْتُموهُ حَتّى أَتاكُمُ الْيَقينُ»[8].

«الحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ»[9].

أو القول بعد الزيارة: «اللّهُمَّ، إِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ؛ لأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكوعَ وَالسُّجودَ لا يَكونُ إِلا لَكَ؛ لأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ»[10].

إنّ النّاظر إلى الزيارات كلّها يجد المنشئ للنصّوص وهو المعصوم(عليه السلام) يزيد في تنزيه الخالق (عز وجل)، ويحرص على ذلك في بناء النصوص؛ ففضلاً عن كون التوحيد هو محور النصّ فهو يورد كلّ ما يتعلّق به تعالى بصيغة الإفراد اللّفظيّ فقط، ولم يأتِ شيءٌ منه بصيغة الجمع، ودلالة هذا الإفراد من الجانب اللّغويّ يعني أنّ الله تعالى واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، لا شريكَ له، ولا إله إلا هو، وهذه هي دلالة التوحيد العُظمى.

وبناءً على ما تقدّم فإنّ الزائر يعتقد اعتقاداً كاملاً أنّ له إلهاً واحداً لا شريك له؛ وذلك ما يفيده من خلال الألفاظ المفردة التي جاءت في النصّ، إذ لا يجوز أن يذكر الموحِّد نصّاً عن الله تعالى، أو يدعوه به، وهو يعظِّمه من خلال الجمع أو التّثنية، حاشا لله، قال السّهيليّ (ت581هـ): «لا يجوز لعبد أن يقول: ربّ اغفروا. ولا ارحموني، ولا عليكم توكّلْتُ، ولا إليكم أنبْتُ، ولا قالها نبيٌّ قطُّ في مناجاته، ولا نبيٌّ في دعائه لوجهين؛ أحدهما: أنّه واجب على العبد أن يُشْعِرَ قلبَه التوحيدَ، حتّى يشاكلَ لفظُهُ عَقْدَهُ. الثّاني: ما قدّمناه من سَيْر هذا المجاز، وأنَّ سببه صدور الكلام عن حضرة الملك موافقةً للعرب في هذا الأُسلوب من كلامها، واختصاصها بعادة ملوكها وأشرافها»[11].

وممّن بحث في إفراد الألفاظ الدالّة على الله تعالى الدّكتور تمّام حسّان الذي ذكر شواهد عدّة في الإفراد، ثمَّ قال: «لقد رأينا في هذه الشّواهد اطّراد الإفراد في ضميريَ الخطاب والغَيبة عند ذكر الله تعالى، وذلك تجنّباً لظنّ الوقوع في التّعدّد الذي يفهم من ضمير الجمع، فلو خوطب سبحانه بضمير الجمع لكان من الممكن للسّامع غير المسلم أن يفهم من الضّمير أنَّه جماعة من المخاطبين، أو يفهم من ضمير الغيبة إشارة إلى التّعدّد أيضاً»[12].

إنّ عظمة الله تعالى تتجلّى في وحدانيّته وتوحّده في الأُمور كلّها، وتمام الصّنعة، وكمال الأمر، قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)[13].

وقال الإمام الصادق(عليه السلام) في حديث مرويّ عنه: «فلمّا رأينا الخلق منتظماً، والفلك جارياً، والتّدبير واحداً، واللّيل، والنّهار، والشمس، والقمر، دلّ صحّة الأمر والتدبير، وائتلاف الأمر على أنّ المدبّر واحد»[14]، وفي هذا من العظمة ما يكفي.

وقد يرد إشكال هنا، وهو أنّ الله تعالى قد عظّم نفسه في عدد كبير من آيات القرآن، ووصف نفسه بصفات الجمع تعظيماً، كقوله تعالى: (وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ)[15]، وغيرها من الآيات.. فلِمَ لا يجوز أن يعظّمه مَن يدعوه بلفظ الجمع؟! وقد ردَّ ابن مالك (ت672هـ) هذا الإشكال، وحصر ما ورد في الذكر العزيز جمعاً تعظيماً لله تعالى بالسّماع الذي لا يجوز فيه القياس، فقال: «فأمّا أسماء الله تعالى؛ فمعنى الجمعيّة فيها ممتنع، وما ورد منها بلفظ الجمع فتعظيمٌ يتوقّف فيه على السماع أصلاً، كما يتوقّف عليه في غيره من الثناء والحمد، بل التوقّف على السّماع في هذا أحقّ، لأنَّ من النّاس مَن أجاز اشتقاق الأسماء من أفعال الله تعالى على وجه يُؤمَنُ معه إيهام ما لا يليق بجلاله تبارك وتعالى، ولا أعلم أحداً يجيز للدّاعي أن يدعو اللهَ بلفظ الجمع؛ لأنَّ ذلك يوهم خلاف التوحيد»[16].

وكذا فعل السيوطيّ (ت911هـ)، إذ قال عن جمع المذكّر السالم:«أُلحق بالجمع في إعرابه ألفاظ ليست على شرطه، سُمِعَتْ فاقتُصر فيها على مورد السّماع، ولم يتعدَّ، منها صفات للباري تعالى، وهي قوله: (وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ)[17].. فلا يقاس عليه الرحيمون ولا الحكيمون؛ لأنَّ إطلاق الأسماء عليه توقيفيٌّ»[18].

إنّ ما أثبته البحثُ من النصوص المفردة في الزيارات وغيرها بالعشرات يتمّ تثبيت التوحيد فيها عن طريق إفراد الألفاظ الدالّة عليه تعالى، فدلالة التوحيد حاضرة في كيان المنشئ(عليه السلام)، وهو يعيشها حقيقةً ذاتيّةً في نفسه ومشاعره ووجوده كلّه؛ لهذا لم يحد عن هذه الحقيقة المتأصّلة في نفسه وذاته وشعوره، لا بقولٍ، ولا بفعلٍ، ويريد بإيرادها في الزيارة أن يحوّلها ويرسّخها ويثبّتها في نفس الزائر وروحه وضميره، حين قراءته للنصّ في حضرة المعصوم.

ثانياً: الوصف باسم الفاعل

من الصيغ التي وردت في وصف الله (عز وجل) هي صيغة (اسم الفاعل)، وهذه الصيغة تأتي في البحث اللّغويّ لمن قام بالفعل، فالفعل هو صاحبه. وقد وردت الصفات التي وصفت الله (عز وجل) بهذه الصيغة في الزيارات المباركة، مثل النصّ المبارك: «وَأَنَّكَ مُميتُ الأَحْياءِ، وَأَنَّكَ مُحْيي المَوْتى، وَأَنَّكَ باعِثُ مَنْ في الْقُبورِ، وَأَنَّكَ (جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ) [19] (إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [20]»[21]، وهذا يدلّ على أنَّ كلَّ شيء بيد الله تعالى، فهو الذي يحيي ويميت، وهو الذي يبعث ويجمع، كما يدلّ على إيمان الزائر الكامل بأنَّ اللهَ تعالى هو الأوّل، وهو الآخر، سرمديٌّ أبديٌّ، وهذا من أظهر مبادئ توحيد الله تعالى؛ وهو ما يسمّى بتوحيد الأفعال، الذي يعني: «أنَّ الكون بأسره هو فعل الله، وكلّ الأفعال، والحركات، والتّأثيرات، والتّأثّرات، تنتهي إلى ذاته المقدّسة»[22]، وهذا ما قرأناه بدقّة في النصّ المتقدّم ليؤكّد هذه الحقيقة من التوحيد الأفعاليّ.

ثالثاً: الوصف بالاسم الموصول

أصل الاسم الموصول مبهم في ذاته، إلا أنَّ معناه يتبيّن ويتّضح بالصّلة التي تكمله وتوضّحه، ولا يمكن تصوّر اسم موصول من دون صلة، فالصّلة تمام معنى الاسم الموصول، فهي المقصودة، وهي الأصل في المعنى، وإنّما جيء بالإسم الموصول كمقدّمة مهيّئة لها، لكي تبيّن أهمّيتها للمتلقّي، وبعبارة أُخرى: «أن يُؤتى بالفاتحة على وجه ينبّه الفطن على الخاتمة»[23]، فالمتلقّي يترصّد الكلام بعد تلقّيه الاسم الموصول، قال الطيبيّ (ت743هـ): «تومئ به إلى وجه بناء الخبر الذي تبنيه عليه، وذلك بأن تأتي بالصّلَة على وجهٍ يعرف منه وجه بناء الخبر على سبيل الإرصاد»[24]، فهذا الاسم أفاد تشويقاً للسّامع «لِما أنَّ التشويق المستحسن إحدى خواصّ الإخبار بـ (الذي)، لما فيه من الإبهام الذي هو سبب للتشويق؛ وتطويله بالصّلة هو سبب استحسانه على أنّه مستلزم للتقديم»[25].

فالإتيان بالاسم الموصول وصلته يكون دقيقاً وخاصّاً، ودلالته عميقة، فهو يؤدّي إلى زيادة التَّقرير[26]، والتيقّن من معنى النصّ، فكأنَّه يؤكّد الصّلة تأكيداً لا شكَّ من ورائه؛ ويتأكّد هذا المعنى حين نعرف أنَّ شرط الصّلة أنَّها يجب أن تكون معهودة عند المتلقّي، وأنَّ المتلقّي لا بدَّ من أن يكون عالماً بها؛ ولذلك اشتُرط أن تكون الصّلةُ جملةً معهودة، قال الرّضيّ الأستراباديّ (ت686هـ): «إنّما وجب كون الصّلة جملة؛ لأنَّ وضع الموصول على أن يطلقه المتكلّم على ما يعتقد أنَّ المخاطب يعرفه بكونه محكوماً عليه بحكم معلوم الحصول له»[27]؛ وقال في مورد آخر: «إنَّ الصّلة ينبغي أن تكون معلومةً للسّامع في اعتقاد المتكلّم قبل ذكر الموصول، على ما تقدّم: أنَّ الحكم الذي تضمّنته الصّلةُ، ينبغي أن يعتقد المتكلّم في المخاطب أنَّه يعلم حصوله للموصول»[28].

ومن هنا قال الجرجانيّ (ت471هـ): «وعلى الجملة فكلّ عاقلٍ يعلم بَوْنَ ما بين الخبر بالجملة مع (الذي)، وبينها مع غير (الذي)، فليس من أحدٍ به طِرْقٌ[29] إلّا وهو لا يشكُّ أن ليس المعنى في قولك: هذا الذي قدم رسولاً من الحضرة. كالمعنى إذا قلْتَ: هذا قدم رسولاً من الحضرة...»[30].

وبالمحصّلة إذا كان المتلقّي عالماً بالصّلة ابتداءً، أفاده الإتيان بالاسم الموصول وصلته هنا الإثبات، والتّقرير، وزيادة البيان ممّا يفيد تخصيصاً وبياناً.

فالإتيان بالاسم الموصول يكون في مواطن مهمّة من الكلام بناءً على ما تقدّم؛ وأوضح موردٍ ورد فيه الاسم الموصول في الزيارات هو في مقام بيان مقامات الباري وصفاته وأفعاله، مثل: «الحمد لله الذي (لم يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [31]»[32]. «الحمد لله الذي أنعَم عليّ وعرّفني»[33]. «سبحان مَن لا تبيد معالمه، سبحان مَن لا تنقص خزائنه، سبحان مَن لا انقطاع لمدّته، سبحان مَن لا ينفد ما عنده، سبحان مَن لا اضمحلال لفخره، سبحان مَن لا يشاور أحداً في أمره، سبحان مَن لا إله غيره»[34]. «سبحان مَن لبس العزّ والجمال، سبحان مَن تردّى بالنّور والوقار، سبحان مَن يرى أثر النّمل في الصّفا، وخفقان الطّير في الهواء، سبحان مَن هو هكذا ولا هكذا غيره»[35].

فالزائر يبتدئ زيارته بوحدانيّة الله تعالى بسموّ صفاته وأفعاله، ويضمّن الزيارة بها، وينهيها بها أيضاً، ويهدف الزائر إلى إثبات أنّه تعالى هو المقصود أوّلاً وآخراً؛ ولذا جاء في النصوص المتقدّمة بالاسم الموصول؛ للتّنبيه على أهمّية هذا المقام، وهذا القول، وذلك بتنبيه المتلقّي لأهمّية الصّلة القادمة التي تعطيه بعداً روحيّاً ونفسيّاً، وتثبّت التوحيد عنده حقّ التوحيد.

رابعاً: التوكيد

التوكيد واحد من الأساليب اللغوية المهمّة في اللغة العربية التي درسها اللغويون والنّحاة؛ ولأهمّيته «أفردوا له باباً؛ لعنايتهم به، وكونه ممّا لا يضاع، ولا يهمل مثله»[36].

ولا يؤتى بهذا الباب إلّا في المواضع المهمّة من سياقات الجمل؛ ولذا قال ابن جنّي (ت392هـ) في أحد مواضع التوكيد التي أوردها في خصائصه: «وإنّما احتيج إلى التوكيد في هذا الموضع من حيث كان أمراً عانياً[37] مهمّاً»[38].

وعلّة إيراد هذا الباب في اللغة هو تقرير الخبر وتثبيته لدى المتلقّي، فالهدف الأساس من التوكيد هو أن «يفيد تقوية المؤكَّد، وتمكينه في ذهن السّامع وقلبه»[39]؛ ولهذا جاء توكيده في كتب النّحاة بأنَّه «تمكين المعنى في النَّفس»[40]، أو «تحقيق المعنى في نفس السّامع»[41].
​


من مواضيع صدى المهدي » الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
» أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
» زيارة حمزة بن عبد المطلب (ره) في أحد
» حمزة بن عبد المطلب .. وفاء وفداء
رد مع اقتباس
قديم 14-05-2023, 07:56 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

وتتنوّع أساليب التوكيد باختلاف السياق والحاجة إلى التوكيد، والنّاظر في نصوص الزيارات الشريفة يلحظ أنواعاً من التوكيد، منها:

أ ـ التوكيد بالضّمير: من وسائل التوكيد في اللغة العربية هو توكيد الضّمير المستتر أو الضّمير المتّصل بضمير منفصل ظاهر، كقوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)[42]، فقد أكّد الضّمير المستتر الواقع موقع الفاعل في فعل الأمر (اسكن)، بضمير ظاهر، وهو الضّمير (أنت)[43]، وهذا الموضع من مواضع التوكيد بالضّمير، فالضَّمير المتّصل يؤكّد بالضّمير المنفصل[44]، وقد جاء من هذا الباب في الزيارات قوله: «لأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ»[45]، فأكَّد ضمير الكاف المتّصل بالحرف المشبّه بالفعل بالضّمير المنفصل (أنْتَ)، وهذا الأُسلوب من الصّياغة اللغوية «إِنَّكَ أَنْتَ» ورد في القرآن الكريم أربع عشرة مرّة في الذّكر الحكيم[46]، وإيراده في الزيارات هو اتّباع للصّياغة اللغوية القرآنية في التوكيد على التوحيد، وعلى أنَّ الله تعالى هو هو لا إله غيره، وقوّى هذا التوكيد بتوكيده بالقصر بالنّفي والاستثناء للدلالة على ترسيخ التوحيد لله تعالى في نفس الزائر، بأكثر من أُسلوب توكيديّ.

ب ـ التوكيد بالقصر: ويُعنى به تخصيص شيءٍ بشيء بطريق مخصوص كالنّفي والاستثناء، وورد هذا الأُسلوب بكثرة في الزيارات في باب توكيد التوحيد؛ لتثبت الزيارة إثباتاً قاطعاً بنفي أيّ إله سوى الله تعالى، فالزائر موحّدٌ له تعالى غاية التوحيد، مؤمنٌ بصفات الله تعالى كلّها: «لا إله إلّا الله في علمه منتهى علمه، ولا إله إلّا الله بعد علمه منتهى علمه، ولا إله إلّا الله مع علمه منتهى علمه»[47]، ويؤمن أن لا قوّة مؤثّرة في الوجود سواه تعالى: «لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم»[48]، «فإنّه لا قوّة إلّا بك»[49]، ولا مفرّ منه تعالى إلّا إليه: «لا ملجأ ولا منجى إلّا إليك»[50].

وهذا التوحيد الحقيقيّ هو الذي جعل الزائر يقصد المزور؛ لأنّ المزور نذر كلّ شيء في وجوده وبذله لله تعالى: دمه، ماله، عياله، أطفاله، أصحابه، بل نفسه، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، وهذه الإجابة لله تعالى وجعل كلّ شيء خالصاً لوجهه تعالى من المزور هو ما بيّنته الزيارات من خلال هذا الأسلوب نفسه في قوله: «ولم تجب إلّا الله وحده»[51]، فإجابة الإمام الحسين(عليه السلام) كانت محصورة به تعالى، ولذا فإنّ الثّأر الحقيقيّ له محصور بيده تعالى، وليس في المقدور أن يدرك؛ إذ عبّرت عنه الزيارة المباركة بأسلوب القصر بالنّفي والاستثناء أيضاً، فقال(عليه السلام): «والدّم الّذي لا يدرك ترته أحدٌ من أهل الأرض، ولا يدركه إلّا الله وحده»[52]، ولهذا استحقَّ الألقاب (ثأر الله)، و(قتيل الله)، و(وتر الله) التي وردت في الزيارة.

فالقصر بالنَّفي والاستثناء في الزيارات إذن دالٌّ على معانٍ عميقة بعمق التوحيد الإلهي.

ج ـ التوكيد بـ (كلّ): وهو اسمٌ يُفيد الاستغراقَ، والإحاطة بالأفراد والأجزاء؛ لرفع احتمال إرادة الخصوص بلفظ العموم[53]، وقد وردت في الزيارات مرّات عدّة أغلبها في حَمْدِ الله تعالى، كقوله(عليه السلام): «الحمد لله الواحد المتوحّد في الأمور كلّها»[54]، وقد تكرّر هذا النصّ للتّوكيد على التوحيد الإلهي في كلّ شيء، وفي كلّ أمر، فهو الواحد الأحد المتوحّد الذي لا إله غيره؛ ولذا كان يستحقّ الحمد في الأمور كلّها، وهذا ما أكّده النصّ، وجاء توكيده في نصّ آخر: «الحمد لله في الأمور كلّها»[55]، فقد أكّد باللّفظ (كلّ) أيضاً؛ لكي لا يفوت المؤمن حمد الله تعالى في أمر من الأمور.

د ـ التوكيد بالتّقديم والتّأخير: لعلّ باب التّقديم والتّأخير هو من الأبواب التي حظيت بعناية بالغة في المصنّفات اللغوية وغيرها كالأدبية والتفسيرية والأصولية؛ وذلك لما له من أهمّية في العناية والاهتمام والتوكيد والحصر، وكلامنا هنا في دلالة هذا الباب على الحصر في الزيارات الشريفة في النصوص التي تؤكّد التوحيد، فقد ورد في نصّ من النصوص: «اللّهمّ، إليك قصدت، ولبابك قرعت، وبفنائك نزلت، وبك اعتصمت، ولرحمتك تعرّضت، وبوليّك الحسين(عليه السلام) توسّلت»[56]، فالملاحظ هنا أنَّ المنشئ(عليه السلام) قدّم الضّمائر (المعمولة) على الفعل (العامل)، وهذا في الباب اللّغويّ يفيد الحصر بالمتقدّم، وهذه الضّمائر كلّها دالّة على الله سبحانه وتعالى، وهذا هو عين التوحيد بجعل الله سبحانه وتعالى هو الأوّل وهو الآخر، وما الزيارة للمزور إلّا لأجل الله تعالى ولأجل توحيده، فالباب باب الله، والفناء فناؤه، والاعتصام به، والتعرّض لرحمته، وترسيخ هذه المعاني التوحيديّة هي من أهمّ أهداف الزيارة، فالزائر يخرج بزيادة في التوحيد وتوكيد فيه.

ومثلها في نصّ آخر: «اللّهمّ، إنّي بك مؤمن، وبوعدك موقن»[57]، فلو قال (مؤمن بك) لجاز أن يتبعها الإيمان بغيره، أمّا من خلال التقديم دلّ على حصر الإيمان بالله تعالى، وحصر اليقين بوعده(عز وجل) فقط.

وهذا الأمر نفسه نلحظه في نصوص أخر، من خلال تقديم الضّمير الدال على الله سبحانه وتعالى على معموله؛ لحصر كلّ شيء في الله تعالى موحّداً معظّماً مهتمّاً مخصّصاً له في كلّ خير، مثل: «اللّهمّ، فلك الحمد على نعمائك كلّها، ولك الشّكر على مننك كلّها»[58]، «لك المنّ عليّ»[59]، «على الله توكّلت، وإليه أنبت»[60].

خامساً: النداء

ممّا يُذكر في كتب اللغة أنّ النداء يخرج للتّنبيه، إلا أنَّ هذه الفائدة لا يمكن أن يُختصر عليها، فاللّفظ الذي يرد فيه النداء لا يمكن أن يكون تنبيهاً فقط، بل هو يعني إثبات الصّفة التي وردت في النداء للمنادى به، وهذا ما قرّره علماء اللغة، فقد قال ابن الشّجريّ (ت542هـ): «قولك: يا سيّد النّاس، ويا خير مطلوب إليه، ويا فارس الهيجاء. تريد: أنت سيّد النّاس، وأنت خير مطلوب إليه، وأنت فارس الهيجاء، فيكون نداؤه بذلك داخلاً في الخبر»[61]، فأفاد النداء تقرير الصّفة في المنادى، فهو أُسلوب إنشائيٌّ خبريٌّ في آنٍ واحدٍ، ويتّضح من خلاله أنّ «من أغراض النداء التّنويه بصفة المنادى»[62] تثبيتاً لها، وإقراراً بها، وتوكيداً عليها.

وبالانتقال إلى نداء الله سبحانه وتعالى في نصوص الزيارات نجد أنّ من ضمن ندائه هو النداء بـ(ربّ العالمين)، الذي تكرّر مرّات عديدة، مثل: «لا إِلهَ إلّا أَنْتَ يا رَبَّ الْعالَمينَ»[63]. «اللّهُمَّ، اجْعَلْنا لَهُ شيعَةً وَأَنْصاراً، وَأَعْواناً عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسولِكَ، وَما وَكَّلْتَهُ بِهِ، وَاسْتَخْلَفْتَهُ عَلَيْهِ يا رَبَّ الْعالَمينَ»[64]. «اللّهُمَّ، وَانْفَعْني بِحُبِّهِ يا رَبَّ الْعالَمينَ»[65].

ويظهر أنّ هذا النداء يأتي في المواطن التي تخصّ إظهار عظمة الله تعالى وقدرته، واختصاصه بالإعطاء والمنح، وهذه الإضافة الواردة في النصّ تؤكِّد ذلك، إذ يتّضح المقصود من هذا اللفظ (ربّ العالَمين) ممّا ورد في الذّكر الحكيم على لسان موسى(عليه السلام) في الحوار بينه وبين فرعون: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ)[66].

فالدلالة المقصودة من هذا اللّفظ هو شموليّة الرّبوبيّة، واتّساعها لكلّ شيء، ممّا يوحي بالإيمان المطلق بأنّ الله تعالى هو الموجد والباري والخالق والمكوّن، وهذه كلّها تؤدّي إلى التوحيد الكامل لله تعالى وَحْده، وقد ورد عن ابن عبّاس أنّه قال في تفسير (ربّ العالمين): «الحمدُ لله الذي له الخلقُ كلّه، السماوات كلّهنّ ومَن فيهنّ، والأرضون كلّهنّ، ومَن فيهنّ، وما بينهنّ، ممّا يُعْلَمُ وممّا لا يُعْلَمُ. يقول: اعلم يا محمّد أنَّ ربَّك هذا لا يُشْبِهُهُ شيءٌ»[67]، فالنداء هنا نداء توحيدٍ، وتعظيمٍ، وتنزيهٍ، وإقرارٍ بالوحدانيّة الكاملة لله سبحانه وتعالى.

سادساً: التكرار

التكرار يفيد التّقرير وتمكين المعنى وتثبيته في نفس المتلقّي، قال الزمخشري (538هـ): «إذا كرَّرْتَ فقد قرَّرْتَ المؤكّد، وما علق به في نفس السّامع، ومكّنْتَهُ في قلبِهِ، وأمطْتَ شبهة ربّما خالجَتْهُ، أو توهّمت غفلةً أو ذهاباً عمّا أنت بصدده فأزلته»[68].

وقد ورد التكرار بكثرة جدّاً في نصوص الزيارات، وفي مختلف المعاني، نذكر منها تكرار النصوص التوحيديّة، ولعلَّ أوّلها ما جاء في إحدى الزيارات من تكرار التَّكبير: «اللهُ أَكْبَرُ» ثلاثين مرّة[69]، وهو دلالة عظمى على إعلان التوحيد لله سبحانه وتعالى، ونفي أن يصفه واصف بصفةٍ من الصفات التي يدركها على قدره؛ إذ معنى هذه الكلمة يتبيّن من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «(اللهُ أَكْبَرُ) فيهِ نَفْيُ كَيْفِيَّتِهِ، كَأَنَّهُ يَقولُ: اللهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُدْركَ الْواصِفونَ قَدْرَ صِفَتِهِ الَّذي هُوَ مَوْصوفٌ بِها، وَإِنَّما يَصِفُهُ الْواصِفونَ عَلى قَدْرِهِمْ، لا عَلى قَدْرِ عَظَمَتِهِ وَجَلالِهِ، تَعالى اللهُ عَنْ أَنْ يَدْرُكَ الْواصِفونَ صِفَتَهُ عُلُوّاً كَبيراً»[70]، وتكرار هذه الكلمة العظيمة مرّة بعد أخرى يجعل قلب الزائر المؤمن متمكّناً من «الشعور بالقصور الذّاتيّ، وبعظمة الذّات المقدّسة وكبريائها»[71].

إنّ هذا النّوع من التكرار في بداية النصّ هو بقصد تركيز فكرة التّكبير لله تعالى في الذّهن، وهو يندرج ضمن ما يُسمّى بالإحالة التكراريّة في اللغة العربية، قال الدّكتور الأزهر الزّناد: «وتشمل الإحالة بالعودة على نوع آخر من الإحالة يتمثّل في تكرار لفظٍ أو عدد من الألفاظ في بداية كلّ جملةٍ من جمل النصّ قصد التّأكيد، وهو الإحالة التكراريّة»[72].

وفي تكملة النصّ المتقدّم من تكرار التّكبير يرد تكرارٌ آخر، وهو تكرار التَّهليل (لا إِلهَ إِلا اللهُ) لمرّات عدّة وفي نصّ واحد، جاء في الزيارة الشريفة: «لا إِلهَ إِلا اللهُ في عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ، وَلا إِلهَ إِلا اللهُ بَعْدِ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ، وَلا إِلهَ إِلا اللهُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ... وَلا إِلهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَحَقٌّ لَهُ ذَلِكَ، لا إِلهَ إِلا اللهُ الحَليمُ الْكَريمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ نورُ السَّماواتِ السَّبْعِ»[73].

إنَّ هذا التكرار المكثّف ـ على الرّغم من وجود التوكيد فيه على توحيد الله تعالى ـ
يدلّ على تعميق المعنى التوحيديّ في ذهن المتلقّي، فهو لم يكتفِ بالتكرار، بل كان يضيف مع كلّ فِقرة مكرّرة عبارة جديدة تضمن تركيز الزائر على العبارة المكرّرة أوّلاً، وانفتاح ذهنه على دلالات أُخرى مربوطة معها من خلال الجملة التي تأتي معها؛ فيسعى إلى تعميق الفكرة التي تحملها العبارة المكرّرة، ويجعلها خاطراً ملحّاً في عقله ووجدانه، ممّا يؤكّد فكرة التوحيد في ذهنه.

سابعاً: المصاحبة

المقصود بالمصاحبة هو «وضع اللّفظ إزاء اللّفظ الذي بين معنييهما تقارب وتناظر من جهة ما لأحدهما إلى الآخر انتساب، وله به علقة، وحمله عليه في التّرتيب؛ فإنَّ هذا الوضع في تأليف الألفاظ يزيد الكلام بياناً، وحسن ديباجةٍ، واستدلالاً بأوّله على آخره»[74].

وقد سمّى صفي الدّين الحلّيّ (ت752هـ) هذا الباب بـ(مراعاة النّظير)، وحدّه قائلاً: «هو جمع شيء إلى ما يناسبه من نوعه، أو ممّا يلائمه من أحد الوجوه»[75].

والشّواهد من الزيارات في هذا الباب كثيرة، فمنه: «الحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ»[76]؛ و: «الحَمْدُ للهِ الْواحِدِ المُتَوَحِّدِ في الأُمورِ كُلِّها»[77].

فالمنشئ المعصوم(عليه السلام) استعان بمجموعة من الكلمات المتقاربة في المعنى المؤكِّدة على معنى التوحيد، وساقها في نصّ واحد، وجعل إحداها جنب الأُخرى؛ وذلك ليؤكّد دلالة التوحيد، ويرسّخها، ويعمّقها في نفس الزائر، وتكون هذه الدلالة هي الحقيقة الأُولى الحاضرة عنده، التي يعيش معها.

ومن هذا الباب أيضاً: «اللّهُمَّ، أَنْتَ حِصْني وَكَهْفي وَحِرْزي وَرَجائي وَأَمَلي، لا إِلهَ إلّا أَنْتَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ»[78].

فامتلأ النصّ بمجموعة من الكلمات التي تُعَبّر عن اللّجوء والاستعانة والاستكانة إلى الله تعالى، فهو الملاذ الوحيد للمؤمن، ولا يمكن له أن يلوذ إلّا به، فيكون الزائر هارباً منه إليه تعالى.


من مواضيع صدى المهدي » الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
» أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
» زيارة حمزة بن عبد المطلب (ره) في أحد
» حمزة بن عبد المطلب .. وفاء وفداء
رد مع اقتباس
قديم 14-05-2023, 07:58 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي

خاتمة

وفي ختام هذا البحث، فإنّ توحيد الله تعالى يتجلّى في كلّ نصّ من نصوص الزيارات صريحاً، وما هذه الوسائل اللغوية إلّا مظهرةٌ له وباب من أبوابه، والنّاظر في نصوص الزيارات قد يلحظ هذا الجانب التوحيديّ من جوانب عدّة، وبهذا المعنى العميق يمكن فهم كيف أنّ الزيارة تقرّب الزائر إلى الله تعالى، وأنَّها باب من أبواب توحيده تعالى، وهكذا يمكن فهم كلّ الشّعائر الحسينية الأصيلة بأنَّها من أشكال الانتماء الحقيقيّ إلى الله تعالى، وإلى جبهة الحقّ، ورفض الظلم، قال المرحوم آية الله الشّيخ محمّد مهدي الآصفيّ(رحمه الله) (ت1436هـ): «والشّعائر الحسينية هي تعبير عن هذا الانتماء إلى جبهة الحقّ وجبهة التوحيد؛ ووسائل التّعبير مختلفة مثل الزيارات، والاحتفالات، وإقامة مجالس العزاء والنّياحة، والهيئات الحسينية، والمواكب الحسينية... تأتي في هذا السياق؛ وهي في نفس الوقت تعبير عن تبنّي قيم التوحيد، وإباء الضّيم، ورفض الظلم»[79].

والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين الطّاهرين.

{ م. م. حسن جميل الرّبيعيّ - ماجستير في اللغة العربية، كلية الآداب/جامعة الكوفة. }





المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.
  1. اجتهادات لغوية، تمّام حسّان، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأُولى، 2007م.
  2. آداب الصلاة، روح الله الخمينيّ (ت1409هـ)، مؤسّسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخمينيّ، الشؤون الدوليّة، طهران.
  3. أساليب المعاني في القرآن، باقر الحسينيّ، مؤسّسة بوستان كتاب، قم، 1427هـ.
  4. أمالي ابن الشّجريّ، هبة الله بن عليّ بن محمّد بن حمزة الحسنيّ العلويّ (ت542هـ)، تحقيق: محمود محمّد الطّناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة.
  5. أوضح المسالك إلى ألفيّة ابن مالك، أبو محمّد عبد الله بن جمال الدّين، ابن هشام الأنصاريّ (ت761هـ)، المكتبة العصريّة، صيدا، بيروت1421هـ/2001م.
  6. الإيضاح في علوم البلاغة، جلال الدّين محمّد بن عبد الرّحمن المشهور بالخطيب القزوينيّ (ت739هـ)، شرح وتعليق وتنقيح: محمّد عبد المنعم خفاجي، الشّركة العالميّة للكتاب، بيروت، 1989م.
  7. التّبيان في البيان، الحسين بن محمّد بن عبد الله الطّيبيّ (ت743هـ)، دار البلاغة، بيروت، الطبعة الأُولى، 1411هـ/1991م.
  8. التّذييل والتّكميل في شرح كتاب التّسهيل، أثير الدّين محمد بن يوسف، أبو حيّان الأندلسيّ (ت745هـ)، حقَّقه: الأُستاذ الدّكتور حسن هنداوي، دار القلم، دمشق.
  9. تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، جمال الدّين محمّد بن عبد الله الطّائيّ الجيانيّ، المعروف بابن مالك (ت672هـ)، حقَّقه وقدّم له: محمّد كامل بركات، دار الكاتب العربي للطّباعة والنَّشر، 1387هـ، 1967م.
  10. تفسير البحر المحيط، أثير الدّين محمّد بن يوسف بن عليّ بن يوسف، أبو حيّان الأندلسيّ (ت745هـ)، تحقيق: عبد الرّزّاق المهديّ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأُولى.
  11. تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشّريعة، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104هـ)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المشرّفة، الطبعة الثانية، 1414هـ.
  12. التّلخيص في علوم البلاغة، جلال الدّين محمّد بن عبد الرّحمن المشهور بالخطيب القزوينيّ (ت739هـ)، ضبطه وشرحه الأديب الكبير عبد الرّحمن البرقوقيّ، دار الفكر العربي..
  13. التوحيد، أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي، المعروف بالشّيخ الصّدوق (ت381هـ)، صحّحه وعلّق عليه: المحقّق البارع: السّيّد هاشم الحسينيّ الطّهرانيّ، مؤسّسة النّشر الإسلامي التّابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة، 1398هـ.
  14. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطّبريّ)، أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبريّ (ت310هـ)، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التّركيّ، هجر للطّباعة والنّشر والتّوزيع، القاهرة، 1422هـ/2001م.
  15. الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جنّي (ت392هـ)، تحقيق: محمّد عليّ النّجّار، المكتبة التّوفيقيّة، القاهرة، الطبعة الأُولى، 2015م.
  16. دلائل الإعجاز في علم المعاني، الإمام عبد القاهر الجرجانيّ (ت471هـ)، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان، 1398هـ/1978م.
  17. الرّوض الأنف في تفسير السّيرة النّبويّة لابن هشام، أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعميّ السُّهيليّ (ت581هـ)، علّق عليه ووضع حواشيه: مجدي بن منصور بن سيد الشّوري، منشورات محمّد علي بيضون، دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان.
  18. شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك، بهاء الدّين عبد الله بن عقيل العقيليّ الهمدانيّ المصريّ (ت769هـ)، نشر الفقاهة، قم، الطبعة الأُولى، 1389هـ.ش.
  19. شرح التّسهيل، جمال الدّين محمّد بن عبد الله الطّائيّ الجيانيّ، المعروف بابن مالك (ت672هـ)، تحقيق: عبد الرّحمن السّيّد، ومحمّد بدوي المختون، هجر للطّباعة والنّشر والتّوزيع والإعلان، الطبعة الأُولى، 1410هـ/1990م.
  20. شرح الرّضيّ على الكافية، المعروف بشرح كافية ابن الحاجب، رضيّ الدّين محمد بن الحسن الأسترآباديّ النحويّ (ت686هـ)، تحقيق وتعليق: يوسف حسن عمر، دار المجتبى، مكتبة بارسا، قم، الطبعة الأُولى، 1430هـ/2010م.
  21. شرح ألفيّة ابن مالك لابن النّاظم، ابن الناظم بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد ابن مالك (ت686هـ)، مؤسّسة العطّار الثقافية، دار الاعتصام، قم، الطبعة الأُولى، 1430هـ /2009م.
  22. شرح الكافية البديعيّة، صفيّ الدّين الحلّيّ (ت752هـ)، قدّمه للشّرح وحقّقه وعلّق عليه: الأُستاذ الدّكتور رشيد عبد الرّحمن العبيديّ، رئاسة ديوان الوقف السّنّيّ، مركز البحوث والدراسات الإسلامية، العراق، بغداد، الطبعة الأُولى، 1425هـ/2004م.
  23. شرح قطر النّدى وبلّ الصّدى، أبو محمّد عبد الله بن جمال الدّين، ابن هشام الأنصاريّ (ت761هـ)، منشورات ذوي القربى، قم، الطبعة الرّابعة، 1427هـ.
  24. الشّعائر والشّعارات الحسينية، محمّد مهدي الآصفيّ، مجمّع أهل البيت (عليهم السلام)، النّجف، العراق، الطبعة الأُولى، 1427هـ/2007م.
  25. عدّة الدّاعي ونجاح السّاعي، أحمد بن فهد الحلّيّ (ت841هـ)، تحقيق ونشر: مؤسّسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الثانية، 1425هـ.
  26. الفصول الخمسون، زين الدّين أبو الحسين يحيى بن عبد المعطي المغربي (ت628هـ)، تحقيق ودراسة: محمود محمّد الطّناحي، نشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه.
  27. الكافي، أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكلينيّ الرازي (ت329هـ)، تحقيق: قسم إحياء التراث، مركز بحوث دار الحديث، قم، الطبعة الثالثة، 1434هـ.
  28. كامل الزيارات، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي (ت368هـ)، تحقيق: الشيخ جواد القيّومي، مؤسّسة نشر الفقاهة.
  29. الكشّاف عن حقائق غوامض التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، الإمام محمود بن عمر الزمخشري (ت538هـ)، رتّبه وضبطه وصحّحه: مصطفى حسين أحمد، دار الكتاب العربي، بيروت، 1406هـ/1986م.
  30. اللّباب في علل البناء والإعراب، أبو البقاء عبد الله بن الحسين العُكبري (ت616هـ)، تحقيق: غازي مختار طليمات، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأُولى، 1416هـ/1995م.
  31. لسان العرب، محمد بن مكرم المشهور بابن منظور (ت711هـ)، نشر أدب الحوزة، قم ـ إيران، 1405هـ.
  32. مجازات النداء وحقيقته وأغراضهما في الخطاب القرآنيّ، ظافر بن غرمان العمريّ، مجلّة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية، العدد السّادس، ذو الحجّة، 1429هـ.
  33. المزار الكبير، أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي، تحقيق: جواد القيوميّ الأصفهانيّ، مؤسّسة النّشر الإسلامي، الطبعة الأُولى، رمضان المبارك 1419هـ.
  34. مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد، محمد بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، مؤسّسة فقه الشيعة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1411هـ/1991م.
  35. معاني النحو، فاضل صالح السامرائي، مؤسّسة التّاريخ العربي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأُولى، 1428هـ /2007م.
  36. المعجم الوسيط، إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد عبد القادر، محمّد علي النجّار، دار الدعوة، استانبول ـ تركيا، 1989م.
  37. معجم مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا (ت395هـ)، تحقيق وضبط: عبد السلام محمّد هارون، دار الفكر، 1399هـ/1979م.
  38. معرفة الله وصفاته، ناصر مكارم الشيرازي، دار المحجّة البيضاء، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1430هـ/2009م.
  39. مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب، أبو محمّد عبد الله بن جمال الدين، ابن هشام الأنصاريّ (ت761هـ)، حقّقه وعلّق عليه: مازن المبارك، محمّد عليّ حمد الله، مكتبة سيّد الشُهداء، قم، 1406هـ.
  40. المفصّل في علم العربية، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت538هـ)، دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية.
  41. من نحو المباني إلى نحو المعاني، محمّد طاهر الحمصيّ، دار سعد الدّين للطّباعة والنّشر والتّوزيع، دمشق، الطبعة الأُولى، 1424هـ/2003م.
  42. منهاج البلغاء وسراج الأدباء، أبو الحسن حازم القرطاجني (ت684هـ)، تحقيق: محمّد الحبيب ابن الخوجة، دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة، 1986م.
  43. موسوعة زيارات المعصومين(عليهم السلام)، تأليف ونشر: مؤسّسة الإمام الهادي(عليه السلام)، قم، الطبعة الخامسة، رمضان 1428هـ.
  44. نسيج النصّ، الأزهر الزنّاد، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأُولى، 1993م.
  45. همع الهوامع (شرح جمع الجوامع في النحو)، الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبو بكر السيوطيّ (ت911هـ)، اعتنى به: أحمد عِزّو عناية، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1432هـ/2011م.
​


من مواضيع صدى المهدي » الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
» أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
» زيارة حمزة بن عبد المطلب (ره) في أحد
» حمزة بن عبد المطلب .. وفاء وفداء
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لغوي, منظار, التوحيد, الحسينية, الزيارات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منظار المعدة للصائم سيد فاضل احباب الحسين للمسائل الشرعيه والأحكام الفقهيه 2 21-04-2021 08:15 AM
تشيلسي يكتسح سوانزي تحت أنظار الحكمة إيليس مراسلنا الرياضي احباب الحسين للشباب والرياضة 0 25-02-2017 09:30 PM
أنظار المستثمرين تتجه نحو ثروات الفضاء مراسلنا العلمي احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 19-08-2015 09:15 AM
الموت والحياة من منظار عاشوراء دمعة الكرار منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 8 05-04-2012 10:05 AM
علي في منظار الاسلام ابو زهراء الغزي منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 10 18-03-2011 08:07 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين