العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


تأملات وعبر من حياة النبي موسى (عليه السلام )

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-2013, 11:04 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

مرام علي


الملف الشخصي









مرام علي غير متواجد حالياً


تأملات وعبر من حياة النبي موسى (عليه السلام )





تأملات وعبر من حياة النبي موسى (عليه السلام )

إن من المحطات المهمة جداً في حياة النبي موسى (ع) ما جرى له في جانب الطور، حيث رأى ناراً -نلاحظ بأن الله قام بأمرٍ تكويني- فالنبي موسى (ع) ذهب لأمر عادي من شؤون الحياة العادية، لكن الله تعالى جعل في هذه الحركة الطبيعية البركة الكثيرة.. فمن الممكن أن نعنون هذه الحركة تحت عنوان: (كن لما لا ترجو، أرجى منك لما ترجو)!.. قال أمير المؤمنين (ع): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو!.. فإن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلّمه الله تعالى فرجع نبيّا.. وخرجت ملكة سبأ كافرة، فأسلمت مع سليمان.. وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون، فرجعوا مؤمنين.. فقد يقوم الإنسان بفعلٍ ما، وبحسب الظاهر لا بركة فيه، ولكن الله يجعل فيه عين البركة.

{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.. إننا نلاحظ هنا العلاقة اللصيقة الشفيقة بين العبد وربه.. فموسى (ع) من قبل أن يكون نبياً كان بشراً، ولكن كان من المحسنين.. ففي آية أخرى في سورة طه، هنالك تفصيل آخر للحوارية التي جرت بين موسى (ع) والله سبحانه وتعالى.. إن الله تعالى يذكر أموراً إلى جانب الربوبية: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}.. نلاحظ هنا أن هذه الآيات جمعت أصول الدين الثلاثة:
{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلّاَ أَنَا}.. إشارة إلى جانب التوحيد.
{َاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}.. إشارة إلى حركة الرسالة، وإلى أن الله جعل هناك شريعة.. ومن المعلوم أن هذه الشريعة لا تؤتى إلا من قبل النبي.
{إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ}.. إشارة إلى جانب المعاد.

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}.. إذا جعلنا هذه الآية لام النتيجة والعاقبة، فمعنى ذلك أن ثمرة الصلاة، هي ذكر الله عز وجل.. فغاية الصلاة هي متمثلة بذكر الله سبحانه وتعالى.. إن الذكر حركة قلبية، وإقامة الصلاة -بحسب الظاهر- تقوم بها الجوارح، وقسم من الجوانح.. لكن ثمرة الصلاة هي ثمرة معنوية محضة.

ثم إن رب العالمين قام بمعجزة، حيث جعل العصا تتحول إلى شيء مخيف كأنها جان.. ومن الطبيعي أن موسى لما رأى ذلك {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ}.. وعليه، فإن معنى ذلك: أن الله تعالى -تقوية لقلوب أنبيائه، وإتماماً للحجة على الأمة- يتصرف في مواد الطبيعة.. فالذي يتصرف بهذا الوجود- سواء كان بشكل متعارف، أو بشكل غير متعارف- هو الله عز وجل.

هنا عندما رأى الله تعالى هذا الفزع من موسى (ع) قال له: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}.. إن الإنسان عندما يرى شيئاً مخيفاً، يمد يديه.. ولكن الآية تقول: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}.. يقال في بعض التفاسير: أمر بأن يجعل يديه على صدره، كناية عن الإطمئنان والأمان.. أي لا تمد يديك مد الخائف، وإنما ضم يديك إلى صدرك، مادام الله هو الذي خلق هذا الأمر المخيف فلمَ الخوف؟!..

{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا}.. نلاحظ أن موسى (ع) هنا هو في حالة الإنفتاح مع ربه، فيقترح على ربه ويقول: ربي اجعل لي وزيراً معي، يؤيدني ويقويني على الدعوة، ألا وهو هارون.

إن النية إذا كانت إلهية، وإذا كان الغرض هو رضا الله عز وجل، فإن كثرة الشركاء لا تضر.. ففي عالم الأموال، إن الإنسان إذا شارك أحداً، فقد قسم رأس ماله.. أما في العمل الرسالي فإن كثرة الشركاء لا يضر أحدنا، بل يزيده قوةً.. ومن هنا يقال كمثل: لو أن الأنبياء جميعا اجتمعوا في قرية واحدة، لما وقع النزاع بينهم، لأنهم يرون بأن العمل كله في خدمة الدين والشريعة.

فعندما اقترح هارون، جعل دليلاً قال: {هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا} معنى ذلك أن طلاقة اللسان، وقوة البيان، من سبل دعم الشريعة.. وعليه، لأن نكون مؤثرين في نشر الرسالة الإلهية، علينا أن نتوسل بكل سبل التبليغ لدعم الشريعة.. وفي عصرنا هذا الفضائية أكثر بياناً، فنحن علينا أن نستغل هذه الأداة في نشر الشريعة.. ففي تلك الأيام لم يكن إلا اللسان.. إن موسى له لسان، لكن يقال كان هنالك شيء في بيانه، وهارون كما تقول الآية أفصح لساناً.. فهذا اللسان الأفصح يقدم على اللسان الذي هو أقل فصاحة.

{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا}.. فرعون ذلك القاتل للرضع، الذي بيده- بحسب الظاهر- أولئك الجنود الظاهريين.. لكن القرآن يقول لموسى: كن مطمئناً!.. فمادام نحن قد جعلنا لك هذا السلطان، فلا تخف.. إذا كان السلطان من الله عز وجل، هل يقف أمامه السلطان البشري؟..

{بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}.. لماذا الإنتكاس في الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس؟.. المشكلة في هذه العبارة: {أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}.. فالنبي غالب إن عاجلاً أو آجلاً، ولكن المشكلة في الإتباع.. فيا بني إسرائيل!.. إن اتبعتم الأنبياء فأنتم الغالبون.. فوجود موسى (ع) ووجود هارون (ع) في الأمة لا يكفي للإنتصار، إذ لا بد من الإتباع.. وكذلك في زماننا هذا، فإن وجود المهدي (عج) من دون إتباعٍ، ومن دون اقتاء، ومن دون نصرة، لا يمكن الغلبة.. فسر الغلبة هو في وجود أمثال موسى وهارون في القيادة، وفي عنصر الإتباع.. ففي القاعدة (إذا اجتمع العنصران، تم النصر والغلبة).


من مواضيع مرام علي » صديقان
» يوم النيروز
» مٌتبـآركينْ بِفرحةَ ألزهرـآْء يومَ تتوْيجَ ألآمَـآم المَهدي(عج)
» الراحلون إلى الحسين فديتكم
» الرياء
رد مع اقتباس
قديم 25-02-2013, 09:43 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

عبد الحق


الملف الشخصي









عبد الحق غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله
السلام عليكم

طرح جميل بارك الله فيك
ووفقك لكل خير


من مواضيع عبد الحق » حيّ على الصلاة
» كربلاء الحسين
» اتقي الله فينا
» اصافح خم
» من الادب الرفيع
رد مع اقتباس
قديم 26-02-2013, 06:49 PM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

محب الرسول


الملف الشخصي









محب الرسول غير متواجد حالياً


افتراضي

بوركتم وبوركت جهودكم الرائعه

نسأل الله التوفيق لنا ولكم لخدمة أهل البيت عليهم السلام

من هذا الصرح .. ودمت برعاية المولى


من مواضيع محب الرسول » قصيدة توديع الخيام باسم الكربلائي 2023 حصريا
» قصيدة سفره الى الله للرادود حيدر البياتي 2022
» هوسات مكتوبة للامام العباس عليه السلام
» قصيدة مو فرات الرادود باسم الكربلائي محرم 2021
» حصريا لحظات تسجيل اصدار محرم 2021 باسم الكربلائي
رد مع اقتباس
قديم 07-03-2013, 11:40 AM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

نور الزهراء


الملف الشخصي









نور الزهراء غير متواجد حالياً


افتراضي

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
..:ღ:..


من مواضيع نور الزهراء » وصية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب لكميل بن زياد النخعي
» من روائع وصايا الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
» الشمس ردت للأمام علي بن ابي طالب عليه السلام
» وقفة سريعة بين يدي الزهراء قبل الدنيا وبعدها ....
» عطر الزهراء عليها السلامـ‎
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(عليه, موسى, السلام, النبي, تأملات, حياة, وعبر

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تأملات وعبر من حياة أيوب (عليه السلام ) حسينية فاطمية منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) 5 13-02-2012 01:37 PM
مشاهد من فلم النبي موسى (عليه السلام) محـب الحسين احباب الحسين للمرئيات والصوتيات الاسلاميه 1 28-08-2010 06:26 AM
بين النبى يوسف عليه السلام والإمام موسى الكاظم عليه السلام ابن المرجعية منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 2 22-10-2009 12:53 PM
تأملات وعبر من حياة نوح (ع حبيبة الزهراء المنتدى الاسلامي العام 0 22-07-2009 11:14 PM
/:/ تأملات وعبر من حياة النبي يوسف عليه السلام /:/ خادم الباقرع المنتدى الاسلامي العام 2 23-06-2009 09:34 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين