من بين سواد الليل ، وعتمة النهار ..ومن بين فقد الآباء والأخوان.. ولوعة الضياع والحرمان ..تنطلق صرخة يتامى العراق ..لتقرع بدويها آذان الدهر ..ولتصك بها مسامع البشر ..وهي تندب بلوعتها علياً..في ذكرى رحيله ..وأفول بدره.. لقد مضيت يا أبانا يا أمير المؤمنين يا علي ... وتركتنا بنا ناراً تضطرم ، وأنينا مضطرب , تلك لأسفنا وحزننا عليك , وذاك لضياعنا من بعد سعديك وحنانيك ..مضيت يا أبانا يا علي ، وخلفت في القلب جمرات ، وفي النفس حسرات .. بعد أن نظرت إلينا بطرفك الدامع .. ونحن وقوف عند عتبة دارك , ننتظر في ذلك الفجر طلعتك البهية .. وبسط راحتي كفيك الندية .. ولأننا تعودنا أن نتفيأ بنعمائك ، ونستظل بردائك ، ولأنك كنت لنا أباً رحيما ، ووالداً شفيقا ، صرخنا في وجه ذلك الفجر الذي شيعك وشيعنا معك , مهلاً بمأوى عزنا ، وكهف أراملنا ، وملاذ فخرنا وكرامتنا ,هكذا مضيت يا أبانا وليس في الأولين ولا في الآخرين نظيراً لك إلا أخيك وابن عمك المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن مثلك يا علي وأنت لا يهدأ لك بال ، ولا تغمض لك عين ،أبيت إلا سهر الليالي وأنت تجوب أزقة الكوفة تنشد أطرافها وبواديها تتفقد رعاياك ويتاماك ، لأنك أملهم المأمول ، تأنّ لأنينهم , وتتلظى بحرارة لوعتهم , وتشعر بشدة جوعهم وحرمانهم , وأنت تحمل على كتفيك أقواتهم وأرزاقهم ، في تلك الليالي الظلماء، والسبل الدهماء ،همك إسعادهم وسرورهم ، و استئناسهم بعطفك وكرمك ، لترد عليهم وحشتهم وتمسح دمعتهم , ومع ذلك كله ,أبيت إلا تأنيب الضمير , ولائمة النفس ، لأنك تعلم علم اليقين أن يتاماك سيضيعون ويشردون ، تحت شره المنتفعين ، وألوية المصلحيين المتملقين , وخداع وزيف وعاظ السلاطين ، كما هو حال يتامى العراق اليوم , وهم يندبون أباهم أمير المؤمنين علي عليه السلام ويستغيثون به ، من جور الزمان، وغفلة السلطان ،ها نحن يتاماك يا أبانا يا علي ، قد اقبل العيد علينا ونحن نترقب الطرقات والدروب ننتظر من يدخل الفرحة والسرور علينا ، أبتاه يا علي إن الناس قد انشغلوا بالأموال والأعمال , وبناء الدور والقصور, ولم يناموا ليلهم من شدة ألم التخمة , كما إننا لا ننام ليلنا من شدة ألم الجوع والحرمان , أبتاه ياعلي لقد انشغل أصحاب الثراء الفاحش( المقاولون) بتعبيد الشوارع وتناسوا أن يتاماك يتوسدون أرصفتها ليترحم عليهم من يترحم , وهم بلا مأوى يأوون إليه أو ملاذ يلجأون إليه , أبتاه يا علي إن الذين عاشوا الظلم والحرمان من قبل , والذين أصبحوا اليوم هم أسياد المال والمجتمع , تغافلوا تماما عن المظلومين والمحرومين من يتامى العراق ومساكينه , وانشغلوا بترفهم وراحتهم , بالرغم من إن المدن وشوارعها ممتلئة بالأرامل والأيتام , وهم يستعطفون الناس أن يتفضلوا عليهم بالإحسان , وتلك هي رسالتنا نحن يتامى المسلمين لأبينا ووالدنا أمير المؤمنين علي عليه السلام التي عادت ذكرى شهادته ليكون المصاب فيها مصابين (مصاب الفاجعة ،ومصاب حرماننا وضياعنا ومظلوميتنا) فهلا التفت الينا من يدعي انه من المسلمين ومن شيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام أن تكون له الأسوة الحسنة بمولاه وسيده...خصوصا وان العيد قد اقبل على الناس وهم فرحون مستبشرون بما يعود عليهم من فضل (آبائهم واخوانهم ،واصدقائهم واقربائهم)،،،،،
بسم اللهالرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وال محمدوعجل فرجهم
السلام عليك يا امير المؤمنين ولعنة الابديه على اعدائهم الىيوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسنت رحم الله ولديك موفقين للخير اخوك تراب البقيع دمتم بحب الزهراءعليه السلام
المواضيع المتشابهه
رسالة إلى علي عليه السلام ..... من يتامى العراق
العرض العادي
