العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)
منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) الامام - الحسين - سيد الشهداء - أبو الأئمه - الشهيد - المظلوم - العطشان - أبا عبد الله - ابو السجاد - الغريب - ابو الاحرار - عليه السلام


الإمام الحسين مع أشلاء الشهيد

منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-03-2021, 02:01 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي الإمام الحسين مع أشلاء الشهيد






الإمام الحسين مع أشلاء الشهيد:

لا نفهم لماذا وضع الإمام خده على خد ولده المجاهد العظيم، وبالأحرى نحن لا نفهم ما رتله الإمام وتلاه حينذاك، فلم ندرك سر هذا الإجراء الذي لا يخلو من معنى..
غير أننا نفهم بأن الآلام قد ألمت بالإمام نتيجة التنكيل وشدة الانتقام بهذا الجسد الشريف، وقد ضاق به مشهد ولده سليل المصطفى فهو عبارة عن أشلاء موزعة وأعضاء مقطعة.. ثم تزداد حسرات الإمام وآهاته لما يدركه عميقاً من منزلة لهذا القتيل، ومن شأن وحرمة عند الله وعند رسول الله لذلك تمتم:
((قتل الله قوماً قتلوك يا بني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول.. على الدنيا بعدك العفا)) (1).
فصغرت الدنيا بعين الإمام.. ثم أنه قال وآثار الشجون قد تجلّت على سحنته الشريفة:
_________________

1- الطبري: ج 4 ، ص 340 ، واللهوف: ص 44 ، وابن الأثير: ج 3 ، ص 293 .

(( أما أنت يا ولدي، فقد استرحت من هم الدنيا وغمها وسرت إلى روح وريحان وجنّة ورضوان، وبقي أبوك لهمها وغمها، فما أسرع لحقوه بك)).
ونزلت بالحسين آلام ظهرت معالمها على كيفية قيامه من الأرض، كأنه العجوز المتعب، وظهرت معالمها حينما اعتذر من حمل ولده بنفسه، فطلب من الشبيبة الهاشمية أن تتبنى حمله، لأنه قد صرح: ((والله لا طاقة على حمله)) (1).
قام الحسين (عليه السلام) ونهض الشباب الهاشمي وقد حملوا الشهيد العظيم..
قام الحسين وهو مختنق بعبرته يحبس حسراته وآهاته في صدره، قام وهو يكفكف بقايا دموعه محتسباً صابراً.. وأخذ يطيل النظر إلى الشهيد المحمول، فكما تابعه حينما خرج للحرب وودعه، يتابعه الآن بطرفه ويلاحقه بالنظر إلى جثمانه الممزق وهو يقطر ويسيل دماً، تحمله أكف الشباب بمطارف حمراء ناقعة بالدم..
شباب لا يخيفهم الموقف ولا يرهبهم المنظر، كما لا يخشون نفس المصير الذي آل إليه هذا المحمول.. شباب ينتظرون مهامهم وأدوارهم، يتنافسون ويتسابقون وكأنما هم يتسلون وفي الحلبات يمرحون، وكأني بهم لا يحملونه فحسب بل يحملون الثأر له ولمن سبقه، يحملون فكره وعقيدته، وإذ هم يضعونه في مخيم الشهداء، فلا ليبقوا معه .. هم جاءوا به لا ليجلسوا حوله، وانما لكي يواصلوا دوره، أو يجددوا صولاته في الميدان، وفعلاً كانوا يحملونه ليرجعوا، ولولا الأوامر الحسينية بحمله إلى المخيم، لما عاد الشباب المؤمن العقائدي إليها، ولباشروا وشهروا السيوف من هناك.
ذلك لأن الشهيد عندهم يغري الآخرين بالشهادة ولا يخيفهم منها، يشوقهم ويجعلهم يتلهفون لها ولا يرهبونها.
يبقى في ذهن الحسين هذا الأب الكبير، ذكرى ولده علي الأكبر، ويبقى في تصوره، صوت علي، وصورة علي، ومنطق علي، وخلق علي ومجمل مواصفات النبي.. وإذ كان هو ذكرى الرسول ومنعكس صورة النبي، فقد فقده وفقدوه جميعاً.. ويتذكر الأب العظيم علويات ولده ومحمديات ابنه، أقواله الصارمة وكلماته الصلبة الكثار التي لا نملك منها إلا أقل القليل، يتذكره جيداً وهو أدرى بما قاله ولده بمنطقه الجميل وأسلوبه الجليل .. فهو يتصوره متكلماً مرة:
((لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحق أن ترعى))..
((نحن ورب البيت أولى بالنبي)). (( يا أبه أفلسنا على الحق)) ((إذن لا نبالي بالموت)). ((والله لا يحكم فينا ابن الدعي)) ((الحرب قد بانت لها حقائق)).. ((يا أبتاه عليك مني السلام))..
آه ذكريات أيام وساعات مضت.
((جزاك الله يا ولدي خير ماجزى به ولد عن ولده)).
((ما أجرأهم على الرحمن وانتهاك حرمة الرسول)).
_____________

1 ـ وسيلة الدارين : ص 291 .

آثار المصرع:

تناهى إلى مسامع الفاطميات خير مصرع علي الأكبر ووصول جثمانه الموزع والمقطع بالحراب والأسنة، فكان للحادث وقعه العميق على النساء المخدّرات، وأي وقع أم أي عمق وهن ينظرن إلى شبيه جدهن رسول الله محمولاً وقد فارقت روحه الطاهرة جسده الزكي.. هذا الذي كن يجدن أسعد ما هن فيه ساعات اللقاء به والتحدث إليه، وإذا به قد آثر الصمت والرحيل إلى حيث لا عودة أو رجوع..
إنه لمصاب جليل على أُمه، اخواته، عماته، وأعظمهن مصاباً عمته الكبرى عقيلة بني هاشم، حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، الحوراء زينب (عليها السلام)، إذ التاعت ألماً وازدادت أسىً وتفجعاً، وقيل أنها خرجت تندبه وتنادي باسمه..
فعن أبي جعفر الطبري، عن شاهد عيان - حميد بن مسلم الأزدي - جاء هذا القول:
((وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة، تنادي يا أُخيّاه، ويا ابن أخاه.. قال فسألت عنها، فقيل لي هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)) (1).
زينب التي إذا خرجت هرعت خلفها النساء من داخل خدورهن وخيامهن، وإذا قالت قلن معها، وإذا سكتت سكتن وإن عادت عُدن، اقتداءً بها، ومواساةً لها، وهكذا بدأ رثاء المجاهد الكبير الشهيد العظيم..
ولما كان موكب النسوة يولّد موقفاً سلبياً لأنه سيُشمت الأعداء ويسرهم ويبهجهم، ولما كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، شديد الحرص على ألاّ يدخل السرور على الأعداء، وألا يشمتوا بأهل الحق، فقد رأى أن ترجع جميع النساء فوراً، ولكن من يستطيع ارجاعهن، أو يقدر ان يسيطر على موقف العواطف المتدفقة ساعات الأسى العميق واللوعة الكبيرة، فمن الصعب أن يصغين لدعوة الرجوع من أحد سوى الإمام الحسين الذي وجد في شقيقته الحوراء زينب أول من ينبغي أن تعود لأن الباقيات الصالحات سيتبعنها بالتأكيد. فأخذ الإمام بيدها وأرجعها إلى الخيمة(2).
ورجعن جميعهن إلى خيامهن كسرب طيور تؤوب إلى أوكارها، رجعن كيلا يشتمن الأعداء، فلم يظهر منهن صوت حزن عاليا... سيما ولهن فيما بعد أوقات طويلة للبكاء والنحيب، يروحن بها عن أنفسهن وجراح صدورهن وتصدعات قلوبهن، وهو ما أشار إليه الإمام، ورجاهن الصبر ((ان اسكتن فان البكاء أمامكن)).. أو كما كلّم ابنته وحبيبته السيدة سكينة فيما بعد، فمما قال لها:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي منك البكاء إذا الحمام دهاني

أجل هكذا، فنحن لا نطالب النساء مهما كان ايمانهن كبيراً، وحتى نسائنا اليوم أن لا يبكين ويندبن ويرثين فهو أمر لا مفر منه، وهل نريد منهن أن يتحملن الألم، ألم فقدنا ثم يسكتن؟ اننا نطالبهن بأن يقدرن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن لا ينهين الإخوان والأبناء عن المعروف ويثبطنهم عن العمل والسعي في سبيل الله، كما نطالب من يبرر قعوده عن الجهاد - من أجل إعلاء كلمة الله - بثكل أمه وتدهور أحوال أهله، أن يقلع عن هذه الشيطانيات ولا يكون أسير الشيطنة رهين ضيق الأفق.
فلتبك النساء ولتمت الأم والأمهات، وتلتاع الأخوات كل ذلك مع سفك الدم والتضحية بالروح بعد كمال الفداء والتفاني من أجل مبادئ الإسلام الخلاقة...
______________

1- الطبري: ج 4 ، ص 341.

2 _ ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج 2 ، ص 31 وغيره .

(سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار):
لو استحضرنا قصة يوسف ومعاناة يعقوب عليهما السلام، لنقابلها بقصة علي الأكبر ومعاناة الحسين (عليهما السلام) فليس من باب المفاضلة والتفاضل أو المقارنة، وإنما من باب الحرص علي التنبيه وإلفات النظر، حيث لا تشابه بين القصتين إلا من حيث طبيعة المردود وأثر المفقود..
فيعقوب النبي، لم يبتل بما ابتلى به الحسين الوصي، وليس له مشكلة سوى أنه فقد ابنه ولم يستيقن قتله، فعانى ما عاناه حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، وكاد أن يكون حرضاً أو من الهالكين.. فليس عنده مشكلة قياساً لما عند الحسين بكربلاء وهو يشهد ريحانته قتيلاً مقطعاً إرباً إرباً. فيفقده نهائياً وبمحضره. وليس ليعقوب وولده يوسف قضية بقدر ما للحسين ونجله من قضية ذات أبعاد مستقبلية.
ترى هل لنا أن ندرك الثمن الذي قدمه الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، من أجلنا نحن من أجل أن نحيا تحت ظل ديننا العملاق. أم هل لنا أن نتفهم حقيقة مهمة الحسين بحيث دفع بكل سخاء وجاد بكل كرم بأعز ما لديه من أجل حياة حرة لأمته الكريمة.
صحيح أن مقتل ولده قد هد من قواه وأحنى ظهره هو أرزه فكانت فاجعة رغم أنها متوقعة غير مفاجئة، لكن ذلك ما كان ليغير من موقفه الواحد، بل ما كان ليؤثر سلبياً على قضيته أدى تأثير، لا تردد لا تراجع أو تبديل، إنها مسألة حدية، وقضية رفض مبدئية، ليس للفواجع أي طارئ عليها، كيف والاستشهاد إنما هو من باب سمو التفاني وكمال الضحية..
فالإمام الحسين تملكه قضيته الإلهية الرسالية، تملك عليه جميع مشاعره وعواطفه وجوارحه، ولهذا يجود لنا- لمستقبلنا المرجو، لبقائنا المأمول- بولده علي الأكبر بل بكل ولده واخوته وأبناء عمومته وأصحابه الأحرار.. فالإسلام أثمن حتى من نفسه هو بالذات فمتى نستيقظ مما نحن فيه من سبات .. فهل لنا أن نقف لنتبصر طريقنا إلى تبني قضايانا بنكران ذواتنا، أم هل لآبائنا استعداد بأن يجودوا اليوم بنا؟ سنجود إن شاء الله بأنفسنا وبكل ما لدينا وحتى بآبائنا.
لم يرد الإمام أن نبقى نعيش النزاع، أرادنا أمة ترنو إلى العز تأبي الضيم، تسعى للتحرر والسعادة والهناء..
علينا إذن، أن نقف على سر دوام وجودنا، نتفكر نتأمل حول سرِّ فداء الحسين، نربط بين الثورة المجيدة للإسلام وبين البقاء المتصل للمسلمين.
أجل ما أن استشهد علي حتى حمله الشباب الهاشمي، ثم عادوا إلى حيث استشهد ليستشهدوا بعد جهاد باسل وخلال عطش قاتل لأنهم لم يقاتلوا لكي يبقوا وانما لكي نبقى؛ لا لكي يبقوا هم وانما لكي نبقى نحن، وهذا ما كان في روع كل الشهداء ونما استثناء وهو ما كان يحمله في طيات قلبه ذلك المجاهد الكريم علي الأكبر فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً...
سلام عليه وعلى عصبة الأنصار الذين سبقوه وثلة الهاشميين الذين لحقوه وسلام على من ختم قائمة الشهداء قائدهم السبط العظيم أولئك الذين خلدوا بالفكر بالقضية بالمهام القدسية وبمراقدهم المشرفة التي تهوى إليها القلوب والأفئدة: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) قرآن كريم.
(سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار..)
(تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
صدق الله العلي العظيم
جزء من مقال - مؤسسة وارث الانبياء للدراسات التخصصية ف النهضة الحسينية








من مواضيع صدى المهدي » من معالم الأقصى.. تعرف على مركز ترميم المخطوطات
» المطالعات التطبيقية حول حكومة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
» لماذا حارب النبي (ص) يهود خيبر؟ وكيف اقتحم الإمام علي (ع) حصونهم؟
» المعالم الزلفى في شرح العروة الوثقى
» الزيارة بالأنابة -: أئمّة البقيع (عليهم السلام) في ذكرى تهديم أضرحتهم المطهّرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أشلاء, الإمام, الحسين, الشهيد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس (منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) صدى المهدي منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 13 07-11-2022 07:44 AM
الإمام الحسين مع أشلاء الشهيد علي الأكبر عليهما السلام العلوية ام موسى الاعرجي منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 0 27-12-2014 08:13 PM
الإمام الحسين بن علي الشهيد (ع) ناصرة ام البنين منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 4 27-11-2010 04:28 PM
كتاب تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام محـب الحسين احباب الحسين للكتب الإسلاميه 3 04-07-2010 04:32 PM
الإمام الحسين (ع) الشهيد والثورة اريج الجنه منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 1 25-12-2009 06:33 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين