2 : ذلك الذي عادوه على اللسان، يصير القلب ذاكرآ ومتذكرآ أيضآ وبديهي أنه لحضور القلب يلزم المراقبة والمداومة، لأن القلب إذا تُرك لحال نفسه يسرح في وادي الإنكار.
3 : ذلك الذي يتمكن من القلب أيضآ ويستولي عليه بشكل يكون رجوع القلب منه صعبآ كما كان في النوع الثاني حضور القلب بالنسبة للذكر مشكلآ.
4 : ذاك الذي يكون فيه العبد مستغرقآ في المذكور " جل شأنه " مباشرة بأن لا ينتبه أبدآ إلى ذكره ولا إلى قلبه - في هذه الحال التي ينصرف توجه الذاكر إلى الذكر، نفس الذكر يكون حجاب روحه، وهذه الحال تكون نفس التي عُبّر عنها في عرف العارفين بالفناء، وذلك كل المقصود وتمامه وكمال المطلوب من ذكر الباري تعالى).
العشق لا يستقر إلا إذا خلا وجه القلب، وكمال المطلوب في قول الرسول صلى الله عليه وآله (اعْبُد اللَّه كَأَنَّك تَرَاه، فَإِن كُنت لَا تَرَاه فَإِنَّه يَرَاك) ".