سماحة الامام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء نبذة عن حياته وشعره
محمد حسين كاشف الغطاء نبذة عن حياته وشعره
عرف كاشف الغطاء بمواقفه الاصلاحية والدعوة إلى التقريب بين المذاهب وسافر من أجل ذلك إلى إيران ومصر وسورية ولبنان وفلسطين، وباكستان وغيرها من البلاد في سبيل وحدة الصف الإسلامي والتصدي لأعداء الإسلام.
وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (162) بيتاً:
ضربوا الخيامَ بـ (كربلا) وعليهمُ قـد خـيَّـمـتْ بـبـلائِها كرباتُها
نـزلوا بها فانصاعَ من شوكِ القنا ولظى الهواجرِ ماؤها ونباتُها
بفتيانِ صدقٍ في الـحـفيظةِ يمَّمتْ ركابَ العُلى في ظعنِهم حيثُ يمَّموا
الشاعر
الشيخ محمد حسين بن علي كاشف الغطاء، ( 1293 ــ 1374 هـ / 1876 ــ 1954 م) علم من أعلام الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومن عظماء الدعاة إلى الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية تحت راية الإسلام، وفذ من أفذاذ العلم والأدب والفلسفة والسياسة، ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية عريقة عرفت بـ (آل كاشف الغطاء) تعود إلى بني مالك وقد تصدر رجالها الحركة العلمية قرابة قرنين.
وجاء لقب الأسرة نسبة إلى كتاب (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرَّاء)، وهو كتاب في الفقه والأحكام، ألّفه آية الله الشيخ جعفر كاشف الغطاء (1156 ــ 1228 هـ / 1743 ــ 1814 م) وهو جد الشيخ محمد حسين.
تنتمي هذه الأسرة إلى قبيلة النخع العربية القحطانية اليمانية الأصل وتحديدا إلى البطل مالك الأشتر (رضوان الله عليه) صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمستشهد على ولائه والتمسك به وشجرة نسبه هي:
الشيخ محمد حسين بن علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر بن خضر بن محمد بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكي بن هديب بن حرحد بن علي بن صقر بن أبي ورّام بن أبي فراس بن عيسى بن أبي النجم بن ورَّام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر.
وقد نزحت هذه الأسرة إلى النجف الأشرف قبل ثلاثة قرون وأول من سكن النجف جدها الأعلى الشيخ خضر بن يحيى المالكي قادما من الحلة وقد برز من أسرته أعلام الكثير منهم الشيخ علي والد الشيخ محمد حسين الذي قال عنه الشيخ جعفر آل محبوبة في (ماضي النجف وحاضرها): (هو زعيم الأُسرة الجعفرية في عصره وشيخها المقدّم، علا مجده وسعد جدّه، تربّع على منصّة الزعامة الطائفية في بيته، وكان مهاباً مبجّلاً محترماً) ومنهم أخوه المرجع الكبير الشيخ أحمد بن علي، الذي قال عنه السيد محمد مهدي الخوانساري الأصفهاني الكاظمي في (أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة): (كان عالماً فاضلاً، وفقيهاً كاملاً، ومجتهداً عاملاً، فهو كعبة العلوم التي تشدّ إليها الرحال، وبيت شرف المنطوق والمفهوم الذي يطوف به الرجال).
نشأ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في ظل هذه الأجواء المفعمة بالعلم والأدب فدرس مقدمات العلوم ثم الفقه والأصول والحديث والكلام والحكمة على يد كبار علماء النجف منهم:
آية الله الشيخ محمد كاظم الخراساني المعروف بـ الآخوند الخراساني، والشيخ محمد رضا الهمداني، والشيخ حسين النوري والشيخ أحمد الشيرازي، ومحمد باقر الاصطهبانائي، ومحمد رضا النجف آبادي، ومصطفی التبريزي والشيخ محمد حسن المامقاني، والميرزا محمّد تقي الشيرازي، والسيد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي.
نال كاشف الغطاء درجة الإجتهاد وتصدر للتدريس قرابة أربعين عاماً تخرج على يديه كثير من الأعلام أبرزهم: آية الله السيد محسن الحكيم، والشيخ محمد جواد مغنية، وآية الله السيد محمد علي القاضي الطباطبائي (إمام جمعة تبريز)، والشيخ عبد الحسين الأميني (صاحب موسوعة الغدير)، والسيد إسماعيل المرعشي، والسيد مسلم الحلي، والسيد أمير محمد القزويني، والشيخ علي الخاقاني، والشيخ محسن شرارة، والشيخ عبد الله المشطوب، الشيخ محمد المهدوي السعيدي.
عرف كاشف الغطاء بمواقفه الاصلاحية والدعوة إلى التقريب بين المذاهب وسافر من أجل ذلك إلى إيران ومصر وسورية ولبنان وفلسطين، وباكستان وغيرها من البلاد في سبيل وحدة الصف الإسلامي والتصدي لأعداء الإسلام، كما كانت له مواقف كثيرة مشرفة ومناهضة للإحتلال البريطاني، وألف أغلب كتبه في الدفاع عن الإسلام وشريعته الحقة ومذهبه الحق.
وبقي يرفد الساحتين العلمية والجهادية بعطائه حتى وفاته في إيران ودفن في النجف
من أقوال العلماء فيه
قال عنه محمد الشيخ حرز الدين في (معارف الرجال): (كان عالماً أُصولياً فقيهاً، وكاتباً بارعاً، لا يُدانيه أحد في عصره بقلمه وخطابه ومجالسته، صرع الكتاب بقلمه، وأفحم المتكلّمين بمنطقه، أرجف ممثّلي الدول والساسة بحديثه وشخصيّته، إضافة إلى أنّه كان بحّاثة منقّباً مؤرّخاً أديباً شاعراً).
وقال عنه الشيخ جعفر آل محبوبة في (ماضي النجف وحاضرها): (هو عميد الطائفة الجعفرية وزعيمها، وعلم من أعلام الفرقة الناجية وناصرها، منبع العلوم والآداب، وكعبة الفضل التي إليها تحث الركاب سرّ الفصاحة وبحر البلاغة).
وقال عنه الشيخ أغا بزرك الطهراني في (طبقات أعلام الشيعة): (هو من كبار رجال الإسلام المعاصرين، ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة… والحقيقة أنّه من مجتهدي الشيعة الذين غاصوا بحار علوم أهل البيت (عليهم السلام)، فاستخرجوا من تلك المكامن والمعادن جواهر المعاني ودراري الكلم فنشروها بين الجمهور).
وقال عنه السيّد الإصفهاني الكاظمي (أحسن الوديعة): (هو العلّامة الكبير، والمصلح الشهير، والعالم النحرير، لطيف التقرير، جيّد التحرير، وقلمه قلم عصري، ومؤلّفاته تُوافق ذوق العصر الحاضر… وهو اليوم من كبار رجال العلم والدين، وأحد مراجع المسلمين).
وقال عنه أيضاً: (كان الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء علاّمةً كبيراً، ومصلحاً شهيراً، وعالماً مقتدراً، له بيان ساحر، وكتابات جذّابة، كانت مؤلّفاته مكتوبة بلغة سلسة، تناسب لغة العصر، منسجمة مع التطوّر).
وقال عنه الأستاذ علي الخاقاني في (شعراء الغري): (أشهر مشاهير زعماء الدين في العالمينِ الشرقي والغربي… والإمام المترجم له شخصية فذّة يصعب على الزمن أن يأتي بمثلها، فقد جمعت كثيراً من النواحي التي عزّ أن تُجمع في فقيه أو في زعيم ديني).
وقال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في (معجم رجال الفكر والأدب في النجف): (من أعلام الطائفة، ومنابع العلم والأدب والفقه، وأئمّة القريض والفصاحة والبيان).
وقال عنه الأستاذ جعفر الخليلي: (لقد كان الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء نسيجاً وحده، علماً، وأدباً، وفنّاً، وكان زعيماً روحياً فذّاً، ومصلحاً كبيراً، سيظلّ التاريخ زمناً طويلاً يبحث عن نظيرٍ له بين جماعة الروحانيّين فلا يوفَّق. وقلَّما شوهد شخصٌ يجمع بين عددٍ غير قليل من زعاماتٍ انفرد بها في العالم الإسلامي والعالم العربي. فقد كان زعيماً روحياً، واسع الاطلاع، تخرج الكثير من العلماء على يده، وكان منهم: السيد محسن الحكيم، المرجع الروحاني الأكبر اليوم. وكان خطيباً قلَّ نظيره من حيث بلاغة الكلام، وفصاحة اللفظ، ونفوذ معانيه إلى قلوب مستمعيه. وكان زعيماً من أكبر الزعماء في عالم الأدب، شعراً ونثراً).
وقال عنه الشيخ جواد الشبيبي: (أما صاحب الترجمة فحدّثْ عن البحر ولا حرج، آية في العلم، والفضائل كبرى، ومعجزة يقصر الفكر أن يحيط بها خُبْرا، ركب جادة الجد... وخاض لجة الفضل قبل أن يشتد ساعده، فأدرك ما أمّلته فيه مدارك العقول، وأصبح والمعقول عنه منقول، والمنقول بحمى إفادته معقول)
وقال عنه السيد جواد شبر في (أدب الطف): (من كبار رجالات الاسلام ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة ومن الشخصيات العالمية التي دوت في الخافقين .... كان في طليعة المجاهدين بالسيف والقلم ، ولم يزل اسمه يلمع وشهرته تتسع في الاوساط حتى اصبح المفزع للامة في كل مهمة).
مؤلفاته
فاقت مؤلفاته الثمانين مؤلفاً تنوعت بين الفقه والأصول والحكمة والسياسية والعقائد وغيرها وترجم بعضها إلى اللغة الفارسية والإنكليزية والهندية ومن مؤلفاته:
المثل العُليا في الإسلام لا في بحمدون
العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية
صحائف الأبرار في وظائف الأسحار
مبادئ الإيمان في الدروس الدينية
التوضيح في بيان ما هو الإنجيل التوضيح ومَن هو المسيح
مغني الغواني عن الأغاني
نبذة من السياسة الحسينية
الأرض والتربة الحسينية ترجم إلى: الإنكليزية والفارسية والهندية
الميثاق العربي الوطني
أصل الشيعة وأُصولها
المحاورة بين سفيرين
المراجعات الريحانية
نقض فتاوى الوهابية
الفردوس الأعلى طبع في الأرجنتين
وجيزة الأحكام (رسالته العملية)
الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية
الآيات البينات وهو يحتوي على خمس فصول هي: (المواكب الحسينية، نقض فتاوى الوهّابية، رد الملاحدة والطبيعية، مزخرفات البابية والبهائية، ردّ الأُموية الحديثة).
تحرير المجلة قال عنه السيد جواد شبر: (كتاب ممتع تحتاجه جميع الطبقات وانما ألفه حيث رأى (مجلة العدلية) أو (مجلة الأحكام) المقرر تدريسها في كلية الحقوق ببغداد من زمن الأتراك وهي بحاجة إلى التنقيح والتحرير، فألف تحرير المجلة بخمسة أجزاء)
جنة المأوى
مناسك الحج
مغني الغواني عن الأغاني
الفردوس الأعلى
زاد المقلّدين في الفقه (بالفارسية)
نقد كتاب ملوك العرب لأمين الريحاني
السؤال والجواب (في الفقه)
نبذة من السياسة الحسينية مترجم إلى الفارسية
ديوان شعر
إضافة إلى العديد من التحقيقات والحواشي منها:
ديوان السيد جعفر الحلي المسمى (سحر بابل وسجع البلابل)
ديوان السيد محمد سعيد الحبوبي (تحقيق)
المراجعات الريحانية وهو كتاب المطالعات والمراجعات والنقود والردود
الوساطة بين المتنيي وخصومه للقاضي الجرجاني (تحقيق)
حاشية على عين الحياة (بالفارسية).
حاشية على سفينة النجاة لأخيه الشيخ أحمد كاشف الغطاء (بالفارسية)
حاشية على كتاب التبصرة للعلامة الحلي
شعره
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (46) بيتاً:
وله قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) قال عنها السيد جواد شبر في أدب الطف: (وفي كتاب جنة المأوى من مؤلفات المترجم له قصيدة في يوم الغدير نظمها قبل أربعين سنة وتحتوي على ٢٥ بيتاً مثبتة في ديوانه الموجود في مكتبته العامة) ولم يذكر شبر من القصيدة سوى بيتين من مطلعها وهمت: