العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للتاريخ والحضارات > قسم الشخصيات اللامعه
قسم الشخصيات اللامعه يختص بالسير الذاتيه للشخصيات اللامعه القديمه والحديثه وبكل أصنافها
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


الدولة المدنية عند سماحة السيد السيستاني

قسم الشخصيات اللامعه


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2021, 08:31 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي الدولة المدنية عند سماحة السيد السيستاني

الدولة المدنية عند سماحة السيد السيستاني؛ بقلم الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء


شفقنا العراق- لعل من بين البحوث التي لم تحظ بالاهتمام المطلوب والعناية الكافية في التنظير الإسلامي المعاصر، قضايا الفقه السياسي الإسلامي حيث ظلت الكثير من بحوث الفقه السياسي حبيسة النظرة التقليدية والمنهج التبريري، بعيدة عن إعادة القراءة والفهم المتجدد، وهذا أحد الأسباب التي فتحت الطريق للرؤية العلمانية، ولمناهج الفكر الغربي لتتسرب إلى نظامنا المعرفي وإنتاجنا السياسي.

السيد السيستاني “دام ظله” لم يطرح مشروعه السياسي بصورة مفصلة مستقلة، ولكن يمكن قراءته من خلال ثنايا بحوثه الفقهية وفتاويه التي تعالج الوضع السياسي، وخاصة الوضع العراقي وذلك من خلال محورين:

المحور الأول: نوع الولاية
المحور الثاني: المتصدي لتلك الولاية
المحور الأول: نوع الولاية عند السيد السيستاني

ان السيد السيستاني “حفظه الله” يقول بالولاية في الأمور العامة، والتي توجب تدخل الفقيه المنتخب من قبل الفقهاء التصدي للأمور العامة التي يتوقف عليها حفظ النظام من باب الأحكام الولائية.

والحكم الولائي هو الذي ينشأه الولي على أساس المصالح العامة لحفظ النظام والملاكات الأهم التي يدركها الحاكم الشرعي وفقا لمقتضيات المصلحة، ويعلن إنشاء تطبيقه لا من جهة تنجيز الواقع، بل من جهة إنشاء تکلیف واقعي على المجتمع.

بينما ولاية الفقيه العامة تكون ثابتة في المواضيع التي لا يتوقف عليها حفظ النظام، بل تكون أحكام أولية قائمة على أساس المصالح والمفاسد في ذوات الأشياء، ويلحظها الشارع المقدس ويصدر حكمه فيها، ويكون طريق إيجادها بالرجوع إلى الولي.

وتتضح معالم نظرية السيد السيستاني “دام ظله” من خلال مبنيين يعدان الأسس الركيزة لنظريته:

المبنى الأول: الأخذ بنظام الشوری

أخذ السيد السيستاني “دام ظله” بمبدا الأخذ بوجوبين وجوب الأخذ بالشوري ووجوب الأخذ بمبدأ الأكثرية، وجعل إمكانية العمل بهما معتمدا على إرادة الأمة، والمتمثلة بالشعب العراقي ذو الغالبية الأكثرية المسلمة، فمن المؤكد انهم سيختارون من خلال مجالسهم الشورائية نظاماً يحترم ثوابت الشريعة الإسلامية مع حماية الأقليات. (1)

لهذا جعل الشورى أحد الأسس التي يجب أن يقوم عليها عراق المستقبل (مبدأ الشورى التعددية والتداول السلمي للسلطة في جنب مبدأ العدالة والمساواة بين أبناء البلاد في الحقوق والواجبات وحيث أن أغلبية الشعب العراقي من المسلمين فمن المؤكد انه سيختارون نظام يحترم ثوابت الشريعة الإسلامية مع حماية الأقليات) (2) والاختيار نوع من أنواع التعبير عن إرادة، (3) وان الشورى المرادة في مدرسة أهل البيت (ع) هي شورى الإلهية الشعبية وليست أهل الحل والعقد المعقود بها شخص الحاكم.

المبنى الثاني: الأخذ بالانتخابات

استطاع السيد السيستاني “دام ظله” ان يؤطر الديمقراطية بإطار شرعي، فبدلا أن يرفضها لأنها نظام غربي، وقف إلى جانبها حيث جعلت فتواه الانتخابات كحق من حقوق الشعوب لان لهم الولاية على أنفسهم في اختيار شكل الحكومة ومن يمثلهم لذا أفتى سماحته عدة فتاوي تؤكد ذلك الحق منها فتواه في ۲۹ حزيران /۲۰۰۳ م بوجوب الانتخابات للمجلس التشريعي لكي يكتب الدستور وانه لا بديل عن إجراء انتخابات عامتين لكتابة الدستور، واختيار أعضاء المؤتمر الدستوري.

فقد اعتمد على مبدأ الانتخاب مبدأ تعويضا عن البيعة منح فيه للإنسان ممارسة حقه بحسب ولايته على نفسه.

المحور الثاني: المتصدى للولاية

هنالك ثلاثة اتجاهات للمتصدي للولاية

الاتجاه الأول: ولاية الفقيه ثيوقراطية محضة، وليس لانتخاب الناس أثر في هذا المجال أصلا بل نصبوا من قبل أئمتنا (ع) لذلك.
الاتجاه الثاني: يذهب السيد محمود الهاشمي “ره” والشيخ محمد تقي المصباح اليزدي “ره” والشيخ الأملي إلى أن مشروعية ولاية الفقيه إلى النصوص الشرعية، فمشروعيتها دينية إلهية محضة، ولا دور للأمة في بناء المشروعية، ويرى أن ولاية الفقيه إمتداد من ولاية الأئمة الأطهار (ع) و مجعولة من قبلهم.
اما دور الأمة فهو كاشف فقط وليس مشروع، فان الولاية والحاكمية لله سبحانه والنبي والأئمة الأطهار(ع) ومن بعدهم لنوابهم الفقهاء.

الاتجاه الثالث: يرى هذا الاتجاه من الفقهاء أن صلاحيات الولي الفقيه مستمدة من الشعب ومتحصلة من الانتخابات، وهذا ما ذهب إليه الشيخ منتظري في (دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، فان الأمة بنفسها هي صاحبة السيادة ومصدر السلطات والدليل على ذلك هو سلطة الناس على أنفسهم تكويناً، وقوله تعالى {وأمرهم شوری بینهم (4) وما ورد من الأخبار الكثيرة متضافرة في بيعة الناس للنبي (ص) والأئمة الأطهار،
ويظهر بذلك أن الشعب مبدأ السلطة والسيادة حيث أوضح رأيه بالقول ان الحق هو الجمع بين القوانين بنحو الطولية، فان كان من قبل الله تعالی نسب لذلك كما في النبي (ص) وكذا في الأئمة الاثني عشر عندنا فهو للإمامة، ولا تنعقد الإمامة لغيره مع وجوده والتمكن منه. وإلا كان للامة حق الانتخاب ولكن لا مطلقا بل لمن وجد الشرائط والمواصفات المعتبرة، ولعل إمامة الفقهاء في عصر الغيبة من هذا القبيل.

فالإمامة تنعقد أولا بالذات وبالنصب، وبعده بانتخاب الأمة بمرحلة واحدة أو بمراحل.

واما التغلب بالقهر أو ولاية العهد أو بيعة بعض الناس فلا يكون ملاكا للإلزام وإيجاب الطاعة عند العقل والوجدان) (5)

إن نقطة الافتراق بين الاتجاه الأول والآخرين هي مشروعية السلطة، التي تترك آثارها على مجمل العملية السياسية التي تنتجها السلطة، حيث يرى البعض في نظرية ولاية الفقيه مطلقا يكون منصوباً من قبل الله بواسطة الأئمة الأطهار، والحكومة تكون من الأعلى إلى الأسفل.

أما في نظرية ولاية الفقيه الانتخابية، فان الفقيه يكون من قبل الأمة في إطار رعاية الشروط الدينية، والحكومة من الأسفل إلى الأعلى وهذا الفرق الأساسي في الحقيقة الأصل تتفرغ عنه كثير من الفروقات.

إن فهم الولاية كحكم أولي يتفوق على الأحكام الفرعية، وعلى قدرة الولي الفقيه في سبيل مصلحة البلاد والإسلام (الواقع والعقيدة) أن يتجاوز الأحكام الفرعية، رغم تمسكه بالحكومة الإسلامية بوصفها حكومة القانون الإلهي.

يؤمن السيد السيستاني “دام ظله” أن تنبثق السلطة من أغلبية الشعب في الواقع الحاضر، وعلى الفقيه أن ينأى بنفسه عن المشاركة في السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل عليه أن يكتفي بعنصر المراقبة والإرشاد انطلاقا من موقع الأمة لا الحاكم بقوله (قد سبق للمرجعية الدينية أن أوضحت أنها ليست معنية بتصدي الحوزة العلمية لممارسة العمل السياسي، وانها ترتاي لعلماء الدين أن ينأوا بأنفسهم عن تسلم المناصب الحكومية) (6)

المصدر: بحث مُفصّل للدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء تحت عنوان الفقه السياسي في مدرسة النجف الأشرف/موقع الاجتهاد

————————-

المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

الهوامش

1- قاعدة لا ضرر ولا ضرار / تقريرات السيد محمد باقر السيستاني لأبحاث والده السيد السيستاني / ص ۲۰4.

2- مقابلة شبكة c.n.n فرع ۲/ ذي الحجة 1424 هـ.

3- المرجعية الدينية والعراق الجديد / د. نجوى الجواد / ص 246.

4- الشوری ۳۸

5- دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية / الشيخ متنظري / الدار الإسلامية / بيروت / ۱۹۸۸ / م۲ / ص 404

6- النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني / حامد الخفاف / ص 234.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المدنية, الدولة, السيد, السيستاني, سماحة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماحة السيد السيستاني يعزي أهالي الديوانية بوفاة السيد عبد الكريم شبر سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 4 07-07-2021 06:44 AM
سماحة السيد السيستاني يعزي بوفاة آية الله الشيخ محمد تقي الشريعتمداري سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 4 08-06-2021 06:39 AM
تعزية سماحة السيد السيستاني برحيل السيد ضياء آبادي سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 1 11-02-2021 06:36 PM
نعي مكتب سماحة السيد السيستاني لرحيل الشيخ الناصري رحمه الله سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 3 31-07-2020 08:01 AM
سماحة السيد السيستاني (دام ظله): معركة الاصلاح مصيرية، وضرورة خضوع السلاح لسلطة الدولة سيد فاضل اخبار العراق والعالم 4 14-12-2019 12:05 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين