العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر)
احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر) يختص بالنقاشات الجاده والبعيده عن المذهبيه والطائفيه


هل يعالج الدين ’الأمراض النفسية’؟

احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر)


إضافة رد
قديم 19-01-2022, 07:47 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي غير متواجد حالياً

المنتدى : احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر)
افتراضي هل يعالج الدين ’الأمراض النفسية’؟





قبل الوقوف على الدور الإيجابي للدين فيما يصيب النفس من توتر وعدم استقرار، لابد من الوقوف على الأسباب التي تؤدي لمثل هذه المشاكل النفسية، فلو ثبت أن الدين يقدم معالجات حقيقيةً لتلك الأسباب حينها يمكننا الجزم بدور الدين في العلاج النفسي.


إلا أن البحث عن تلك الأسباب ليس بالأمر السهل لوجود تباين حولها بين المختصين في علم النفس، فهناك مدارس ونظريات متعددة ولكل واحدة منها تشخيصاتها الخاصة للأمراض النفسية، ومن هنا سوف نكتفي بالرؤية النهائية بعيداً عن التفاصيل التي تمثل مورد اهتمام للدارسين لعلم النفس، ويبدو أن المدرسة التحليلية التي بدأت مع فرويد شكلت الأساس لكثير من الدراسات الجدية لتركيبة النفس الإنسانية، ومع أن نظرية فرويد اختصرت الإنسان في جانبه الغريزي إلا أنها أشارت إلى تأثير العقل الباطن في خيارات الإنسان السلوكية، حيث حملت المدرسة التحليلية لفرويد اللا شعور والعقد الكامنة فيه مسؤولية الوضع النفسي، أي ما نراه من سلوك واع هو تعبير عما لا نراه من سلوك لا واع في الباطن، ومع أن هذه المدرسة امتلكت قدرةً تحليليةً مقدرةً إلا أنها لا تعكس رؤيةً فلسفيةً شاملةً لها القدرة على تفسير كامل للإنسان؛ وذلك لكونها غفلت عن الجانب الروحي واختصرت الإنسان في مجموعة من الغرائز البدائية، وبخاصة الغريزة الجنسية التي أرجع إليها فرويد كل الأسباب المؤدية للاضطرابات النفسية، وفي ذلك إهمال متعمد لعوامل البيئة والثقافة وجميع مؤثرات المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، وقد التفت العلماء لهذا القصور فعملوا على تطوير المدرسة التحليلية بحيث تستوعب جميع هذه الأسباب، ولذا اعتبر روادها الجدد أن المشكلة النفسية تعود إلى خليط بين الثقافة واللاشعور، واعتقد آخرون أن المحرك الأساس للأزمات النفسية هو الثقافة والتنشئة الاجتماعية، وهكذا بدأ علم النفس التحليلي يوسع دائرة الأسباب كما يوسع تبعاً لذلك أساليب العلاج، فكان من الطبيعي أن تصبح تقوية الروح والإرادة الإنسانية من العوامل المهمة لعلاج الأمراض النفسية، وبذلك تجذرت مدرسة جديدة قائمة على العلاج بالمعنى، أي تحفيز النفس الإنسانية بمعان إيجابية وبنظرة متفائلة للحياة، الأمر الذي يفتح الباب أمام الدين ليكون في عمق المعالجات النفسية، وذلك لكون الدين له قدرات خاصة في التحفيز الإيجابي وخلق الأمل من خلال رسم معان جديرة بالاهتمام فيما يخص الحياة، وبالتالي أقل البشر عناءً وشقاءً هم الذين يمتلكون معنىً يدفعهم إلى الاستمرار في الحياة، وحقيقة الدين قائمة على توسيع إطار الحياة بحيث لا تتوقف عند حدود المادة وما فيها من عناء، وإنما يجعل من الحياة رؤيةً متكاملةً تستوعب أيضاً القيم السامية والأهداف العالية، وبذلك يتمكن الإنسان من تجاوز كل عقبات المادة وضغوطاتها، كما أن الارتباط بالله بوصفه المهيمن على الوجود والقادر على كل شيء يورث الإنسان ثقةً عاليةً لا تدعه يستسلم للإحباطات، أما من يعتقد أن الحياة نتاج لتقلبات الطبيعة وأن المادة هي المتحكمة في مصير الحياة، لا يجد سبيلاً غير الاستسلام والخضوع للحوادث الطارئة والظروف القاهرة، ولا شك من يخيم عليه هذا التفكير سوف تتحول حياته إلى جحيم، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا) وهذا بخلاف من ينطلق في الحياة من وحي الإيمان بالله تعالى، حيث يكون متحدياً لكل قيود الحياة ومتجاوزاً لكل ما يقال عنه حتميات، وكلما ازداد الإنسان وعياً بهذه العقيدة، كلما ازداد عزماً، ونشاطاً واستقامة.

فحياة الإنسان مليئة بالعقبات، التي تحيط بواقعه الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، ولا يتجاوزها الإنسان إلا إذا كان مشبعاً بالأمل في الله، معتقداً في قدرته على كل شيء، وبذلك يكون الدين بشكل عام والإسلام بشكل خاص هو الذي يلهم الإنسان آليات التحدي والتغيير للواقع، من خلال بث روح المثابرة والصبر على الأذى والإصرار على بلوغ الغايات، وعليه فالدين مهم جداً لخلق السكينة في النفوس والوعي في العقول والعزيمة في الإرادة، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء كذٰلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)

وفي المحصلة، إن الدين يقضي على أسباب التوتر والاضطراب قبل حدوثها من خلال بناء شخصية واعية للحياة ومتأملة في عون الله وتوفيقه.

الشيخ معتصم السيد أحمد ·












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
قديم 19-01-2022, 04:39 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر)
افتراضي

أحسنتِ اختنا الكريمه












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2022, 07:38 AM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر)
افتراضي

ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نمل عجيب يعالج نفسه بنفسه مراسلنا العلمي احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 09-09-2015 09:08 AM
شرب الماء على الريق يعالج الصداع محب الرسول احباب الحسين للطب والصحة العامه 3 30-11-2012 07:37 PM
لعب الأب مع طفله يحميه من الأمراض النفسية و العضوية ج‘ـنٌوٌنْ ! احباب الحسين للأسرة المسلمة 12 31-07-2012 08:16 PM
كيف يعالج الإسلام مشكلة الطلاق اسرارالدموع احباب الحسين للأسرة المسلمة 1 30-10-2009 12:54 AM
الرمان يعالج سرطان الرئه.. احاسيس الورد احباب الحسين للطب والصحة العامه 3 20-07-2009 05:16 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين