خطبة النبي الأعظم (ص) في غدير خُم والبيعة لأمير المؤمنين (عليه السلام)
منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
خطبة النبي الأعظم (ص) في غدير خُم والبيعة لأمير المؤمنين (عليه السلام)
أهل البيت-الكوثر: في السنوات الأخيرة من حياة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) الشريفة ابدا جهداً واهتماماً كبيراً في سبيل تعيين مصير الدين والمجتمع الإسلاميّ. فتأكيده المتكرّر في التذكير بحديث الثقلين، وتشبيه منزلة أمير المؤمنين عليّ (ع) بمنزلة هارون (ع) في حديث المنزلة، ونزول آية التطهير وتفسيرها والتعريف بأهل البيت (عليهم السلام)، كلّ ذلك يصنّف من جملة هذه الجهود.
وترتسم قمّة هذا النشاط في وقعة الغير. وحسب ما صرّح به علماء مدرسة الخلافة، فقد نقلت الوقعة بنحو متواتر في المصادر القديمة والمعتبرة الحديثيّة والتاريخية.
في شهر ذي الحجّة من السنة العاشرة للهجرة وقبل ثلاثة أشهر من وفاة الرسول الأكرم (ص) وعند رجعته من الحج، جمع الرسول (ص) الناس في صحراء قاحلة في منطقة تسمّى بـ(خمّ) وتحدّث لهم.
وإنّ الالتفات إلى الخصائص التي واكبت الحدث والقرائن التي رافقته، تبيّن لنا غاية النبيّ الأكرم (ص) من منحاه في الخطبة ومعناها ومضمونها.
فالرسول الأكرم (ص) لم ينطق بـ(من كنتُ مولاه فعليّ مولاه) في اجتماع خاصّ وبين أسرته وإنّما أعلنه في خطاب عامّ بعد صلاة الظهر بحضور جمع غفير من المسلمين الذي اجتمعوا في تلك الصحراء القاحلة بخمّ بأمر من الرسول وكانوا ينتظرون خطبته.
أشير في صحيح مسلم ـ ثاني الكتب المعتبرة لدى مدرسة الخلافة ـ إلى خطاب النبيّ الأكرم (ص) وخطبة الغدير (۱) كما أشار أحمد بن حنبل(۲) وابن هشام (۳) ـ من مؤرّخي التأريخ الإسلاميّ، وابن كثير الدمشقي (۴) ـ من أكثر محدّثي مدرسة الخلافة تشدّداً، إلى خطبة الرسول الأكرم (ص). ولكن لم تذكر هذه المصادر إلاً جزءاً من مضامين هذه الخطبة ولم تأت بكامل نصّها للأسف.
ولكن المصادر الشيعيّة نقلت روايات عديدة حول خطبة النبيّ الأكرم (ص) ممّا يشتمل على المضامين المتشتّتة المتواجدة في مصادر مدرسة الخلافة الروائيّة. فقد ذكر ثقة الإسلام الكلينيّ (رض) في رواية بأسانيد عديدة ومعتبرة خطبة قصيرة عن النبيّ الأكرم (ص) (۵).
ونجد في أسناد هذه الرواية خمسة من أصحاب الإجماع ممّا يجعل الرواية في مستوى عالي من الإتقان والاعتبار. كما نقل الشيخ الصدوق بأسناد معتبرة رواية جامعة في خطبة النبيّ الأكرم (ص) تشتمل على مجموع ما ورد في روايات أهل السنّة حول هذه الخطبة (۶). ونجد رواية مفصّلة أخرى حول خطبة الغدير في كتب روضة الواعظين والاحتجاج والتحصين واليقين أيضا (۷) . وهنا نذكر نصّ رواية الشيخ الصدوق التي تشتمل مضافاً إلى اعتبارها السنديّ على مضامين رائعة:
(حَدَّثَنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوَليد رضي اللّه عنه قال: حَدَّثَنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخَطَّاب، ويعقوب بن يزيد جميعاً، عن محمد بن أبي عُمَير، عن عبد اللّه بن سِنان، عن مَعرُوفِ بن خَرَّبُوذ، عن أبي الطُفَيل عامِر بن واثِلَة، عن حُذَيفَة بن أُسَيدِ الغِفاري: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مِن حَجَّةِ الوِداعِ ونَحنُ مَعَهُ، أَمَرَ أَصحابَهُ بِالنُّزُولِ، فَنَزَلَ القَومُ مَنازِلَهَم، ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلاةِ، فَصَلَّى بِأَصحابِهِ رَكعَتَينِ، ثُمَّ أَقبَلَ بِوَجهِهِ إِلَيهِم فَقالَ لَهُم: