العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > قسم القرآن الكريم
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

قسم القرآن الكريم


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-2022, 08:02 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾





إنّ العزّة والكرامة من أبرز الخلال التي نادى بها الإسلام العظيم، وغرسها في نفوس المسلمين، وتعهَّد نماءها بما شرعه من عقائد، وسنّه من أحكام، ووجَّه به من آداب، فالمؤمن عزيزٌ بما أعزّه الله به من إيمان، وبما منحه من كرامة. قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾[1]. كما أنّ المؤمن مُؤَيَّدٌ منصور، مكْفِيٌّ ومدفوعٌ عنه، ولو اجتمع عليه من بأقطار الأرض، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاهرًا وباطنًا، وقد خاطَبَ الله المؤمنين قائلاً: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[2].

فالمؤمن عزيز بعزّة الله حتى لو كان فقيراً معدماً من المال، ولو طوى شهراً كاملاً جوعاً تراه لا يذلّ لأحد إلا لله سبحانه لأنّه علِم وتيقّن أنّ النافع الضار هو الله، وأنّ الذي بيده ملكوت كلّ شيء هو الله تعالى، وأنّه لا شيء يحدث إلا بأمر الله: ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾[3]، فالخلق خلقه، والأمر أمره، فهل بقي لأحد شيء بعد ذلك؟

روى مولانا الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: "الرجل كلّ الرجل نِعْمَ الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله، يرى الذلّ مع الحقّ أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل".

وقال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى فوّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يُفوّض إليه أن يذلّ نفسه ألم ترَ قول الله سبحانه وتعالى هاهنا ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾"[4].

وللمحافظة على هذا العزّ الذي يُبقي المؤمن منيعاً رفيع القدر بسبب دينه، فلا يحتاج في عزّه وكرامته وغلبته إلى أن يميل إلى أحد ويأنس به، لأنّ عزّته بالدين لا بالعشائر والتابعين - من أجل هذا - يُطالعنا مولانا الإمام الباقر عليه السلام بوصيّته الخالدة: "وَاطْلُبْ بَقَاءَ الْعِزِّ بِإِمَاتَةِ الطَّمَعِ، وَادْفَعْ ذُلَّ الطَّمَعِ بِعِزِّ الْيَأْسِ، وَاسْتَجْلِبْ عِزَّ الْيَأْسِ بِبُعْدِ الْهِمَّة".

فطلب بقاء العزِّ يكون بإماتة الطمع، وإلا فالمآل إلى الذلّ، ويُدفع ذلّ الطمع بعزّ اليأس.

المهتدون، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة المنافقون، الآية 8.
[2] سورة آل عمران، الآية 139.
[3] سورة الأعراف، الآية 54.
[4] أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، الأحتجاج، ج 2، ص 321، الطبعة 1: دار المرتضى، مشهد.


من مواضيع صدى المهدي » إهداء نسخة مصورة من مخطوط قرآني نادر إلى خزانة العتبة العباسية
» الانتظار والصِّراع بين المستضعفين والمستكبرين
» الإستفتاءات … أسئلة بشأن البيع والشراء
» أنَّ الدين هو وسيلة اخترعها الأقوياء والأثرياء لتخدير الفقراء
» تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
﴿وَلِلَّهِ, وَلَكِنَّ, وَلِلْمُؤْمِنِينَ, وَلِرَسُولِهِ, الْمُنَافِقِينَ, الْعِزَّةُ, يَعْلَمُونَ﴾

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
﴿مالك يوم الدين﴾.. سيد فاضل قسم القرآن الكريم 7 22-01-2020 12:12 PM
﴿وَلاَ يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد﴾ ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيد صدى المهدي قسم القرآن الكريم 2 17-11-2019 01:19 PM
لم قال: ﴿كُن فَيَكُونُ﴾ ولم يقل: (فكان) سيد فاضل قسم القرآن الكريم 3 14-10-2019 03:33 PM
﴿فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾ سيد فاضل قسم القرآن الكريم 4 13-09-2019 11:48 PM
قوله في آية المباهلة ﴿نسائنا﴾ دون بناتنا سيد فاضل قسم القرآن الكريم 2 15-08-2019 02:59 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين