منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة الرسول - اخلاق الرسول - صفات الرسول - أعمال الرسول - افعال الرسول - غزوات الرسول - فتوحات الرسول - احاديث الرسول - زوجات الرسول - صلى الله عليه وآله
( ١٤ )
وقال تعالى : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) وإذا بأنس بن النضر وهو عم أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه واله وسلم يرى المسلمين يتراجعون قال : ماذا تفعلون ؟ قالوا : أن النبي صل الله عليه واله وسلم قد مات .فأخذ سيفه ورمى كل شيء وقال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به المشركون وتقدم نحو المشركين فلقي سعد ابن معاذ قال : ما أجلسك يا سعد ؟ قال : مات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا أنس قال : وما تصنع بالحياة بعد رسول الله، يا لريح الجنة، يا لريح الجنة إني أشمها دون أحد،وتقدم نحو صفوف المشركين يضرب هذا ويجرح ذاك حتى سقط على الأرض صريعا وبه بضع وثمانون من طعنة وضربة ورمية بسهم ،فما عرف حتى عرفته أخته بشامة، أو ببنانه .وقال سعد ابن معاذ لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : والله يا رسول الله ما إستطعت أن أعمل كما عمل أنس .ثم أكمل وقال : لقد كشفنا عن جسده فلم نجد موطئا في جسده إلا وبه جرح وقال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) .
أحد المسلمين من الأنصار وهو يقاتل قال لمن حوله : إن كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد مات فإنه قد بلَّغ فقوموا فموتوا على ما مات عليه، فموتوا على ما مات عليه وقال تعالى ( يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون )
لما سمع علي بن أبي طالب الخبر أخذ يقاتل بضراوة وقاتل قتالا عجيبا وأثخن بالجراح لكن همه الوحيد هو سلامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكسر جفن السيف حتى لا يرجع السيف إلى غمده قال عمر بن الخطاب : بايعنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم أحد على أن لا نفر ،ومن فر من فهو ضال، ومن قُتل منا فهو شهيد ،والنبي صلى الله عليه واله وسلم زعيمه ،إذ حمل علينا مئة صنديد، تحت كل صنديد مئة رجل أو يزيدون ،فأزعجونا عن طاحونتنا، فرأيت عليا عليه السلام كالليث يتقي الذر قد حمل كفا من حصى فرمى به وجوهنا، ثم قال : شاهت الوجوه، وقُطت وبُطت ولُطت، إلى أين تفرون ؟ إلى النار .فلم نرجع ،ثم كر علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر عليها الموت!!! فقال : بايعتم ثم نكثتم؟ فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل ،فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان نارا، أو كالقدحين المملوئين دما ،فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت يا أبا الحسن ، الله الله!! فإن العرب تفر وتكر، وأن الكرة تنفي الفرة ، فكأنما إستحيا، فولى بوجهه عني ، فما زلت أسكن روعة فؤادي فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة. فلما رآى علي عليه السلام أن رسول الله أنه لم يكن ميتا ولكنه بحالة يرثى لها حيث كان مثخنا بالجراح والدم يجري من جبهته الشريفة وكسرت رباعيته وشج رأسه وجرحت شفته فجعل يسلت الدم عنه ويقول : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته ،وهو يدعوهم إلى الله ؟ فأنزل الله عز وجل : ( ليس لك من الأمر شيء ) فأخذ علي بن أبي طالب عليه السلام بيد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يريد أن يوقفه فلم يستطع الوقوف لشدة الضرب والجراح التي أصيب بها وتدخل طلحة بن عبيد الله وأبو دجانة وساعدا علي عليه السلام بإخراج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الحفرة فلما رآى بعض المشركين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأنه لم يمت أرادوا قتله فأخذ يقول : يا علي كف هؤلاء عن يميني. فينقض كالنسر فيبيدهم. ثم يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا علي كف هؤلاء عن يساري . فينقض كالصقر ويطيح بهم وهنا نزل جبريل عليه السلام وقيل ملك يقال له رضوان وصاح : ( لا سيف ألا ذو الفقار ولا فتى إلا علي )
وقال في ذلك شاعر الرسول صلى الله عليه واله وسلم حسان بن ثابت :
جبريل نادى معلنا
والنقع ليس بمنجلي
والمسلمون قد أحدقوا
حول النبي المرسل
لا سيف ألا ذو الفقار
ولا فتى إلا علي