الحديث النبوي الشريف انَّ: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" هل هو صحيح السند أو لا أقل هل هو حسنٌ من جهة السند عند علماء السنة؟ وما هو مدلوله؟
الجواب:
صدور هذا الحديث الشريف عن النبيِّ الكريم (ص) من المسلَّمات عند الفريقين، وقد ورد من طرقهم بأسانيد كثيرة عن ستة عشر صحابياً أو أكثر، فيها ما هو صحيح وفيها هو ما حسن وفيها ما ليس كذلك كما صرح به العديد من علمائهم بل أقرَّ بعضُهم بتواتر الحديث مثل المناوي في كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير(1)، وعدَّه الشيخ الكتاني في الأحاديث المتواترة في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر(2) قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" أورده في الأزهار من حديث أبي سعيد -الخدري- وحذيفة بن اليمان وعمر بن الخطاب وعلي -ابن أبي طالب- وجابر بن عبد الله والحسين بن علي وأسامة بن زيد والبراء بن عازب وقرَّة بن إياس ومالك بن الحويرث وأبي هريرة وابن عمر وابن مسعود وأنس -بن ملك- وبريدة وابن عباس ستة عشر نفسا - صحابياً. قلت: ورد أيضا من حديث الحسن بن علي، ونقل أيضا في فيض القدير وفي التيسير عن السيوطي أنَّه متواتر".
وكذلك فإنَّ ممن صرَّح بتواتره الشيخ الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة قال: "وبالجملة فالحديث صحيح بلا ريب بل هو متواتر كما نقله المناوي وكذلك الزيادات فهي صحيحة ثابتة"(3).
وممَّن صرًح بتصحيح أو تحسين بعض طرقه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثم ذكر سنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي (ص) انَّه قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة الا ابني الخالة" هذا حديث قد صح من أوجهٍ كثيرة وانا أتعجَّبُ انهما لم يخرجاه يعني البخاري ومسلم(4).
وأورد الحديث من طريقٍ آخر عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما" ثم قال هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه(5) ثم قال: وشاهده ما حدثناه أبو الحسن بسند ذكره إلى ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما". وعلق الذهبي على سند الحديث من طريق ابن مسعود بقوله: صحيح(6).
وأورد الحديث أيضاً بسندٍ آخر عن زر بن حبيش عن حذيفة عن النبي (ص) قال: اتاني جبرئيل (ع) فقال: إنَّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم قال لي رسول الله (ص): "غفر الله لك ولأمك يا حذيفة" وعلَّق الذهبي على سند الحديث بقوله: صحيح(7).
ومنهم: الترمذي في سننه بسنده عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". وقال: حدثنا سفيان بن وكيع أخبرنا جرير وابن فضيل عن يزيد نحوه ثم قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن(8). وعلَّق الألباني في كتابه صحيح وضعيف سنن الترمذي بقوله: صحيح(9).
وأورد الترمذي في سننه الحديث بسندٍ آخر عن حذيفة قال: ".. فأتيت النبي (ص) فصليت معه المغرب فصلَّى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال من هذا حذيفة؟ قلت نعم. قال ما حاجتك غفر الله لك ولأمك؟ قال إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربَّه أنْ يُسلِّم عليَّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريب من هذا الوجه(10)، وعلق الألباني في كتابه صحيح وضعيف سنن الترمذي بقوله: صحيح(11).
ومنهم: ابن حبان، فقد أورد الحديث من طريق أبي سعيد وطريق حذيفة في صحيحه (12)، ولذلك أقرَّ مثل العجلوني في كتابه كشف الخفاء بتصحيح ابن حبان للحديث قال: رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري رفعه وقال حسن صحيح، وهو عند أحمد وصححه ابن حبان والحاكم(13).
ومنهم: الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام(14) قال: وعن حذيفة قال: قال لي رسول الله (ص): "جاءني جبريل فبشَّرني أنَّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال: رواه أحمد في مسنده بإسنادٍ حسن، وروى نحوه من حديث ابن عمر، وعلي بإسنادين جيدين.
وأقرَّ الذهبي في تاريخ الإسلام بتصحيح الترمذي للحديث من طريق أبي سعيد الخدري وتحسينه للحديث من طريق حذيفة بن اليمان(15) وكذلك أقر بتصحيح الترمذي للحديث من طريق أبي سعيد الخدري وتحسينه من طريق حذيفة في كتابه سير أعلام النبلاء(16) وأقر بذلك ابن كثير في البداية والنهاية(17).
ومنهم: الهيثمي في مجمع الزوائد قال: وعن البراء يعني ابن عازب قال: قال رسول الله (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال: رواه الطبراني واسناده حسن(18).
ومنهم: الصالحي الشامي في كتابه سبل الهدى والرشاد(19)، قال: وروى الإمام أحمد وأبو يعلى برجال الصحيح والترمذي من غير ذكر فاطمة ومريم (ع) عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان من مريم بنت عمران".
ومنهم: الألباني في كتابه صحيح وضعيف ابن ماجه الذي رواه بسنده عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما" علق عليه بقوله: صحيح (20) وقال في كتابه صحيح وضعيف الجامع الصغير معلِّقاً على ما أخرجه السيوطي وابن عساكر عن علي وعن ابن عمر صحيح (21) وكذلك صحَّح الحديث من طريق كلٍّ من قرة ومالك بن الحويرث وابن مسعود وابن عمر من تخريج السيوطي(22).
وصحَّح كذلك في كتابه صحيح وضعيف الجامع الصغير المتون التالية:
1- "أتاني جبرئيل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" من تخريج السيوطي وابن سعد عن حذيفة.
2- "أما رأيت العارض الذي عرض لي قبل قلت بلى قال هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" من تخريج السيوطي.
3- "إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" من تخريج السيوطي(23).
وعلَّق على ما أخرجه السيوطي عن النبي (ص): "ان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" من طريق كلٍّ من أبي سعيد الخدري وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وجابر بن عبدالله الأنصاري وأبي هريرة واسامة بن زيد والبراء بن عازب وعبدالله بن مسعود، علَّق على مجموع هذه الطرق بأنها حسنة(24).
ومنهم: شعيب الأرنؤوط قال تعليقاً على ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده من طريق أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال: اسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن مردانبه فقد أخرج له النسائي وهو ثقة(25).
وعلَّق على ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق حذيفة عن النبيِّ (ص): "أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل قال قلت بلى قال فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربه ان يسلم علي ويبشرني انَّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وانَّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" علَّق بقوله: صحيح(26).
وعلَّق على ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق حذيفة عن النبي (ص): "فانَّ جبريل جاء يُبشِّرني انَّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" علَّق بقوله: صحيح(27).
هذه أقوال بعض علماء العامة في سند الحديث، ولولا الخشيةُ من أنْ ينتاب القارئَ الكريم الضجرُ والسآمة لاستعرضنا أقوال الكثير منهم إلا انَّ فيما ذكرناه غنىً لمن ألقى السمع وهو شهيد.
مدلول الحديث الشريف:
والمتحصَّل هو انَّ صدور فقرة: "انَّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" من الحديث النبوي الشريف من المسلَّمات بين الفريقين، وبه يثبت انَّ الحسن والحسين (عليهما السلام) هما أفضلُ الأوَّلين والآخرين إلا مَن استُثني، ولا تصحُّ دعوى الاستثناء ودعوى أفضليَّة أحدٍ من عباد الله عليهما إلا مع قيام نصٍّ ثابتٍ صدوره لدى الفريقين، وتقريب ذلك:
المقدمة الأولى:
انَّ أهل الجنة ليسوا من أمة النبيِّ محمد (ص) وحسب بل هم من أمته (ص) ومن أمم كل الأنبياء الذين سبقوا نبينا الكريم (ص) من لدن آدم (ع) فإذا كان الإمامان الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فهما سيدا شباب أهل الجنة الذين كانوا من أمم الأنبياء السابقين وسيدا شباب أهل الجنة الذين هم من أمة النبي الكريم (ص) إلى أنْ يرث الله الأرض ومن عليها.
هذه هي المقدمة الأولى وهي مقدمة واضحة لا مساغ للتردُّد في صوابيَّتها، فالقرآن مليئٌ بالآيات المصرِّحة بأنَّ الجنة سيدخلها كلُّ من آمن بالأنبياء واتَّبع دينهم وشرائعهم.
المقدمة الثانية:
إنَّ الذين أفاد الحديث الشريف انَّ الإمامين سيدان لهم ويفوقانهم فضلاً هم شباب أهل الجنة، فلفظ الشباب أُضيف -في الحديث- لأهل الجنة، وذلك ظاهرٌ في إرادة المتَّصفين بوصف الشباب في الجنة أي حين يكونون في الجنة، فكما انَّ الظاهر من مثل قولنا: المتنبي أفضل شعراء الدولة العباسية هو إرادة تفضيل المتنبِّي على المتَّصفين بوصف الشعراء في حقبة الدولة العباسية كذلك فإنَّ الظاهر من الحديث الشريف هو تفضيل الإمامين على المتَّصفين بوصف الشباب في الجنة، وليس المراد من شباب أهل الجنة هم كلُّ مؤمنٍ يموت شابَّاً، فإنَّ المؤمن الذي يموت شابَّاً لا يكون متَّصفاً بأنَّه من أهل الجنة إلا مجازاً أي بلحاظ الأوْل، فلأنَّ مآله سينتهي بالجنة لذلك يُوصف مجازاً بأنَّه من أهل الجنة، فوصفه بأنَّه من أهل الجنة خلاف الأصل وخلاف الظاهر إلا مع قيام القرينة على إرادة المعنى المجازي.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ اضافة اسمٍ أو وصفٍ لشيء ظاهرٌ في أمرين:
الأمر الأول: هو تعنون ذلك الإسم أو الوصف بالشيء المضاف إليه أي اتَّصافه بذلك الشيء المضاف إليه، فحينما يُقال: جاء غلامُ زيد فإنَّ معنى ذلك هو مجيء الغلام المتَّصف بأنه لزيد، فالغلام اتَّصف بأنَّه لزيد بمقتضى الإضافة.
الأمر الثاني: هو فعليَّة تلبُّس الموصوف بتلك الصفة بلحاظ ظرف الإسناد، فحينما يقال غلام زيد فإن ظاهره فعلية تلبُّس الغلام بوصف انَّه لزيد، فلو لم يكن لزيد ولكنَّه سيُصبح لزيد بعد موت أبيه أو بعد البيع، فإنَّ اضافة الغلام لزيد في هذا الفرض يكون خلاف الظاهر، فلا يُصار إليه إلا بقرينة.
ثم إنَّ المراد من فعليَّة تلبُّس الموصوف بالصفة هو الفعليَّة بلحاظ ظرف أو حال الإسناد سواءً كان ظرف الإسناد هو ظرف النطق بالإسناد كما في المثال السابق أو كان ظرف الإسناد مغايراً لظرف النطق بالإسناد فالمدار هو فعليَّة تلبُّس الموصوف بالصفة في حال الإسناد، لذلك حينما يقال: هذا المشفى لعلماء البلد، فإنَّ الظاهر من هذه الجملة انَّ هذا المشفى هو للمتلبِّسين بوصف علماء البلد حين ارتيادهم للمشفى، فهذا هو معنى فعلية التلبُّس بالوصف بلحاظ ظرف الإسناد، فظرف الإسناد هو حين ارتياد المشفى، فإذا كان الرجل متَّصفاً بأنَّه من علماء البلد في ذلك الظرف فهو ممن يكون معنيَّاً بقولنا: المشفى لعلماء البلد، أي لو كان حين التلفُّظ والنطق بالجملة المذكورة ليس من علماء البلد كما لو لم يكن من العلماء أو لم يكن من ذلك البلد ولكنَّه حين ارتياده للمشفى كان من علماء البلد فإنَّه يكون مصداقاً للجملة المذكورة. لأنَّ وصف شيءٍ بشيء ظاهر في إرادة فعليَّة تلبُّس ذلك الشيء بالوصف بلحاظ ظرف الإسناد.
وبذلك يتَّضح انَّ المراد من شباب أهل الجنة هم المتلبسون بهذا الوصف بلحاظ ظرف الإسناد، وحيث انَّ ظرف الإسناد هو دخول الجنة فيصدق هذا العنوان على من مات كهلاً أو شيخاً ولكنَّه دخل الجنة شاباً فهو من شباب أهل الجنة فيكون الحسن والحسين (ع) سيداه لأنَّه من شباب أهل الجنة.
ويُؤيِّد ظهور الحديث الشريف في إرادة فعليَّة التلبُّس بوصف انَّهم من شباب أهل الجنة في ظرف دخول الجنة انَّ الحديث ظاهرٌ في انَّ الإمامين شابان، لأنَّ ذلك هو المناسب لاعتبارهما سيدا شباب أهل الجنة، فكما انَّه حين يُقال: زيدٌ زين الشباب أو سيد الشباب وهندٌ سيدة الفتيات انَّ زيداً شابٌ وانَّ هنداً فتاة، فكما انَّ ذلك هو الظاهر من المثالين فكذلك قوله (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" فإنَّه ظاهر في انَّ الحسن والحسين (ع) شابان، فلو كان الوصف بلحاظ ظرف النطق بالحديث لكان إطلاق الشابين على الحسن والحسين غير صادق لأنَّهما حين النطق بالوصف كانا صغيرين دون عمر الشباب بمراتب، وكذلك لو كان الوصف بلحاظ الموت -كما ادعي- لكان وصف الإمامين بالشابين غير صادق، فالإمام الحسن(ع) استُشهد بعد ان شارف على الخمسين والإمام الحسين(ع) استُشهد وعمره الشريف قد تجاوز الخامسة والخمسين على أقل الروايات.
ومن ذلك يتبيَّن جليَّاً انَّ وصفهما بالشابين إنَّما كان بلحاظ ظرف الإسناد وهو دخول الجنة وليس بلحاظ ظرف النطق بالحديث ولا بلحاظ ظرف الموت وهما في ظرف الإسناد شابان حقيقة.
ومما ذكرناه يتَّضح ان المراد من الحديث الشريف انَّ الإمامين الحسن والحسين (ع) سيدان لكلِّ مَن يكون شاباً في الجنة، ولأنَّه ثبت انَّ أهل الجنة كلَّهم يكونون في عمر الشباب لذلك يثبت انَّ الحسن والحسين سيدان لعامة أهل الجنة سواءً كانوا شباباً في الدنيا أو كانوا كهولاً أو شيوخاً.
وأما دعوى انَّ أهل الجنة يكونون جميعاً في عمر الشباب فهي دعوى مسلَّمة عند الفريقين، وقد نصَّت عليها العديد من الروايات الصحيحة والحسنة:
منها: ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: "يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جردا مُرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين".
وعلَّق الشيخ شعيب الأرنؤوط على سند الرواية بأنَّه حسن بطرقه وشواهده(28).
ومنها: ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده أيضاً بسنده عن معاذ بن جبل قال: قال نبي الله (ص): "يبعث المؤمنون يوم القيامة جردا مردا مكحلين بني ثلاثين سنة".
ورواه من طريق آخر عن معاذ بن جبل انَّه سال النبيَّ (ص) أو سمع النبيَّ (ص) يقول: يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جرداً مُرداً مكَّحلين بني ثلاثين أو ثلاث وثلاثين".
وعلَّق الشيخ شعيب الأرنؤوط على سند الروايتين بأنَّ كلاً منهما حسنٌ لغيره (29).
ورواه الترمذي في سننه بسنده عن معاذ بن جبل(30).
وعلَّق الهيثمي في مجمع الزوائد على رواية أحمد الأخيرة بأنَّ اسنادها حسنٌ متصل ثم قال: وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): "يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكَّحلين". رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيِّد وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً بيضاً جعداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين .." رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن(31).
وقال الزيعلي في تخريج الأحاديث والآثار: الحديث الخامس: عن رسول الله (ص) قال: "يدخل أهل الجنة جرادا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين" قلت: رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنَّفه في صفة الجنة، وأبو يعلى الموصلي في مسنده والطبراني في معجمه الصغير وفي الوسط في حرف الميم، والبيهقي في البعث والنشور عن يزيد بن هارون وعفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبيِّ (ص) قال: "يدخل أهل الجنة الجنةَ جرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين .." انتهى ورواه الثعلبي بهذا الإسناد ومن طريقه البغوي قال ابن حاتم في علله: قال أبي ورواه أبو سلمة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن النبيِّ (ص) قال: وكلاهما صحيحان(32).
وقال الألباني في السلسة الصحيحة تعليقاً على ما وصفه بحسنه الترمذي: "يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جردا مُرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين" قال: وهو صحيح بمجموع طرقه وشواهده(33).
ووصفه بالصحيح في كتابه صحيح وضعيف الجامع الصغير(34) ووصفه بالصحة أيضاً في كتابه صحيح الجامع الصغير(35).
ومنها: ما رواه الترمذي في الشمائل المحمدية(36) بسنده عن الحسن قال: "أتت عجوز إلى النبيِّ (ص) فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: يا أم فلان! إنَّ الجنة لا تدخلها عجوز، قال: فولَّت تبكي. فقال: أخبروها أنَّها لا تدخلها وهي عجوز، إنَّ الله تعالى يقول: ﴿إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء / فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا / عُرُبًا أَتْرَابًا﴾(37)".
وعلَّق الألباني على سند الحديث في كتابه مختصر الشمائل بأنه حسن(38).
وثمة رواياتٌ أخرى لكنَّه ونظراً للتسالم على انَّ أهل الجنَّة يدخلونها في عمر الشباب لذلك نكتفي بهذا المقدار.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور1- فيض القدير شرح الجامع الصغير -المناوي- ج3 / ص550.
2- نظم المتناثر في الحديث المتواتر ص196.
3- سلسلة الأحاديث الصحيحة -محمد ناصر الألباني- ح796 ج2 / ص295.
4- المستدرك على الصحيحين -الحاكم النيسابوري- ج3 / ص166.
5- المستدرك على الصحيحين -الحاكم النيسابوري- ج3 / ص167.
6- المستدرك على الصحيحين -الحاكم النيسابوري- تعليقة الذهبي-ج3 / ص182.
7- المستدرك على الصحيحين -الحاكم النيسابوري- تعليقة الذهبي ج3 / ص429.
8- سنن الترمذي -الترمذي- ج5 / ص321.
9- صحيح وضعيف سنن الترمذي -الألباني- ج8 / ص268.
10-سنن الترمذي -الترمذي- ج5 / ص326.
11- صحيح وضعيف سنن الترمذي -الألباني- ج8 / ص281.
12- صحيح ابن حبان -ابن حبان- ج15 / ص412-413.
13- كشف الخفاء -العلجوني- ج1 / ص358.
14- تاريخ الإسلام -الذهبي- ج5 / ص96.
15- تاريخ الإسلام -الذهبي- ج4 / ص35-36.
16- سير أعلام النبلاء -الذهبي- ج3 / ص251-252.
17- البداية والنهاية -ابن كثير- ج8 / ص224/225.
18- مجمع الزوائد -الهيثمي- ج9 / ص184.
19- سبل الهدى والرشاد -الصالحي الشامي- ج11 / ص46.
20- صحيح وضعيف ابن ماجه -الألباني- ج1 / ص190.
21- صحيح وضعيف الجامع الصغير -الألباني- ج1 / ص47.
22- صحيح وضعيف الجامع الصغير -الألباني- ج13 / ص440.
23- صحيح وضعيف الجامع الصغير -الألباني- ج1 / ص63، ج1 / ص79، ج6 / ص155، ج9 / ص467.
24- صحيح وضعيف الجامع الصغير -الألباني- ج12 / ص438.
25- مسند أحمد -الإمام أحمد بن حنب- ج3 / ص3، تعليقة شعيب الأرنؤوط.
26- مسند أحمد -الإمام أحمد بن حنبل- ج5 / ص391، تعليقة شعيب الأرنؤوط.
27- مسند أحمد -الإمام أحمد بن حنبل- ج5 / ص392، تعليقة شعيب الأرنؤوط.
28- مسند أحمد -الإمام أحمد بن حنبل- ج2 / ص295، تعليقة شعيب الأرنؤوط.
29- مسند أحمد -الإمام أحمد بن حنبل- ج5 / ص232، تعليقة شعيب الأرنؤوط.
30- سنن الترمذي -الترمذي- ج4 / ص88.
31- مجمع الزوائد -الهيثمي- ج10 / ص398.
32- تخريج الأحاديث والآثار -الزيعلي- ج3 / ص408.
33- السلسلة الصحيحة -الألباني- ج6 / ص486.
34- صحيح وضعيف الجامع الصغير -الألباني- ج29 / ص32.
35- صحيح الجامع الصغير -الألباني- ج1 / ص370.
36- الشمائل المحمدية -الترمذي- ص131.
37- سورة الواقعة / 35-37.
38- مختصر الشمائل المحمدية -الترمذي- ج1 / ص128.
المواضيع المتشابهه
سند ومدلول: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)
العرض العادي
