بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وال محمد
وهل النجاة والتوحيد إلا في الحب
روى الشيخ الصدوق )رضوان الله عليه) في كتابه القيم (عيون أخبار الرضا) (عليه السَّلام) بسنده عن مولانا الامام الرؤوف علي بن موسى الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، طوبى لمن أحبّك وصدّق بك، وويل لمن أبغضك وكذّب بك.
ثم بين (صلى الله عليه وآله) صفات محبّي علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) مشيراً الى محبة الملائكة وجنود الله جلّ جلاله في السموات والأرضين لهؤلاء الذين إستجابوا للأمر القرآني بمحبة قربى الرسول وأهل بيته الطاهرين، فقال (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السَّلام): محبّوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك، وهم أهل الدين والورع والسمت الحسن، والتواضع لله عزَّ وجلَّ، خاشعة أبصارهم، وجلة قلوبهم لذكر الله عزَّ وجلَّ.
هذا هو حال محبّي علي، الصادقين في علاقتهم بالله عزَّ وجلَّ، بذلك يصفهم الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله)، ثم يعرّفنا بمنشأ هذا التوحيد الخالص الذي يتجسّد في سلوكياتهم فيشير الى أن خلوص توحيدهم ناشئ من أنهم أخذوه من وصية المرتضى (عليه السَّلام) ومن أئمة العترة المحمدية، بعد أن ترسّخ حبهم في القلوب فتأسوا بهم (عليهم السَّلام) وهم خلفاء الحبيب المصطفى.
قال (صلى الله عليه وآله) في تتمة حديثه لأمير المؤمنين (عليه السَّلام): وقد عرفوا حقّ ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحناً عليك وعلى الأئمة من ولدك.
وكما لاحظتم فإن نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) يشير في المقطع السابق من حديثه المبارك الى آثار معرفة حق الولاية لأمير المؤمنين وسائر أئمة العترة المحمدية وظهور بركات مودتهم (عليهم السَّلام) على سلوكيات المحبّين، بحيث تجعلهم من عباد الله الصالحين كما يصرّح بذلك في تتمة حديثه.
نعم، فقد قال (صلى الله عليه وآله) واصفاً عمق عبودية محبّي علي (عليه السَّلام) وصدق طاعتهم لله ورسوله، قال: يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به أولوا الأمر منهم، متواصلون، غير متقاطعين، متحابّون غير متباغضين.
ويختم سيدنا وحبيبنا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حديثه المحكم في بيان منازل أهل مودّة أئمة الولاية المحمدية العلوية الحقة، فيشير الى إحتفاء الله عزَّ وجلَّ بهؤلاء المحبين المخلصين وتأييده لهم فيقول: إن الملائكة لتصلّي عليهم وتؤمّن دعائهم، وتستغفر للمذنب منهم وتستوحش لفقده الى يوم القيامة.
جعلنا الله وإياكم من المتقرّبين الى الله عزَّ وجلَّ بصدق المودة لمحمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
وبصدق التمسك بولايتهم والتأسي بهم والإستشفاع بهم في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.