العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف)
منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً


شروط الانتظار الحقيقي في عصر الغيبة

منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-2022, 12:12 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي شروط الانتظار الحقيقي في عصر الغيبة

؛ بقلم المرجع الجوادي الآملي

شفقنا العراق- تطرق المرجع الديني آية الله الشيخ عبدالله الجوادي الآملي لشروط الانتظار الحقيقي في عصر غيبة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

لا يسعى الإنسان إلى انتظار شخص أو شيء إلّا إذا كان يترقّب منه أمراً ما؛ لأنّ ما كان مجهولاً لديه يُعدّ بالنسبة إليه أمراً غريباً، لا يتعلّق به قلبه بسهولةٍ. في المقابل، بقدر ما تكون المعرفة أجلى وأكثر صواباً، بقدر ما يكون انتظار ذلك أعمق وأقوى وحقيقته أعلى.

والناس في عصر غيبة الوجود المبارك لصاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، إمّا أن يكونوا من زمرة المنتظرين، وإمّا أن يكونوا من غير المنتظرين؛ أي من المتحيّرين في وادي الضلالة والجاهليّة. ولهذا الانتظار جملة من الشروط، نطلّ عليها في هذه المقالة.

الاعتقاد بالمنجي الموعود
لا شكّ في أنّ الأرض مستنيرة بنور مصباح الهداية وضياء الإمام المعصوم عليه السلام، وأنّ الخلائق في ضيافة مائدة الرحمة وواسطة الفيض؛ أعني: الإنسان الكامل بلا انقطاع.

وقد أشارت جملةٌ من الروايات إلى هذا المعنى الأصيل كما عن الإمام الصادق عليه السلام:

“إنّ اللّه أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمامٍ عادلٍ”1

. لقد كان الوجود المستمرّ للإمام المعصوم والخليفة الإلهيّ مورد تأكيد في أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام حتّى جاء عنهم عليهم السلام:

“لو بقيت الأرض بغير إمامٍ لساخت”2،

وعنهم أيضاً: “لم تخلُ الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجّةٍ لله فيها: ظاهرٍ مشهورٍ أو غائبٍ مستورٍ. ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّةٍ لله فيها. ولولا ذلك لم يُعبَد الله”3.

وعلى هذا الأساس، يرتكز الاعتقاد الراسخ لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام على هذا المبنى الحاكم؛ أعني: أنّ الأرض لا تخلو من حجّةٍ، وأنّه في كلّ عصرٍ يوجد إمامٌ معصومٌ يعيش بين عباد الله، ويكون خليفةً لله وحجّةً له على عباده.

ولذا، تشكّل ولادة الحجّة الغائب المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف ووجوده عقيدةً راسخةً وعميقةً عندهم. كما أنّ وجه الاختلاف بين أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام وبين غيرهم من المؤمنين بظهور المنجّي الموعود -كما تقدّم سابقاً- في أصل وجود الموعود، وإلّا فإنّ من عداهم يعتقد أيضاً بالمنجّي الموعود.

تفادي ميتة الجاهليّة
ومن شروط الانتظار الحقيقي، بعد الاعتقاد بوجود الموعود، يلزم معرفته وعرض الإنسان روحه ونفسه عليه وعلى خدمته؛ لغرض تعميق حقيقة الانتظار، وإليه الإشارة فيما أفاده رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم من أنّ حياة وموت مَن لا يعرف إمام زمانه حياةٌ وميتةٌ جاهليّةٌ:

“مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّةً”4.

والسرّ فيه: أنّ الموت عصارة الحياة، وكلّ فرد يموت وفق ما حيي عليه، ومن مات ميتةً جاهليّة يكون قد عاش كذلك؛ إذ لا يمكن لمن يعيش حياةً عقليّةً أن يموت ميتةً جاهليّةً. وتشير الآيات القرآنيّة إلى جملة من التعاليم التي تؤكّد ضرورة أن يعيش المسلم حياةً عقليّةً، فاطِماً نفسه عن الحياة والموت الجاهليّين.

لقد أوصى الأنبياء عليهم السلام الناس جميعاً بالموت على الإسلام، كما ورد في القرآن الكريم على لسان إبراهيم الخليل ويعقوب عليهما السلام.

قال تعالى: ﴿ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ 5.

كما يوصي اللّه المؤمنين بأن لا يموتوا إلّا مسلمين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ 6.

فمن لم يعش في ظلمات الجاهليّة، بل عاش حياةً “طوبى” عقليّة، فقد عرف إمام زمانه معرفة صحيحة، وأدرك أنّه مظهرٌ لقوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ … ﴾ 7.

فيكون زمام تمام الأمور بيده بإذن اللّه. وفي ظلّ هذه المعرفة ينجو من الحياة والموت الجاهليّين، وينال حياةً عقليّةً، كما ينال الموتَ على الإسلام، فيكون في حياته منتظراً حقيقيّاً لإمام زمانه.

معرفة الإمام وولايته
ليس المراد بمعرفة الخليفة الإلهيّ وإمام كلّ عصر مجرّد المعرفة الأوّليّة القائمة على أساس معرفة حَسَبه ونسبه إلى جانب المعرفة التاريخيّة له، فيكون المرء على معرفة باسم الإمام ونسبه وتاريخه، فيتوهّم أنّه نال المعرفة الباعثة على الحياة والإحياء المنجيّة من الموت الجاهليّ، بل الحياة العقليّة ثمرةٌ لمعرفة الإمام والاعتقاد بالولاية ومعرفة الشخصيّة الحقيقيّة للإمام مع طاعته.

“الأمل رحمة لأمّتي“
وايضا من شروط الانتظار الحقيقي، لحقيقة الانتظار، التي هي من أعظم العبادات، انسجام مع الأمل وافتراق عن الرجاء المذموم المحض.

وقد صرّح القرآن الكريم بأنّ الأمنيّة من الخرافات: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ … ﴾ 8.

والأمنيّة هي ذلك الرجاء الذي لا يرافقه عملٌ وسعي دؤوب. وأمّا الرجاء، فهو ثمرة قابلة للنموّ منسجمة مع المقدّمات، من قبيل رجاء أُمّ في نموّ ابنها ورشده، ورجاء غارس شجرةٍ في ازدهار زرعه؛

فإنّ مَن انعقد لها هذا الرجاء لم تقصّر في إرضاع ابنها ومدّه بوسائل النموّ اللازمة، أو تعهّد هذه النبتة الطريّة بما يساعد على اشتداد عودها على النموّ والرسوخ، ومدّها بجميع ما تحتاج إليه من سماد وماء وعناية.

عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: “الأمل رحمةٌ لأمّتي، ولولا الأمل ما رضّعت والدة ولدها، ولا غرس غارسٌ شجراً”9.

قيمة المُنتظر
ترتبط قيمة الانتظار بقيمة المنتظر، وحرمة الترقّب بمقدار تأثير المترقّب، مع أنّ لصاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف تأثيراً أعمّ من معارف الوجود والعدم.

كما أنّ المسائل الباحثة عمّا ينبغي وما لا ينبغي وما يتوسّط بينهما أعمّ من الإنسان وغيره، ونِصاب قدرته هو تغيير الظلم والجور الذي لوّث العالم بالعدل والقسط، واستحالة جهنّم الحارقة بنار القوى -التي كانت سبباً في امتلاء حياة البشر بغبار الظلم ودخان الطغيان بيد الانتقام الإلهيّ- إلى نار هامدة؛

لتُبنى على أنقاضها جنّة مشفوعة بالمساواة والعدل والأُخوّة والإنصاف. ومعه تكون ساحة انتظار المنتظرين شاملة لدائرة البشريّة جمعاء؛

وذلك أنّ جميع البشر يعيشون على شعاع أمل بزوغ شمس العدل والحريّة، وقد عال صبرهم لمشاهدة هذا الطلوع 10 11.

المرجع الشيخ عبدالله الجوادي الآملي/مجلة بقية الله، العدد 352- مركز الإشعاع الإسلامي


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتظار, الحقيقي, الغيبة, شروط

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا الانتظار؟ سيد فاضل منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 5 20-08-2019 08:41 AM
أمل على أجنحة الانتظار صدى المهدي احباب الحسين للشعر الحسيني 1 05-06-2019 12:49 AM
فضل الانتظار العلوية ام موسى الاعرجي منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 0 25-12-2014 07:59 PM
أمد الغيبة وأهل زمان الغيبة وأيامها دون غيرهم من أهل الازمنة.. الـدمـع حـبـر العـيـون منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 9 26-06-2013 12:23 AM
الانتظار في عصر الغيبة حبيبة الزهراء منتدى الامام الحجه (عجّل الله فرجه الشريف) 4 25-06-2009 06:47 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين