العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للتاريخ والحضارات > قسم الشخصيات اللامعه
قسم الشخصيات اللامعه يختص بالسير الذاتيه للشخصيات اللامعه القديمه والحديثه وبكل أصنافها


في ذكراها الـ43.. ماذا تعرف عن قضية اختفاء موسى الصدر؟

قسم الشخصيات اللامعه


إضافة رد
قديم 03-09-2021, 11:04 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي في ذكراها الـ43.. ماذا تعرف عن قضية اختفاء موسى الصدر؟




في ذكراها الـ43.. ماذا تعرف عن قضية اختفاء موسى الصدر؟


تقرير خاص- تمر 31 أغسطس/آب الذكرى 43 لاختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، ولا تزال ملابسات اختفائه غامضة حتى بعد سقوط نظام القذافي، لاسيما أن المسؤولين السابقين أدلوا بتصريحات متناقضة بشأنه.

وما هي الحقيقة المخفية والحلقة الأهم في تفسير خلفيات عملية اختفاء الإمام موسى الصدر في زيارة دعي إليها إلى ليبيا، التي كانت بقيادة العقيد معمّر القذافي في نهاية آب (أغسطس) 1978 بالنسبة إلى ما يجري حاليا في ليبيا وفي العالم العربي والشرق الأوسط؟

على الرغم من أن هذه القضية المؤلمة جداً للكثير من اللبنانيين وأبناء المنطقة، وخصوصاً لعائلات الإمام الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين (رفيقيه في الاختفاء) وإلى الأكثرية الساحقة من أبناء الطائفة الشيعية في لبنان والعالم العربي، فإن خلفيات هذه القضية ما زالت غامضة مع أن أسئلة كثيرة طُرحت حول أسباب هذا الاختفاء والمسؤولية عنه وإذا ما كانت نفذته جهة واحدة أو جهات وعن دور إسرائيل فيه.

صَدَرَ مؤخراً كتاب بعنوان “الحقيقة المخفية” كتبه الصحافي والمحلل السياسي الإيطالي فاوستو بيفيني اوليفانو وترجمته إلى العربية ونشرته “مؤسسة الشيخ محمد يعقوب للتنمية” يضم أجوبة كثيرة حول هذه القضية ويشمل مقابلات مع عدد من الشهود العرب والإيطاليين الذين كانوا في ليبيا لدى وقوع هذا الاختفاء أو الذين ارتبطوا بالقادة الثلاثة عائلياً وفكرياً. وجرت هذه اللقاءات في إيطاليا ولبنان وأماكن أخرى.

وقد كلّفَ أبناء الشيخ يعقوب (في عام 2010) الصحافي اوليفانو بوضع الكتاب. وبعد نشره باللغة الإيطالية في مطلع عام 2011 خلال فترة شهرين وتحمُّس الكاتب لترجمته إلى العربية، توفي المؤلف عن عمر لم يتعد 49 عاماً وعثرت عليه الشرطة الإيطالية في شقته متوفياً في ظروف غامضة.

هذا ما ورد في تمهيد الكتاب الذي كتبه نجل الشيخ يعقوب الدكتور علي محمد يعقوب. وبالتالي، وبعد التدقيق في ما ورد فيه، قررت “مؤسسة محمد يعقوب” ترجمته ونشره بالعربية لكون قضية الاختفاء ازدادت غموضاً وارتبطت أكثر فأكثر بما يجري حالياً في لبنان والمنطقة.

يقول اوليفانو في الفصل الأول إن قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه مرتبطة بشكل وثيق باختلاف مشروع الإمام الصدر، مع مشروع العقيد القذافي، بالنسبة إلى دعم المقاومة الفلسطينية في لبنان (خصوصا في الجنوب) بعد الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني واحتلال أجزاء منه لفترة في عام 1978. فالقذافي كان قد نصّب نفسه قائداً للمواجهة الفلسطينية والعربية مع إسرائيل فيما الإمام الصدر كان قد بدأ في إنشاء نواة لمقاومة لبنانية ميدانية مسلحة وسياسية تأخذ مصالح أبناء لبنان عموما والجنوب (أكثرية سكانه من المسلمين الشيعة) في الاعتبار، وتعتمد خططاً سلمية خدماتية (بالإضافة إلى المقاومة المسلحة) هي في حاجة أيضاً للدعم.

يقول المؤلف في الصفحة (37) ان الإمام الصدر اعتقد انه في زيارته إلى ليبيا آنذاك سيقنع العقيد القذافي بمساعدة مقاومته في لبنان بتمويلها وإمدادها بالسلاح، وتجاوز الإمام آنذاك تحذير “المجلس الإسلامي الشيعي اللبناني” إزاء تلك الزيارة معتقداً ان القذافي كان في كنف الرئيس الجزائري هواري بو مدين الملتزم مشروع التحرير الفلسطيني ـ اللبناني، وبالتالي ذهب مطمئناً إلى طرابلس ولم يعُدْ.

الكاتب يعتقد في الفصل الثاني أن خلافاً كان قائما بين حركة “أمل” العسكرية ـ الخدماتية التي أسسها الإمام الصدر، و”الحركة الوطنية اللبنانية” وحليفتها المقاومة الفلسطينية، وأن أطرافاً سياسية لبنانية من مختلف الطوائف كانت تتهم بعض المنظمات الفلسطينية (في سبعينيات القرن الماضي) بالسعي لإقامة دولة فلسطينية في لبنان.

ولكن الصدر لم يكن من هؤلاء (حسب المؤلف) بل على العكس كان يطرح “إفلاس إسرائيل (بلد الديانة الواحدة كما سماها) أمام لبنان، بلد تعدد الأديان” فاستقبلته سائر الجهات والكنائس والبابا بولس السادس. (ص 67)

في نظر الكاتب إذاً، كان العقيد القذافي مسؤولاً رئيسياً عن اختفائه بسبب مشادة حصلت بينه وبين الصدر حول المواقف أو بسبب سوء الاستقبال الذي لاقاه ورفيقيه خلال الزيارة وقرارهم السفر المبكر ومغادرة طرابلس الغرب. النائب اللبناني السابق حسن يعقوب (ابن الشيخ محمد يعقوب الذي كان في العاشرة من عمره عندما اختفى والده) قال في مقابلة مع اوليفانو في شباط (فبراير) 2010 ان اختفاء والده كان عملاً: “نظمته أجهزة مخابرات دول أخرى غربية وإقليمية وعربية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وقد أوكلت هذه الأجهزة لمعمر القذافي القيام بهذا العمل”. (ص 65)

ويَعتبرُ حسن يعقوب ان الصدر ووالده “جعلا لبنان جسراً بين دول الشرق والغرب بدلاً من إسرائيل”. (والده كان الناطق الرسمي باسم الصدر)

ويؤكد النائب السابق يعقوب ان الإمام الصدر توسط لدى البابا بولس السادس للسماح للإمام الإيراني روح الله الخميني بالإقامة المؤقتة على الأرض الفرنسية في تلك السنة، وقد تم هذا الأمر في 9 أيلول (سبتمبر) من عام 1978 بعد تسعة أيام على اختفاء الصدر.

إذن، تُطرح تساؤلات في الكتاب عن دور “السافاك” (المخابرات الإيرانية في عهد شاه إيران) في عملية اختفاء الإمام بالتعاون مع الموساد، علما أن الصدر دعم خلال حياته السياسية الرئيس جمال عبد الناصر كما ساهم (حسب الكتاب) بالتعاون مع حكومة لبنان وحكومات عربية ملتزمة، بإصدار مجلس الأمن القرار الدولي 425 الداعي إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد غزوها واحتلالها لتلك المنطقة في آذار (مارس) 1978.

ولا يوفر يعقوب الولايات المتحدة الأمريكية عبر اتهامها بإمكان ضلوعها في مشروع القذافي الليبي و”الإيراني ـ الموسادي” في عملية اختفاء الصدر الذي كان في امكانه ان يلعب دوراً فاعلاً وكبيراً في مواجهة المشروع الإسرائيلي في لبنان، الذي أدى بعد ذلك إلى احتلال الجنوب اللبناني حتى عام ألفين عندما حررته المقاومة اللبنانية.

ويؤكد الكاتب ومعظم الشهود (بمن فيهم النائب يعقوب) ان الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا ولا وصلوا إلى إيطاليا كما ادعى نظام القذافي، ولكن إيطاليا اقحمت في الموضوع بسبب مصالح وصداقة رئيس حكومتها آنذاك سيلفيو برلسكوني مع القذافي وعلاقة المخابرات الليبية في تلك الحقبة مع المخابرات الإيطالية.

ويؤكد الكاتب، في نهاية الفصل الثاني، ان اختفاء الصدر أدى إلى انشقاق في حركة “أمل” انطلقت على أثره حركة “امل الإسلامية” التي أصبحت لاحقاً حزب الله اللبناني. (ص 81).

وفي الفصل الثالث، يشير إلى ان اختفاء الصدر خلق أزمة وتظاهرات في لبنان تزامنت مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد الأولى بين مناحيم بيغين وأنور السادات عام 1978 ومع اكتشاف الموساد الإسرائيلي وجود معسكرات تدريبية لمجموعات لبنانية شيعية في بلدة الطيبة الجنوبية اللبنانية، وهذه المعسكرات كانت على الأرجح تابعة لحركة الإمام الصدر (ص 91).

وإذا كانت نظرية اختفاء الإمام في إيطاليا بعد سفره من ليبيا صحيحة (وهذا ما يستبعده الكاتب) فإن المسؤولين عن الاختفاء كانا إسرائيل والسافاك، ولكن الكاتب يرجح ان الإمام احتُجز في ليبيا في البداية.

وفي الصفحة (117) من الفصل الثالث يورد الكاتب ان القذافي طلب موافقة الصدر في مقابلتهما في طرابلس الغرب على إنشاء جيش أو منظمة عسكرية تواجه “جيش لبنان الجنوبي” بقيادة سعد الحداد أو تدعم “جيش لبنان العربي” المنشق عن الجيش اللبناني والمدعوم مادياً ولوجستياً من ليبيا، ولكن الصدر عارضَ هذا العرض لأنه رفض ان يُزجّ لبنان، في حمام دم فغضب القذافي منه ونشبَ شجارٌ كلامي عنيف بينهما أدى إلى توقيف الإمام مع مرافقيه.

الفصول (من الفصل الرابع إلى نهاية الكتاب) تشمل مقابلات للكاتب مع شهود إيطاليين ولبنانيين وليبيين حول ما إذا تواجد الإمام الصدر ورفيقيه في طائرة (اليطاليا 881) المتوجهة من ليبيا إلى روما في 31 آب (أغسطس) 1978. وأهم هذه المقابلات كانت مع صحافيين ومسؤولين لبنانيين التقوا الصدر في الفندق نفسه وكانوا في عداد وفد من “الحركة الوطنية اللبنانية” يزور طرابلس الغرب في مناسبة الاحتفالات بيوم الثورة الليبية ومنهم الصحافيون (آنذاك في جريدة السفير اللبنانية) بشارة مرهج ومنح الصلح وأسعد المقدّم، والقنصل اللبناني في طرابلس الغرب نزار فرحات. وخلاصة هذه اللقاءات ومضامين شهاداتهم في التحقيق أن جميعهم لم يقابلوا الإمام الصدر ورفيقيه بعد 31 آب (أغسطس) (تاريخ الاختفاء) مع أن فرحات كان يسعى للحصول على تأشيرات لسفر الوفد إلى فرنسا. وقد حاول الشهود الليبيون إثارة التساؤلات حول سفر الإمام إلى إيطاليا وتأكيد حصوله في شهادات اعتبرها المؤلف كاذبة إذ أشارت هذه الشهادات إلى أن هذا السفر قد تم بالفعل من دون أدلة مقنعة.

وقد وجّه رئيس الوزراء اللبناني (آنذاك) سليم الحص مذكرة استفسار إلى المسؤول الليبي عبد السلام جلود، أُضيفت إلى استفسارات “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان” فلم يحصل على إجابة مقنعة، وحاول جلود إلقاء اللوم على سلطات الشاه الإيراني في اختفاء الإمام في أوروبا. (ص 148)

ويؤكد المؤلف أن التواطؤ الإيطالي ظهر في كون تحقيقات القضاء الإيطالي في هذه القضية كانت تفتحُ وتُغلق بسرعة وبدون إعلام العائلات وممثليهم القانونيين. (ص 227)

وفي الصفحة (310) يورد الكاتب مقابلة مع شخصين يقول انهما مسؤولان في إعلام حزب الله في قيادته، أحدهما ركزّ على أن الصدر اختلف مع بعض القيادات الفلسطينية حول السياسة المطلوب اتباعها في الجنوب اللبناني والآخر على أن الموساد الإسرائيلي لعب دوراً في اختفاء الصدر بسبب تعاطف الإمام الكبير مع الفلسطينيين والمحرومين في لبنان وعدائه للصهيونية العالمية ولمشاريع الوزير الأمريكي هنري كيسنجر في المنطقة آنذاك. (ص 311 ـ 313)

يبقى ان الكاتب قال في الخاتمة جملة ربما أثرت في مواقف النائب اللبناني السابق حسن يعقوب ألا وهي: “هناك مَنْ يجب ان يتحمل المسؤولية، كائناً مَنْ كان الفاعل”. (ص343)

علماً ان يعقوب ساهم في استدراج هنيبعل معمّر القذافي إلى لبنان في السنوات الأخيرة حيث تم اعتقاله في ظل خلافات لبنانية حول مسؤولية هنيبعل عن القضية ومشروعية محاكمته.

فاوستو بيفيني اوليفانو: “الحقيقة المخفية“

مؤسسة الشيخ محمد يعقوب للتنمية، بيروت 2019

وُلد الإمام السيد موسى صدر الدين الصدر في الخامس عشر من نيسان عام 1928 في مدينة قم في إيران وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارسها الحديثة،كما تلقى دراسات دينية في كلية “قم” للفقه وتابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة طهران، وحاز الإجازة في الاقتصاد. أتقن الإمام الصدر اللغتين العربية والفارسية، وألّم باللغتين الفرنسية والإنكليزية. وفي العام 1954، انتقل سماحته إلى العراق، وبعد عام قدِم إلى لبنان أرض أجداده، وبقي في مدينة صور حيث مارس حياته الاجتماعية والسياسية واهتم بامور الناس المعيشية والحياتية وحظي بشعبية كبيرة على المستويات كافة.

بدأ الامام الصدر الرعاية الدينية والخدمة العامة في صور، موسعاً نطاق الدعوة والعمل الديني بالمحاضرات والندوات والاجتماعات والزيارات، متجاوزاً سلوك الاكتفاء بالوعظ الديني إلى الاهتمام بشؤون المجتمع. وتحرّك في مختلف قرى جبل عامل ثم في قرى منطقة بعلبك- الهرمل، يعيش حياة سكانها ومعاناتهم من الحرمان. ثم تجوّل في باقي المناطق اللبنانية، متعرّفاً على أحوالها ومحاضراً فيها ومنشئاً علاقات مع الناس من مختلف فئات المجتمع اللبناني وطوائفه، وداعياً إلى نبذ التفرقة الطائفية. وقاد سماحته حملة مطالبة السلطة اللبنانية بتنمية المناطق المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي، كما أن للإمام الصدر العديد من المؤلفات والكتب عدا عن المحاضرات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية القيمة.

وفي العام 1969، انتخب الإمام الصدر أول رئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وأسّس حركة المحرومين وأنشأ أفواج المقاومة اللبنانية أمل.

في شهر آب من عام 1978، وجّه الرئيس الليبي معمر القذافي دعوة للإمام الصدر لحضور عيد الثورة في طرابلس الغرب، فتوجّه الامام يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين إلى ليبيا، وشوهد للمرة الأخيرة هناك خارجاً من فندق الشاطئ في طرابلس الغرب مع رفيقيه في يوم الحادي والثلاثين من آب عام 1978، ولم يُشاهَد من بعدها إطلاقاً…

الإمام الصدر رافقه في رحلته سماحة الشيخ محمد يعقوب الذي ولد في اعام 1945 في بلدة مقنة البقاعية ودرس في مدرسة العاملية في بيروت ثم تخرج من الجامعة اللبنانية ونال إجازة في الرياضيات وأخرى في علوم الحياة ثم نال شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا بعنوان الاسلام بين الماركسية والرأسمالية كما نال دكتوراه فخرية من جامعة عين الشمس في القاهرة. كان اللقاء الأول بين الشيخ يعقوب والامام الصدر في منزل الشهيد محمد باقر الصدر في العراق ومن ثم رافقه في مسيرة حياته، لا سيما في زياراته الخارجية واللقاءات السياسية الهامة، وشغل الشيخ يعقوب مناصب عدة وأدواراً مختلفة في عدد من المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية والتربوية.

كما رافق الإمام الصدر في رحلة الغياب الصحافي عباس حسين بدر الدين الذي ولد في مدينة النبطية عام 1938 وعمل في مجال الصحافة منذ نشأته.

تعرف الى الإمام عام 1961 في مدينة صور، مركز انطلاقة الإمام، وتطورت العلاقة بينهما فأمسى مستشاراً معتمداً للإمام الصدر وأحد أبرز المقربين إليه، لا سيما رفيق رحلاته وجولاته في البلاد العربية ورافق الإمام الصدر في زيارات كثيرة.

اليوم وعلى الرغم من مرور أربعين عاماً على اختطافه ورفيقيه، فإن كشف مصير قضية الإمام الصدر يبقى أولوية لدى اللبنانيين والمسلمين ومحبيه وجمهوره..

إخفاؤه

بادر الإمام الصدر بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان بتاريخ 14/3/1978 إلى القيام بجولة على بعض الدول العربية داعيًا لعقد مؤتمر قمة عربي محدود يضم بعض الدول العربية بهدف الضغط على الاسرائيليين للإسراع في تنفيذ القرار 425 والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وبناءاً على إشارة خاصة من الرئيس الجزائري هواري بومدين؛ وصل الإمام الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 مع الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين بدعوة رسمية من سلطاتها في زيارة رسمية من أجل عقد اجتماع مع القذافي كما أعلن قبيل مغادرته لبنان، وحلوا ضيوفًا على السلطات الليبية في “فندق الشاطئ” بطرابلس الغرب.

أغفلت وسائل الإعلام الليبية أخبار وصول الإمام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين. وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا خلاف عادته في أسفاره حيث كان يكثر من اتصالاته الهاتفية يوميًا بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته. إضافة إلى أن عباس بدر الدين رافق الإمام بهذه الزيارة لتغطية أخبارها بواسطة “وكالة أخبار لبنان” التي يملكها، الأمر الذي لم يحصل.

موقف السلطات الليبية من الإخفاء

تفاعلت لقضيةإختفاء الصدر إعلاميًا ودوليًا، وعلى إثر اجتماع القذافي بياسر عرفات صدر البيان الليبي الرسمي بتاريخ 17/9/1978 بأن الإمام الصدر وأخويه غادروا ليبيا دون إعلام السلطات الليبية مساء 31/8/1978، إلى إيطاليا على متن طائرة “أليطاليا”.

التحقيق الأمني اللبناني

أوفدت الحكومة اللبنانية في 13/9/1978 بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا فاقتصرت مهمتها على إيطاليا. أثبت التحقيق الأمني الذي قامت به البعثة اللبنانية أن الإمام الصدر وأخويه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.

التحقيق القضائي الإيطالي الأول

وُجدت حقائب الإمام الصدر مع حقائب أخويه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين في فندق “هوليداي إن” في روما.

أجرت السلطات الأمنية والقضائية الإيطالية تحقيقات دقيقة انتهت بقرار قاضي تحقيق روما بتاريخ 1979/6/7 بحفظ القضية والذي تضمن الجزم بأن الإمام وأخويه لم يغادروا ليبيا بطائرة أليطاليا ولم يصلوا إلى إيطاليا بأية وسيلة نقل. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي المؤرخة في 19/5/1979 الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.

أبلغت الحكومة الإيطالية رسميًا، كلًا من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، والحكومة السورية والحكومة الإيرانية أن الإمام الصدر وأخويه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها “ترانزيت”.

التحقيق القضائي الإيطالي الثاني

مظاهرة نسائية احتجاجاً على تغييب الإمام الصدر

تقدمت السلطات الليبية من السلطات الإيطالية بطلب بتاريخ 15/2/1980 لإعادة التحقيق القضائي في القضية، معززة طلبها بتحقيق أمني ليبي باشرته بتاريخ 3/11/1979. وبعد تحقيقات واسعة أجراها القضاء الإيطالي مجددًا ووقف فيها على أدلة جديدة، وانتقل خلالها المحقق الإيطالي إلى ليبيا ثم لبنان حيث استمع في تحقيقاته إلى شهود عديدين بينهم أشخاص جالسوا الإمام الصدر وتحادثوا معه أثناء وجوده في ليبيا، أصدر القضاء الإيطالي قراره النهائي بمطالعة النيابة العامة في روما تاريخ 20/12/1981 وقرار قاضي التحقيق تاريخ 28/1/1982 المتوافقين، والمتضمنين تثبيت نتيجة التحقيق الإيطالي الأول، مؤكدًا أن الإمام وأخويه لم يدخلوا إلى إيطاليا وحتى لم يعبروا أي من موانئها الجوية والبحرية والأرضية (ترانزيت) للوصول إلى بلد آخر. بالإضافة إلى إعلان تزييف التحقيق الأمني الليبي.

القضاء اللبناني

ادعت النيابة العامة التمييزية في القضية بجريمتي الفتنة والحض على النزاع بين الطوائف في لبنان. وأصدر القاضي رحمة قراره الظني بتاريخ 18/11/1986 متضمنًا الأدلة وشهادات الشهود على إخفاء الإمام وأخويه داخل الأراضي الليبية وعلى أن أشخاصًا آخرين انتحلوا شخصياتهم وزيفوا آثارًا لدخولهم الأراضي الإيطالية. وانتهى القرار بتأكيد اختصاص القضاء اللبناني للنظر في القضية وبإصدار مذكرة تحرٍ دائم توصلًا لمعرفة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في الجرائم موضوعها.

وفي 21/8/2008 أصدر قاضي التحقيق العدلي سميح الحاج قرارًا اتهاميًا طلب خلاله إنزال عقوبة الإعدام بحق معمر القذافي وستة من كبار معاونيه بمقتضى المادة 569/218 من قانون العقوبات اللبناني لجهة التحريض على خطف وحجز حرية كل من سماحة الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، وأصدر أيضًا مذكرات إلقاء قبض بحق كل من المدعى عليهم ومذكرات تحرٍ دائم للأحد عشر منهم الآخرين لمعرفة كامل هوياتهم تسهيلًا لجلبهم إلى القضاء العدلي والتحقيق معهم. في هذه المرحلة لم ينجح القضاء اللبناني في تعميم مذكرات التوقيف عبر الإنتربول.

وفي تاريخ 15/10/2011 وبعد تأجيل جلساتها لعدة مرات وذلك لعدم اكتمال هيئة المجلس العدلي، اكتملت الهيئة وشكلت أول جلسة لمحاكمة القذافي وأعوانه في جريمة خطف وحجز حرية الإمام الصدر وأخويه. خلال الجلسة قرر المجلس اعتبار المتهمين السبعة فارين من وجه العدالة ومحاكمتهم غيابيًا ووضع مذكرات إلقاء القبض الصادرة بحق كل منهم قيد التنفيذ…. “وأثبتت مسؤولية معمر القذافي في ارتكاب جريمة خطف وحجز حرية الإمام وأخويه وطالبت بإدانة القذافي وأعوانه وإنزال أشد العقوبة بهم وإلزامهم بإطلاق سراح الإمام وأخويه فوراً”. في الختام قرر الرئيس سامي منصور ختم المحاكمة على أن يصدر قرار المحكمة في 18/11/2011.

اعتراف القذافي الرسمي

في خطابه السنوي في 31/8/2002 أقر القذافي، بخلاف كل تصريحاته السابقة، بأن الإمام الصدر اختفى في ليبيا مما حدا بمنظمة العفو الدولية إلى تضمين إقراره هذا في تقريرها السنوي للعام 2003 القسم الخاص بليبيا حيث جاء فيه “أن القذافي اعترف رسميًا… بأن الإمام الصدر اختفى في ليبيا أثناء زيارة سنة 1978”.

الاجراءات اللبنانية بعد سقوط القذافي

في 24/9/2011 تصاعدت مواقف مستائين من تقصير المسؤولين اللبنانيين مطالبةً الحكومة اللبنانية بالتحرك الفوري “لإنقاذ الإمام وأخويه ورأت أن حراك الحكومة لا يتناسب مع جدية القضية وتسارع الأحداث في ليبيا، وأن الفرصة لا تزال مؤاتية لتعويض ما فات”.

في 23/10/2011 غادر وفد لبناني إلى ليبيا لإجراء الاتصالات وتمهيد زيارة وزير الخارجية وعاد الوفد إلى لبنان بتاريخ 30/10/2011 بعد أن أجرى محادثات مع المسؤولين في المجلس الإنتقالي، وزير العدلية ومسؤولين آخرين ووعدوهم إيلاء هذه القضية الأولوية والمتابعة اللازمة. نتيجة ذلك أعلن رئيس المجلس الانتقالي تشكيل لجنة ليبية للتحقيق في قضية إخفاء الإمام وأخويه.

اعترافات هنيبعل القذافي

في ١٤ كانون الثاني ٢٠١٧ نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية مقالاً عرضت فيه المعلومات التي أدلى بها القذافي في قضية الامام الصدر، فقد اتّهم القذافي عبد السلام جلّود _الرجل الثاني بعد معمّر بـ”الجريمة”. أما عن هوية من يملك الرواية الكاملة لقضية الصدر من ألِفها إلى يائِها، فردّ هنيبعل بأنهم ثلاثة: شقيقه المسجون في ليبيا سيف الإسلام القذافي، وعبد السلام جلود، فيما الثالث هو شقيقه المعتصم الذي قُتل خلال الأحداث في ليبيا.

وفي خلاصة الجلسة، أصرّ القذافي على أنّه غير مطّلع على المرحلة الأخيرة في قضية الإمام الصدر. وقد طلب المحقق العدلي الاستماع إلى إفادة شاهد سرّي يملك اطّلاعاً واسعاً على دور هنيبعل في السجن السياسي، باعتبار أن الإمام الصدر سُجن فيه لفترة.

المنابع: صحف ومواقع












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2021, 11:41 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

أحسنت اخي العزيز












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2021, 11:52 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : سيد فاضل المنتدى : قسم الشخصيات اللامعه
افتراضي

سلمكم الله












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد الغدير بصوت السيد موسى الصدر سيد فاضل احباب الحسين لليوتيوب والمرئيات الاخرى YouTube 4 20-08-2019 08:21 PM
زهراء ذكراها بالسماء مخلد السيدة ام يقين احباب الحسين للشعر والخواطر 5 01-05-2013 10:12 AM
صورة نادرة للامام موسى الصدر ديجيتال قسم الصور الدينيه 2 21-10-2009 11:01 AM
موسى الصدر مازال حيا ابو اديان المنتدى الاسلامي العام 0 08-09-2009 05:27 PM
السيد موسى الصدر محـب الحسين قسم الشخصيات اللامعه 7 26-03-2009 08:14 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين