أيّ القلوبِ لهولِ وقعةِ (كربلا) بلهيبِ نيرِانِ الجوى لم تُسجَر؟
ما إن ذكرتُ مصابَكمْ إلّا هَمَتْ عـيـنـي كـمـنهلِّ الحيا المتحدّرِ
ما ذاكَ دمـعُ الـمُـقـلـتـيـنِ وإنَّما هـيَ مُهجتي تجري بقانٍ أحمرِ
الشاعر
هادي بن أحمد بن حسن الحلي المعروف بـ (النحوي) عالم وشاعر، ولد بالحلة في بيت له تاريخ مع العلم والأدب، وتعد (من الأسر العريقة بالحلة المعروفة بالعلم والثقافة والتقوى، برع الكثير من الأعلام منهم في أوائل القرن الثالث عشر في النجف ولا يزالون إلى اليوم بين الحلة والنجف).
والنحوي هو نجل الشاعر أحمد النحوي (توفي 1183 هـ / 1770 م) وأخ الشيخ محمد رضا النحوي وقد وصف الأستاذ علي الخاقاني في طليعة كتابه شعراء الحلة الشيخ أحمد وولديه بالقول: (نال أحمد النحوي مكانة بين أقطاب العلماء ورمقه الكثير من الشعراء ويكفيه من منزلته أنه خرج من مدرسته جماعة منهم ولديه محمد الرضا والهادي وهما من أساتذة شعراء عصرهم).
درس النحوي على يد والده الذي قال عنه السيد محسن الأمين: (من كبار العلماء وأئمة الأدب) وبعد وفاة والده هاجر النحوي مع أخيه الأكبر محمد رضا إلى النجف الأشرف ودرس فيها على يد السيد محمد مهدي بحر العلوم وكانت له معه مساجلات شعرية، وبعد وفاة بحر العلوم عاد النحوي إلى مسقط رأسه في الحلة وبقي فيها حتى وفاته ودفن في النجف الأشرف. وإليه تعود الأسرة المعروفة بـ (آل الشاعر) في النجف الأشرف.
قال عنه السيد جواد شبر: (كان من الفضلاء المبرَّزين والشعراء المجيدين طويل النفس للغاية وشعره حلو الانسجام بديع النظام .... وكان متضلعاً في علمي الرواية والدراية والحديث حافظاً للسير والآثار حتى لقب بـ (المحدث)
وقال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلاً أديباً، بارعاً وشاعراً، حسن الشعر مقله حلو الانسجام بديع النظام)
وقال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (المتاح من شعره قليل خاض به الأغراض المألوفة، مثل: الرثاء، والمديح، وتقريظ الكتب والقصائد والرسائل كما مارس التخميس. شعره حسن جزل الصياغة، يظهر تأثره بموروث الشعر العربي القديم، وقد ضمن قصائده بعضاً منه، كما ظهر ذلك في معجمه اللغوي وفي صوره، ويتسم شعره بطول النفس ومتانة التراكيب).
ترجم له السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة)، والشيخ علي كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة في طبقات الشيعة)، والسيد جواد شبر في (أدب الطف)، وعلي الخاقاني في (شعراء الحلة)، و(موسوعة التراجم والأعلام)، وإميل يعقوب في (معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة)، وكامل سلمان الجبوري في (معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002)، والحاج حسين الشاكري في (علي في الكتاب والسنة والأدب)
شعره
قال من قصيدة متوسِّلاً بأمير المؤمنين (عليه السلام):
مـولايَ يـا سـرَّ الـحــقا ئقِ كمْ كشفتَ غطاءها
مولايَ يا شمسَ الـمـعـا رفِ كمْ أنرتَ سناءها
مـولايَ يـا بـابَ الـعـلـو مِ وأرضَها وسمــاءها
يا قـطبَ دائـرةِ الـوجـو دِ فكمْ أدرتَ رحــاءها
وبـيـومِ خـيــبرَ قد حملـ ـتَ مــن الإلـهِ لـواءها
فـكـشفتَ عن وجهِ النبـ ـيِّ مـحـمـدٍ غــمَّـــاءها
ولكمْ جلوتَ من الخطو بِ وقد دجتْ ظلماءها
لـلـعـبـدِ عـنـدكَ حـاجةٌ يـرجــو لـديكَ قضاءها
أودتْ بـجـسـمـيَ عـلةٌ جَـهَــلَ الأســاةِ دواءها
والـنـفسُ قد تلفتْ أسىً وأتــتـكَ تـشـكـو داءها
وافـتـكَ راجـيـةً فـحـقّـ ـق يـا رجــايَ رجاءها
وقال متوسِّلاً بالإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام):
أمولايَ يا موسى بن جعفرَ ذا التقى ومـن بـابـهِ لـلـنـاسِ بـابُ الـحـوائجِ
أتـيـتُـكَ أشـكـو ضـرَّ دهـرٍ أصـابني وكدّرَ من عـيشي وسـدَّ مـنـاهـجـي
وأخرجني عن عقرِ داري وجيرتي وما كنتُ لولا الضيقُ عنهمْ بخارجِ