العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


الخطاب القرآني في النهضه الحسينية

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-2021, 02:19 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي الخطاب القرآني في النهضه الحسينية

الخطاب القرآني في النهضه الحسينية؛ بقلم د. السيد نذير الحسني


شفقنا العراق-كثيرةٌ هي جوانب النهضة الحسينية وزواياها وأبعادها، فهي كانت وستبقى محطّ أنظار العلماء والمفكّرين والباحثين والكُتّاب والخطباء من كل المشارب والاتجاهات، الذين أثاروا بأبحاثهم ونظرياتهم وأفكارهم بعض دفائنها وكنوزها الثمينة، ولكنها ظلّت وستظلّ عصيةً على النفاد والنضوب، وهذا في واقع الأمر آية من آيات الإعجاز الدالة على إلهية هذه النهضة المباركة وكمالها ومقدار ما قُدّم فيها من تضحيات، ولعلّ من أروع ما يمكن بحثه في أبعاد هذه النهضة الحسينية المباركة، هو إبراز الخطاب القرآني لهذه النهضة وكيفية انطباعه في مبادئها وحركتها وأهدافها، فقد وظّف قائدها منهج القرآن الكريم وأساليبه وأهدافه في خطاباته وسلوكياته حتّى استشهاده، فهي ثورة قرآنية على لسان المعصوم (عليه السلام)، قابلة للتوظيف مرّة أُخرى سيراً على نهجه وخطاه في مواجهة الظلم والطغيان؛ لتحقيق الإصلاح والسلام في هذه المعمورة، خصوصاً وأنّ هذه الآيات لا تموت بموت مَن نزلت فيه، ولا تقف على المصاديق التي طبّقها المعصوم (عليه السلام)، كيف ذلك وقد نقل الإمام الباقر(عليه السلام) لها خصوصية لم تكن تتوفر في كتاب من الكتب السماوية أو غيرها، عندما قال: «ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم، ثمّ مات أولئك القوم ماتت الآية؛ لما بقيَ من القرآن شيء، ولكن القرآن ‏‏يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض‏»[1]، وفي رواية: «يجري كما تجري الشمس والقمر»[2].

فمن هذا الفهم المعصومي للقرآن وآياته ننطلق في فضاء رحب للبحث عن مصاديق القرآن في كل زمان وآن، خصوصاً وهو يجري كما تجري الشمس بأشعة جديدة في كل يوم لما فيها من انفجارات حادثة وغير متكررة. فهذا هو منهج المعصومين (عليهم السلام) في فهم القرآن وتطبيقه على مصاديقه.

من هنا نجد لزاماً علينا بحث الخطاب القرآني في النهضة الحسينية وفق هذا المنهج، فالآيات القرآنية التي استعملها وطبّقها الإمام الحسين (عليه السلام) هي في الحقيقة مصداق من مصاديق جريان هذا القرآن كجريان الشمس والقمر.

وقبل الدخول في ذلك ولأجل إيضاح الصورة أكثر لا بدّ من التركيز على النقاط الآتية:

النقطة الأُولى: الحديث في هذا البحث لا يقتصر على الآيات القرآنية فقط، وإنّما يشمل الخطاب القرآني بشكل عامّ، فتارةً يذكر الإمام الحسين (عليه السلام) آية قرآنية واضحة وصريحة ونصّها موجود في القرآن، وأُخرى يلوّح من خلال توظيفه للكلمات والجمل الواردة في الآيات القرآنية، فقوله (عليه السلام): «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً»[3] هو توظيف لكلمات في الآيات القرآنية من قبيل قوله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[4]، وغير ذلك من الكلمات التي ذكرها الإمام (عليه السلام) ووظّفها لمحاربة أعداء الإصلاح والإنسانية. فعنوان البحث شامل لكل الكلمات التي ذكرها الإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره في هذه النهضة، والتي لها جذور قرآنية.

النقطة الثانية: لغرض بيان الخطاب القرآني في هذه النهضة لا بدّ من بيان دور القرآن في المواجهة، فالقرآن الكريم له أدوار مختلفة في المواجهة بين الحق والباطل، ففي حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كانت المواجهة والحرب قائمة على القرآن وليست بالقرآن، فهي مواجهة بين مَن يُريد أن يُقيم منهج القرآن في هذه المعمورة، وبين الجاهلية التي تُريد اقتلاع الإصلاح والحرية والإنسانية منها، وهذا ما برز على لسان عتاة الجاهلية عندما خاطب حمزة سيّد الشهداء وهو في قبره، فقال له: «يا حمزة، إنّ الأمر الذي كنت‏‏ تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم»[5]، فلا توجد سماء أو قرآن أو نبوّة في قاموس هؤلاء، فهو ملك عضوض.

ولمّا جاء دور أمير المؤمنين وولده الحسن (عليهما السلام) تحوّلت الحرب إلى حرب بالقرآن بين مَن يُريد أن يُطبّق مناهجه وفق مصاديق حقيقية خالية من التحريف والتزوير، وبين مَن يُريد تحريفه؛ ولهذا كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو إلى عدم مواجهة هؤلاء بالآيات لمِا لهم من قُدرة على تحريفها عن مصاديقها الحقيقية، فكان (عليه السلام) يقول لأحد أصحابه: «لا تُخاصمهم بالقرآن، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه»[6]. فالحرب كانت في الآيات وتطبيقاتها وفي النهاية فهي حرب بالقرآن وليست على القرآن.

وعندما جاء دور الحسين (عليه السلام) ـ بعدما استولى يزيد على مقاليد الحكم ـ تحوّلت الحرب من جديد إلى حرب على القرآن، ومن جملة ما يدلّ عليه مقولة الإمام الحسين (عليه السلام) الشهيرة: «على الإسلام السلام؛ إذ قد بُليت الأُمّة براعٍ مثل يزيد»[7]، وكذلك خطاب الحوراء زينب (عليها السلام) التي نفت فيها صفة الإسلام عن هؤلاء، عندما وقفت بالقرب من مصرع أخيها وقالت: «أَما فيكم مسلم؟!»[8]، وهي كلمة دقيقة.

وهذا هو حفيد عتاة الجاهلية نفسه قد أعادها مرّة أُخرى عندما قال:[9]

لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل

فالحرب عادت من جديد على القرآن، خصوصاً وأنّ يزيد لم يترك مقدّساً من المقدّسات إلّا وانتهك حرمته، فالجيش الذي هجم على الكعبة ورماها بالمنجنيق، هو جيش متكامل يمثّل أُمّة، وليس يزيد وحده مَن فعل ذلك، والذين دخلوا إلى المدينة واستباحوا حرمتها ثلاثة أيّام يمثّلون أُمّة، وهناك العشرات من القرائن تدلّ على أنّ هناك حرباً على القرآن والمقدّسات قام بها النظام الحاكم ومَن تبعه، وهم ليسوا شخصاً أو شخصين أو ثلاثة وإنّما أُمّة كاملة.

وعليه؛ لا بدّ في هذه الحال أن يكون موقف الإمام الحسين (عليه السلام) هو موقف الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) نفسه؛ إذ عاد الأمر من جديد ليقوم الحسين (عليه السلام) بشخصية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏ من أجل المواجهة، وهذا أيضاً يُستكشف من خلال الآيات التي ذكرها الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً، فقد ذكر لعن اليهود، ولعن الطوائف المختلفة، وذكر الكفار في بعض الآيات القرآنية التي استعملها، كل ذلك يُستكشف منه أنّ الحسين (عليه السلام) كان يقوم بهذا الدور المحمّدي الذي قام به النبي (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏.

فالدارس للخطاب القرآني في النهضة الحسينية عليه أن يعرف مستوى التشابه في المواقف والظروف التي مرّ بها الإسلام بين زمان النبي(صلّى الله عليه وآله) وزمان حفيده السبط (عليه السلام)، وهذا الأمر ما أكّده الإمام الحسين(عليه السلام) عندما قال له النضر بن مالك: «يا أبا عبد الله، حدّثني عن قول الله (عزّ وجلّ): (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ …)؟ قال: نحن وبنو أُميّة اختصمنا في الله (عزّ وجلّ)، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله، فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة»[10]، فالمواجهة بين الطرفين في زمان السبط الشهيد (عليه السلام) كانت شبيهة في ظروفها وطبيعتها بالمواجهة بين الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وبين الجاهلية بكل عتاتها وجبابرتها.

النقطة الثالثة: المادة العلمية المدروسة في هذا البحث التي تنطوي تحت عنوان: (الخطاب القرآني في النهضة الحسينية) شاملة لكلمات قائد هذه النهضة وأنصاره وأهل بيته، سواء كان ذلك قبل استشهاده (عليه السلام)، أم بعده كالخطب والكلمات التي نطق بها الركب الحسيني في مسيره من كربلاء إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، ثمّ العودة إلى كربلاء، ثمّ إلى المدينة، فكل تلك الخطب والكلمات التي لها جذور قرآنية تنطوي تحت عنوان هذا البحث. نعم، قد لا نتطرّق إليها جميعها مراعاة للاختصار، ولكن هذا لا يعني خروجها عن هذا المضمار.

النقطة الرابعة: يمكننا أن نقطع أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد ذكر عدداً كبيراً من الآيات القرآنية، باعتبار أنّه‏ (عليه السلام) قد استلم الإمامة لمدّة عشر سنوات، وتحدّث في مواضيع كثيرة، وتعرّض إلى أسئلة متعددة، وهذا ليس على مستوى الاحتمال، وإنّما على مستوى التحقيق، يعني هناك جمع لهذه الآيات القرآنية التي تحدّث عنها الإمام (عليه السلام)؛ إذ هناك كلمات كثيرة سُئل فيها عن القرآن، وعن النبيّ، وعن الإمامة، وعن التوحيد، وذكر في ذلك مجموعة من الآيات القرآنية، فإذا نظرنا إلى أنّ القرآن كوحدة تصبّ في هدف واحد وهو بناء الإنسان والمجتمع الصالح، يمكن أن نقول: إنّ هذا عنوان كلّي نستطيع أن ننطلق منه لتوحيد كل الآيات القرآنية التي ذكرها الحسين (عليه السلام)، أمّا إذا أردنا أن نضع كل الآيات في جهة واحدة هي جهة النهضة، كما حاول بعض الكُتّاب والباحثين، فهذا يكشف عن عدم معرفة، وعدم اطّلاع، أو عدم بحث وتحقيق في الحركة الحسينية في مدّة عشر سنوات، وإنّما اقتُصر على بعض الآيات في الحركة الحسينية لمدّة ستة أشهر، وهذه إشكالية موجودة وشبهة طُرحت عند بعضٍ من أنّ الحسين (عليه السلام) أخذ من القرآن تلك الآيات التي تدلّ على النهضة وترك العدد الكبير من غيرها.

إذاً؛ هناك فرق بين أن ننظر نظرة مجموعية موضوعية إلى كل هذه المدّة، وبين أن ننظر إلى مدّة ـ وهي مدّة الستة أشهر ـ لها أهدافها وظروفها ودلالاتها ومعانيها، وباعتقادنا إذا كان هناك جامع للآيات القرآنية التي ذكرها الإمام الحسين (عليه السلام) طيلة عشر سنوات، فهو الجامع نفسه الذي كان يهدف من خلاله القرآن الكريم، وهو بناء الإنسان الصالح كهدف جزئي، وبناء المجتمع الصالح كهدف كلّي.

منهج دراسة الخطاب القرآني في النهضة الحسينية

قبل الدخول في تقسيمات هذا المنهج يجب التذكير بأمرين أساسيين:

الأول: سوف أركّز الحديث في تقسيم الآيات على ما استعمله الإمام الحسين (عليه السلام) ووظّفه من آيات قرآنية أو كلمات لها جذور قرآنية، وهذا لا يعني أنّ البحث يقتصر على ذلك فقط، وإنّما هو شامل أيضاً للآيات القرآنية المصرّح والملوّح بها في هذه النهضة من قِبل أنصاره ـ كما بيّنا سابقاً ـ وخصوصاً ما ذكره المتحدّثون في الركب الحسيني حول هذه النهضة.

الثاني: إنّ هناك فرقاً بين الاستعمال والتوظيف، فقد تُستعمل آية قرآنية في حدثٍ مُعيّن ولكن لا تستطيع أن توظّفها توظيفاً صحيحاً يتناسب مع كل الظروف والحالات التي تُحيط بذلك الحدث، وربطها بالأهداف التي تسعى إليها، فالتوظيف ليس فقط إرسال رسالة بأنّ هذا الحدث مشابه لما تتحدّث به هذه الآية أو تلك، وإنّما جني ثمار هذا التشابه بشكل كامل من خلال محاكاة الحدث بكل حالاته، وربط الأهداف التي تسعى إليها من خلال هذا الاستعمال، فالإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره قد استعملوا الكثير من الآيات تصريحاً تارةً وتلويحاً أُخرى، ووظّفوها توظيفاً ينسجم مع الحدث الذي واجهوه، ومع الأهداف التي سعوا إلى تحقيقها، ومن هنا نجد أنّ هناك تقسيمات مختلفة للآيات المصرّحة والملوّحة التي استُعملت في النهضة الحسينية ووُظّفت لتحقيق تلك الأهداف، وهذه التقسيمات هي كالآتي:

التقسيم الأوّل: تقسيم الآيات حسب نوعية المخاطَب، فالإمام الحسين (عليه السلام) خاطب شرائح مختلفة، خاطب الأُمّة وذكر آيات قرآنية فيها دلالات مُعيّنة، وخاطب مَن ادّعى أنّه ناصح له وذكر آيات قرآنية، وخاطب أنصاره وذكر آيات قرآنية، وخاطب أهل بيته وذكر آيات قرآنية، وخاطب النظام الحاكم وذكر آيات قرآنية، وخاطب المغرّر بهم وذكر آيات قرآنية.

هذا التقسيم مع ذكر هذه الآيات وتوزيعها يكشف لك وجود دلالات مختلفة ومعاني متعددة في هذه الآيات.

التقسيم الثاني: تقسيم الآيات القرآنية على أساس أسباب نزولها، فهناك آيات ذكرها الإمام الحسين (عليه السلام) منها ما نزل في مواقع النصر، ومنها ما نزل في مواقع الهزيمة، آيات نزلت في تحديد عناصر القوّة، وآيات نزلت في تحديد عناصر الضعف.

التقسيم الثالث: هناك آيات خاطب الإمام (عليه السلام) بها العقول، وآيات خاطب بها العواطف، فالنهضة الحسينية كانت شاملة في خطابها للعواطف والعقول، وإثارتها والتأثير فيها، سواء كان الخطاب موجّهاً لعقول المتواجدين وعواطفهم في ذلك الزمان أم الأزمنة اللاحقة.

التقسيم الرابع: تقسيم الآيات بحسب الأماكن، فهناك آيات ذكرها(عليه السلام) في المدينة، وهناك آيات ذكرها في مكة، وهناك آيات ذكرها قبل حركته، وهي مهمّة جدّاً؛ لأنّ إمامته (عليه السلام) دامت عشر سنوات، من سنة خمسين للهجرة إلى ستين، ونحن نحتفظ منها بستة أشهر فقط، وهي حركته من شهر رجب إلى شهر محرّم، أمّا هذه السنوات العشرة لإمامته فما زالت ـ مع الأسف الشديد ـ تحتاج إلى البحث والتحليل وذكر الآيات التي قيلت فيها، فإنّ هناك الكثير من الآيات التي استعملها الإمام الحسين (عليه السلام) في تلك المدّة، وكان يتحرّك في أماكن متعددة في مكة والمدينة والعراق، بل قد تحرّك في أكثر من ثماني وثلاثين منطقة وذكر فيها آيات متعددة، وكل منطقة كان يُخاطبها بأسلوب وبطريقة مختلفة، فعندما يخاطب المدينة ليس كما يخاطب مكة؛ باعتبار أنّ المدينة علوية في هواها وتوجهها وفكرها، وهذا معروفٌ في النصوص، حتّى أنّ بعض مَن أراد أن ينكّل بالمدينة وبالمدنيين حاول أن يتلاعب بالقرآن الكريم في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ …)[11]، «فكان يعطف قوله: (وَالأَنصَارِ) على قوله: (وَالسَّابِقُونَ) ، وكان يحذف الواو من قوله: (والَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ)»[12]؛ لكي لا يكون الأنصار من السابقين الأوّلين.

كما أنّهم دفعوا الأموال والرُّشى للشعراء للحطِّ من موقعية الأنصار في الأُمّة وتجريدهم من كل امتياز، فقد قال شاعرهم الأخطل:

«ذهبت قريش بالمكارم والعُلى واللؤم تحت عمائم الأنصار

فبلغ الشعر النعمان بن بشير، فدخل على معاوية، فحسر عن رأسه عمامته، وقال: يا أمير المؤمنين، أترى لؤماً؟ قال: بل أرى كرماً وخيراً، وما ذاك؟ قال: زعم الأخطل أنّ اللؤم تحت عمائمنا…»[13].

هذه كلّها أبيات شعرية مدفوعة الثمن، تكشف لك عمق الهوّة بين المسلمين آنذاك باختلاف المناطق والأماكن.

فالإمام الحسين (عليه السلام) كانت له خطابات قرآنية موزّعة على الأماكن والمواقع، تختلف من مكان إلى مكان ومن موقع إلى آخر، وهذا الاختلاف له دلالته وله وظائفه، وهناك آيات خاطب بها الإمام الحسين (عليه السلام) أهل الكوفة، وخاطب أهل الشام، وخاطب بها مناطق مختلفة، ولكل منطقة نمط خاصّ يختلف عن الأُخرى، بل إنّ أمزجتهم وطريقة تعاملهم مع الأحداث الإسلامية تختلف أيضاً، فمن الحكمة أن تختلف طريقة مخاطبتهم أيضاً.

التقسيم الخامس: تقسيم الآيات بحسب نوعية العدو المخاطَب، فالإمام الحسين (عليه السلام) خاطب أعداءً تختلف نوعية عدائهم للإمام (عليه السلام) من شخص لآخر، ومن ثقافة لأُخرى، فمنهم مَن كان من أهل الشام، ومنهم مَن كان من الكوفة، وآخرون من المدينة، وجماعة من مكة، وهكذا، فهذا التقسيم ينوّع الخطاب بتنوّع أعداء الإمام، فتارةً يُخاطبهم خطاباً فيه آية قرآنية فيها احتجاج ومحاججة، وأُخرى فيها إقناع، وثالثة فيها دفاع عن الحقوق المسلوبة منذ زمن النبي (صلّى الله عليه وآله)، فتارةً يذكّر العدو بالإمامة، وأُخرى يذكّره بموقعه من الرسول (صلّى الله عليه وآله) ونسبه منه، ورابعة يذكّره بسيرته وسيرة الإمام الذي يجب أن يحكم المسلمين، كل ذلك يرجع إلى نوعية العداء الذي يحمله المخاطَب.

هذا، ويمكن إضافة تقسيمات أُخرى بمقدار ما يتوفر من مادة علمية ووثائق تحدّث بها الإمام الحسين (عليه السلام)، فيمكن التقسيم على أساس المواضيع، فهناك آيات ذكرها في التوحيد، وآيات ذكرها في النبوّة، وآيات ذكرها في المعاد، ولكن المهم والأساس هنا أن لا ننظر فقط إلى الآيات التي ذكرها بشكل صريح، ولكن ننظر إلى الكلمات التي لوّح فيها إلى تلك الآيات القرآنية، فهناك عدد كبير من الكلمات لوّح وأشار فيها إلى مواضيع مختلفة.

مثالان تطبيقيان

1ـ من الآيات التي استعملها الإمام الحسين (عليه السلام) ووظّفها في خطابه قوله تعالى: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[14].

هذه الآية نزلت في أُحد، أي: في حالة الهزيمة وليس في حالة الانتصار، وبهذا المضمون نفسه مع اختلاف مهم نزلت آية أُخرى في بدر، ولكن دلالتهما ووظيفتهما ـ مع تقارب الألفاظ ـ تختلف في كلا الموردين، ففي أُحد نزلت كما ورد في الآية المتقدّمة من آل عمران، وفي بدر نزلت هكذا: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)[15]، فهناك تقديم وتأخير، فمرّة الأمن هو الذي سبّب النعاس، ومرّة النعاس هو الذي سبّب الأمن، فالخائف عندما ينام يذهب عنه الخوف، ولكن الآمن بكمال الأمان والاطمئنان يؤدّي به ذلك إلى النعاس.

هذه الآية استعملها الإمام الحسين (عليه السلام) ووظّفها عندما خاطب أصحابه، فقد أعطاهم صفة شهداء أُحد الذين قاتلوا دون الرسول (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏، والذين كانوا لا يعرفون للخوف معنى حتّى ينزّل عليهم الله سبحانه وتعالى النعاس، كما كانوا في بدر؛ إذ كانوا على درجة من الخوف، وإذا استعرضنا كلمات المشاركين في بدر نجد هذا الخوف واضحاً، والنصائح التي قُدّمت للرسول (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏ في عدم المواجهة واضحة أيضاً، وبخلافهم أولئك الذين قاتلوا وقُتلوا في أُحد، وبقوا صامدين، فقد أعطاهم القرآن صفة تختلف عن الصفة التي أعطاها لأصحاب بدر؛ إذ قال تعالى: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ).

نعم، صحيح أنّ المواجهة في أُحد كانت خاسرة، لكن الأشخاص الذين واجهوا في أُحد لم يكن لهم نظير طيلة المدّة الإسلامية التي عاشها النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏؛ وعليه فإنّ توظيف هذه الآيات من قِبل الحسين‏ (عليه السلام) هو إشارة إلى الجنبة الشخصية والصفات التي كانت عليها تلك الثُّلة التي قاتلت واستُشهدت مع الرسول (صلّى الله عليه وآله)،‏‏‏ فقد تكررت هذه الصفات مع الحسين (عليه السلام)، تلك التي تتخذ الأمن والاطمئنان طريقاً إلى النعاس في أشدّ حالات المواجهة التي تتزلزل لها الجبال؛ وعليه فالإشارة ليست إلى نتيجة الحرب، وإنّما إلى مطابقة المواصفات الشخصية لأصحاب الحسين (عليه السلام) مع المواصفات الشخصية لأصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏، أُولئك الذين استُشهدوا في أُحد، كحمزة (عليه السلام) وأصحابه ممَّن وقف ذلك الموقف في تلك المعركة.

ثمّ أعطى الإمام الحسين (عليه السلام) تفاصيل أُخرى لطائفة ثانية من خلال قوله تعالى: (وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ)، هذه الطائفة هي طائفة المصالح، فيها مَن يتشبّه بالصالحين ويتلبّس بثيابهم ويقدّم نصيحة للحسين (عليه السلام)، كما فعل عبد الله بن أُبي في معركة أُحد عندما أشار إلى الرسول‏ (صلّى الله عليه وآله)‏‏‏ بأن لا يخرج من المدينة، «ثمّ إنّ الصحابة ألحّوا على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في أن يخرج إليهم، فغضب عبد الله بن أُبي من ذلك، فقال: عصاني وأطاع الوِلدان، ثمّ لمّا كثر القتل في بني الخزرج ورجع عبد الله بن أبيّ، قيل له: قُتل بنو الخزرج. فقال: هل لنا من الأمر من شيءٍ. يعني: أنّ محمداً لم يقبل قولي حين أمرته بأن يسكن في المدينة ولا يخرج منها»[16].

إذاً؛ هناك أعداد كثيرة في زمن الإمام الحسين (عليه السلام) ـ من الذين تلبّسوا بثياب الصالحين وتشبّهوا بهم ـ قدّموا نصائح له (عليه السلام) في وقت كانت تختفي في داخلهم حالة التردد والخوف والتراجع.

فالحسين (عليه السلام) في هذه الآية قسّم المجتمع إلى قسمين: مجتمع معه، وهذا له صفات خاصّة، ومجتمع ليس معه، وهذا الأخير لا يقتصر على أولئك الذين قاتلوا الحسين (عليه السلام) فقط، بل يشمل كذلك الذين أهمّتهم أنفسهم، كأصحاب المصالح والمترددين والمتفرّجين الذين نصحوا الحسين (عليه السلام)، كل هؤلاء قد أهمّتهم أنفسهم؛ لأنّ مصالحهم الشخصية هي التي تقدّمت على مبادئهم، وهناك مناكفة وجدلية بين المصالح والمبادئ، فالمصالح تعيش لنفسها، وتجعل كل شيء لأجل المصلحة الشخصية، فالدين وكل شيء يصبح وسيلة من وسائلها، بينما المبادئ تعيش لغيرها، وتجعل كل شيء لأجل الدين، بما فيه الحياة السياسية.

فالإمام الحسين ‏(عليه السلام) يستشهد بقوله تعالى: (وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)، وكل هذه الآيات لها دلالات وظّفها الحسين (عليه السلام) توظيفاً رائعاً جدّاً، والطائفة التي قد أهمّتهم أنفسهم كلّها مشمولة بالعبارة: ‏«‏لعن الله أمّةً سمعت بذلك فرضيت به‏»؛ لأنّها تردّدت وشكّكت وتفرّجت.

2ـ من الآيات التي خاطب بها الإمام الحسين (عليه السلام) الأُمّة قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)[17].

الإمام الحسين (عليه السلام) يستشهد هنا بقوله تعالى: (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)، وهذا يعني أنّ الوضع قد وصل إلى درجة الانحطاط بعدم وجود تناهٍ عن المنكر، بل توجد منافسة على عمل المنكر، مما يدلّ على أنّ الرؤية أصبحت غير واضحة تماماً؛ إذ أصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً!

هذه الآية تتحدّث عن تناهٍ اجتماعي، فإذا دققنا النظر في القرآن نجد هناك كتابين للإنسان، كتاب يُشير إليه قوله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)[18]، فجميع الدلالات والألفاظ في هذه الآية هي دلالات وألفاظ شخصية، فالكتاب كتاب شخصي.

لكن هناك كتاب مجتمعي تحدّث عنه القرآن الكريم أيضاً، كتاب يتحدّث عن حساب جماعي ومجتمعي، يعني: أنّ هناك حساباً يُشير إلى دور الإنسان في المجتمع وليس دوره في حالته الخاصّة، هذا الحساب تقول عنه الآية: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[19]. هذه ألفاظ جماعية اجتماعية، وهو كتاب يُشير إلى دور الإنسان في بناء مجتمعه.

فعندما يأمر الإنسان بالمنكر ولا يأمر بالمعروف، هذا فيه جنبة شخصية، لكن عندما يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً تأتي الآية القرآنية التي وظّفها الحسين (عليه السلام): (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)، وقد رُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: «كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ فقال: نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل له: يا رسول الله، ويكون ذلك؟ قال: نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟»[20].

هذا أُنموذج ممّا ذكره الإمام (عليه السلام) من الآيات، وهناك آيات قرآنية كثيرة جدّاً استعملها الإمام الحسين (عليه السلام) ووظّفها في خطابه وكلماته، وهي بحاجة إلى شرح وتوضيح كبيرين.

خاتمة

هناك دعوتان أردت أن أقدمها في هذا المجال:

الأُولى: دعوة إلى مراكز الدراسات والجامعات بكل مستوياتها، والتي يدخل هذا الموضوع في دائرة تخصّصها، بأن يقوموا بنفض الغبار عمّا أراده الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضته، وخصوصاً فيما يرتبط بالقرآن الذي كان محور حركته ومنطلقها، علماً أنّ الظلامة التي حلّت بالإمام (عليه السلام) وأنصاره يدخل جزء كبير منها في إخفاء هذه الحقائق وعدم نفض الغبار عنها، والظلامة الكبرى عندما نجد أنّ الحسين (عليه السلام) استلم الإمامة لمدّة عشر سنوات ولم يحفظ لنا التاريخ من هذه المدّة إلّا مدّة ستة أشهر، وهي مدّة خروجه من المدينة إلى مكة، ثمّ إلى كربلاء، بل حتّى في هذه المدّة القصيرة التي قضى منها أربعة أشهر في مكة لم نجد إلّا شيئاً يسيراً من خطبة أو خطبتين، فهي ظلامة كبيرة وحصار إعلامي كبير على الخطب والكلمات التي نطق بها الإمام (عليه السلام) طيلة مدّة إمامته، والمسؤول المباشر لكشف هذه الظلامة هو مراكز الدراسات والجامعات والمتخصّصون بهذا الشأن.

الثانية: دعوة إلى القنوات الفضائية الهادفة ـ التي تحمل الفكر الإسلامي الأصيل منهجاً ورسالةً ـ أن تتحمل مسؤوليتها في نشر هذه الأفكار، من خلال محاضرات ولقاءات وبرامج تلفزيونية موجّهة لكل الفئات العمرية؛ لتركيز مفاهيم هذه النهضة في سلوكياتهم، وتحويلها من مفاهيم إلى أخلاق وقيم وسلوكيات يتعامل بها الناس، ويجب عدم الوقوف عند حدود نقل المفاهيم من ذهن إلى آخر، بل لا بدّ أن يتحوّل هذا المفهوم من حالة إلى حالة أُخرى، ومن مكان إلى مكان آخر، وذلك بأن يُحوّل الخطاب القرآني في النهضة الحسينية إلى مصاديق حقيقية موجودة، مصاديق تتواجد في الملصقات والبرامج والمناهج الدراسية، وتستطيع الفضائيات الإسلامية أن تحقق ذلك بمقدار ما تملك من مؤهلات لنشر الثقافة ومخاطبة الجميع، خصوصاً وأنا أدّعي ـ تحقيقاً لا تقريباً ـ أنّ هناك العشرات من الحلقات المتعددة ـ بل أكثر من ذلك ـ تستطيع أن تتناول الآيات القرآنية في النهضة الحسينية إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً.

هذا والحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على النبيّ المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين.

د. السيّد نذير الحسني ـ أُستاذ في جامعة المصطفى العالمية، من العراق/مؤسسة وارث الأنبياء

————————-

المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.

الاحتجاج، أحمد بن علي الطبرسي، تحقيق وتعليق وملاحظات: السيّد محمد باقر الخرسان، نشر دار النعمان للطباعة والنشر، النجف الأشرف، 1386هـ/1966م.

الإرشاد، محمد بن محمد المفيد، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لتحقيق التراث، نشر دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1414هـ/1993م.

بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، نشر مؤسسة الوفاء، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية المصحّحة، 1403هـ/1983م.

تاريخ مدينة دمشق، علي بن الحسن ابن عساكر، تحقيق: علي شيري، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان، 1415هـ.

تفسير العيّاشي، محمد بن مسعود بن عيّاش، تحقيق: الحاج السيّد هاشم الرسولي المحلاتي، نشر المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

التفسير الكبير، محمد بن عمر الفخر الرازي، الطبعة الثالثة.

الخصال، محمد بن علي الصدوق، تحقيق وتصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدّسة، 1403هـ/1362ش.

الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، تحقيق وتصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، نشر دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الثالثة، 1367ش.

النزاع والتخاصم، أحمد بن علي المقريزي، تحقيق: السيّد علي عاشور.

نهج البلاغة، تحقيق وشرح: الشيخ محمد عبده، نشر دار الذخائر، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1412هـ/1370ش.

وسائل الشيعة، محمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث، نشر مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث بقم المقدّسة، الطبعة الثانية، 1414هـ.

[1] العيّاشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي: ج1، ص10.

[2] الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج27، ص196.

[3] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص329.

[4] الأنفال: آية47.

[5] المقريزي، أحمد بن علي، النزاع والتخاصم: ص87.

[6] عبده، محمد، شرح نهج البلاغة: ج3، ص136.

[7] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص326.

[8] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج٢، ص١١٢.

[9] الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص34.

[10] الصدوق، محمد بن علي، الخصال: ص43.

[11] التوبة: آية100.

[12] الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير: ج16، ص171.

[13] أبيات قالها الأخطل في ذمّ الأنصار عندما طلب منه يزيد بن معاوية ذلك.اُنظر: ابن عساكر، علي ابن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج34، ص298.

[14] آل عمران: آية154.

[15] الأنفال: آية11.

[16] الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير: ج9، ص395.

[17] المائدة: آية78ـ79.

[18] الإسراء: آية13-14.

[19] الجاثية: آية 28ـ 29.

[20] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج5، ص95.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
النهضه, الحسينية, الخطاب, القرآني

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخطاب الفقهي.. للثورة الحسينية سيد فاضل منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 3 24-08-2020 12:08 AM
الإعجاز القرآني العلوية ام موسى الاعرجي قسم القرآن الكريم 2 07-08-2019 09:49 PM
التجسيم في التعبير القرآني-1 العلوية ام موسى الاعرجي قسم القرآن الكريم 0 01-01-2015 01:42 PM
البعد الفقهي للشعائر الحسينية - الجزء الثالث/ كتابي اضواء على الشعائر الحسينية محب الرسول منتدى الامام الحسن المجتبى (سلام الله عليه) 8 30-11-2013 07:40 PM
اريد رابط تحميل " شهادة الأثر على إيمان قاتل عمر+فصل الخطاب في قتل ابن الخطاب الشريف.الادريسي8 احباب الحسين للكتب الإسلاميه 2 23-02-2010 10:04 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين